الشهيدة الطفلة حلا ... بقلم : خالد معالي

الأربعاء 25 ديسمبر 2013

الشهيدة الطفلة حلا

خالد معالي

حلا طفلة فلسطينية ابنة ثلاثة أعوام من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، استكثر عليها (بنيامين نتنياهو) أن تعيش أكثر من ثلاث سنين؛ *** يدعها تنعم ببراءة طفولتها؛ فأرسل طائرات (أف 16)، وقتلها بقنبلة أو صاروخ وزنه مئات أضعاف وزن الطفلة حلا البريئة، ذات الوجه النوري الجميل.

لو أن الطفلة حلا طفلة من دولة غربية، أو طفلة من الكيان العبري؛ لقامت الدنيا ولم تقعد، ولنشرت صورها في العالم أجمع، وقد تحشد لأجلها جيوش جرارة، أو تقوم حروب لمحاربة ما يسمونه "الإرهاب" وقتها، ولكن لأن الطفلة حلا هي فلسطينية عربية؛ لا بواكي لها، ولا عزاء، ولا دموع تذرف عليها.

غيبت طفولة حلا الجميلة في عالم من الوحوش الآدمية، حتى وحوش الغابة تتعفف من القتل لأجل القتل؛ فهي تقتل لأجل إطعام نفسها والتخلص من الجوع، أما جيش الاحتلال فيقتل لأجل التمتع بشهوة القتل الإجرامية, قد يظن بعض أن قتل الطفلة حلا وقع بالخطأ، ولكن نذكره أن جيش الاحتلال "صاحب الأخلاق العظيمة" و"الجيش الذي لا يقهر" قد قتل بالفسفور الأبيض قبلها 400 طفل في العدوان على غزة نهاية عام 2008م، في حرب الفرقان، التي أطلق عليها الاحتلال حرب "الرصاص المصبوب"، دون أن يرف جفن الدول الغربية المتحضرة.

أطفال غزة كأطفال الضفة الغربية المحتلة، وفلسطين المحتلة، يدفعون من براءتهم، وطفولتهم ثمن الاحتلال، ويقتلون جهارًا نهارًا وهم في عمر الورد والبراءة والطهارة، وينالون الشهادة مبكرًا مجبرين.
كأي طفل آخر كانت الطفلة حلا تلعب بألعابها من الدمى بكل براءة، فعاجلها صاروخ كان لها بالمرصاد، وفجر جسدها الطاهر الندي.

قمة في البشاعة والإجرام مواصلة قتل أطفال غزة والضفة الغربية، ومواصلة سجن مئات الأطفال القاصرين وتعذيبهم؛ دون مراعاة لطفولتهم وبراءتهم، ولا القوانين الدولية التي لا تجيز سجنهم أو تعذيبهم وقهرهم.

عملية قتل الطفلة حلا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فهي ليست بأول طفلة ترتقي شهيدة على يد جيش الاحتلال؛ فقد سبقها مئات الأطفال الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ فنحن أمام احتلال يقتل حتى الأطفال الصغار، دون أن يخشى المحاسبة من المجتمع الدولي المنافق الذي يتفرج ولا يحرك ساكنًا.

يزعم الاحتلال في تصريحات قادته أنه لا يستهدف الأطفال، والحقيقة عكس ذلك تمامًا؛ فالشهداء الـ37 الذين قتلوا منذ بدء المفاوضات قبل عدة أشهر نسبة كبيرة منهم من الأطفال الصغار الأبرياء.

صورة الشهيدة الطفلة حلا يجب أن تغزو دول العالم أجمع، وعلى كل من عنده ذرة من شرف وكرامة ألا ينظر إليها ويتحسر فقط، بل أقل الواجب تعميم نشر صورتها في المواقع والوسائل الإلكترونية المختلفة، وغيرها؛ ليعرف العالم أجمع من هو الإرهابي الذي يستهدف قتل الأطفال.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية