الشراونة في غزة.. وصراع الإرادات ... بقلم :د. حسن أبو حشيش

الإثنين 18 مارس 2013

الشراونة في غزة.. وصراع الإرادات

د. حسن أبو حشيش

أخيرًا انتصر الحق على الباطل، والضحية على الجلاد، والإرادة على القهر، والصمود على التجبر، والمقاومة على الإرهاب.. معركة باردة خالية من سخونة السلاح، ولكنها زاخرة بسخونة الإرادات.. جولاتها ممتدة على مدار تسعة شهور، البطل فيها الأسير أيمن الشراونة أحد أبطال صفقة وفاء الأحرار، هذه الصفقة التي زرعت الغيظ في قلوب الاحتلال، وأشربتهم الحسرة، وأذاقتهم مرارة وذل الهزيمة.. فحاولت التعويض من خلال إعادة خطف بعض الأبطال ومنهم أيمن الشراونة.

فشلت أدوات القهر الصهيونية في تسجيل إدانة جديدة على الأسير، فقررت إطلاق سراحه معلنة عن الهزيمة، لكن خففت من ذلك بنقله إلى غزة، وهذا سلوك نعلمه جيدا، ويُدركه كل المراقبين بأنه ردة فعل هوجائية من الاحتلال، وذر الرماد في العيون للتغطية على الخيبة والفشل.

النتيجة النهائية انتصر كف الحق على مخرز الباطل، ولو بقليل من الدماء والجراح والمعاناة، كما كان الانتصار في وفاء الأحرار، وفي إضراب الكرامة، وكما سجل العديد من أبطالنا في غزة والضفة صمودا غير مسبوق في وجه بطش السجان .

لقد ثبت الشراونة والعيساوي والسيسي وقعدان وجعفر والسرسك وخضر عدنان.. وغيرهم سلاحًا جديدًا مُوجعًا للاحتلال وهو سلاح الأمعاء الخاوية ولمدد طويلة وغير مسبوقة في أعراف المقاومة الشعبية والسلوك البشري، وأهميته تنبع من كونه لا يُزوَّر ولا يُحرض عليه مثل الأدوات النضالية المختلفة ، صحيح أن الإضراب عن الطعام هو من أهم أدوات صمود الحركة الأسيرة ، وتم الاعتماد عليه عبر العقود الماضية.. لكن الجديد هنا هو المُدد الطويلة ، ورضوخ الاحتلال الواضح والجلي لمطالب الأبطال بما في ذلك الإفراج وكسر القيد، حيث كان من قبل يُستخدم لتحسين المعيشة فقط، وهذا تطور مهم في علاقة الحركة الأسيرة مع إدارة السجون الصهيونية.

إن وصول أيمن إلى غزة ليس إبعادا، ولم يكن ولن يكون تشجيعًا على الإبعاد، فالخير الفلسطيني يُثمر في أي أرض، وغزة حرة وغالية وصاحبة كرامة وإباء، وهي بوابة فلسطين الجنوبية، وجزء أصيل من فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، والذي لا يفهم ذلك عليه الصمت حتى لا يخدش الصمود والصبر والانتصار الذي حققه أيمن وإخوانه.

وإننا إذ نفتخر بما تحقق فإننا نقول إن معركة الأسرى مازالت، وعلينا ألا نضع أقلامنا وأدواتنا فمازال لنا أبطال مضربون عن الطعام وينتظرون الحرية، ومازال الآلاف يقبعون في عتمة الزنزانة ينتظرون نور الحرية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية