الرجولة الغائبة ... بقلم : يوسف رزقة

الثلاثاء 19 فبراير 2013


الرجولة الغائبة

يوسف رزقة

الغاية تبرر الوسيلة، علامة على النفاق والخداع. النفاق والخداع مرفوضان في الشرع، ومرفوضان مروءة ورجولة. والرجولة لا تعني الذكورة، وإنما تعني الأخلاق الكريمة، والشجاعة والمصداقية.

لا رجولة في الحملة الإعلامية التي تشنها أطراف فلسطينية داخلية للتشهير بحركة حماس تحت عنوان: حماس تجري مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل في مصر. الرجولة أن تكون صادقًا فيما تدعيه وتزعمه هذه الأطراف وأن تقدم عليه الدليل الدامغ، حتى تبين الحقائق جلية لمن يطلبها.

لحركة حماس موقف ثابت ومعلن قالته مرارًا وتكرارًا، وأقامت عليه البراهين العملية، وتحملت تبعاته، ودفعت ضريبته، وخلاصة موقفها يقوم على: رفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود على الأرض الفلسطينية، ورفض التفاوض المباشر مع الاحتلال في القضايا السياسية، بعد أن اختارت المقاومة أداة للتفاوض، ورفضت مفاوضات (م.ت.ف) والسلطة.

المعركة الإعلامية التي تثيرها أطراف مناكفة لحماس، دون استشعار ذاتي لمفاهيم الرجولة، وشرف الخصومة، جاءت في ظل زيارة أوباما إلى المنطقة، ورغبته في إعادة الطرفين (إسرائيل- السلطة) إلى مائدة المفاوضات من جديد، وفي ظل توجه (عريقات-واشتيه) إلى واشنطن للإعداد إلى زيارة أوباما والتفاهم حول المطلوب من السلطة الفلسطينية.

ثمة قرار فلسطيني داخلي على مستوى السلطة و(م.ت.ف) بالعودة إلى المفاوضات، وهو قرار مرفوض فلسطينيًا، ومثير للغضب والسخط، لاسيما أنه يرتبط بتراجع في ملف المصالحة في جلسات القاهرة الأخيرة حيث طلب عباس من حماس والجهاد وبقية الفصائل القبول (بحل الدولتين) الأمر الذي رفضته حماس ورفضته الجهاد الإسلامي.

التراجع في ملف المصالحة في الجولة الأخيرة جاء بطلب مباشر من السفارة الأمريكية بالقاهرة، وحل الدولتين هو طلب مباشر من حماس للاعتراف بإسرائيل، ومن ثم يمكن القول بأنه في هذا السياق العام جاءت المعركة الإعلامية فاقدة المصداقية، وفاقدة الرجولة ضد حماس لتزعم أنها تدير مفاوضات مع إسرائيل برعاية مصرية.

بعد حرب حجارة السجيل التي شرفت فلسطين والأمة العربية أجرت مصر مفاوضات مع الطرف الإسرائيلي للعودة إلى التهدئة وفق شروط المقاومة، وقد تمكنت المقاومة بالشراكة مع مصر الثورة من فرض شروطها التي أُعلنت في حينها، وظلت حماس متمسكة بطلب رفع الحصار عن قطاع غزة، وهو ما وعدت مصر بمتابعته، وهو ما يقتضي التشاور مع حماس، وهذه الإجراءات هو ما يسميه الطرف المناكف لحماس بالمفاوضات، ويدير حوله معركة إعلامية فاقدة للرجولة.

حماس ليس لديها مشروع مفاوضات مع إسرائيل، ومشروع محمود عباس التفاوضي عقيم وفاشل، وإسرائيل لا تعترف بحماس، وإنما تعترف بعباس و(م.ت.ف) والشعب الفلسطيني كله يطلب من عباس الخروج من نفق المفاوضات الضيق، والعودة إلى الإرادة الشعبية التي اختارت المقاومة في معركة السجيل الأخيرة, واتهام الآخرين بالمفاوضات؛ كاتهام الحرامي للعامة بأنهم حرامية مثله.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية