كثيرون هم الذين يتحدثون عن سلطة وقانون وشرعية في الضفة الغربية، وكثيرون أيضاً من يكتبون عن حكومة ووزراء ومدراء، وأكثر منهم من تناولوا دور الج

الحاكم العام للضفة الغربية المحتلة ... بقلم: د.ابراهيم حمامي

الأربعاء 10 يونيو 2009

الحاكم العام للضفة الغربية المحتلة
بقلم: د.ابراهيم حمامي

كثيرون هم الذين يتحدثون عن سلطة وقانون وشرعية في الضفة الغربية، وكثيرون أيضاً من يكتبون عن حكومة ووزراء ومدراء، وأكثر منهم من تناولوا دور الجنرال كيث دايتون في الضفة الغربية، لكن أحداً لم يتوقف عند الكلمة الأخيرة التي ألقاها دايتون في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط الشهر الماضي وتحديداً في 07/05/2009، هذه الكلمة التي حددت وبوضوح دوره "القيادي" ودور غيره "الانصياعي"،ووضعت ملامح المرحلة المقبلة عبر خطته القادمة، التي يمكن أن يُطلق عليها خطة الحكم للسنوات القليلة القادمة.
 
لقد كان دايتون شديد الصراحة والوضوح، لم يغلف كلماته بأي تنميق، الهدف الرئيسي واضح، التنسيق واضح، التبعية واضحة، المستهدف واضح، وحتى اقتباساته أثناء حديثه كانت واضحة المصدر والمغزى، تماماً كما كان واضحاً في كلمة سابقة له أمام الكونغرس الأمريكي استعرض فيها ما سمي وقتها بخطة دايتون – دحلان، والتي سقطت بتحرك استباقي وقائي في قطاع غزة في حزيران 2007.
 
ربما لم يضف الجنرال دايتون جديداً لما يعرفه الجميع عن دور ما يُسمى بالأجهزة الأمنية التابعة لعبّاس - فيّاض – اللهم إلا من يضع يديه أمام عينيه ليقول لا أرى - ، لكنه ورغم عدم وجود الجديد أكّد عديد الأمور لمن لا يزال لديه شك أو تشكيك، وفسّر وقائع قبل كلمته – الضفة أثناء العدوان على غزة مثلاً – وأمور أخرى تلت هذه الكلمة – جريمتي قلقيلية مثلاً.
 
بالطبع من افتضح أمرهم سيشككون بالرواية جملة وتفصيلا، كما فعل عدنان الضميري عندما واجهه العبد لله وألجمه بالوقائع والحقائق يوم الجمعة 29/05/2009، ليشكك بمصدرها العبري ويبدأ بممارسة ما لا يجيد غيره أمثاله من هجوم شخصي ترفعت عن الرد عليه، ورغم أنني رددت عليه في حينها على مبدأ "من فمك أدينك"، إلا أن التاريخ والأيام علمتنا أن المصادر العبرية هي من تأتي بأخبار من يتبعون لها في محمية المقاطعة، ورغم تكذيبهم لعديد الأخبار إلا أنهم عادوا وتراجعوا عند افتضاح أمرهم كل مرة، وهو ما سبق ووثقناه في أكثر من مرة أيضاً، المهم أن هؤلاء أنفسهم سيشككون بدايتون، وسيصرخون بأعلى صوتهم ليقل ما يشاء، هذا غير صحيح، لكن هل يجرؤ أحدهم كائناً من كان أن يصدر تكذيباً رسمياً لما قيل؟ بل هل يجرؤ حتى على مجرد التعليق علناً على ما ورد؟ الإجابة المؤكدة هي "لا"، ودون النفي أو التكذيب للحاكم الفعلي في الضفة الغربية كيث دايتون تبقى زمرة أوسلو مجرد بنادق يحركها دايتون وفريقه لحماية "إسرائيل"، نعم لحماية "إسرائيل" الهدف الأول والأخير لما يقوم به في ظل معادلة "السلام من خلال الأمن" التي يطرحها.
 
انزعج البعض من تسمية قوات الأمن الدايتونية، والسلطة الدايتونية، وغيرها من التسميات، ونقول أنهم محقون تماماً في انزعاجهم ورفضهم لهذه التسمية، لماذا؟ لأن التسمية توحي بوجود كيان قائم تابع، لكن الحقيقة أن الموجود على أرض الواقع هو حاكم عام فعلي للضفة الغربية اسمه الجنرال كيث دايتون، مع طاقم حكم متعدد الجنسيات، بميزانية وخطة عمل وأهداف مستقبلية، مع وجود من ينفذ أوامره ويزيد عليها لإثبات الولاء، وهؤلاء لا يستحقون حتى الوصف لا دايتونيون ولا غيرها، لأنهم لاشيء بالمطلق!
بصراحة شديدة لا نُعيب على دايتون أوغيره أن يقوم بما يقوم به، فهذه إستراتيجية بلاده وخططها لحماية حلفائها، لكن العيب والعار هو لمن ارتضى أن يمتطيه دايتون وفريقه لتحقيق تلكم المآرب، من أسماهم دايتون بالفلسطينيين الجدد، أي كل فلسطيني تجرد من أخلاقه وشرفه وضميره وآدميته، كيف لا وقد قالوها بصراحة وبالصوت والصورة: أوامرهم مشددة بعدم إطلاق رصاصة على جندي أو "مستوطن" إسرائيلي مهما فعل، مبدين استعدادهم لمواجهة الأخ وابن العم، وقالها قبلهم مستوزرهم أن الهدف من التدريب ليس مواجهة "إسرائيل"!
ملايين تصرف، وعشرات الآلاف يتدربون للتجرد من كل القيم وعلى مواجهة أبناء شعبهم، وعشرات منحوا رتب وألقاب ينسقون مع الاحتلال وقياداته، خطط ترسم، برامج توضع، دراسات في مشارق الأرض ومغاربها، أبحاث من كل حدب وصوب، لم تفلح في السابق في كسر شعبنا للتنازل عن حقوقه، ولن تفلح اليوم أو في المستقبل في ذلك، هذا آكد الأكيد.
لا نامت أعين الجبناء
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية