الشهيد المحرر نصر عصيدة وسرب الطيور
فؤاد الخفش
فؤاد الخفش
هناك أسماء ارتبطت أعمالها وأفعالها بزمن وأحداث وقصص لا تستطيع الأيام أن تمحوها من الذاكرة طالت المدة أم قصرت، فذكرهم يجيش في النفس خواطر ويثير في الروح أحاسيس ونحنّ معهم للزمن الماضي ولمن شغاف القلب يعشقهم.
وأثبتت الأيام والقصص والحكايات والشواهد والتاريخ أن أصحاب الإخلاص يرفع الله قدرهم وذكرهم ويكرمهم بكرامات تكون شاهدة على صدقهم وإخلاصهم ليس الهدف منها التناقل أو التفاخر إنما العبرة والموعظة.
ولا أذيع سراً إن قلت أن اسم نصر الدين عصيدة يثير في نفسي أحاسيس خاصة فالقصص التي سمعتها عن هذا المجاهد الذي قام بما لم تستطع جيوش كاملة القيام به هو محل إعجاب وتقدير كل من سمع بأعمال الشهيد المتواضع الذي عاش حياة البسطاء.
في أحد المرات وقبل زمن ليس بالبعيد زرت المعتقلين في سجن جنيد وكان من بينهم الشهيد نصر الدين عصيدة فقال لي أحدهم كلمة لن أنساها ما حييت... قال لي هذا الشاب نصر يرفض أن ينام على برشه وكل ليلة وحتى في فصل الشتاء ينام على الأرض ويتوسد بحذائه تحت رأسه... سألت الأخ لماذا يفعل هكذا.. قال يبدو أنه يعدّ نفسه لمرحلة ما وكان هذا الحديث في عام 1999 إن لم تخنّي الذاكرة.
ومضت الأيام وخرج نصر الدين من سجنه ليصبح مطارداً وما هي إلا فترة بسيطة حتى ذاع صيت بطولاته وأعماله وارتبط اسمه بكل ما هو جديد ومبدع فأصبح الاسم الأكثر طلباً من قبل الاحتلال والبحث عنه جارٍ ليل نهار.
سكن الكهوف ونام على الأرض وتوسد حذاءه ووضعه تحت رأسه... وآه لو نستطيع أن نقبّل هذا الحذاء ونضعه على رؤوسنا.. وتتابعت الكرامات تلو الكرمات لنصر الذي حدّث عنه من عرفه أنه في أحد المرات وخلال محاصرته اختبأ في كوم من الحطب وكان الجنود من حوله لو نظر أحدهم إلى أسفل قدمه لشاهده ولكن الله سلم.
أهالي بلدة تل الشهداء تل آل ريحان يعرفون هذه القصص ويتناقلوها ما بينهم من بين يد الجند هرب أكثر من مرة، لم تبقَ مغارة أو كهف واحد في جبال نابلس إلا وقصف أملاً من المحتل أن يكون نصر بداخله إلى أن أتت ساعة المواجهة ووقت الشهادة فدلّهم على مكانه في أحد الهكوف كلب أثر قتل الكلب الذي كان مزوداً بكاميرا خاصة واشتبك معهم نصر حتى لقي ربه شهيداً.
سرقت جثمان البطل ووضعت بمقبرة الأرقام وبكت نابلس وفلسطين الشهيد وصودف أن استشهد على ما أذكر يومها علي علان بطل فلسسطين ومرت الأيام من عام 2003م حتى يومنا هذا فسلّم جثمان الشهيد نصر.
هبّت نابلس وتل والمنطقة تسير خلف جثمان البطل ومعه اثنان من شهداء البلدة العظماء وزيّن بالعلم الفلسطيني وظهرت آثار الدماء على تابوته الخشبي وما من أحد إلا وشاهد المنظر.
تسابق الشباب الصغير الذي سمع عن نصر ولم يتجاوز عمره يوم استشهاده سوى ثماني سنوات أو عشرة أعوام على أبعد تقدير ليحملوا الجثمان ويهتفون بعالي الصوت لنصر وبطولات نصر وحبهم لنصر، فقلت في نفسي من الذي زرع كل هذا الحب في قلوب هذا الشباب الذي تمرد على الخوف وكل شيء !!!
طلب مني أحد الشباب الثقات أن أذهب لمنزل نصر وقال من يوم أمس وسروب الطيور تحلق فوق بيت الشهيد نصر عدد كبير من الطيور من وقت وصول الجثمان أتت وكأنها تريد أن تشارك في العرس وتتابع الموقف، الكل شاهد المنظر ومازالت الطيور فوق المنزل.
بالفعل كان المنظر أكبر من أن يوصف بكلمات والدموع هي الحل في مثل هكذا حالة وليس أكبر من هكذا أدلة يرسلها الله لنا للتحدث عن مكانة هؤلاء الأشخاص.
لا أستطيع أن أتحدث أكثر، وكل ما أريد أن أنهي به مقالي هذا الذي كتبته بشق الأنفس أن الله لا يضيع أجر المخلصين والتاريخ أثبت أن أهل الإخلاص والصدق هم الأكثر ذكراً في التاريخ.
رحمك الله يا نصر ورحم شهداء تل البطولة والمقاومة والله أسأل أن يكون لنا معهم لقاء في مستقر رحمته اللهم آمين آمين آمين.
وأثبتت الأيام والقصص والحكايات والشواهد والتاريخ أن أصحاب الإخلاص يرفع الله قدرهم وذكرهم ويكرمهم بكرامات تكون شاهدة على صدقهم وإخلاصهم ليس الهدف منها التناقل أو التفاخر إنما العبرة والموعظة.
ولا أذيع سراً إن قلت أن اسم نصر الدين عصيدة يثير في نفسي أحاسيس خاصة فالقصص التي سمعتها عن هذا المجاهد الذي قام بما لم تستطع جيوش كاملة القيام به هو محل إعجاب وتقدير كل من سمع بأعمال الشهيد المتواضع الذي عاش حياة البسطاء.
في أحد المرات وقبل زمن ليس بالبعيد زرت المعتقلين في سجن جنيد وكان من بينهم الشهيد نصر الدين عصيدة فقال لي أحدهم كلمة لن أنساها ما حييت... قال لي هذا الشاب نصر يرفض أن ينام على برشه وكل ليلة وحتى في فصل الشتاء ينام على الأرض ويتوسد بحذائه تحت رأسه... سألت الأخ لماذا يفعل هكذا.. قال يبدو أنه يعدّ نفسه لمرحلة ما وكان هذا الحديث في عام 1999 إن لم تخنّي الذاكرة.
ومضت الأيام وخرج نصر الدين من سجنه ليصبح مطارداً وما هي إلا فترة بسيطة حتى ذاع صيت بطولاته وأعماله وارتبط اسمه بكل ما هو جديد ومبدع فأصبح الاسم الأكثر طلباً من قبل الاحتلال والبحث عنه جارٍ ليل نهار.
سكن الكهوف ونام على الأرض وتوسد حذاءه ووضعه تحت رأسه... وآه لو نستطيع أن نقبّل هذا الحذاء ونضعه على رؤوسنا.. وتتابعت الكرامات تلو الكرمات لنصر الذي حدّث عنه من عرفه أنه في أحد المرات وخلال محاصرته اختبأ في كوم من الحطب وكان الجنود من حوله لو نظر أحدهم إلى أسفل قدمه لشاهده ولكن الله سلم.
أهالي بلدة تل الشهداء تل آل ريحان يعرفون هذه القصص ويتناقلوها ما بينهم من بين يد الجند هرب أكثر من مرة، لم تبقَ مغارة أو كهف واحد في جبال نابلس إلا وقصف أملاً من المحتل أن يكون نصر بداخله إلى أن أتت ساعة المواجهة ووقت الشهادة فدلّهم على مكانه في أحد الهكوف كلب أثر قتل الكلب الذي كان مزوداً بكاميرا خاصة واشتبك معهم نصر حتى لقي ربه شهيداً.
سرقت جثمان البطل ووضعت بمقبرة الأرقام وبكت نابلس وفلسطين الشهيد وصودف أن استشهد على ما أذكر يومها علي علان بطل فلسسطين ومرت الأيام من عام 2003م حتى يومنا هذا فسلّم جثمان الشهيد نصر.
هبّت نابلس وتل والمنطقة تسير خلف جثمان البطل ومعه اثنان من شهداء البلدة العظماء وزيّن بالعلم الفلسطيني وظهرت آثار الدماء على تابوته الخشبي وما من أحد إلا وشاهد المنظر.
تسابق الشباب الصغير الذي سمع عن نصر ولم يتجاوز عمره يوم استشهاده سوى ثماني سنوات أو عشرة أعوام على أبعد تقدير ليحملوا الجثمان ويهتفون بعالي الصوت لنصر وبطولات نصر وحبهم لنصر، فقلت في نفسي من الذي زرع كل هذا الحب في قلوب هذا الشباب الذي تمرد على الخوف وكل شيء !!!
طلب مني أحد الشباب الثقات أن أذهب لمنزل نصر وقال من يوم أمس وسروب الطيور تحلق فوق بيت الشهيد نصر عدد كبير من الطيور من وقت وصول الجثمان أتت وكأنها تريد أن تشارك في العرس وتتابع الموقف، الكل شاهد المنظر ومازالت الطيور فوق المنزل.
بالفعل كان المنظر أكبر من أن يوصف بكلمات والدموع هي الحل في مثل هكذا حالة وليس أكبر من هكذا أدلة يرسلها الله لنا للتحدث عن مكانة هؤلاء الأشخاص.
لا أستطيع أن أتحدث أكثر، وكل ما أريد أن أنهي به مقالي هذا الذي كتبته بشق الأنفس أن الله لا يضيع أجر المخلصين والتاريخ أثبت أن أهل الإخلاص والصدق هم الأكثر ذكراً في التاريخ.
رحمك الله يا نصر ورحم شهداء تل البطولة والمقاومة والله أسأل أن يكون لنا معهم لقاء في مستقر رحمته اللهم آمين آمين آمين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية