الشوا: 3 أسباب وراء وضع غزة الكارثي.. ونرفض التمويل المشروط
قال مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إن قطاع غزة يمر الآن بواقع هو الأسوأ على مدار تاريخه جراء الحصار وإغلاق المعابر وعدم الإعمار.ولفت خلال حوار خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، إلى أن الأوضاع تزداد تدهوراً، مشيراً إلى أن نسبة البطالة تزيد عن (50%) وعائلات غزية تعيش تحت خط الفقر بنسبة (60%)، بالإضافة إلى انعدام الأمن الغذائي بنسبة (75%).
وأشار، إلى رفض شبكة المنظمات العديد من الأموال لتمويل برامجها، لأنها أموال مشروطة من الدول المانحة.
ودعا إلى تكاتف الجهود من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، مبيناً أن المرحلة التي يتم العمل بها هي تعزيز ودعم صمود المواطن الفلسطيني.
وفيما يلي نص الحوار:
*كيف تقيمون الوضع الحالي لقطاع غزة؟
الأوضاع في قطاع غزة تزداد تدهوراً، فرغم انتهاء العدوان على غزة إلا أن عملية الإعمار الحقيقي لم تبدأ بعد، كما أن عدم إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، واستلام حكومة التوافق الوطني لمهامها في قطاع غزة، هذه الأمور بالإضافة إلى استمرار الحصار الصهيوني وفشل المجتمع الدولي في تحمل المسؤوليات اتجاه هذا التدهور الحاصل، جعل غزة في وضع صعب.
والوضع في القطاع حتى قبل العدوان كان كارثيا، مما جعل المعاناة في زيادة أكثر، خاصة أن الأمر يزداد بالمعاناة على الصعيد الإنساني وعلى الصعيد الاقتصادي وعلى الصعيد النفساني، فكل لحظة تمر في قطاع غزة يؤدي ذلك إلى التدهور.
وجميع الأطراف فشلت حتى هذه اللحظة في تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية اتجاه قطاع غزة، خاصة أنه يوجد 2 مليون فلسطيني تقريباً يعيشون هذه الأزمة...فالجميع يحذر من تداعيات الأوضاع.
*من أسباب الوضع الكارثي عدم تحرك عجلة الإعمار فما سبب ذلك من خلال اطلاعك على الأوضاع؟
هنالك ثلاثة أمور رئيسية تتعلق في موضوع الإعمار تتمثل: عدم تسلم حكومة الوفاق الوطني مهامها والقيام بمسؤولياتها، وعدم توحيد الجهود فيما يتعلق بإعمار غزة والعمل على رفع الحصار بشكل كامل.
وللأسف الشديد المجتمع الدولي وموافقة حكومة التوافق وبعض القوى السياسية على ما يسمى بآلية إعمار غزة خطة "روبرت سيري" والتي شرعنت الحصار، وقيدت دخول مواد البناء بشكل واضح لقطاع غزة.
وتدفق الأموال التي وصلت حتى الآن دون المطلوب تقريباً (27%) فقط من الأموال التي وصلت لقطاع غزة وهي جزء من مساهمات استعدت الدول دفعها قبل العدوان، وبالتالي هذه مشاريع قديمة ولكن جرى وضعها بعد الحرب.
ولا بد من العمل على وقف التدهور الحاصل، خاصة أن هنالك من يعيشون داخل كرفانات، ومن يعيشون تحت ركام منازلهم في واقع إنساني صعب.
الفقر والبطالة
البطالة وصلت لأكثر من (50%)، فهنالك عشرات الآلاف من الخريجين الذين فقدوا أي فرصة للعمل في الواقع الحالي، إضافة للواقع الإنساني الصعب للموظفين الذين لم يتلقوا رواتبهم حتى الآن.
وأيضاً للذين فقدوا فرص عملهم بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الاقتصادية في قطاع غزة.
وانعدام الأمن الغذائي حيث وصل إلى ما يقارب (75%)، والذين يعيشون تحت خط الفقر نسبتهم لا تقل عن (60%)، ومن يعتمدون على المساعدات المقدمة من وكالات الإغاثة نسبتهم (80%). هذه نسبة تشير إلى واقع إنساني كارثي بمعنى الكلمة، هذا بالإضافة إلى قضايا رئيسية مثل قضايا المياه والتي أنذر الجميع من تداعياتها، حيث (97%) من المياه غير صالحة للاستعمال الآدمي، وهي تعاني التلوث وفي ذات الوقت تعاني من نقص مستمر.
وهذا ناقوس الخطر الحقيقي في قطاع غزة في وقت تقلص فيه مساحات الصيد والزراعة...بالإضافة إلى أن قطاع غزة يعاني من كثافة سكنية، حيث يوجد توقف في النمو العمراني بسبب عدم توفر مواد البناء.
الممر المائي ورفح
هنالك الكثير من القضايا المرتبطة في معبر رفح نأمل أن يسعى الجميع في توحيد الجهود وحل الإشكاليات الداخلية وقيام الحكومة بمهامها حتى نستطيع أن ندير المعبر ونتوافق مع مصر لفتح المعبر بشكل دائم.
وعدم فتح معبر رفح يسبب واقعاً إنسانياً صعباً، فلا بد من العمل على فتحه بشكل سريع حتى نستطيع تأمين سفر المرضى والطلاب وكل من له حاجة بالسفر.
*منع الاحتلال من إقامة ممر مائي لقطاع غزة رغم أنه حق طبيعي كيف تنظرون لذلك؟
هذا الأمر يعد جزءا من حالة إبقاء فرض الحصار على قطاع غزة في حرمانه من الممر المائي، مما يتطلب قيام الحكومة بدورها المنوط بها الكثير من المهام والمسؤوليات.
دور شبكة المنظمات
المؤسسات الأهلية تتحمل عبئا كبيرا اتجاه هذا الواقع الإنساني من خلال تحويل معظم البرامج والمشاريع للتعامل مع هذا الواقع الإنساني الصعب وتلبية احتياجات المواطن الفلسطيني التي تتزايد كل يوم.
كل ذلك يأتي في ظل تقليص التمويل الموجود لهذه المؤسسات، وأيضاً تعمل على صد وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني على كافة المستويات، وأيضا تعمل على صعيد تعزيز صمود الشعب الفلسطيني. ولقد اتخذنا عنواناً للمرحلة المقبلة في العمل على تعزيز ودعم صمود المواطن الفلسطيني على أرضه، ودعم قطاع الصيد وقطاع الزراعة في مواجهة هذه الظروف الصعبة التي يعيشونها.
*أوضاع غزة هل جعلت من برامج عملكم ضمن إطار الطوارئ؟
سمة الطوارئ هي السائدة الآن على عملنا في هذا الواقع غير المستقر بأي شكل في وجود الانقسام والحصار وتداعيات خطيرة وأزمة إنسانية، الجميع يسعى على الأقل إلى وقف هذا التدهور الحاصل.
*ماهو دوركم في دعم الوحدة الوطنية على صعيد مؤسسات المجتمع والوطن كذلك؟
محاولاتنا مستمرة من أجل الدفع بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي على كافة المستويات وتوحيد الجهود ومطالبنا لا زالت مستمرة في اتجاه إنجاز الوحدة.
ووجود حكومة التوافق التي ولدت في اتفاق الشاطئ، والتي نأمل من الجميع أن يدعم هذه الحكومة، وعلى هذه الحكومة مسؤوليات اتجاه الشعب الفلسطيني وعليها مهام.
ونأمل من القوى السياسية العودة إلى طاولة الحوار وتتوقف عن وضع المواطن في هذا الصراع السياسي، وأن تتوقف عن وضع المنظمات الأهلية في ذلك أيضاً.
وعلى جميع الأطراف أن تحمي المؤسسات الأهلية وتسهل عملها ولا تفرض أي شكل من الأشكال على عمل المؤسسات الأهلية، لأنها تعبر عن حالة المجتمع، وهي إلى جانب الوحدة الوطنية وضد الانقسام السياسي.
*هل يوجد اتصالات خارجية من أجل وضعهم بصورة الأوضاع؟
هنالك تواصل مستمر مع الجهات الدبلوماسية الرسمية ومع المؤسسات الدولية ومع الجهات المتضامنة من أجل وضعهم في صورة الوضع المتردي على قطاع غزة، وأيضاً مطالبتهم بالعمل الفوري لمعالجة هذه الأزمة.
وتم اللقاء بالعديد من المؤسسات الدولية، وأيضاً التنسيق مع المستوى الوطني والمؤسسات المحلية حتى نكون جميعاً في مواجهة هذا التدهور الحاصل الذي يمس حياة المواطن الفلسطيني والتي باتت تتأثر به كل القطاعات.
تمويل مشروط
*عملية التمويل لمشاريعكم هل تكون ضمن شروط من قبل الجهات المانحة؟
شبكة المنظمات الأهلية لديها موقف واضح وصريح برفض التمويل السياسي المشروط، والذي ينتقص من حقوق شعبنا الفلسطيني أو الذي يميز بين أبناء الشعب الواحد والذي ينتهك القانون الفلسطيني. ومطلبنا هو تحييد العمل الإنساني وعدم فرض أي شروط سياسية، حيث بات شرطاً من شروط عضويتنا في شبكة المنظمات الأهلية ذلك.
ومن عام (2003) إلى اليوم نحن نواجه ذلك؛ فهنالك الكثير من الأموال التي حاول المانحون أن يقدموها ضمن شروط سياسية تم رفضها من الأعضاء ومن شبكة المنظمات أيضاً.
*ماهو المطلوب لمواجهة التحديات؟
رغم كل الظروف الصعبة؛ إلا أن قطاع غزة مكان قابل للحياة ويجب الدفع باتجاه هذه الرؤية من خلال خطة وطنية تشارك فيها كل الأطراف الفاعلة، فلا بد أن نجتمع من أجل إنقاذ قطاع غزة من هذا الواقع الصعب.
وهنالك من يحاول أن يعطي قطاع غزة صورة مكان ميئوس منه، مكان غير قابل للحياة، مكان هو سجن، وعلى الرغم من كل ذلك ومن هذه الصعوبات إلا أنه هنالك مساحة من الأمل للتمسك في مستقبل أفضل لشعبنا الفلسطيني.
وقطاع غزة جزء لا يتجزأ من المشروع الوطني الفلسطيني، وأن هنالك من يسعى لعزل قطاع غزة ودفعه باتجاه خارج المعادلة الفلسطينية.
وذلك يجعلنا بحاجة إلى وحدة المجتمع في مواجهة كل التحديات، والمجتمع المدني الفلسطيني سيبقى موحداً لمواجهة الانقسام السياسي، ولمواجهة الحصار، ولمواجهة العزلة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية