الخط الأحمر ... بقلم : د. أحمد محمد الأشقر .. عضو اللجنة السياسية

الخط الأحمر ... بقلم : د. أحمد محمد الأشقر .. عضو اللجنة السياسية

السبت 20 نوفمبر 2010

 
الخط الأحمر




المصالحة الفلسطينية أصبحت مطلبا شعبيا و وطنيا و ضرورة أخلاقية للم الشمل الفلسطيني , فنحن جميعا بحاجة إلى كافة الجهود على الصعيد الداخلي لمواجهة الغطرسة و العربدة الصهيونية , فالعدو يسير بخطى سريعة جدا لرسم واقع على الأرض يصعب مجابهته أو التصدي له على المدى القريب و المتوسط.




بدا واضحا للجميع أن المصالحة لا بد منها و أصبحت من أبجديات الواقع السياسي الفلسطيني , ولو فكرنا مليا فالمصالحة و الوفاق قاب قوسين أو أدنى من البلوغ , وهى أيضا من ضرب الخيال ومستحيلة الحصول !!!




إذا كنا نريدها من أجل المصلحة الوطنية فهي قريبة , وقريبة جدا إذا أردنا أن نرتب وضعنا الداخلي لنواجه المحتل, أما إذا كانت تكتيكا و يغلب على طابعها فلسفة المناورة فهي لن تكون و لن تحصل أبدا و إذا حصل أي اتفاق فسيسقط سريعا أمام الواقع المتناقض في فهم لغة الصراع.




لست متشائما هنا في معرض حديثي أو حتى متفائلا لكن الذي يهدئ من روعنا هو علمنا المسبق و يقيننا بالله عز و جل بأنه لا يصلح عمل المفسدين و أنه تبارك و تعالى لن يضيع أجر العاملين. لا يمكن لعطاءات المخلصين من أبناء هذا الشعب أن تذهب هدرا , كما و أن دماء الشهداء التي خضبت ثرى هذا الوطن ستكشف زيف المنافقين و المتربصين و المرجفين.



" تعثرت " عملية السلام أمام تعنت حكومة صهيونية – كما باقي الحكومات – فليس بالنسبة لنا في ذلك شيئا جديدا , و حمل المفاوض الفلسطيني – الفاشل - في جعبته أصفارا جديدة ! و على الفور و دون تأن طار المفاوض إلى دمشق " عاصمة الممانعة " ليناور هناك و ليعزف على وتر المصالحة و ليتحذلق ذاك المفاوض الفاشل و يتعنت و لكن و للأسف كما الصورة دائما أمام أخيه الفلسطيني و في غاية وطنية و مطلب يكاد يكون أمميا إسلاميا و هو المصالحة !!! لكن لا ضير عسى تلك الحذلقة تنفعه في المستقبل و تعلمه بأن يقول للصهاينة لا !!! أو على الأقل أن يحترم نفسه و لا يتراجع عن قراراته أمام أي غمزة أو لمزة رباعية.



و بأعجوبة كبيرة حلت جميع الملفات و بكل حب و ودية وبقى الملف الأمني لدورة ثانية مستكملة من الحوار, وفى هذه الأثناء شهدت دول المحور انتفاضة دبلوماسية وزيارات مكوكية خاطفة " لتحريك " عملية السلام التي لا تحركها إلا التنازلات العربية المتأتية تباعا و دون استراحة تذكر!!!



ومرة أخرى هناك تعثر مواز لتعثر المفاوضات و هذه المرة للمصالحة و من بعض من ينادى بها و يرعاها , و حمل المفاوض الفلسطيني " المتحذلق " إلى دمشق اشتراطا غريبا عجيبا و هو أن بحث الملف الأمني هو خط أحمر وهو يعتبر شأنا فلسطينيا – أمريكيا – صهيونيا !!! لا شأنا فلسطينيا وطنيا.


ونحن لا نعتب على الأخوة في حركة فتح و لا على المفاوض الفلسطيني " الفاشل " , فهو لا يملك من أمره شيئا , و أصبح واضحا لكل ذي صاحب بصر أن " أوسلو " ما هي إلا عبارة عن خطة أمنية تحفظ أمن المحتل بثوب و قالب يسمونه عملية السلام , وأصبح جليا أن حفظ أمن العدو مطلب لا رجعة فيه لديمومة وجود السلطة " الوطنية " الفلسطينية !!!



أصبح واضحا أن المصالحة لن تحصل فهناك " فيتو " وطني و إقليمي و دولي لئلا تكون مقابل الدعم الجاهز و الامتيازات اللامتناهية لحكومة فياض.


اليوم يشهد التاريخ بالدلائل و الوقائع على الأرض أن الانقلابي هو من رفض أن يحترم كلمة الشعب وقتل الشرعية الفلسطينية ورحل إلى موائد اللئام يعقد الصفقات و الاتفاقيات و الخطط لقتل إرادة الوطن وسرقة أحلام المساكين في أن يعيشوا و لو حلما اسمه كرامة و عزة !!!



و اليوم يشهد التاريخ أننا خاطبناهم و لا زلنا نخاطبهم و لن نمل عن خطابهم بأن عودوا إلى حضننا إلى وجعنا إلى زيتوننا , كونوا لنا ملحا كونوا لنا هواء.



و اليوم يشهد التاريخ أننا قلنا لإخواننا الذين " ضلوا الطريق " و لإخواننا القابضين على الجمر بأن تصالحوا على الدم و الرصاص لا تكتبونا في التاريخ تعساء.



و اليوم نشهد الله عز و جل بأنه فلتذهب المصالحة إلى الجحيم إذا بدأت بالخطوط الحمراء و استمرت بالتنسيق الأمني و استقرت بأن يبقى الفلسطيني في السجن الفلسطيني لأنه رفع السلاح في وجه الغاصبين و المحتلين!!!




د / أحمد محمد الأشقر


عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية


غزة / فلسطين


20.11.2010
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية