في حوار مع المكتب الإعلامي
-أي حرب جديدة على غزة ستثبت للعالم أن العدو هو سفاح ومصاص للدماء
-العدو وعملائه يقفون خلف الحوادث الداخلية وسنضرب بيد من حديد على كل العابثين بأمن وطننا وشعبنا
-المقاومة أثبتت أنها الخيار الوحيد لشعبنا لاستعادة وطنه ومقدساته
-طريقنا نحو القدس طويلة ولن نصلها إلا بوحدة شعبنا وتماسكه
-رسالتنا لكل مسلمي العالم ..ادعموا المقاومة الفلسطينية لتحافظ على أمنكم واستقراركم
نبراس المقاومة- خاص
أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها الخيار الإستراتيجي والوحيد لتحرير كامل تراب الوطن, واسترداد الحقوق, وتخليص المقدسات من دنس اليهود الغاصبين, في وقت يتقاعس فيه العرب المسلمون عن نصرة دين الله, وقضية المسلمين الأولى, حتى قدمت المقاومة الفلسطينية الغالي والنفيس ابتغاء مرضاة الله
ويؤكد الشيخ المجاهد أبو القاسم دغمش, أن المقاومة هي خيار شعبنا الوحيد في معركته المقدسة مع العدو الصهيونية, ولا بديل عنه, بعد أن فشلت خيار المفاوضات الانهزامية, التي كانت سبباً رئيسيا فيما يعانيه شعبنا اليوم.
وقال الشيخ أبو القاسم في مقابلة حصرية مع مراسل "المكتب الإعلامي لحركة لمقاومة الشعبية" أن:" الأسرى الفلسطينيين سينعمون قريبا بعبق الحرية, عندما تتم صفقة التبادل, فلن يخرج الأسرى بالاتفاقيات الاستسلامية ولكن سيكون خروجهم بواسطة عمليات التبادل, التي ستمرغ أنف العدو في التراب".
وأشار الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية في حديثه إلى أن الحوار الفلسطيني وصل لمراحل متقدمة وكاد ينتهي باتفاق تصالحي بين الفصائل, لكن تعنت حركة فتح وارتهان قرارها بالمؤسسة الأمريكية والصهيونية, عطل إمكانية الوصول لاتفاق المصالحة الوطنية..
لن نترك القدس وحيدة
كيف تنظرون إلى الأحداث والتطورات في مدينة القدس الشريف؟
ننظر إليها ببالغ الأسى والحزن لما يتعرض له مسرى الحبيب المصطفى صلـى الله عليه وسلم في ظل صمت عربي وإسلامي مريب, وبينما ينشغل العرب والمسلمون في الأمور التافهة والغير مجدية يتغول العدو في مدينة القدس, ويهدد مسجدنا الأقصى بالانهيار, حتي تصبح خرافاته المزعومة أمرا واقعا والمسلمون غافلون, فالقدس اليوم تحتاج منا إلى وقفة عز وانتفاضة جديدة لتجدد العزم وتبعث في الأمة الأمل والعزة والكبرياء من اجل الدفاع عن مسرى الحبيب المصطفى صلـى الله عليه وسلم .
برأيكم ما هو واجب على الأمة لتفعله دفاعا عن القدس وفلسطين عامة؟
لا أحد ينكر أن الأمة مقصرة في فلسطين أيما تقصير, وما المسجد الأقصى ومدينة القدس إلى دليل على ذلك, نحن أمام مجزرة حقيقة تتعرض لها المدينة المقدسة, يجب أن يدعم المسلمون الأقصى الغالي والنفيس, ويعززوا من صمود وثبات أهل القدس, ولا يتركوهم وحيدين يواجهون آلة البطش الصهيوني وهم يتفرجون عليها أمام شاشات التلفاز, يجب على المسلمين تفعيل صندوق القدس, وتشجيع أهلها على الرباط فيها من خلال دعهم وسد احتياجاتهم, كي يبقوا شجرة شامخة لا تقتلع.
ونحن نؤكد أن مقاومتنا, لن تصمت على ما تتعرض له المدينة المقدسة, وهي بدأت بالفعل تعد العدة وتخطو خطوات عملية للرد على جريمة اقتحام المسجد الأقصى وأيضا لمنع إقامة ما يسمى بكنيس الخراب.
كيف ترى صورة المقاومة اليوم بعد تسع سنوات على اندلاع انتفاضة الأقصى؟
الحمد لله رب العالمين, المقاومة اليوم أصبحت أقوى من ذي قبل, بعد أن تطور أدائها وارتقت في إمكانياتها وتجهيزاتها وعتادها, وعدد رجالها, فالحمد لله , الشعب كله يحتضن المقاومة اليوم التي قدمت رجالها وقادتها فداءً لدين الله, ودفاعا عن قضيتنا العادلة.
وبرغم المحاولات الصهيونية للنيل من المقاومة والقضاء عليها, إلا إن مخططاته باءت بالفشل بعد صورة الصمود الأسطوري الذي قدمته المقاومة خلال الحرب على غزة, وسطرت أروع ملاحم البطولة والفداء.
وبإذن الله, تعد حركة المقاومة الشعبية وجناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين, أن تبقى الدرع الحصين لأبناء شعبنا, وتجود بدماء أبنائها وقادتها دفاعا عن أرضنا ومقدساتنا.
هل تعتقد أن العدو استطاع أن يفرض أجندته على المقاومة بعد حربه على غزة؟
بكل المقاييس قد فشلت حرب العدو على قطاع غزة, رغم ما كان أعد لها من عدة وعتاد, والله يقول, " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله", فترسانة أقوى دولة في الشرق الأوسط فشلت في القضاء المقاومة الفلسطينية, التي خرجت للعدو تواجهه في الميدان ببضع من الرجال المتسلحين بسلاح الإيمان والعقيدة السليمة والتوكل على الله.
لكن الله رد أعدائنا إلى كيدهم خائبين, مهزومين بفضله, ففشل في القضاء عليها, أو حتى فرض إملاءاته وأجندته السياسية عليها, حتى استطاعت المقاومة أن تخرج من الحرب أقوى مما كانت, وتعيد تنظيم صفوفها من جديد, وتعالج الأخطاء التي وقعت فيها خلال الحرب, بسبب قلة الإمكانيات, وتضع الخطط العسكرية من جديد استعداد لأي مواجهة مع العدو الصهيوني.
لذلك لن ينتزع العدو منا اعترافا بدولته المزعومة حتى ولو قتلنا عن بكرة أبينا, فليس بعد هذه التضحيات ونصر الله لنا, أن نخذل شعبنا وامتنا, فنحن لسنا ممن يرتضون الدنية في دينهم.
بماذا ترد على من ينتقد المقاومة ويتهمها بأنها سبب نكبة الشعب الفلسطيني؟
أولا, لقد ارتبط مصيرنا في المقاومة, فلن نحيد عنها ولا تنازل عن خيارنا الاستراتيجي, ومن يملك الوقاحة والنذالة هو من ينتقد المقاومة ويتهمها باتهامات باطلة, ويدس لها السم, ويطعنها في ظهرها, نحن لا نبالي بهم جميعا ولا نلقي لهم بالا, فنحن ندافع عن شعبنا ونريد استعادة مقدساته بالمقاومة,فهذا أمر لا نخجل منه البتة, ولا يعيبنا بل هو مصدر قوة واستمرارية, لذلك الواجب اليوم بدلا من انتقاد المقاومة من ثلة ارتمت في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني, هو دعم المقاومة وصمود أبطالها, ونصرتها في كل الميادين فهي تدافع عن شرف أمتنا وعزتها.
فإن لم تكن المقاومة دائمة حاضرة, فمن يرد العدوان عن شعبنا في غزة والضفة, ويدفع الضيم عن أهلنا , ومن وسيدافع عن مقدساتنا ويقف في وجه العدو الجاثم على أراضينا منذ عشرات السنين.
لذا نحن مع المقاومة بكافة أشكالها وألوانها, و مع أن تأخذ المقاومة دورها الريادي وتدعم بكل قوة, فبدلا من أن يزج بأبنائها في السجون ويعذبون, والمجرمون واللصوص ينهبون شعبنا, يجب تكريم رجالنا الذين قدموا الغالي والنفيس للذود عن حياض الأمة وتدافع عن شرفها وتحفظ كرامتها.
كيف لك أن تطمئن شعبنا عن حال المقاومة؟
بكل تأكيد من حق الناس أن تجد إجابات لما يدور ما يدور في خلجات صدورهم, فالمقاومة خرجت من رحم هذا الشعب الصابر المرابط, ومن حقه عليها ان يطمئن على أحوالها ومستقبلها, ولأن المقاومة أعلنت منذ اليوم الأول بيعتها لله, فلن تخبو نارها وشعلتها بإذن الله, لأن الطريق المعبد بدماء الشهداء وتضحيات القادة, لا يمكن أن يضل, ولأن الجنود متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله, فلن يضلوا أبدا.
هذا بالإضافة للأخلاق الإسلامية والوازع الدين الذي يحافظ على انضباط والتزام المجاهدين بتعليمات وأوامر قيادتهم, فالتغيير والنصر لن يتحقق بليلة وضحاها فالطريق إلى القدس لا زالت طويلة, ولن نصلها إلا بوحدة إسلامية متكاملة, فنحن لا نخاف في الله لومة لائم, نحن لم ننخرط في صفوف السلطة إلا من باب التغيير للأفضل, والوصول إلى أجهزة أمنية شريفة تعمل وفق برنامج مقاومة, تدافع عن شعبنا, وتحاسب نفسها إن أخطأت حتى تبقى البوصلة في اتجاهها الصحيح ولا تحيد عنه قيد أنملة حتى يرزقنا الله إحدى الحسينيين إما النصر وإما الشهادة.
برأيكم من تحملون مسئولية التفجيرات الداخلية الأخيرة؟
بداية, في كل مرة يكون العدو خلف أي مصيبة تلحق بالشعب الفلسطيني وقيادة مقاومته الباسلة في قطاع غزة وخارجها, وهو ما حدث مع القائد أسامة حمدان, ومعي شخصيا, أذناب العدو وسلطة العار في رام الله يحاولون إرباك الساحة الداخلية الفلسطينية والتأثير سلبا على المقاومة الفلسطينية, كي تجرها إلى بحر من الدم, وهذا مثبت في كثير من المحاولات التي تم إفشالها من قبل الجهاز الأمني للحركة والحكومة الفلسطينية, لكن هذا لا يمنع من اليقظة وان نكون ورجالنا على جهوزية تامة لردع أي عابث بأمن الوطن والمواطن.
ما هو تعليقكم على قيام سلطة رام الله بملاحقة المقاومة في الضفة وتأليب الرأي العام في غزة؟
هذه السلطة سقطت عنها ورقة التوت الأخيرة, وتمت تعريتها أمام جماهير شعبنا, فهي نفس السلطة التي تمنع المسيرات المدافعة عن المسجد الأقصى, وهي التي تلاحق المقاومة وتحاول استئصالها, وفي نفس الوقت تدفع الأموال لعملاء العدو في غزة للانقلاب على الحكومة الشرعية, وتقطع رواتب أعداد كبير من الموظفين في غزة تحت ذرائع وأسباب سياسية واهية, وتستغل سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها أبناء شعبنا لتجرهم نحو التهلكة والظلمة.
هل يمكن أن تتحول حركة المقاومة الشعبية إلى حزب سياسي؟
بداية نحن حركة مقاومة, خرجنا لنقاوم الاحتلال, ونقاوم الطغيان والظلم الواقع على أبناء شعبنا, ولا يمكن التحدث عن التحول إلى حزب سياسي في ظل المعركة التي نخوضها مع العدو وهي في أوجها, عندما تكون فلسطين أرض آمنة مطمئنة تعيش في سلام, وخالية من الوجود الصهيوني البغيض حينها يمكننا أن نمارس الحياة السياسية.
لكن حالة الحرب الدائمة التي نعيشها تحتم علينا البقاء في حالة المواجهة مع العدو, كي نستعيد حقوقنا كاملة من أنياب العدو الجبان, لكن رغم ذلك, لا يمكن للمقاومة أن تستغني عن السياسة, فالمقاومة والسياسة وجهان لعملة واحدة يعملان معا من أجل الوصول لهدف واحد, فالمقاومة تقارع العدو والسياسة تدير الأمور.
لذلك لا يمكن للمقاومة أن تقبل بهذا الطرح في ظل عدم تحرير الوطن, لذا نحن متشبثون باستعادة مقدساتنا وأراضينا وعودة اللاجئين وتحرير القدس, وهذا لن يتم إلا بالمقاومة والسلاح. فهذا هو دأب الشعوب المتحررة في جميع أنحاء المعمورة.
لنطرق موضوع الحوار, ما موقف حركتكم من الحوار؟ وكيف تقيمون جولاته؟
نحن أعلنا موقفنا مراراً وتكراراً, أننا مع مصالحة فلسطينية شاملة, تعطي كل ذي حق حقه, لإنهاء حالة الخلاف والاحتقان الموجود على الساحة الفلسطينية, وتبذل جهوداً مصرية في هذا الإطار للوصول إلى الحل التوافقي, الذي يقضي بالإفراج عن المعتقلين, وإصلاح الأجهزة الأمنية على أساس وطني سليم, وإصلاح منظمة التحرير ومشاركة كافة التنظيمات الفلسطينية فيها, لتكون البيت الحاضن لكل فلسطيني.
نوضح هنا, أن الحوار لا يشكل مصلحة وطنية عليا لفتح لأنه تريد فرض الأجندة الاستسلامية التي تتعاطى معه فتح, بإملاء واضح من الإدارة الأمريكية, ولا يملكون قراراً واضحاً من أجل إتمام المصالحة, حيث أن المستفيد الأول من حالة الانقسام والخلاف الداخلي هو العدو الصهيوني وحده, وعلى حركة فتح أن تغلب المصلحة الوطنية العليا وأن تنفض عنها غبار الذل والانصياع للعدو الصهيوني والإدارة الأمريكية.
ونرى أن على فتح, أن تقدم مزيدا من التنازل أسوة بحماس من اجل إتاحة الفرصة لإنهاء القضايا الخلافية التي زالت لم تجد طريقها للحل.
هل أنتم مع تشكيل حكومة وحدة وطنية؟ وهل ستشاركون فيها؟
نحن مع حكومة تحافظ على المقاومة وتتبنى مشروعها, وتقدم خدمات تنفع للناس, وتخفف من معاناتهم, وتوفر لهم لقمة العيش, والأمن والهدوء والعمل والاستقرار, مهما كانت هذه الحكومة فلن تنجح إلا بتوافق وطني كامل عليها لأنها ستأخذ شرعيتها من الإجماع الوطني عليها, وبالتالي مشاركتنا في أي حكومة قادمة تحكمه الظروف التي تحيط بها, ولكننا لن نقف حجر عثرة أمام تشكيل أي حكومة فلسطينية قادمة تحظى بإجماع فلسطيني.
ما التحديات التي تواجه فصائل المقاومة الفلسطينية ؟
منذ الحرب الأخيرة على غزة, زادت التحديات التي تواجه المقاومة الفلسطينية مجتمعة, فنحن أمام مفترق طرق خطير, نحتاج فيه إلى التكاتف والتآلف بين فصائل المقاومة كي نتجاوز الصعاب ونخرج بسفينة شعبنا إلى بر الآمان.
إدارة المعركة مع كيان العدو أمر بالغ الخطورة, فنحن مطالبون بان نحدد آلية دفاعنا عن شعبنا, وما بوسعنا فعله لإيقاف عدوانه المستمر, كي يتوقف العدو وتعود حقوق شعبنا. وبالإضافة إلى ذلك المقاومة بحاجة إلى توفير برنامج متكامل لشعبنا, يعمل على كافة الصعد, مع إنهاء الانقسام وعودة اللحمة الداخلية و وتوفير مصادر تمويل لمشاريع استثمارية لإغاثة شعبنا وتوفير فرص عمل للعاطلين, وبناء اقتصاد قوي وبناء دولة المؤسسات السليمة الخالية من الفساد والتهتك, كل ذلك مطالبون فيه رغم ما نتعرض له من هجمات عدوانية شرسة, ومخططات دولية تحاك ضد المقاومة, لذا فشعبنا ومقاومته مصممين على تجاوز المحنة وتحقيق تطلعاته التي يأمل تحقيقها.
ما هي رسالتك لإخوانك في سجون العدو الصهيوني؟
أقول لهم , اصبروا و صابروا و رابطوا واتقوا الله, إن فرجكم لقريب بإذن الله , ولن يهدأ لنا ببال إلا بخروج أخر أسير منكم من سجون الظلم والطغيان, والمقاومة اليوم التي خطفت الياهو اشري و جلعاد شاليط وغيرهم من جنود الصهاينة, لم يكن لها همَ سوى مبادلتهم بكم, لتخرجوا معززين مكرمين إلى اهليكم وذويكم,و سيأتي اليوم الذي يكسر فيه القيد الذي يحيط بمعصمكم.
رسالة إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية؟
نتوجه إلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية بالشكر الجزيل, لما يقدمونه من دعم متواصل لأبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده, وندعوهم إلى مزيد من الدعم والوقوف خلف المقاومة واحتضانها ورعايتها, ورعاية اسر الشهداء والجرحى والأسرى في سجون العدو كي تبقى الراية خفاقة, ففي جهادنا ومقاومتنا حياة لنا, فدعمكم لمقاومتنا هو حماية لشعوبكم وحافظا على أمنكم واستقراركم
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية