الخطيب: الأقصى في دائرة الخطر ودورالسلطة مشبوه
أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 48 في مقابلة خاصة ب "المركز الفلسطيني للاعلام" أن المسجد الأقصى في دائرة الخطر الشديد، مشددا على أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تشهد تصعيدا نوعيا بسبب حالة البلبلة التي تعيشها الأمة العربية.
ودعا الخطيب في مقابلة خاصة الى مواجهة المخططات الصهيونية الهادفة إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا من خلال التواجد والرباط لمواجهة مشاريع الاقتحامات.
ووصف الشيخ الخطيب الحكومة الصهيونية الجديدة بالعدوانية، مشيرا إلى أن الأخيرة حصلت على دعم أمريكي كبير بعد زيارة أوباما للكيان الصهيوني.
وأشار الخطيب إلى أن التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة مع الاحتلال سبب في تزايد الممارسات العدوانية الصهيونية، لافتا إلى أنه خلال زيارة أوباما الأخيرة قامت المؤسسة الصهيونية بشكل وقح بتسليم المؤسسة الأمنية الفلسطينية سبعة آلاف بندقية من أجل حماية أوباما، والمزيد من التنسيق الأمني, قائلا: "يبدو أن الانتفاضة بعيدة في ظل الدور الأمني المشبوه الذي تقوم به السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الأجهزة الصهيونية".
وفيما يلي نص اللقاء:
** ما هي السبل الكفيلة لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في ضوء الانتهاكات الصهيونية المستمرة ؟
- أنا أرى أن المسؤولية هي مسؤولية جماعية مشتركة لا للفلسطينيين وحدهم ولا للعرب وحدهم إنما للأمة كلها ثم هي ليست مسؤولية لأهل القدس أو أهل الداخل دون باقي الفلسطينيين والعرب والمسلمين نحن دورنا مزيد من الرباط مزيد من الحضور مزيد من التواصل ومواجهة مشاريع الاقتحام ,لكن هذه تبقى آنية, لأن المطلوب أكثر وهو إزالة هذا الاحتلال وإلى الأبد, وهذا يجب أن يكون مشروع الأمة كلها عبر السعي من أجل تطهير القدس والأقصى من الاحتلال, وهذا كما قلت مشروع الأمة مجتمعة وليس فقط مشروع داخلي ولا هو مشروع الحكام من دون الشعوب ولا مشروع الشعوب من دون الحكام , والقضية هي قضية الاحتلال .
** ماذا عن الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وتصاعد هذه الاقتحامات كما ونوعا؟ وهل بات الأقصى فعلا في دائرة الخطر الشديد ؟
- تشخيص في محله أن الأقصى في دائرة الخطر الشديد والاقتحامات الآن تشهد تصعيدا نوعيا, وفي تقديري هذا مرده إلى جملة أسباب, لعل أهمها هو حالة البلبلة التي تعيشها الأمة العربية في ظل تطورات الأحداث بعد الثورات, وسعي الأيدي الغريبة والأجسام المشبوهة في هذه الدول, واستمرار تعكير الأجواء, وأتحدث هنا بشكل خاص عن مصر، يبدو أن المؤسسة الصهيونية ترى حالة الاضطراب التي تعيشها الأمة وحالة الانشغال بين كل دولة وأخرى في قضاياها والاستفادة من عنصر الوقت وهذا الاضطراب لتسريع مشاريعها التهويدية في القدس وفي المسجد الأقصى المبارك , وأما السبب الآخر فعلا فهو حالة الانقسام الفلسطيني واستمرار الانشغال الداخلي بالقضايا الداخلية مع مزيد من القيود الذي فرضتها اتفاقية أوسلو على الجانب الفلسطيني الرسمي تحديدا هنا في رام الله, الأمر الذي جعل المؤسسة الرسمية الصهيونية تتقدم بخطوات كثيرة دون أن تجد من يوقفها أو يحول دون هذا التصعيد النوعي الخطير.
** ما هو تعقيبكم على قيام المستوطنين بكتابة شعارات عنصرية على المساجد ؟
- واضح أن الحكومة الصهيونية الجديدة، والتي هي فريدة من نوعها في توجهها اليميني حتى لو كانت بدون الأحزاب المتدينة، لكن واضح أن هذه الحكومة هي حكومة يمينية وحربية، بالتالي كما يقول الشاعر إذا كان رب البيت للدف ضاربا, فشيمة أهل البيت كلهم الرقص، فإذا كانت الحكومة يمينية في نزعتها ويبرز هذا التوجه اليميني الصارخ من الشعب سواء عبر اقتحامات الأقصى وعبر الكتابات على المساجد وشعارات عنصرية تنضح بالحقد للعرب وللمسلمين الفلسطينيين كما هو الحال في الكتابات الأخيرة على المساجد في الضفة الغربية .
** كيف تصفون حال الفلسطينيين في مدينة القدس على ضوء حملات التهويد المستمرة ؟
- حقيقة رغم كل المعاناة وكل الآلام.. رغم الاستهداف.. رغم مشاريع الإفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي، يظل أهل القدس درة شعبنا الفلسطيني وهم الذين بعد الله عز وجل يعتمد عليهم للحفاظ على هوية المدينة وعلى هوية المسجد الأقصى المبارك أهلنا في القدس لا يعتادون على الواقع الذي يعيشونه عبر الاستهداف الصهيوني الممنهج بكافة الاتجاهات وكافة الوسائل, وأهلنا في القدس هم بين نار للسعي نحو العيش الكريم وبين نار مواجهة هذا الإخطبوط الصهيوني المتمثل بالاستهداف لمسراهم ومسجدهم الأقصى المبارك فأهل القدس حقيقة هم مصدر فخر واعتزاز ولا بد للأمة أن تدرك ضرورة قيامها بواجبها, حتى يظلوا هم الحصن الحصين وخط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك .
** للجمعة الرابعة على التوالي تقوم قوات الاحتلال بتحديد أعمار المصلين ومنع المصلين من هم دون سن الخمسين عاما من الصلاة , كيف تنظرون لهذه الخطوة ؟
- المؤسسة الصهيونية قامت بخطوة أبشع منها, المؤسسة الصهيونية في شهر رمضان الماضي قامت بالسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى المبارك وهذا لم يكن معهودا من قبل المؤسسة الصهيونية, قبل شهر سمحت في يوم جمعة باقتحام (موشي فيغلين) وهو من أعضاء حزب الليكود البارزين بالسماح له بدخول الأقصى يوم الجمعة وهذا كذلك لم يكن معهودا من قبل, فحين تقوم المؤسسة الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى في رمضان, وفي يوم الجمعة, فهذا مقدمة لخطوات كبيرة كان منها الآن مزيد من المنع المتواصل طوال شهر لمن هم دون الخمسين من دخول المسجد الأقصى, هم بدؤوها قبل سنوات قليلة لكن كانت على فترات متباعدة والآن أخذت لها بعدا ممنهجاً واستمرارية مما يعني أن المؤسسة الصهيونية تقدم على أكثر من ذلك في مرحلة قادمة, وهذا الذي يجعلنا نقول الأقصى في خطر, بل والآن على خطر شديد وشديد جدا .
** هل تعتقد أن الأقصى أصبح مقسما مكانيا وزمنيا ؟
- إلى الآن لا أعتبر هذا الشيء حاصل بشكل رسمي وإن كان يمارس بشكل فعلي, ما كان من الدخول الصباحي وبعد الظهر لليهود بشكل أصبح شبه يومي لكأنه يراد تجديد هذا بشكل واقعي, وهنالك من يطالب بتقديمه للقانون ليشرعه الكنيست الصهيوني, وفعلا التقسيم الزماني بحيث يكون يوم الجمعة للمسلمين ويوم السبت لليهود, والصباح لليهود وبعد الظهر لليهود, وباقي اليوم للمسلمين, في أعياد اليهود يأتي اليهود ولا يدخل المسلمون, وفي أعياد المسلمين لا يدخل اليهود, هو يراد أن يسن الآن قانونا رسميا وهذا يمثل خطوة نوعية يمكن أن تكون لا سمح الله تقسيم مكاني اذا نجح التقسيم الزماني, وهذا ما يجب أن يرفض ويواجه ويجب أن يتم العمل من أجل إفشاله ولا طريقة أنجع لإفشاله من الحشد الفلسطيني الكبير في كل ساعة وفي كل زمان في النهار ويوم الجمعة ويوم السبت وفي كل الأيام من أجل الحيلولة دون ترسيخ هذا الحضور الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك .
** بالنسبة لقضية الأسرى التي تتفاعل في الشارع الفلسطيني وفي نفس الوقت قوات الاحتلال تماطل بالإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام, كيف تنظرون إلى هذه القضية ؟
- نحن نجل المسجد الأقصى المبارك ونتعبد إلى الله فيه , ولكن يظل الإنسان أعظم حرمة, فإذا كان الإنسان الفلسطيني هذه الأيام على الحالة التي هو عليها وتحديدا الأسرى بشكل عام والمضربين عن الطعام بشكل خاص أمثال سامر العيساوي وغيره من الأبطال الذين هم شرف الأمة اليوم, فأمة تفرط في أسراها وتدير لهم الظهر في تقديري هي نفس الأمة التي تدير الظهر للمسجد الأقصى المبارك, أنا لا أتحدث الآن عن العدو الصهيوني, أنا أتحدث الآن عن الأمة وعن شعبنا, أما المؤسسة الصهيونية فماذا من الممكن أن نتوقع منها هي دائما تعادي الإنسان وتعادي المقدسات وتعادي كل من يواجه هذا المخطط الصهيوني وتعلن الحرب عليه بشكل سافر, والمطلوب فعلا وقفة فلسطينية عربية إسلامية دولية من أجل مواجهة هذا المشروع ولا ننسى أن يوم 17 نيسان هو يوم الأسير الفلسطيني, والأمم المتحدة التي تتحدث كل مرة عن حقوق الإنسان والميثاق العالمي لحقوق الإنسان, مع الأسف الشديد لماذا هذا الميثاق يتم اجتراره عند الحديث عن الفلسطينيين, لماذا وقفت الدنيا وما تزال أمام أسير صهيوني اسمه جوناثان كونير مسجون في أمريكا ويتجسس على أمريكا, لماذا وقفت الدنيا وتدخل الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي من أجل جلعاد شاليط, بينما هم الآن يملأون أفواههم ماء مقابل هذا البطل العيساوي الذي يموت كل يوم وقد توفي قبله الأسير ميسرة أبو حمدية والعالم كله يتفرج , ونحن نقول إن شعبنا الفلسطيني وحده من يجب أن يتحرك للسعي لإطلاق سراح هؤلاء لأن الأمر ليس سهلا ونحن بين يدي مؤسسة ظالمة وطاغية, لكن شعبنا مطالب بأن لا ينسى هؤلاء بالاستمرار في كل النشاطات التي تنقل قضيتهم إلى الدنيا كلها .
** هل تعتقد أننا على أبواب انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية على ضوء ممارسات الاحتلال ؟
- لن أجامل وأقول ما دام هنالك سلطة في رام الله تؤدي دور المنسق الأمني المدافع بشكل مباشر وغير مباشر عن المؤسسة الصهيونية فلن يكون هنالك انتفاضة , خلال زيارة أوباما قامت المؤسسة الصهيونية بشكل وقح بتسليم المؤسسة الأمنية الفلسطينية سبعة آلاف بندقية من أجل حماية أوباما، والمزيد من التنسيق الأمني, ويبدو أن الانتفاضة بعيدة في ظل الدور الأمني المشبوه الذي تقوم به السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الأجهزة الصهيونية .
** هل تعتقد أن إسرائيل ستقوم بشن حرب على غزة من أجل تعطيل المصالحة الفلسطينية ؟
- لا أستغرب أي تصرف تقوم به المؤسسة الصهيونية لا لشيء إلا كما قلت لأن الواقع العربي بشكل عام هو الآن واقع مضطرب, ثانيا لأن المؤسسة الصهيونية أخذت دعما كبيرا بعد زيارة أوباما, وثالثا لأن طبيعة هذه المؤسسة الصهيونية والحكومة الجديدة هي حكومة عدوانية, ففي تقديري يمكن بأي لحظة أن يحصل مثل هذا غير أني لا أعتقد أن تكون قريبة جدا, دون أي تصور نوعي يجعل هذا العدوان قريب من التحقيق .
** ما هو الحل للمأزق الذي يعيشه الفلسطينيون حاليا ؟
- أنا أعتبر أن الفلسطينيين هم جزء من الأمة أمتنا كلها في مأزق ولا بد من أن تدرك الأمة أن خياراتها ليس عبر استهداف لا الشرق ولا الغرب ولا اليمين ولا اليسار , لا بد من أن تدرك أمتنا أن الالتحام بين الحاكم والمحكوم بين السلطة الرسمية والشعبية هي صمام الأمان أمام مواجهة الضغوط الأمريكية والتصلب الصهيوني, بنفس الوقت أنا أعتبر أن الأنظمة الرسمية العربية لا بد أن يتم إيجاد تغيير جذري في منهجيتها, وإلا فإنها معرضة لما تعرضت له الأنظمة الفاسدة في مصر وفي سوريا وفي تونس وفي ليبيا وفي غيرها , الشعب الفلسطيني لا بد أن يدرك كذلك خياره في مواجهة الليكود الصهيوني لا يكون إلا عبر الوحدة وخيارات الوحدة المتمثلة بالمقاومة للاحتلال وليس باستجداء هذا الاحتلال والتوسل اليه من أجل أن يتكرم علينا بحقوقنا التي لم ولن يعترف بها.
أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 48 في مقابلة خاصة ب "المركز الفلسطيني للاعلام" أن المسجد الأقصى في دائرة الخطر الشديد، مشددا على أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تشهد تصعيدا نوعيا بسبب حالة البلبلة التي تعيشها الأمة العربية.
ودعا الخطيب في مقابلة خاصة الى مواجهة المخططات الصهيونية الهادفة إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا من خلال التواجد والرباط لمواجهة مشاريع الاقتحامات.
ووصف الشيخ الخطيب الحكومة الصهيونية الجديدة بالعدوانية، مشيرا إلى أن الأخيرة حصلت على دعم أمريكي كبير بعد زيارة أوباما للكيان الصهيوني.
وأشار الخطيب إلى أن التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة مع الاحتلال سبب في تزايد الممارسات العدوانية الصهيونية، لافتا إلى أنه خلال زيارة أوباما الأخيرة قامت المؤسسة الصهيونية بشكل وقح بتسليم المؤسسة الأمنية الفلسطينية سبعة آلاف بندقية من أجل حماية أوباما، والمزيد من التنسيق الأمني, قائلا: "يبدو أن الانتفاضة بعيدة في ظل الدور الأمني المشبوه الذي تقوم به السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الأجهزة الصهيونية".
وفيما يلي نص اللقاء:
** ما هي السبل الكفيلة لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في ضوء الانتهاكات الصهيونية المستمرة ؟
- أنا أرى أن المسؤولية هي مسؤولية جماعية مشتركة لا للفلسطينيين وحدهم ولا للعرب وحدهم إنما للأمة كلها ثم هي ليست مسؤولية لأهل القدس أو أهل الداخل دون باقي الفلسطينيين والعرب والمسلمين نحن دورنا مزيد من الرباط مزيد من الحضور مزيد من التواصل ومواجهة مشاريع الاقتحام ,لكن هذه تبقى آنية, لأن المطلوب أكثر وهو إزالة هذا الاحتلال وإلى الأبد, وهذا يجب أن يكون مشروع الأمة كلها عبر السعي من أجل تطهير القدس والأقصى من الاحتلال, وهذا كما قلت مشروع الأمة مجتمعة وليس فقط مشروع داخلي ولا هو مشروع الحكام من دون الشعوب ولا مشروع الشعوب من دون الحكام , والقضية هي قضية الاحتلال .
** ماذا عن الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وتصاعد هذه الاقتحامات كما ونوعا؟ وهل بات الأقصى فعلا في دائرة الخطر الشديد ؟
- تشخيص في محله أن الأقصى في دائرة الخطر الشديد والاقتحامات الآن تشهد تصعيدا نوعيا, وفي تقديري هذا مرده إلى جملة أسباب, لعل أهمها هو حالة البلبلة التي تعيشها الأمة العربية في ظل تطورات الأحداث بعد الثورات, وسعي الأيدي الغريبة والأجسام المشبوهة في هذه الدول, واستمرار تعكير الأجواء, وأتحدث هنا بشكل خاص عن مصر، يبدو أن المؤسسة الصهيونية ترى حالة الاضطراب التي تعيشها الأمة وحالة الانشغال بين كل دولة وأخرى في قضاياها والاستفادة من عنصر الوقت وهذا الاضطراب لتسريع مشاريعها التهويدية في القدس وفي المسجد الأقصى المبارك , وأما السبب الآخر فعلا فهو حالة الانقسام الفلسطيني واستمرار الانشغال الداخلي بالقضايا الداخلية مع مزيد من القيود الذي فرضتها اتفاقية أوسلو على الجانب الفلسطيني الرسمي تحديدا هنا في رام الله, الأمر الذي جعل المؤسسة الرسمية الصهيونية تتقدم بخطوات كثيرة دون أن تجد من يوقفها أو يحول دون هذا التصعيد النوعي الخطير.
** ما هو تعقيبكم على قيام المستوطنين بكتابة شعارات عنصرية على المساجد ؟
- واضح أن الحكومة الصهيونية الجديدة، والتي هي فريدة من نوعها في توجهها اليميني حتى لو كانت بدون الأحزاب المتدينة، لكن واضح أن هذه الحكومة هي حكومة يمينية وحربية، بالتالي كما يقول الشاعر إذا كان رب البيت للدف ضاربا, فشيمة أهل البيت كلهم الرقص، فإذا كانت الحكومة يمينية في نزعتها ويبرز هذا التوجه اليميني الصارخ من الشعب سواء عبر اقتحامات الأقصى وعبر الكتابات على المساجد وشعارات عنصرية تنضح بالحقد للعرب وللمسلمين الفلسطينيين كما هو الحال في الكتابات الأخيرة على المساجد في الضفة الغربية .
** كيف تصفون حال الفلسطينيين في مدينة القدس على ضوء حملات التهويد المستمرة ؟
- حقيقة رغم كل المعاناة وكل الآلام.. رغم الاستهداف.. رغم مشاريع الإفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي، يظل أهل القدس درة شعبنا الفلسطيني وهم الذين بعد الله عز وجل يعتمد عليهم للحفاظ على هوية المدينة وعلى هوية المسجد الأقصى المبارك أهلنا في القدس لا يعتادون على الواقع الذي يعيشونه عبر الاستهداف الصهيوني الممنهج بكافة الاتجاهات وكافة الوسائل, وأهلنا في القدس هم بين نار للسعي نحو العيش الكريم وبين نار مواجهة هذا الإخطبوط الصهيوني المتمثل بالاستهداف لمسراهم ومسجدهم الأقصى المبارك فأهل القدس حقيقة هم مصدر فخر واعتزاز ولا بد للأمة أن تدرك ضرورة قيامها بواجبها, حتى يظلوا هم الحصن الحصين وخط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك .
** للجمعة الرابعة على التوالي تقوم قوات الاحتلال بتحديد أعمار المصلين ومنع المصلين من هم دون سن الخمسين عاما من الصلاة , كيف تنظرون لهذه الخطوة ؟
- المؤسسة الصهيونية قامت بخطوة أبشع منها, المؤسسة الصهيونية في شهر رمضان الماضي قامت بالسماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى المبارك وهذا لم يكن معهودا من قبل المؤسسة الصهيونية, قبل شهر سمحت في يوم جمعة باقتحام (موشي فيغلين) وهو من أعضاء حزب الليكود البارزين بالسماح له بدخول الأقصى يوم الجمعة وهذا كذلك لم يكن معهودا من قبل, فحين تقوم المؤسسة الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى في رمضان, وفي يوم الجمعة, فهذا مقدمة لخطوات كبيرة كان منها الآن مزيد من المنع المتواصل طوال شهر لمن هم دون الخمسين من دخول المسجد الأقصى, هم بدؤوها قبل سنوات قليلة لكن كانت على فترات متباعدة والآن أخذت لها بعدا ممنهجاً واستمرارية مما يعني أن المؤسسة الصهيونية تقدم على أكثر من ذلك في مرحلة قادمة, وهذا الذي يجعلنا نقول الأقصى في خطر, بل والآن على خطر شديد وشديد جدا .
** هل تعتقد أن الأقصى أصبح مقسما مكانيا وزمنيا ؟
- إلى الآن لا أعتبر هذا الشيء حاصل بشكل رسمي وإن كان يمارس بشكل فعلي, ما كان من الدخول الصباحي وبعد الظهر لليهود بشكل أصبح شبه يومي لكأنه يراد تجديد هذا بشكل واقعي, وهنالك من يطالب بتقديمه للقانون ليشرعه الكنيست الصهيوني, وفعلا التقسيم الزماني بحيث يكون يوم الجمعة للمسلمين ويوم السبت لليهود, والصباح لليهود وبعد الظهر لليهود, وباقي اليوم للمسلمين, في أعياد اليهود يأتي اليهود ولا يدخل المسلمون, وفي أعياد المسلمين لا يدخل اليهود, هو يراد أن يسن الآن قانونا رسميا وهذا يمثل خطوة نوعية يمكن أن تكون لا سمح الله تقسيم مكاني اذا نجح التقسيم الزماني, وهذا ما يجب أن يرفض ويواجه ويجب أن يتم العمل من أجل إفشاله ولا طريقة أنجع لإفشاله من الحشد الفلسطيني الكبير في كل ساعة وفي كل زمان في النهار ويوم الجمعة ويوم السبت وفي كل الأيام من أجل الحيلولة دون ترسيخ هذا الحضور الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك .
** بالنسبة لقضية الأسرى التي تتفاعل في الشارع الفلسطيني وفي نفس الوقت قوات الاحتلال تماطل بالإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام, كيف تنظرون إلى هذه القضية ؟
- نحن نجل المسجد الأقصى المبارك ونتعبد إلى الله فيه , ولكن يظل الإنسان أعظم حرمة, فإذا كان الإنسان الفلسطيني هذه الأيام على الحالة التي هو عليها وتحديدا الأسرى بشكل عام والمضربين عن الطعام بشكل خاص أمثال سامر العيساوي وغيره من الأبطال الذين هم شرف الأمة اليوم, فأمة تفرط في أسراها وتدير لهم الظهر في تقديري هي نفس الأمة التي تدير الظهر للمسجد الأقصى المبارك, أنا لا أتحدث الآن عن العدو الصهيوني, أنا أتحدث الآن عن الأمة وعن شعبنا, أما المؤسسة الصهيونية فماذا من الممكن أن نتوقع منها هي دائما تعادي الإنسان وتعادي المقدسات وتعادي كل من يواجه هذا المخطط الصهيوني وتعلن الحرب عليه بشكل سافر, والمطلوب فعلا وقفة فلسطينية عربية إسلامية دولية من أجل مواجهة هذا المشروع ولا ننسى أن يوم 17 نيسان هو يوم الأسير الفلسطيني, والأمم المتحدة التي تتحدث كل مرة عن حقوق الإنسان والميثاق العالمي لحقوق الإنسان, مع الأسف الشديد لماذا هذا الميثاق يتم اجتراره عند الحديث عن الفلسطينيين, لماذا وقفت الدنيا وما تزال أمام أسير صهيوني اسمه جوناثان كونير مسجون في أمريكا ويتجسس على أمريكا, لماذا وقفت الدنيا وتدخل الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي من أجل جلعاد شاليط, بينما هم الآن يملأون أفواههم ماء مقابل هذا البطل العيساوي الذي يموت كل يوم وقد توفي قبله الأسير ميسرة أبو حمدية والعالم كله يتفرج , ونحن نقول إن شعبنا الفلسطيني وحده من يجب أن يتحرك للسعي لإطلاق سراح هؤلاء لأن الأمر ليس سهلا ونحن بين يدي مؤسسة ظالمة وطاغية, لكن شعبنا مطالب بأن لا ينسى هؤلاء بالاستمرار في كل النشاطات التي تنقل قضيتهم إلى الدنيا كلها .
** هل تعتقد أننا على أبواب انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية على ضوء ممارسات الاحتلال ؟
- لن أجامل وأقول ما دام هنالك سلطة في رام الله تؤدي دور المنسق الأمني المدافع بشكل مباشر وغير مباشر عن المؤسسة الصهيونية فلن يكون هنالك انتفاضة , خلال زيارة أوباما قامت المؤسسة الصهيونية بشكل وقح بتسليم المؤسسة الأمنية الفلسطينية سبعة آلاف بندقية من أجل حماية أوباما، والمزيد من التنسيق الأمني, ويبدو أن الانتفاضة بعيدة في ظل الدور الأمني المشبوه الذي تقوم به السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الأجهزة الصهيونية .
** هل تعتقد أن إسرائيل ستقوم بشن حرب على غزة من أجل تعطيل المصالحة الفلسطينية ؟
- لا أستغرب أي تصرف تقوم به المؤسسة الصهيونية لا لشيء إلا كما قلت لأن الواقع العربي بشكل عام هو الآن واقع مضطرب, ثانيا لأن المؤسسة الصهيونية أخذت دعما كبيرا بعد زيارة أوباما, وثالثا لأن طبيعة هذه المؤسسة الصهيونية والحكومة الجديدة هي حكومة عدوانية, ففي تقديري يمكن بأي لحظة أن يحصل مثل هذا غير أني لا أعتقد أن تكون قريبة جدا, دون أي تصور نوعي يجعل هذا العدوان قريب من التحقيق .
** ما هو الحل للمأزق الذي يعيشه الفلسطينيون حاليا ؟
- أنا أعتبر أن الفلسطينيين هم جزء من الأمة أمتنا كلها في مأزق ولا بد من أن تدرك الأمة أن خياراتها ليس عبر استهداف لا الشرق ولا الغرب ولا اليمين ولا اليسار , لا بد من أن تدرك أمتنا أن الالتحام بين الحاكم والمحكوم بين السلطة الرسمية والشعبية هي صمام الأمان أمام مواجهة الضغوط الأمريكية والتصلب الصهيوني, بنفس الوقت أنا أعتبر أن الأنظمة الرسمية العربية لا بد أن يتم إيجاد تغيير جذري في منهجيتها, وإلا فإنها معرضة لما تعرضت له الأنظمة الفاسدة في مصر وفي سوريا وفي تونس وفي ليبيا وفي غيرها , الشعب الفلسطيني لا بد أن يدرك كذلك خياره في مواجهة الليكود الصهيوني لا يكون إلا عبر الوحدة وخيارات الوحدة المتمثلة بالمقاومة للاحتلال وليس باستجداء هذا الاحتلال والتوسل اليه من أجل أن يتكرم علينا بحقوقنا التي لم ولن يعترف بها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية