الروائي الهودلي: الأدب المقاوم ومن يسير في ركبه عرضة للملاحقة
عندما يتحدث الأديب من قلب المعركة، فإنك تشعر أنه يرسم خريطة جديدة لرحلة الصراع وحيثياتها وتفاصيلها عبر سطور نثره ورواياته، وكأنك جندي في هذه المعركة، فهو يصور الزمان والمكان ويقرأ ما بين سطوره قراءة وجدانية متأنية، ليخرج لنا بملحمة الانتصار التي تتحدث عن بطولات شعب هزم السجان وهو يتحدى القيد والعتمة ، لا بل صنع المعجزات في غزة العزة، التي وقفت شامخة امام الرصاص المذاب ، فحولت ليلها الفسفوري الى مقبرة للغزاة، وسرعان ما بزغت شمس الحرية لتضيء الوهاد والنجاد، وينتصر الدم على السيف.
إنها قصة شعب مقاوم قهر المحتل .. يرسم معالمها هذا الأديب الذي قضى في زنازين الاحتلال خمسة عشر سنة، وشاركه في تفاصيل هذه الرحلة زوجته وابنته الرضيعة، فكانت هذه الأسرة شاهد عيان على ظلم الاحتلال وجبروته ... هكذا كانت مسيرة هذا الروائي الذي رسم بقلمه مأساة هذا االشعب عبر رواياته الفتية ومجموعاته القصصية الحية.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها "المركز الفلسطيني للإعلام" مع الروائي الهودلي:
- من هو وليد الهودلي، وماهي أهم محطاته الحياتية؟
أنا وأسرتي جزء من نكبة هذا الشعب، فقد هاجر آبائي وأجدادي من قرية العباسية قضاء يافا عام 1948م، واستقر بهم المطاف في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين الذي يقع شمال مدينة رام الله، حيث ولدت هناك في احدى بيوت هذا المخيم البائس عام 1960م وترعرعت في أزقته، فتلقيت تعليمي الابتدائي والاعدادي في مدارس وكالة الغوث "الأونروا" وانتقلت الى رام الله لاكمال تعليمي الثانوي، وبعدها الى معهد المعلمين في نفس المدينة فحصلت على دبلوم في الرياضيات، ومن ثم اصبحت مدرسا لعدة سنوات، سجلت لبرنامج الماجستير في جامعة القدس وبدأت مشوار الدراسات العليا، لكن الاعتقال في سجون الاحتلال حال دون ذلك، وكحال الشعب الفلسطيني، كانت القضية الفلسطينية شغلي الشاغل، فانخرطت في العمل الوطني، وتعرضت للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال مرات عدة قضيت خلالها في السجن نحو خمسة عشر عاما ، كما تم اعتقال زوجتي عطاف عليان فهي اسيرة محررة امضت في سجون الاحتلال عشر سنوات، وكذلك اعتقلت ابنتي مع امها وكانت ابنة يومها.
- متى بدأتم الكتابة ومن أين خرجتم بفكرة الأدب المقاوم؟
كان بدايتي في الكتابة داخل السجن من خلال كتابة النشرات، نشرات التعبئة المعنوية التي كانت توجه للاسرى داخل هذه السجون، ومع الوقت أصبحت اتفنن في كتابة هذه النشرات، بحيث حولتها في بعض الأحيان إلى حوار أدبي، ومن ثم إلى قصة قصيرة.
بدأت الجدية في الحكاية عندما طلب مني مجموعة من الأسرى يطلق عليهم (أسرى دوريات العرب)، كتابة قصتهم قبل الافراج عنهم من سجون الاحتلال، بعد قضائهم ثلاثة عشر عامًا، فقمت بكتابة قصتهم، وأخرجوها معهم للخارج وقاموا بطباعتها في بيروت، وهذا كان أول إصدار لي في عالم القصة والتي كانت بعنوان "الشعاع القادم من الجنوب".
في الانتفاضة الثانية، وجدت أن الشباب يقعون في نفس الاخطاء الذين وقعوا بها في الانتفاضة الأولى أثناء التحقيق وخاصة في (غرف العصافير) التي يتم فيها انتزاع اعترافات الاسرى بطريقة الغبن وإشعارهم أنهم بين إخوانهم الأسرى، فيتفاجؤون أنهم بين عملاء يعملون لصالح الشاباك.
فكان هناك اقتراح من قبل القائد الاسير محمود عيسى بأن أكتب بحثا عن موضوع "العصافير" والتحقيق داخل السجون الصهيونية، فكانت وجهة نظري أن البحث سيكون ثقيلا على القراء ويجب أن تكون هذه المعلومات التي نريد أن نكتبها على شكل قصة، وفعلا في العام 2000 بدات بكتابة هذه القصة التي اطلقت عليها (ستائر العتمة) والتي كانت عبارة عن مجموعة من القصص التي مررت بها وسمعتها من الاخرين وقمت بتجسيدها بقصة واحدة جمعت فيا كل تفاصيل عملية التحقيق داخل السجون الصهيونية.
- هل الأدب المقاوم بحاجة إلى تطوير؟ أم أنه يراوح مكانه؟
كل شيء بحاجة إلى تطوير ولا توجد تجربة تبدأ مكتملة، وكل ما كتبته اعتبره محاولات لتلبية الحاجة، فسر نجاح (ستائر العتمة) أنها لامست حاجة من حاجات الشباب الفلسطيني، فكل شاب فلسطيني عرضة الى الاعتقال، وكل شاب فلسطيني يريد أن يعرف ماذا يحدث داخل المعتقل، لذالك لامست حاجة هامة للشباب الفلسطيني، والآن هي تحتاج إلى تطوير، فالاحتلال يطور أساليبه ويطور ظلمه وقمعه وطرقه في التحقيق مع الشباب الفلسطيني ، لذلك يجب ان نتطور في الرد على هذا الاعتداء ، وكيف نحمي الروح التي تستطيع ان تنتصر وترد على العنوان وهذا هو مفهوم الادب المقاوم.
- كيف كنتم تخرجون انتاجاتكم الأدبية؟ وما هي آلية النشر في الخارج؟
في عام 2000 أنهيت كتابة قصة ستائر العتمة، بعد مشقة ومعاناة طويلة، وكنت في عجلة من أمري لإخراجها، وفي اثناء كتابتي في الفصل الاخير جاءني قرار بالنقل لسجن "هداريم" يوم الأحد، وكان هذا اليوم يوم الخميس، ولم أنهي به كتابة هذه القصة، وخوفًا من ضياعها أو مصادرتها أثناء النقل، عملت على الكتابة من يوم الخميس حتى صباح الأحد دون ساعة واحدة من النوم، واتممتها قبل خروجي لسجن "هدريم"، وأوصيت الشباب هناك أن يرسلوها للخارج وأن تتم طباعتها، ولكن بعدما تم اخراجها بقيت لمدة سنة كاملة بحوزة أشخاص خائفين من نشرها، وفي أثناء هذه المدة بقيت على اتصال واستفسار حولها وماذا حصل بها، هل طبعت أم لم تطبع، فقمت بطلبها مرة اخرى من سجن "عسقلان"، لإرسلها مرة أخرى للخارج، وتم ارسالها للكاتب والشاعر الفلسطيني متوكل طه مدير بيت الشعر الفلسطيني الذي تنبه لها بشكل جيد عند اطلاعه عليها، وقال: "إن هذا القصة ستنجح نجاحًا كبيرًا، وعمل بسرعة على طباعتها من خلال المؤسسة الفلسطينية للارشاد القومي والتي انبثقت عن بيت الشعر الفلسطيني، فكانت "ستائر العتمة" هي الاصدار الاول الذي يتم طباعته في هذه المؤسسة وبعد خروجي في العام 2002 ، تم طباعتها سبع طبعات بمعدل 40 ألف نسخة، وفي غزة تم إعطائهم الاذن بطباعة 10 آلاف نسخة، وهذا رقم قياسي في فلسطيني حيث أنه لم يتم طباعة كتاب داخل فلسطين بكمية تتجاوز عن 2000 نسخة.
- ألم تفكروا في جزء آخر لـ "ستائر العتمة" وخاصة بعد تطور أساليب التحقيق في سجون الاحتلال ؟
نعم، نحن بحاجة إلى جزء ثان لـ "ستائر العتمة"، وفكرت بذلك مليًا، الحقيقة أن الكتابة في هذا الاتجاه هي معرفة ووعي، والمعرفة والوعي شرطان أساسيان للنجاح والصمود، لكن كل ذلك يحتاج للارادة .. الارادة الحية الفتية، فمن الممكن أن يمتلك كاتب المعرفة والوعي ولكنه لا يمتلك الارداة، عندها لا يستطيع ان يقاوم هذا المحتل، فلا بد من الارادة كأساس للجزء الثاني من القصة، لا بل ينبغي أن يكون هذا الجزء عن الإرادة نفسها، ينميها ويقويها، لذلك فانني سأركز في الجزء الثاني على الجانب المعنوي، وعلى كيفية صناعة إرادة قوية يستطيع من خلالها الشاب الفلسطيني تحقيق الانتصار على السجان والمحقق الصهيوني.
- كيف اختلفت التجربة القصصية في رواية (ليل غزة الفسفوري) كونك لم تعيش الحدث؟
معرفتي في العمل الروائي انه يوجد به جانب من الخيال، فقوة الخيال هي عامل نجاح للعمل الروائي، فأنا حاولت أن أعيش بخيالي من خلال مشاهدات حية وواقعية، وكنت في تلك الفترة أعيش في سجن النقب، فأشاهد الطائرات الحربية الصهيونية وهي تخرج من قواعدها العسكرية في النقب باتجاه غزة وفي نفس الوقت نشاهد على التلفاز ما فعلته هذه الطائرات من دمار وقتل ورعب في هذا الشعب الفلسطيني، فهنا كان لابد للخيال ان يعمل عمله بالتزامن مع الشواهد الحية من خلال التلفاز والصحف والاذاعات ، ليكوَن لي طبيعة المشهد وطبيعة الواقع والتجربة.
- ما هو المشهد التراجيدي في رواية (ليل غزة الفسفوري)؟
كان المشهد التراجيدي مشهد غير عادي، تكون عبر الركام وما تخلفه هذه الحرب من دمار وقتل وفي نفس الوقت من مآسي انسانية، انا حاولت من خلال هذه القصة أن اتتبع حياة مسعف وتجربته في غزة، وماذا يمكن أن يرى هذا المسعف، فالقصص التي رويتها تكونت من خلال مشاهدات هذا المسعف، فكلها مشاهد تراجيدية مؤلمة وليست عادية، فقد بلغ هذا المشهد ما لم يبلغه الخيال الأسود، فهذا المسعف يعود للبيت فيجد البيت ركاما، وقد قتل والده وإخوته، والجديد في القصة انها طرحت المعادلات، معادلات الصراع على جبهات عدة، فبطل القصة علاء كان في صراع على جبهة خارجية مع العدو الصهيوني، وكان ايضا على صراع مع جبهة داخلية وهم الناس المحبطون في المجتمع، كما انه كان على جبهة عاطفية أشد وأصعب من أي جبهة أخرى، وهي خطيبته في مصر التي تبعث له رسائل بشكل دائم تريد بها ان يكون سالما معافى، محاولة أن تحيده عن الصراع وان يبقى متفرجا، بالاضافة الى صراعه مع الاجنبي من خلال الانترنت، فهو يقاتل على عدة جبهات، والقارئ يستطيع ان يرى جميع معادلات الصراع من خلال هذه الرواية.
أتصور ان الرواية عبارة عن عملية شحن وجداني وعاطفي وفكري ونفسي في كل اوجه الصراع الموجودة والتي من المفترض ان تكون موجودة في أي حرب قادمة ، انا اتصور ان هذه الرواية تشكل دعما معنويا لشعب يقاوم الاحتلال ولا يزال في كل لحظة داخل المواجهة ، فهو بحاجة الى الشحن المطلوب.
- هل قل الاهتمام بالادب المقاوم في زمن المساومة؟
في ساحة المعركة يوجد أدب مقاوم وأدب مساوم، وهما في صراع نحو الحياة، فالادب المقاوم يرى الحياة في العزة والكرامة والتضحية، أما الأدب المساوم فالحياة بالنسبة له متع ونعيم وهمي لا يعيش إلا في دركات الذل والمهانة.
نعم لقد اختلف الاهتمام بالادب المقاوم عما كان عليه في الايام السابقة، فالبيئة التي نعيشها اليوم بالضفة الغربية تجسد الهبوط والنزول عن الجبل، فغياب الانتفاضة هو الذي ادى الى هذه النتيجة، لأن الانتفاضة كانت حالة مد ثوري ومقاوم وكذلك صمود وتحدي للعدو، فغياب مثل هذا العمل المقاوم يؤدي إلى هذا الهبوط في الروح لدى الشعب.
ونحن اليوم في الضفة الغربية في أوج هذا الهبوط على عكس الوضع في قطاع غزة، لأن الشعب الفلسطيني هناك دائما ينتظر حربا قادمة وقائمة ولا يوجد عندهم حالة ركون.
- كيف يعالج الاديب حالة الركون والانهزامية في ظل صراع الارادات ؟
هنا يأتي دور الأدب الملتزم الذي يحمل القيم والاخلاق، والادب المقاوم هو جزء من هذه الرسالة، ولكن الرسالة بشموليتها في الأدب الذي يحمل عقيدة وانتماء وكذلك روحا، وهنا يكمن دور الاديب الملتزم بقضايا امته ووطنه وشعبه ، يعمل دائما على انقاذ الروح وزرع سمات التحدي في شعبه ... لا يجوز للأديب ان يكون محايدا ، بل ينبغي ان يكون صاحب مدرسة وفكرة يدافع عنها ويحاول ان يضم نخب شعبه لهذه المدرسة حتى يساهم في عملية التأثير والتغيير.
- أين يحلق الكاتب والأديب وليد الهودلي في أدبه في ظل الهجمة الشرسة على الاقصى والقدس?
القدس هي القلب، ومن لا يحلق في سمائها بشعره وأدبه ونثره ورواياته وقصه فهو ليس بطائر! فاهتمامنا بالقدس يوجه البوصلة نحو الاتجاه الصحيح، فإن نسينا القدس نسينا أنفسنا وحالنا، والادب الملتزم ينبغي ان يتجه نحو القدس والصراع الدائر في ساحاتها.
إن الصهاينة يعملون على طمس هوية القدس ومسخ معالمها، فما احوجنا اليوم الى حركة ادبية متخصصة بالدفاع عن القدس ووصف حالها واستنهاض طاقات الامة للدفاع عنها .. فنحن اطلقنا على مركزنا اسم (مركز بيت المقدس) حتى تبقى بؤرة اهتمامنا هي القدس، وكما قمنا باصدار مجلة للاطفال بعنوان (مداد بيت المقدس) وذلك من اجل تجذير جيل يتجه نحو حماية الاقصى.
فهي معادلة مترابطة، حيث ان امكن تحرير جيل النصر تحررت القدس، وان كان هذا الجيل على العكس ، ينخر الضعف فيه تضيع القدس فهي علاقة طردية واضحة.
- كيف يقرأ الاستاذ وليد الهودلي المشهد الادبي الفلسطيني في ظل الدعوات الى المفاوضات والدعوة الى مقاومة؟
نحن نعتبر العمل الثقافي فوق العمل السياسي، وهو الحصن الأول والأخير للذات الفلسطينية، فاذا تراجع السياسي فلا يجوز للمثقف أن يتراجع، وإذا انخفض سقف المفاوض والسياسي فلا يجوز للمثقف ان ينخفض سقفه ، ويجب ان يبقى صاحب السقف المرتفع، لان المثقف يعطي ثقافة وتربية ووجداننا ، اما السياسي فيشتغل ضمن موازنات وضمن مد وجزر، فهناك فارق كبير بين دور السياسي ودور المثقف.
- هل تعتقد أن أدباء الوطن الفلسطيني الآن يحافظون على هذا الميزان الوطني؟
يوجد من هؤلاء المثقفين من يحافظ ويوجد البعض الاخر لا يحافظ ، لكن الكثير من الادباء والمثقفين حافظوا على الروح، ودائما روحه عالية وكلمته عالية، لكن هناك من يخفض اذا خفض السياسي اللغة.
- هل نستطيع القول اننا امام مدرستين مدرسة المساومة ومدرسة المقاومة ؟
أكيد، فهناك عدد لا باس فيه من المثقفين يخلطون بين العمل السياسي والعمل الثقافي، وتجده في نفس الوقت يمارس الدور الثقافي والسياسي في نفس الوقت، وهذا لا يجوز فالبعض يكون صاحب الكلمة العالية والرفعية وعندما يحصل على منصب في العمل السياسي يغير لغته وخطابه فينقلب مائة وثمانين درجة، فيجب ان نحافظ على ادبائنا ومثقفينا اصحاب الكلمة العالية والدور البناء.
- ما هي المشاكل والعقبات التي واجهتك من قبل الاحتلال في رحلتك مع الادب ؟
إن الاحتلال يواجه هذا النوع من الادب، وفي اخر اعتقال لي تم تهديدي في معتقل المسكوبية في حال كتابة أي شي في هذا الخصوص باعتباره تحريض، وبالاضافة الى المضايقات على اخراج ما نكتبه ، ومصادرة بعض الكتابات ، فقصة مدفن الاحياة تم مصادرتها اول مره وعاودت كتابتها مره احرة ، ولكن البعض الاخر لم استطع كتباته مره أخرى مثل قصة كنت قدت تناولت بها الجهاد والكفاح في نابلس وكانت تحت عنوان (الحرية في جبل النار) لذلك فإن الادب المقاوم ومن يسير في ركابه من أدباء هم عرضة للملاحقة.
- كيف يقرأ الاستاذ وليد الهودلي المشهد الثقافي في العالم العربي بعد ثورات الربيع العربي؟
العالم العربي الآن يعيش حالة انقسام وفرز، فهناك من اعتطته الثورة جرعة كبيرة في الخطاب وما زال يحافظ على ابجديات الثوابت القومية والوطنية، ولسان حاله يقول: يجب أن نبقى ثوريين وضمن هذا النفس العالي الذي اعطتنا اياه هذه الثورات ، وهناك من يحمل فكرة المؤامرة ويعتقد أن كل ما يحدث هو تحت هذه المؤامرة ويشكك ولا يؤمن بان هذا الربيع العربي سيفضي الى شيء افضل بل ينظر بان هذا يسير بالعالم العربي من سيء الى أسوء، نحن نعتقد ان هناك دائما مؤامرة ولكن في نفس الوقت توجد ارادة للناس ، فالشعب يريد التغيير والحرية ، وهذه كانت شعارات هذه الثورات ، ونحن نعول على ارادة شعوبنا وفي النهاية ستنتصر ارادة الشعوب الصادقة التي ترنو الى الحرية والتغيير، وسيعزف المنتصرون نشيد الانتصار.
عندما يتحدث الأديب من قلب المعركة، فإنك تشعر أنه يرسم خريطة جديدة لرحلة الصراع وحيثياتها وتفاصيلها عبر سطور نثره ورواياته، وكأنك جندي في هذه المعركة، فهو يصور الزمان والمكان ويقرأ ما بين سطوره قراءة وجدانية متأنية، ليخرج لنا بملحمة الانتصار التي تتحدث عن بطولات شعب هزم السجان وهو يتحدى القيد والعتمة ، لا بل صنع المعجزات في غزة العزة، التي وقفت شامخة امام الرصاص المذاب ، فحولت ليلها الفسفوري الى مقبرة للغزاة، وسرعان ما بزغت شمس الحرية لتضيء الوهاد والنجاد، وينتصر الدم على السيف.
إنها قصة شعب مقاوم قهر المحتل .. يرسم معالمها هذا الأديب الذي قضى في زنازين الاحتلال خمسة عشر سنة، وشاركه في تفاصيل هذه الرحلة زوجته وابنته الرضيعة، فكانت هذه الأسرة شاهد عيان على ظلم الاحتلال وجبروته ... هكذا كانت مسيرة هذا الروائي الذي رسم بقلمه مأساة هذا االشعب عبر رواياته الفتية ومجموعاته القصصية الحية.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها "المركز الفلسطيني للإعلام" مع الروائي الهودلي:
- من هو وليد الهودلي، وماهي أهم محطاته الحياتية؟
أنا وأسرتي جزء من نكبة هذا الشعب، فقد هاجر آبائي وأجدادي من قرية العباسية قضاء يافا عام 1948م، واستقر بهم المطاف في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين الذي يقع شمال مدينة رام الله، حيث ولدت هناك في احدى بيوت هذا المخيم البائس عام 1960م وترعرعت في أزقته، فتلقيت تعليمي الابتدائي والاعدادي في مدارس وكالة الغوث "الأونروا" وانتقلت الى رام الله لاكمال تعليمي الثانوي، وبعدها الى معهد المعلمين في نفس المدينة فحصلت على دبلوم في الرياضيات، ومن ثم اصبحت مدرسا لعدة سنوات، سجلت لبرنامج الماجستير في جامعة القدس وبدأت مشوار الدراسات العليا، لكن الاعتقال في سجون الاحتلال حال دون ذلك، وكحال الشعب الفلسطيني، كانت القضية الفلسطينية شغلي الشاغل، فانخرطت في العمل الوطني، وتعرضت للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال مرات عدة قضيت خلالها في السجن نحو خمسة عشر عاما ، كما تم اعتقال زوجتي عطاف عليان فهي اسيرة محررة امضت في سجون الاحتلال عشر سنوات، وكذلك اعتقلت ابنتي مع امها وكانت ابنة يومها.
- متى بدأتم الكتابة ومن أين خرجتم بفكرة الأدب المقاوم؟
كان بدايتي في الكتابة داخل السجن من خلال كتابة النشرات، نشرات التعبئة المعنوية التي كانت توجه للاسرى داخل هذه السجون، ومع الوقت أصبحت اتفنن في كتابة هذه النشرات، بحيث حولتها في بعض الأحيان إلى حوار أدبي، ومن ثم إلى قصة قصيرة.
بدأت الجدية في الحكاية عندما طلب مني مجموعة من الأسرى يطلق عليهم (أسرى دوريات العرب)، كتابة قصتهم قبل الافراج عنهم من سجون الاحتلال، بعد قضائهم ثلاثة عشر عامًا، فقمت بكتابة قصتهم، وأخرجوها معهم للخارج وقاموا بطباعتها في بيروت، وهذا كان أول إصدار لي في عالم القصة والتي كانت بعنوان "الشعاع القادم من الجنوب".
في الانتفاضة الثانية، وجدت أن الشباب يقعون في نفس الاخطاء الذين وقعوا بها في الانتفاضة الأولى أثناء التحقيق وخاصة في (غرف العصافير) التي يتم فيها انتزاع اعترافات الاسرى بطريقة الغبن وإشعارهم أنهم بين إخوانهم الأسرى، فيتفاجؤون أنهم بين عملاء يعملون لصالح الشاباك.
فكان هناك اقتراح من قبل القائد الاسير محمود عيسى بأن أكتب بحثا عن موضوع "العصافير" والتحقيق داخل السجون الصهيونية، فكانت وجهة نظري أن البحث سيكون ثقيلا على القراء ويجب أن تكون هذه المعلومات التي نريد أن نكتبها على شكل قصة، وفعلا في العام 2000 بدات بكتابة هذه القصة التي اطلقت عليها (ستائر العتمة) والتي كانت عبارة عن مجموعة من القصص التي مررت بها وسمعتها من الاخرين وقمت بتجسيدها بقصة واحدة جمعت فيا كل تفاصيل عملية التحقيق داخل السجون الصهيونية.
- هل الأدب المقاوم بحاجة إلى تطوير؟ أم أنه يراوح مكانه؟
كل شيء بحاجة إلى تطوير ولا توجد تجربة تبدأ مكتملة، وكل ما كتبته اعتبره محاولات لتلبية الحاجة، فسر نجاح (ستائر العتمة) أنها لامست حاجة من حاجات الشباب الفلسطيني، فكل شاب فلسطيني عرضة الى الاعتقال، وكل شاب فلسطيني يريد أن يعرف ماذا يحدث داخل المعتقل، لذالك لامست حاجة هامة للشباب الفلسطيني، والآن هي تحتاج إلى تطوير، فالاحتلال يطور أساليبه ويطور ظلمه وقمعه وطرقه في التحقيق مع الشباب الفلسطيني ، لذلك يجب ان نتطور في الرد على هذا الاعتداء ، وكيف نحمي الروح التي تستطيع ان تنتصر وترد على العنوان وهذا هو مفهوم الادب المقاوم.
- كيف كنتم تخرجون انتاجاتكم الأدبية؟ وما هي آلية النشر في الخارج؟
في عام 2000 أنهيت كتابة قصة ستائر العتمة، بعد مشقة ومعاناة طويلة، وكنت في عجلة من أمري لإخراجها، وفي اثناء كتابتي في الفصل الاخير جاءني قرار بالنقل لسجن "هداريم" يوم الأحد، وكان هذا اليوم يوم الخميس، ولم أنهي به كتابة هذه القصة، وخوفًا من ضياعها أو مصادرتها أثناء النقل، عملت على الكتابة من يوم الخميس حتى صباح الأحد دون ساعة واحدة من النوم، واتممتها قبل خروجي لسجن "هدريم"، وأوصيت الشباب هناك أن يرسلوها للخارج وأن تتم طباعتها، ولكن بعدما تم اخراجها بقيت لمدة سنة كاملة بحوزة أشخاص خائفين من نشرها، وفي أثناء هذه المدة بقيت على اتصال واستفسار حولها وماذا حصل بها، هل طبعت أم لم تطبع، فقمت بطلبها مرة اخرى من سجن "عسقلان"، لإرسلها مرة أخرى للخارج، وتم ارسالها للكاتب والشاعر الفلسطيني متوكل طه مدير بيت الشعر الفلسطيني الذي تنبه لها بشكل جيد عند اطلاعه عليها، وقال: "إن هذا القصة ستنجح نجاحًا كبيرًا، وعمل بسرعة على طباعتها من خلال المؤسسة الفلسطينية للارشاد القومي والتي انبثقت عن بيت الشعر الفلسطيني، فكانت "ستائر العتمة" هي الاصدار الاول الذي يتم طباعته في هذه المؤسسة وبعد خروجي في العام 2002 ، تم طباعتها سبع طبعات بمعدل 40 ألف نسخة، وفي غزة تم إعطائهم الاذن بطباعة 10 آلاف نسخة، وهذا رقم قياسي في فلسطيني حيث أنه لم يتم طباعة كتاب داخل فلسطين بكمية تتجاوز عن 2000 نسخة.
- ألم تفكروا في جزء آخر لـ "ستائر العتمة" وخاصة بعد تطور أساليب التحقيق في سجون الاحتلال ؟
نعم، نحن بحاجة إلى جزء ثان لـ "ستائر العتمة"، وفكرت بذلك مليًا، الحقيقة أن الكتابة في هذا الاتجاه هي معرفة ووعي، والمعرفة والوعي شرطان أساسيان للنجاح والصمود، لكن كل ذلك يحتاج للارادة .. الارادة الحية الفتية، فمن الممكن أن يمتلك كاتب المعرفة والوعي ولكنه لا يمتلك الارداة، عندها لا يستطيع ان يقاوم هذا المحتل، فلا بد من الارادة كأساس للجزء الثاني من القصة، لا بل ينبغي أن يكون هذا الجزء عن الإرادة نفسها، ينميها ويقويها، لذلك فانني سأركز في الجزء الثاني على الجانب المعنوي، وعلى كيفية صناعة إرادة قوية يستطيع من خلالها الشاب الفلسطيني تحقيق الانتصار على السجان والمحقق الصهيوني.
- كيف اختلفت التجربة القصصية في رواية (ليل غزة الفسفوري) كونك لم تعيش الحدث؟
معرفتي في العمل الروائي انه يوجد به جانب من الخيال، فقوة الخيال هي عامل نجاح للعمل الروائي، فأنا حاولت أن أعيش بخيالي من خلال مشاهدات حية وواقعية، وكنت في تلك الفترة أعيش في سجن النقب، فأشاهد الطائرات الحربية الصهيونية وهي تخرج من قواعدها العسكرية في النقب باتجاه غزة وفي نفس الوقت نشاهد على التلفاز ما فعلته هذه الطائرات من دمار وقتل ورعب في هذا الشعب الفلسطيني، فهنا كان لابد للخيال ان يعمل عمله بالتزامن مع الشواهد الحية من خلال التلفاز والصحف والاذاعات ، ليكوَن لي طبيعة المشهد وطبيعة الواقع والتجربة.
- ما هو المشهد التراجيدي في رواية (ليل غزة الفسفوري)؟
كان المشهد التراجيدي مشهد غير عادي، تكون عبر الركام وما تخلفه هذه الحرب من دمار وقتل وفي نفس الوقت من مآسي انسانية، انا حاولت من خلال هذه القصة أن اتتبع حياة مسعف وتجربته في غزة، وماذا يمكن أن يرى هذا المسعف، فالقصص التي رويتها تكونت من خلال مشاهدات هذا المسعف، فكلها مشاهد تراجيدية مؤلمة وليست عادية، فقد بلغ هذا المشهد ما لم يبلغه الخيال الأسود، فهذا المسعف يعود للبيت فيجد البيت ركاما، وقد قتل والده وإخوته، والجديد في القصة انها طرحت المعادلات، معادلات الصراع على جبهات عدة، فبطل القصة علاء كان في صراع على جبهة خارجية مع العدو الصهيوني، وكان ايضا على صراع مع جبهة داخلية وهم الناس المحبطون في المجتمع، كما انه كان على جبهة عاطفية أشد وأصعب من أي جبهة أخرى، وهي خطيبته في مصر التي تبعث له رسائل بشكل دائم تريد بها ان يكون سالما معافى، محاولة أن تحيده عن الصراع وان يبقى متفرجا، بالاضافة الى صراعه مع الاجنبي من خلال الانترنت، فهو يقاتل على عدة جبهات، والقارئ يستطيع ان يرى جميع معادلات الصراع من خلال هذه الرواية.
أتصور ان الرواية عبارة عن عملية شحن وجداني وعاطفي وفكري ونفسي في كل اوجه الصراع الموجودة والتي من المفترض ان تكون موجودة في أي حرب قادمة ، انا اتصور ان هذه الرواية تشكل دعما معنويا لشعب يقاوم الاحتلال ولا يزال في كل لحظة داخل المواجهة ، فهو بحاجة الى الشحن المطلوب.
- هل قل الاهتمام بالادب المقاوم في زمن المساومة؟
في ساحة المعركة يوجد أدب مقاوم وأدب مساوم، وهما في صراع نحو الحياة، فالادب المقاوم يرى الحياة في العزة والكرامة والتضحية، أما الأدب المساوم فالحياة بالنسبة له متع ونعيم وهمي لا يعيش إلا في دركات الذل والمهانة.
نعم لقد اختلف الاهتمام بالادب المقاوم عما كان عليه في الايام السابقة، فالبيئة التي نعيشها اليوم بالضفة الغربية تجسد الهبوط والنزول عن الجبل، فغياب الانتفاضة هو الذي ادى الى هذه النتيجة، لأن الانتفاضة كانت حالة مد ثوري ومقاوم وكذلك صمود وتحدي للعدو، فغياب مثل هذا العمل المقاوم يؤدي إلى هذا الهبوط في الروح لدى الشعب.
ونحن اليوم في الضفة الغربية في أوج هذا الهبوط على عكس الوضع في قطاع غزة، لأن الشعب الفلسطيني هناك دائما ينتظر حربا قادمة وقائمة ولا يوجد عندهم حالة ركون.
- كيف يعالج الاديب حالة الركون والانهزامية في ظل صراع الارادات ؟
هنا يأتي دور الأدب الملتزم الذي يحمل القيم والاخلاق، والادب المقاوم هو جزء من هذه الرسالة، ولكن الرسالة بشموليتها في الأدب الذي يحمل عقيدة وانتماء وكذلك روحا، وهنا يكمن دور الاديب الملتزم بقضايا امته ووطنه وشعبه ، يعمل دائما على انقاذ الروح وزرع سمات التحدي في شعبه ... لا يجوز للأديب ان يكون محايدا ، بل ينبغي ان يكون صاحب مدرسة وفكرة يدافع عنها ويحاول ان يضم نخب شعبه لهذه المدرسة حتى يساهم في عملية التأثير والتغيير.
- أين يحلق الكاتب والأديب وليد الهودلي في أدبه في ظل الهجمة الشرسة على الاقصى والقدس?
القدس هي القلب، ومن لا يحلق في سمائها بشعره وأدبه ونثره ورواياته وقصه فهو ليس بطائر! فاهتمامنا بالقدس يوجه البوصلة نحو الاتجاه الصحيح، فإن نسينا القدس نسينا أنفسنا وحالنا، والادب الملتزم ينبغي ان يتجه نحو القدس والصراع الدائر في ساحاتها.
إن الصهاينة يعملون على طمس هوية القدس ومسخ معالمها، فما احوجنا اليوم الى حركة ادبية متخصصة بالدفاع عن القدس ووصف حالها واستنهاض طاقات الامة للدفاع عنها .. فنحن اطلقنا على مركزنا اسم (مركز بيت المقدس) حتى تبقى بؤرة اهتمامنا هي القدس، وكما قمنا باصدار مجلة للاطفال بعنوان (مداد بيت المقدس) وذلك من اجل تجذير جيل يتجه نحو حماية الاقصى.
فهي معادلة مترابطة، حيث ان امكن تحرير جيل النصر تحررت القدس، وان كان هذا الجيل على العكس ، ينخر الضعف فيه تضيع القدس فهي علاقة طردية واضحة.
- كيف يقرأ الاستاذ وليد الهودلي المشهد الادبي الفلسطيني في ظل الدعوات الى المفاوضات والدعوة الى مقاومة؟
نحن نعتبر العمل الثقافي فوق العمل السياسي، وهو الحصن الأول والأخير للذات الفلسطينية، فاذا تراجع السياسي فلا يجوز للمثقف أن يتراجع، وإذا انخفض سقف المفاوض والسياسي فلا يجوز للمثقف ان ينخفض سقفه ، ويجب ان يبقى صاحب السقف المرتفع، لان المثقف يعطي ثقافة وتربية ووجداننا ، اما السياسي فيشتغل ضمن موازنات وضمن مد وجزر، فهناك فارق كبير بين دور السياسي ودور المثقف.
- هل تعتقد أن أدباء الوطن الفلسطيني الآن يحافظون على هذا الميزان الوطني؟
يوجد من هؤلاء المثقفين من يحافظ ويوجد البعض الاخر لا يحافظ ، لكن الكثير من الادباء والمثقفين حافظوا على الروح، ودائما روحه عالية وكلمته عالية، لكن هناك من يخفض اذا خفض السياسي اللغة.
- هل نستطيع القول اننا امام مدرستين مدرسة المساومة ومدرسة المقاومة ؟
أكيد، فهناك عدد لا باس فيه من المثقفين يخلطون بين العمل السياسي والعمل الثقافي، وتجده في نفس الوقت يمارس الدور الثقافي والسياسي في نفس الوقت، وهذا لا يجوز فالبعض يكون صاحب الكلمة العالية والرفعية وعندما يحصل على منصب في العمل السياسي يغير لغته وخطابه فينقلب مائة وثمانين درجة، فيجب ان نحافظ على ادبائنا ومثقفينا اصحاب الكلمة العالية والدور البناء.
- ما هي المشاكل والعقبات التي واجهتك من قبل الاحتلال في رحلتك مع الادب ؟
إن الاحتلال يواجه هذا النوع من الادب، وفي اخر اعتقال لي تم تهديدي في معتقل المسكوبية في حال كتابة أي شي في هذا الخصوص باعتباره تحريض، وبالاضافة الى المضايقات على اخراج ما نكتبه ، ومصادرة بعض الكتابات ، فقصة مدفن الاحياة تم مصادرتها اول مره وعاودت كتابتها مره احرة ، ولكن البعض الاخر لم استطع كتباته مره أخرى مثل قصة كنت قدت تناولت بها الجهاد والكفاح في نابلس وكانت تحت عنوان (الحرية في جبل النار) لذلك فإن الادب المقاوم ومن يسير في ركابه من أدباء هم عرضة للملاحقة.
- كيف يقرأ الاستاذ وليد الهودلي المشهد الثقافي في العالم العربي بعد ثورات الربيع العربي؟
العالم العربي الآن يعيش حالة انقسام وفرز، فهناك من اعتطته الثورة جرعة كبيرة في الخطاب وما زال يحافظ على ابجديات الثوابت القومية والوطنية، ولسان حاله يقول: يجب أن نبقى ثوريين وضمن هذا النفس العالي الذي اعطتنا اياه هذه الثورات ، وهناك من يحمل فكرة المؤامرة ويعتقد أن كل ما يحدث هو تحت هذه المؤامرة ويشكك ولا يؤمن بان هذا الربيع العربي سيفضي الى شيء افضل بل ينظر بان هذا يسير بالعالم العربي من سيء الى أسوء، نحن نعتقد ان هناك دائما مؤامرة ولكن في نفس الوقت توجد ارادة للناس ، فالشعب يريد التغيير والحرية ، وهذه كانت شعارات هذه الثورات ، ونحن نعول على ارادة شعوبنا وفي النهاية ستنتصر ارادة الشعوب الصادقة التي ترنو الى الحرية والتغيير، وسيعزف المنتصرون نشيد الانتصار.
عن المركز الفلسطيني للإعلام
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية