الشعوب هبت لتنتصر... بقلم : د. أحمد محمد الأشقر

الجمعة 05 أغسطس 2011

الشعوب هبت لتنتصر
د. أحمد محمد الأشقر

اليوم تسطر الشعوب تاريخها, تكتب بالدم, تسخي بالأرواح, من أجل عزتها و كرامتها. العزة التي ذهبت بعد ما أردناها فى غير مرادها. و الكرامة التي امتهنت.

زعماء حكموا بدساتير ما أنزل الله بها من سلطان, قوانين الحديد و النار. استشرى الظلم و عم الفساد, فضعف العباد و استبيحت البلاد.

خير أمة أُخرجت للناس حكمها الطواغيت و تحدث باسمها الرويبضة, فتسابق الأكلة إلى قصعتنا, ينهشون فى لحمنا لا بل يسحقون عظامنا. أما حكامنا فلا يُحرِكون ساكنا و إذا تحرك فيهم ساكنا فللقضاء على ما تبقى من عظمنا!

آلاف الأيام و عشرات السنين و هم يشربون من دمائنا و ينهبون مقدرات أوطاننا. تحولت بلداننا من منارات للعلم و الرقى و العدل إلى مزارع خاصة تقاسمها اللئام, فاسودت و اقفهرت و مات نبضها فتذيلنا العالم فى كل شئ. حولوا الشعوب إلى عبيد لهم و من لم يرضخ لحكم الطاغوت تحول إلى عاصٍ و مجرمٍ و خارجٍ عن آداب الطاعة و المواطنة. فعقدت آلاف المحاكم و عُلقت رقاب العباد على أعواد المشانق فدُقت أعناقهم ليس لشئ إلا لأنهم قالوا ربنا الله!!!

لقد تغير اليوم فى أوطاننا, تبدل الحال و تلون الزمن. لقد هبت الشعوب, نفضت عن وجهها غبار السنين العجاف لتصرخ بأعلى صوتها " الشعب يريد إسقاط النظام ". صرخة تعالت مع كل يوم, فى كل شارع, ترددت مع كل قطرة دم تسيل, فى كل المعمورة, فتهاوت زعامات بيوتها أوهن من بيت العنكبوت, وعروشاً ها هي بإذنه تعالى تلفظ أنفاسها الأخيرة.

لقد ظلمتم وأنتم لستم على ذلك الظلم مقتدرين, نامت أعينكم و الشعوب منتبهةٌ تدعوا عليكم و عين الله لا تنمِ. فاليوم نسألكم و أنتم أضعف من فينا : أتحسبون أنكم ستهزمون الشعوب إذا هبت!؟ أتعتقدون أن من باع روحه من أجل عزته و كرامته ستخيفه جنازير دباباتكم!؟
إنكم اليوم تثبتون لنا أنكم أكثر من رويبضة و قطاع طرق , عذرا ... لقد أثبتم لنا أننا تأخرنا فى هبتنا كثيرا.

إن الأمةَ قد اختارت صلاحها فعلمت أن ذلك لا يتأتى إلا بعلو همتها, و الجود بدمائها, فانتفضت فى الخضراء و أرض الكنانة, فذاك قد هرب مجبونا و أصبح بذلك أول المبشرين بجدة, و هذا قد سلََه الخوف على سرير يهتز و لا يكاد يبين فيه شئ إلا رأسه. ما أردنا أن نراك هكذا و لا نكتب تشفياً أيها "الريس العنيد"! تمنينا أن نراك تقودنا إلى تحرير الأسرى و المسرى. فإذ بك تُقاد إلى المحاكمة! و التهمة قتل شعبك و سرقته و بيع مقدراته لأعدائه! ما أعظمك ربى و خالقي فإنك تُمهل و لا تُهمل!!!

و فى أقطار أخرى تلفظ الزعامات أنفاسها الأخيرة... لقد خرجت من جيوبها الدبابات, و تحركت إلى الشوارع المجنزرات, لتقتل و تسحق من يريد أن يُسقط القيادات, لكنى أقول لهم : هيهات... فما هي إلا سويعات و نراكم تُشرِفون على المحاكمات كمن سبقكم من الإمعات.
أما لكم أيها الشعوب فغزتنا ستبقى وفية, تنسى وجعها و حصارها و من ظلمها لتبتهل إلى الله بالدعوات, أن يثبتكم و ينصركم فى الجمعات ويهزم قادة العصابات! فكما كنتم لنا سندا فى أيامنا العصيبات, فإن دمائنا و دموعنا من أجلكم حتما تصير رخيصات...

}قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ , هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِين , وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ , إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ , وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ , أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ .{

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية