الخبير عمر جعارة: غزة ستبتلع نتنياهو والانتفاضة بحاجة لقيادة تستغل الحدث
-الانتفاضة تفتقد قيادة سياسية تستغل الحدث والالتفاف الجماهيري
-المطلوب التفاف السلطة رسميا حول الهبة الشعبية بطرق قانونية
-إسرائيل أعلنت أنها تريد إضعاف حماس وهذا إعلان فشل مبكر
-التفاوض وصل لطريق مسدود لكن المقاومة لن تصل لطريق مسدود
-غزة ابتلعت أولمرت في الحرب الأولى وستبتلع نتنياهو في هذه الجولة
-نتنياهو منعزل الآن خاصة بعد خروج ليبرمان من حلفه مع الليكود
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الخبير السياسي عمر جعارة إن الانتفاضة بحاجة إلى عدة عوامل للنجاح والاستمرار، لافتا إلى أن الهبة الجماهيرية الحالية في الضفة والقدس وأراضي 48 تفتقد قيادة سياسية تستغل الحدث والالتفاف الجماهيري العارم.
وأكد جعارة في سياق مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن التفاوض وصل لطريق مسدود بشهادة المفاوضين أنفسهم، معتبرا أن "المطلوب اليوم هو التفاف السلطة رسميا حول الهبة الشعبية بكل الطرق القانونية والسياسية".
وبشأن المعركة القائمة في قطاع غزة، قال: "أنا واثق أن هذه الجولة تسير لصالح المقاومة، وأن إسرائيل تبحث عن مخرج لوقف إطلاق النار".
وأضاف إن "غزة ابتلعت شمشون الجبار في العهد القديم، وابتلعت أيهود أولمرت في الحرب الأولى على غزة، وستبتلع بنيامين نتنياهو في هذه الجولة".
وأشار إلى أن "نتنياهو اليوم هو أكثر شخصية منعزلة في الكيان الصهيوني، خاصة بعد خروج ليبرمان من حلفه مع الليكود".
وتاليا، نص المقابلة التي أجراها "المركز الفلسطيني للإعلام" مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية د. عمر جعارة حول آخر المستجدات الأمنية والسياسية في فلسطين:
*هل بدأت الانتفاضة الثالثة؟
-الانتفاضات في التاريخ بحاجة إلى ثلاثة عوامل للنجاح؛ الأول حدث ساخن، والأحداث الساخنة في التاريخ الفلسطيني كثيرة، ثانيا التفاف جماهيري، وكل أحداثنا لها التفاف جماهيري كبير، ورأينا ذلك بعد حادثة استشهاد محمد أبو خضير.
أما البند الثالث للأسف، فهو: وجود قيادة سياسية تستغل هذا الحدث والالتفاف الجماهيري من أجل هدف سياسي، وهذا الأمر في الضفة الغربية مفقود بشكل كامل، والدليل على ذلك أن الأماكن التي لا تدخل بنطاق اتفاق أوسلو وليس فيها مقار للسلطة هي المناطق المشتعلة الآن مع الاحتلال الصهيوني. ولا أتوقع في مناطق أوسلو أن يكون هناك انتفاضة حقيقية.
*لكن، هل الأجواء السياسية والأمنية بشكل عام تشجع على نجاح مشروع الهبة الجماهيرية وضمان استمراريتها؟
-الحدث أحيانا يتدحرج ككرة الثلج بفعل عدة عوامل؛ العامل الأهم أن تلتف القيادة السياسية حول جماهيريها وتضع هدفا سياسيا لها، مثلا فلتقل القيادة: نريد سلامًا مع "الإسرائيلي"، نعم لكن فلتنسحب "إسرائيل" من أراضي 48.
وعلى أي حال: على المفاوض أن يدرك أن "الإسرائيلي" لن يعطيه شيئا، وهذا ما أكدته قيادة السلطة مرارا ورئيس السلطة محمود عباس الذي بنفسه وصف المفاوضات بالعبثية. المطلوب الآن الالتفاف شعبيا ورسميا حول الهبة الشعبية بكل الطرق القانونية والسياسية.
*لكن عمليا، هذا الأمر غير ممكن؛ فعباس يعلن بصراحة معار ضته لأي انتفاضة جديدة، ويرى أنها دمار للفلسطينيين، بل وتداولت بعض المواقع الإعلامية أنه أوفد قيادات من السلطة لإطفاء جذوة الهبة المندلعة في القدس المحتلة، ما رأيك؟
-إذا تمترس عباس خلف موقفه هذا فذلك معناه انتحاره سياسيا، عباس يعلم أن المسار السياسي وحده لن يقدم له شيئا، لأنه سيصطدم بالصخرة الأمريكية كما كل مرة.
"إسرائيل" لن تعطيك شيئا، الاستيطان تضخم والتهويد يزيد، بالإمكان ألا يكون عباس حريصا على الانتفاضة في مقابل شيء كبير كانسحاب "إسرائيلي" من أراضي 67 مثلا. لكن للأسف عباس نفسه يقول إنه يعيش تحت بساطير "الإسرائيليين".
على عباس أن يدرك أن "الإسرائيلي" غير جاهز للسلام مع الفلسطيني، وأن يدرك كما قال بنفسه أن هذه المفاوضات عبثية. وأن "الإسرائيلي" يعتبر أن لا حق الفلسطيني في التواجد على هذه الأرض وغريب عنها. وهذا المنطق لا يسمح بسلام حقيقي مع الفلسطينيين.
*كيف تقرأ انتفاضة أهالي القدس وفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، بعد فترة من السبات الذي عاشته؟
-الشعوب لا تنام، لكنها تحت سياسات القمع تتخدر قليلا، انظر لحادثة الشهيد محمد أبو خضير وحادثة الشحن الذي دهس عاملين في قلقيلية وطولكرم، كيف أشعلت الجماهير عن بكرة أبيها، المشكلة أنك بحاجة لقرار سياسي يستغل مثل هذه الأحداث.
*كيف تقيم الحراك الشعبي المتصاعد في الضفة الغربية؟ وهل تعتقد أنه سيستمر؟
-الفلسطيني أينما تواجد، هو جزء من شعب، وأي شعب مستعمر محتل، لا يمكن إلا أن ينتفض ويقاوم، بكل أنواع المقاومة والنضال، لأن الاحتلال هو الذي يعطي كل هذه المبررات لكل هذه السلوكيات.
*بالانتقال إلى المعركة الدائرة الآن في غزة، الاحتلال أطلق على عمليته "الجرف الصامد"، بماذا تعلق؟
-الحقيقة، الترجمة الحرفية للاسم الصهيوني الذي أطلق على العملية هو: "قوة الغضب"، على غرار عملية عناقيد الغضب عام 1993.
الاسم الجديد برأيي يعني أن: "إسرائيل" تعاني مشكلة مستعصية جدا وهي غزة. ولا ينبغي أن ننسى أن ليبرمان يدعو اليوم لمحو غزة عن الخارطة، ورابين سابقا قال إنه يتمنى أن يصحو فيرى غزة وقد ابتلعها البحر.
*من خلال متابعتك لمجريات الأمور على جبهة قطاع غزة، إلى أين ترى الأمور متجهة في ظل التطورات الدراماتيكية للميدان؟
-مشكلة غزة مشكلة مستمرة، أكثر المحللين الصهاينة تطرفا قال قبل قليل: إن هذه إحدى الجولات الكثيرة بين حماس و"إسرائيل". وبات واضحا أن قوة المقاومة في قوتها الصاروخية، وقوة "إسرائيل" في قدراتها الجوية.
انتبه: نتنياهو في حرب 2012 لم يضع هدفا للعملية، غير عن أولمرت في حرب 2008/2009 وضع 3 أهداف ولم يحقق شيئا منها فخسر شعبيته. الآن نتنياهو وضع هدفا لهذه العملية، ما هو؟ إضعاف حماس وتقليل إطلاق الصواريخ، هذا يعني أنهم غير قادرين على منع إطلاق الصواريخ.
من هنا يمكن القول: إن "إسرائيل" حكمت على نفسها بالفشل في بداية هذه العملية.
*وماذا إن استنفدت المقاومة قوتها أو تلقت ضربة موجعة من العدو الصهيوني خلال هذه الجولة؟
-انظر إلى غزة ستجد المعنويات عالية، وهذا من فضل الله، أن شعبنا يمارس كافة أشكال النضال. انظر معي: المفاوضون اعترفوا أنهم وصلوا لطريق مسدود، لكني على يقين أن رصيد المقاومة لن يصل لطريق مسدود.
والدليل: ما هو بنك أهداف الاحتلال؟ الاحتلال لا يوجد له بنك أهداف سوى المدنيين، حتى إن استشهاد 7 مقاتلين من القسام في رفح قبل يومين لم يعترف الصهاينة بقتلهم وقالوا إنهم سقطوا نتيجة خطأ محلي وتنصلوا من مسئوليتهم، تخيل، وهذا بحد ذاته يشكل ضعفا كبيرا في العقلية الأمنية "الإسرائيلية".
"إسرائيل" تدرك أن المقاومة قادرة أن تصل لأبعد مما وصلت إليه صواريخها، والآن الإعلام الصهيوني يطالب بأن تكون قيمة الصاروخ في سديروت كقيمة الصاروخ في "تل أبيب"، لأنهم من وجهة نظرهم شعب واحد في دولة واحدة، ولا ينبغي أن يكون هناك فوارق بينهم.
*أفهم من حديثك أنك على يقين أن هذه الجولة محسومة لصالح المقاومة؟
-أنا متأكد من ذلك، لأن "الإسرائيلي" لا يعول على قتل المقاومة بجيشه أو بأجهزته الأمنية. مشكلة غزة هي مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لهم، حتى إن إعلامهم يسميها "وجع راس".
بفضل الله غزة ابتلعت شمشون الجبار في العهد القديم، وابتلعت أولمرت في الحرب الأولى، والآن هي في طريقها لتبتلع نتنياهو لأنه أكثر رجل في حكومة "إسرائيل" منعزل ووحيد، وخاصة بعد خروج ليبرمان من حلف الليكود. حتى أصبح نتنياهو اليوم شخصية غير متنفذة في السياسية "الإسرائيلية".
*كيف تنظر للتكتيك الذي اتبعته المقاومة هذه المرة في الرد على جرائم الاحتلال في غزة؟
-قوة المقاومة هي قوة صاروخية، من الممكن أن يكون هناك عمليات نوعية غير نمطية، غير معلومة، يخشاها "الإسرائيلي"، يمكن أن تصل للعمق الصهيوني عبر الأنفاق.
لكن، القوة الصاروخية حقيقة لا تستطيع "إسرائيل" إيقافها، و"إسرائيل" تعلم أنها سلاح استراتيجي كبير بيد المقاومة، لا يمكن إنهاؤه.
*لماذا برأيك لم تنجح إلى الآن أي جهود لتهدئة الأمور، ولماذا لم نسمع لمصر صوتا عاليا حول الاعتداءات الصهيونية حتى الآن؟
-الإعلام الصهيوني قال إن "إسرائيل" طلبت من مصر للتدخل وأن المصريين اتصلوا على قادة حماس فوجدوا هواتفهم مغلقة.
إن صحت الرواية فلا بد من تذكر أن موقف النظام المصري من حماس والمقاومة أصلا سلبي جدا.
إن كان "الإسرائيلي" يرد تهدئة، فليعلن نتنياهو وقف النار من طرف واحد كما حدث في 2012، لكن على المقاومة أن يكون لها هدف سياسي.
الآن أحد كبار المسئولين السياسيين في "إسرائيل" اقترح إبرام اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، يمنع التعرض للمدنيين من أي جهة.
هذا اقتراح ممكن عمليا، لكن "إسرائيل" ترفض ذلك، لأنه لا يوجد لها هدف غير المدنيين، فالعسكريون محصنون. يجب على المقاومة أن تضع هدفا سياسيا لذلك. لأن هذه الجولات مستمرة ولن تنتهي.
*ما هو الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الدول العربية والإسلامية حكومات وشعوبًا، في ظل هذه الجولة من الصراع مع الاحتلال الصهيوني؟
-أخي: انسَ الحكام العرب والمسلمين، وكونوا فقط مع الله، لا تأت على سيرة ناس أموات ولا قيمة لهم.
أما الشعوب، فلا نظلمها: الشعوب في العالم لا فرق بينها، لكن المشكلة في القائد السياسي، فكل تاريخ الشعوب مرتبط بقادتهم.
-الانتفاضة تفتقد قيادة سياسية تستغل الحدث والالتفاف الجماهيري
-المطلوب التفاف السلطة رسميا حول الهبة الشعبية بطرق قانونية
-إسرائيل أعلنت أنها تريد إضعاف حماس وهذا إعلان فشل مبكر
-التفاوض وصل لطريق مسدود لكن المقاومة لن تصل لطريق مسدود
-غزة ابتلعت أولمرت في الحرب الأولى وستبتلع نتنياهو في هذه الجولة
-نتنياهو منعزل الآن خاصة بعد خروج ليبرمان من حلفه مع الليكود
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الخبير السياسي عمر جعارة إن الانتفاضة بحاجة إلى عدة عوامل للنجاح والاستمرار، لافتا إلى أن الهبة الجماهيرية الحالية في الضفة والقدس وأراضي 48 تفتقد قيادة سياسية تستغل الحدث والالتفاف الجماهيري العارم.
وأكد جعارة في سياق مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن التفاوض وصل لطريق مسدود بشهادة المفاوضين أنفسهم، معتبرا أن "المطلوب اليوم هو التفاف السلطة رسميا حول الهبة الشعبية بكل الطرق القانونية والسياسية".
وبشأن المعركة القائمة في قطاع غزة، قال: "أنا واثق أن هذه الجولة تسير لصالح المقاومة، وأن إسرائيل تبحث عن مخرج لوقف إطلاق النار".
وأضاف إن "غزة ابتلعت شمشون الجبار في العهد القديم، وابتلعت أيهود أولمرت في الحرب الأولى على غزة، وستبتلع بنيامين نتنياهو في هذه الجولة".
وأشار إلى أن "نتنياهو اليوم هو أكثر شخصية منعزلة في الكيان الصهيوني، خاصة بعد خروج ليبرمان من حلفه مع الليكود".
وتاليا، نص المقابلة التي أجراها "المركز الفلسطيني للإعلام" مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية د. عمر جعارة حول آخر المستجدات الأمنية والسياسية في فلسطين:
*هل بدأت الانتفاضة الثالثة؟
-الانتفاضات في التاريخ بحاجة إلى ثلاثة عوامل للنجاح؛ الأول حدث ساخن، والأحداث الساخنة في التاريخ الفلسطيني كثيرة، ثانيا التفاف جماهيري، وكل أحداثنا لها التفاف جماهيري كبير، ورأينا ذلك بعد حادثة استشهاد محمد أبو خضير.
أما البند الثالث للأسف، فهو: وجود قيادة سياسية تستغل هذا الحدث والالتفاف الجماهيري من أجل هدف سياسي، وهذا الأمر في الضفة الغربية مفقود بشكل كامل، والدليل على ذلك أن الأماكن التي لا تدخل بنطاق اتفاق أوسلو وليس فيها مقار للسلطة هي المناطق المشتعلة الآن مع الاحتلال الصهيوني. ولا أتوقع في مناطق أوسلو أن يكون هناك انتفاضة حقيقية.
*لكن، هل الأجواء السياسية والأمنية بشكل عام تشجع على نجاح مشروع الهبة الجماهيرية وضمان استمراريتها؟
-الحدث أحيانا يتدحرج ككرة الثلج بفعل عدة عوامل؛ العامل الأهم أن تلتف القيادة السياسية حول جماهيريها وتضع هدفا سياسيا لها، مثلا فلتقل القيادة: نريد سلامًا مع "الإسرائيلي"، نعم لكن فلتنسحب "إسرائيل" من أراضي 48.
وعلى أي حال: على المفاوض أن يدرك أن "الإسرائيلي" لن يعطيه شيئا، وهذا ما أكدته قيادة السلطة مرارا ورئيس السلطة محمود عباس الذي بنفسه وصف المفاوضات بالعبثية. المطلوب الآن الالتفاف شعبيا ورسميا حول الهبة الشعبية بكل الطرق القانونية والسياسية.
*لكن عمليا، هذا الأمر غير ممكن؛ فعباس يعلن بصراحة معار ضته لأي انتفاضة جديدة، ويرى أنها دمار للفلسطينيين، بل وتداولت بعض المواقع الإعلامية أنه أوفد قيادات من السلطة لإطفاء جذوة الهبة المندلعة في القدس المحتلة، ما رأيك؟
-إذا تمترس عباس خلف موقفه هذا فذلك معناه انتحاره سياسيا، عباس يعلم أن المسار السياسي وحده لن يقدم له شيئا، لأنه سيصطدم بالصخرة الأمريكية كما كل مرة.
"إسرائيل" لن تعطيك شيئا، الاستيطان تضخم والتهويد يزيد، بالإمكان ألا يكون عباس حريصا على الانتفاضة في مقابل شيء كبير كانسحاب "إسرائيلي" من أراضي 67 مثلا. لكن للأسف عباس نفسه يقول إنه يعيش تحت بساطير "الإسرائيليين".
على عباس أن يدرك أن "الإسرائيلي" غير جاهز للسلام مع الفلسطيني، وأن يدرك كما قال بنفسه أن هذه المفاوضات عبثية. وأن "الإسرائيلي" يعتبر أن لا حق الفلسطيني في التواجد على هذه الأرض وغريب عنها. وهذا المنطق لا يسمح بسلام حقيقي مع الفلسطينيين.
*كيف تقرأ انتفاضة أهالي القدس وفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، بعد فترة من السبات الذي عاشته؟
-الشعوب لا تنام، لكنها تحت سياسات القمع تتخدر قليلا، انظر لحادثة الشهيد محمد أبو خضير وحادثة الشحن الذي دهس عاملين في قلقيلية وطولكرم، كيف أشعلت الجماهير عن بكرة أبيها، المشكلة أنك بحاجة لقرار سياسي يستغل مثل هذه الأحداث.
*كيف تقيم الحراك الشعبي المتصاعد في الضفة الغربية؟ وهل تعتقد أنه سيستمر؟
-الفلسطيني أينما تواجد، هو جزء من شعب، وأي شعب مستعمر محتل، لا يمكن إلا أن ينتفض ويقاوم، بكل أنواع المقاومة والنضال، لأن الاحتلال هو الذي يعطي كل هذه المبررات لكل هذه السلوكيات.
*بالانتقال إلى المعركة الدائرة الآن في غزة، الاحتلال أطلق على عمليته "الجرف الصامد"، بماذا تعلق؟
-الحقيقة، الترجمة الحرفية للاسم الصهيوني الذي أطلق على العملية هو: "قوة الغضب"، على غرار عملية عناقيد الغضب عام 1993.
الاسم الجديد برأيي يعني أن: "إسرائيل" تعاني مشكلة مستعصية جدا وهي غزة. ولا ينبغي أن ننسى أن ليبرمان يدعو اليوم لمحو غزة عن الخارطة، ورابين سابقا قال إنه يتمنى أن يصحو فيرى غزة وقد ابتلعها البحر.
*من خلال متابعتك لمجريات الأمور على جبهة قطاع غزة، إلى أين ترى الأمور متجهة في ظل التطورات الدراماتيكية للميدان؟
-مشكلة غزة مشكلة مستمرة، أكثر المحللين الصهاينة تطرفا قال قبل قليل: إن هذه إحدى الجولات الكثيرة بين حماس و"إسرائيل". وبات واضحا أن قوة المقاومة في قوتها الصاروخية، وقوة "إسرائيل" في قدراتها الجوية.
انتبه: نتنياهو في حرب 2012 لم يضع هدفا للعملية، غير عن أولمرت في حرب 2008/2009 وضع 3 أهداف ولم يحقق شيئا منها فخسر شعبيته. الآن نتنياهو وضع هدفا لهذه العملية، ما هو؟ إضعاف حماس وتقليل إطلاق الصواريخ، هذا يعني أنهم غير قادرين على منع إطلاق الصواريخ.
من هنا يمكن القول: إن "إسرائيل" حكمت على نفسها بالفشل في بداية هذه العملية.
*وماذا إن استنفدت المقاومة قوتها أو تلقت ضربة موجعة من العدو الصهيوني خلال هذه الجولة؟
-انظر إلى غزة ستجد المعنويات عالية، وهذا من فضل الله، أن شعبنا يمارس كافة أشكال النضال. انظر معي: المفاوضون اعترفوا أنهم وصلوا لطريق مسدود، لكني على يقين أن رصيد المقاومة لن يصل لطريق مسدود.
والدليل: ما هو بنك أهداف الاحتلال؟ الاحتلال لا يوجد له بنك أهداف سوى المدنيين، حتى إن استشهاد 7 مقاتلين من القسام في رفح قبل يومين لم يعترف الصهاينة بقتلهم وقالوا إنهم سقطوا نتيجة خطأ محلي وتنصلوا من مسئوليتهم، تخيل، وهذا بحد ذاته يشكل ضعفا كبيرا في العقلية الأمنية "الإسرائيلية".
"إسرائيل" تدرك أن المقاومة قادرة أن تصل لأبعد مما وصلت إليه صواريخها، والآن الإعلام الصهيوني يطالب بأن تكون قيمة الصاروخ في سديروت كقيمة الصاروخ في "تل أبيب"، لأنهم من وجهة نظرهم شعب واحد في دولة واحدة، ولا ينبغي أن يكون هناك فوارق بينهم.
*أفهم من حديثك أنك على يقين أن هذه الجولة محسومة لصالح المقاومة؟
-أنا متأكد من ذلك، لأن "الإسرائيلي" لا يعول على قتل المقاومة بجيشه أو بأجهزته الأمنية. مشكلة غزة هي مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لهم، حتى إن إعلامهم يسميها "وجع راس".
بفضل الله غزة ابتلعت شمشون الجبار في العهد القديم، وابتلعت أولمرت في الحرب الأولى، والآن هي في طريقها لتبتلع نتنياهو لأنه أكثر رجل في حكومة "إسرائيل" منعزل ووحيد، وخاصة بعد خروج ليبرمان من حلف الليكود. حتى أصبح نتنياهو اليوم شخصية غير متنفذة في السياسية "الإسرائيلية".
*كيف تنظر للتكتيك الذي اتبعته المقاومة هذه المرة في الرد على جرائم الاحتلال في غزة؟
-قوة المقاومة هي قوة صاروخية، من الممكن أن يكون هناك عمليات نوعية غير نمطية، غير معلومة، يخشاها "الإسرائيلي"، يمكن أن تصل للعمق الصهيوني عبر الأنفاق.
لكن، القوة الصاروخية حقيقة لا تستطيع "إسرائيل" إيقافها، و"إسرائيل" تعلم أنها سلاح استراتيجي كبير بيد المقاومة، لا يمكن إنهاؤه.
*لماذا برأيك لم تنجح إلى الآن أي جهود لتهدئة الأمور، ولماذا لم نسمع لمصر صوتا عاليا حول الاعتداءات الصهيونية حتى الآن؟
-الإعلام الصهيوني قال إن "إسرائيل" طلبت من مصر للتدخل وأن المصريين اتصلوا على قادة حماس فوجدوا هواتفهم مغلقة.
إن صحت الرواية فلا بد من تذكر أن موقف النظام المصري من حماس والمقاومة أصلا سلبي جدا.
إن كان "الإسرائيلي" يرد تهدئة، فليعلن نتنياهو وقف النار من طرف واحد كما حدث في 2012، لكن على المقاومة أن يكون لها هدف سياسي.
الآن أحد كبار المسئولين السياسيين في "إسرائيل" اقترح إبرام اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، يمنع التعرض للمدنيين من أي جهة.
هذا اقتراح ممكن عمليا، لكن "إسرائيل" ترفض ذلك، لأنه لا يوجد لها هدف غير المدنيين، فالعسكريون محصنون. يجب على المقاومة أن تضع هدفا سياسيا لذلك. لأن هذه الجولات مستمرة ولن تنتهي.
*ما هو الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الدول العربية والإسلامية حكومات وشعوبًا، في ظل هذه الجولة من الصراع مع الاحتلال الصهيوني؟
-أخي: انسَ الحكام العرب والمسلمين، وكونوا فقط مع الله، لا تأت على سيرة ناس أموات ولا قيمة لهم.
أما الشعوب، فلا نظلمها: الشعوب في العالم لا فرق بينها، لكن المشكلة في القائد السياسي، فكل تاريخ الشعوب مرتبط بقادتهم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية