السيناريوهات المتوقعة في 30 يونيو ... بقلم : حسام الدجني

الثلاثاء 18 يونيو 2013

السيناريوهات المتوقعة في 30 يونيو

حسام الدجني

أعلنت العديد من القوى الليبرالية واليسارية وحزب مصر القوية بزعامة عبد المنعم أبو الفتوح عن مشاركتها بمسيرات 30 يونيو لإسقاط الرئيس محمد مرسي، وسط شحن إعلامي لم يسبق له مثيل يطالب مرسي بالاستقالة.

في المقابل بدأت الحركات الإسلامية في عقد اللقاءات والمؤتمرات لدراسة هذا الحدث الذي سيلقي بتداعيات كبيرة على المشهد المصري والعربي بشكل عام، ولكن هناك تباينات في بعض مواقف التيارات الإسلامية.

وربما عكس ذلك في مؤتمر الأحزاب الإسلامية قبل أسبوع الذي غاب عنه حزب النور وجماعة حازم صلاح أبو إسماعيل، وعكسته تصريحات نائب رئيس الدعوة السلفية د. ياسر برهاني بأنه في حال نزل الملايين إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط «مرسى»، سيطالب الرئيس بالاستقالة، وكان قد أعلن رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي في المؤتمر الصحفي، الأحزاب الإسلامية بأنهم اتفقوا على مليونية يوم 21 يونيو وتشكيل غرفة عمليات للتنسيق ومتابعة الأحداث والفعاليات التالية.

وخرجت تصريحات أخرى من قبل تنظيم الجهاد عبر القيادي محمد أبو سمرة الذي أعلن أنه في حال سقوط مرسي في حال تصاعدت احتجاجات 30 يونيو، فإن الجهاديين سيعلنون قيام الثورة الإسلامية وسينصبون رئيساً جديداً للبلاد..

المشهد في مصر ينذر بتحول في قواعد الاشتباك السياسي لنصبح أمام سيناريو الاشتباك العسكري، وهذا سيضع مصر أمام حرب أهلية، أو حسم طرف من الأطراف أو تدخل الجيش عسكرياً وبذلك انقسامه، وربما عكس ذلك ما يحدث اليوم في محيط وزارة الثقافة، وبعض المناطق بمحافظات مصر المختلفة من اشتباكات واقتحامات وعمليات انفلات أمني وحرق مقار الخ..

فما هي السيناريوهات المتوقع حدوثها يوم 30 يونيو..؟ وما هي آليات التعاطي فلسطينياً معها..؟

أولاً: السيناريوهات المتوقعة يوم 30 يونيو

هناك ثلاث سيناريوهات المتوقعة، ولكل سيناريو منها ما يؤكده وما ينفيه على النحو التالي:

1- سيناريو إسقاط الرئيس

يقوم هذا السيناريو على فرضية نجاح احتجاجات 30 يونيو بإسقاط مرسي، عبر خروج ملايين المصريين والاعتصام بالأماكن العامة وأمام القصور الرئاسية، مما يدفع مرسي للاستجابة للمطالب والإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة.

ما يؤكد هذا السيناريو

أ‌. خروج الملايين وحصار القصور الرئاسية واقتحام المقار الحزبية من شأنه استفزاز الحركات الإسلامية وخروجها هي الأخرى بالملايين وهذا ينذر باشتباكات كبيرة، قد تدفع الجيش للتدخل والضغط على الرئيس بالرحيل، أو الدعوة لانتخابات مبكرة.

ب‌. هناك جنون عظمة ينتاب النخبة السياسية في مصر.

ت‌. هناك قوى وطوائف تخشى من عمليات الأسلمة التدريجية أو كما يحلو للبعض تسميته (تمكين الإخوان)، وبذلك ستعمل بكل قوة لإسقاط الرئيس مرسي وحكم الإخوان.
ث‌. هناك دول إقليمية تدعم هذا الحراك وتعمل على إسقاط حكم الإخوان لأنه يعارض مصالحهم.

ج‌. الأزمات المبرمجة من قبل المتنفذين (فلول النظام السابق) في مفاصل الدولة مثل قطع التيار الكهربائي وتسريب امتحانات الثانوية العامة وأزمة البنزين والسولار والمرور والانفلات الأمني وغيرها، تهدف للحظة الانفجار والذي حددت تلك القوى موعده يوم 30 يونيو.

ما ينفي هذا السيناريو

أ‌. قوة التيار الإسلامي في مصر، وقدرته على حماية الشرعية الانتخابية للرئيس محمد مرسي، وقدرته على تحمل التكاليف مهما كانت.

ب‌. ضعف التيار الليبرالي واليساري على المواجهة والصمود لفترة زمنية طويلة.

ت‌. الفطرة الدينية التي يتمتع بها المواطن المصري البسيط وبذلك لن تحقق تلك الاحتجاجات نجاحاً إلا في مناطق الحضر.

ث‌. وجود قيادة حكيمة في القوات المسلحة تدرك مخاطر انحيازها لطرف من الأطراف وكذلك مخاطر تسلمها السلطة مستفيدة من تجربة المجلس العسكري السابق، وبذلك قد تعمل تلك القوات على الفصل وحماية المؤسسات والمقار.

2- سيناريو تجاوز الأزمة

يقوم هذا السيناريو على فرضية مرور يوم 30 يونيو بشكل سلمي وتعبر الجماهير عن مطالبها ثم تعود لبيوتها، وهذا يعود لأحد احتمالين، الأول هو ضعف في الحشد الجماهيري، والثاني نابع عن ثقافة جديدة تنتهجها المعارضة تكشف قدرتها بالحشد والسيطرة على الشارع، ولكل منهما دلالاته وانعكاساته السياسية.

ما يؤكد هذا السيناريو

أ‌. تماسك القوات المسلحة والتي من الممكن أن تنزل للشارع وتحمي الشرعية وتمنع انزلاق الأمور نحو الهاوية.

ب‌. بعض التصريحات لقادة ورموز إسلامية بأنهم سيتركون شأن حماية المقار والممتلكات والمؤسسات السيادية للجيش والشرطة.

ت‌. ضعف القوى الليبرالية واليسارية بالشارع، وعدم قدرتهم على الحشد.

ث‌. قد يتملك البعض خوف وخشية من عنفوان الإسلاميين، وبذلك انزلاق الأمور نحو الهاوية، وهذا سيهدد أصحاب المصالح والأجندات.

ما ينفي هذا السيناريو

أ‌. تصريحات حمدين صباحي الذي أكد أن الجماهير لن تعود إلى بيوتها إلا منتصرة.

ب‌. الأحداث المتفرقة التي تسبق يوم 30 يونيو، والاشتباكات التي شهدتها بعض المناطق بين عناصر حملة تمرد وحملة تجرد، وبين شريحة المثقفين الداعمين والمعارضين لوزير الثقافة أمام وزارة الثقافة المصرية.

ت‌. الشحن الإعلامي الكبير، والدعم اللوجستي الكبير لإنجاح حملة تمرد والتي تقف خلفها قوى ليبرالية ويسارية وشخصيات تتبع للنظام السابق.

ث‌. أن هذا الحشد هو بمثابة فرصة أخيرة وفريدة لإسقاط الرئيس مرسي، وبذلك إسقاط المشروع الإسلامي في المنطقة العربية والإسلامية.

3- سيناريو الحرب الأهلية

هذا السيناريو يقوم على أن تتحول الاشتباكات من استديوهات الفضائيات والصحف ومنابر المساجد إلى الشارع، ويتحول الاشتباك السياسي والإعلامي إلى اشتباك عسكري، وحينها قد ينقسم الجيش، ونكون أمام النموذج السوري أو الليبي، وتسيل الدماء في الشوارع، وهذا سيكون له انعكاس كبير على المنطقة العربية وعلى السلم والأمن العالمي، وقد يستدعي حدوث هذا السيناريو تدخل دولي، لملء الفراغ وحماية المصالح الجيواستراتيجية الأمريكية والصهيونية، وربما أول المتضررين من هذا السيناريو هو القضية الفلسطينية على وجه العموم وقطاع غزة على وجه الخصوص.

ما يؤكد هذا السيناريو

أ‌- التصريحات الإعلامية من قبل قادة جبهة الإنقاذ وبعض تيارات الإسلام السياسي.

ب‌- الأزمات المفتعلة بالشارع المصري تدفع به نحو الانفجار.

ج‌- الأحداث المتلاحقة في شوارع المحافظات المصرية المختلفة وأمام وزارة الثقافة وبالقرب من فندق سميراميس.

د‌- تهريب السلاح المكثف من ليبيا والسودان تجاه الأراضي المصرية منذ الثورة وحتى اليوم، وهذا ما كشفت عنه قوى الأمن المصرية في أكثر من مناسبة.

هـ- الانفلات الأمني في سيناء الخاصرة الضعيفة لمصر ورغبة بعض الدول الإقليمية وتحديداً (إسرائيل) برؤية مصر دولة فاشلة ومنهارة وضعيفة وهذا سيمنحها حق العودة إلى سيناء لحماية أمنها القومي.

ما ينفي هذا السيناريو

أ‌. إدراك الشارع المصري ونخبه ومؤسساته وأحزابه خطورة هذا السيناريو وأنه سيحرق الأخضر واليابس في مصر.

ب‌. أيضاً قد يؤثر على (إسرائيل) والمصالح الأمريكية وتحديداً في ظل الأزمة العالمية وصعود دول عديدة في النظام الدولي، مما قد يعيد خارطة التحالفات في المنطقة بما لا يخدم المصالح الغربية.

ت‌. حكمة الجيش المصري وقيادته، وإدراك أصحاب المصالح وجماعات الضغط بأن هذا السيناريو سيدمر مصالحهم ويقضي على طموحاتهم الاقتصادية والسياسية.

خلاصة القول: يشكل يوم 30 يونيو امتحاناً صعباً للنخب السياسية المصرية وللشعب المصري وقيادته وأحزابه، وأهم مرتكزات هذا الامتحان هو صراع المصالح الوطنية مع المصالح الحزبية، فإن غلب الجميع المصلحة الوطنية العليا ستتجاوز مصر تلك المعضلة، أما إن كان العكس فينتظر مصر ما لا يتمناه أحد، نتمنى الخير لمصر ولشعبها ولجيشها.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية