الشهيد القائد بهاء الدين سعيد
أول مقتحم للمغتصبات الصهيونية
المكتب الإعلامي - خاص
بهاء الدين وكفار دروم
بهاء الدين أبو السعيد (28 عاما) أول مقتحم للمستوطنات الصهيونية، استشهد فيه أبو السعيد، ولا يمكن أن تذكر مغتصبة كفار داروم الصهيونية المقاومة بقوة السلاح على أراضى المواطنين في دير البلح، من دون أن يذكر الشهيد بهاء الدين أبو السعيد، الذي نفذ أول عملية اقتحام للمغتصبات الصهيونية، في انتفاضة الأقصى، وذلك في 18 تشرين ثاني (نوفمبر) 2000، والتي كانت فاتحة عمليات اقتحام المستوطنات الصهيونية وجاءت تلك العملية بعد شهر وعشرين يوما من اندلاع انتفاضة الأقصى، وقتل فيها أربعة جنود صهاينة، وأصيب عدد آخر بجراح.
بهاء الدين المقاتل
لم يكن الشهيد بهاء الدين أبو السعيد، الذي تربى وترعرع منذ نعومة أظفاره على الانتماء الصادق لفلسطين شابا عاديا، بل كان مولعا بالمقاومة التي خاضها منذ اندلاع الانتفاضة الأولى، في إطار مجموعات صقور فتح، التابعة لحركة فتح آنذاك، إذ واصل عمل الجهادي المقاوم مع اندلاع انتفاضة الأقصى في صفوف ( المقاومة الشعبية، ) والتي انطلق لترد الظلم والعدوان الصهيوني على أبناء شعبنا ومقدساته.
رحله جهاده
لشهيدنا المقاوم تاريخ طويل من المقاومة بدأه حينما كان شابا يافعا في صفوف حركة فتح، بمشاركته في فعاليات الانتفاضة الأولى بقوة، ومن ثم انضمامه إلى مجموعات صقور فتح والفهد الأسود، ومشاركته في العديد من العمليات الفدائية. وقد اعتقل خلال إحدى تلك العمليات على طريق كوسوفيم الاستيطاني، شمال خان يونس، وكان ذلك في العام 1990.
الهروب من سجن غزة المركزي
ولقد تمكن شهيدنا بهاء الدين ، بعد اعتقاله بخمسة أشهر، من الفرار من سجن غزة المركزي خلال تقديمه للمحكمة العسكرية في مدينة غزة، إذ كسر شباك الزنزانة وهو في انتظار تقديمه للمحكمة وفر منها. وفي مطلع عام 1993 تمكن من الخروج من القطاع، بعد أن ضاقت الأمور بالمطلوبين، الذين صار واحدا منهم، وكانت وجهته إلى ليبيا. لم تكن ليبيا آخر محطات شهيدنا ، بل كانت محطة هامة في تاريخه، حيث تلقى تدريبات عسكرية قوية، من خلال دورات مكثفة، لكن عيناه ظلتا متجهتين نحو الوطن الذي عاد إليه بنفس طريقة الخروج منه حيث اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني لمدة شهرين، ومن ثم أطلقت سراحه،والتحق بأجهزة السلطة العسكرية أملا في خدمة أبناء شعبه ومواصلة طريق في خدمة الوطن.
وكان شهيدنا بهاء الدين أبو السعيد من أوائل الذين انضموا إلى مجاهدي الناصر صلاح الدين بوصفه قائدا للمنطقة الوسطى في قطاع غزة.
شقيق الشهيد يتحدث
ويقول نبيل سعيد إن الفضل في الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة يعود لشقيقه الشهيد بهاء الدين، الذي كان من السباقين في اقتحام المستوطنات؛ وأمثاله من الشهداء والمقاومين، الذين قدموا أرواحهم رخيصة ثمنا لهذا الانسحاب.وأضاف يقول إننا أول ما نتذكر الانسحاب الصهيوني من المستوطنات نتذكر أول عملية اقتحام لتلك المستوطنات وبطلها بهاء الدين، فلا يمكن أن يذكر الانسحاب أو كفار داروم دون أن يذكر بهاء الدين، كما قال.
بهاء الدين ينتفض للقصاص
وقال إن بهاء الدين لم ترق له جرائم قوات الاحتلال بحق أبناء شعبه، وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء، خلال الأيام القليلة، التي عاشها من عمر انتفاضة الأقصى، فقرر الانتقام لهؤلاء الشهداء، من خلال عملية تشفي صدور أبناء الشعب الفلسطيني. وأوضح أبو السعيد أن شقيقه كان يتمتع بذكاء كبير، إذ كان يخطط لأن يغنم عددا من قطع السلاح، خلال تنفيذه لعمليته، من أجل تسليح عناصره ومجموعاته، لتواصل طريق المقاومة والجهاد.
تفاصيل العملية
اقتحم الشهيد بهاء الدين مغتصبة كفار دروم في صباح الجمعة الموافق 18/11/2000م ، حيث كان مسلحا برشاش من نوع كلاشنكوف ومسدس وخنجر؛ مستوطنة كفار داروم.
وبعد أن أطلق النار على حراس المستوطنة، وباغت الجنود وهم نائمون في مهاجعهم، مفرغا ذخيرته فيهم، ومشتبكا معهم بالسلاح الأبيض، ولقد اعترف العدو بمقتل أربعة جنود صهاينة وإصابة آخرين واستمر شهيدنا بهاء الدين بالاشتباك مع الصهاينة حتى نال الشهادة أخيرا.
بهاء الدين من جديد في الأسرة
وبعد عشرين يوما من استشهاد بهاء كانت زوجته الحامل على موعد مع مولودها الثاني، الذي أصرت هي وبقية أفراد عائلتها على منحه اسم والده بهاء الدين ليبقى بينهم ولا يفقدوه، ولتربيه على السير على نهج والده، إذ من المقرر أن تحتفل العائلة مع نهاية هذا العام بالسنة السابع لمولد بهاء الدين الصغير.
زوجة الشهيد تتحدث
وقالت زوجة الشهيد بهاء سعيد إن مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة أثر كثيرا في زوجها، الذي كان قلبه يعتصر ألما على ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من مجازر، وكان يفرح حينما يسمع عن عملية فدائية، ولكنه لم يكن يظهر ما يمكن أن يفعل على الرغم من تحركاته ونشاطه الكثير، إلا انه كان غامضا وسريا جدا، في عمله العسكري، كما تقول.
وأعربت زوجة الشهيد أبو السعيد عن سعادتها بالانسحاب الصهيوني، الذي أكدت أنه جاء نتيجة لثمرة الانتفاضة والمقاومة، وللتضحيات التي قدمها أبناء الشعب الفلسطيني. وقالت هذا دليل على أننا انتصرنا على الاحتلال، ولن يكون هذا الانتصار الأخير، بل ستكون هناك انتصارات أخرى.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية