الضفة الغربية مركز الصراع ...بقلم : وطن عز الدين

الجمعة 29 يوليو 2011

الضفة الغربية مركز الصراع


وطن عز الدين

بعد أكثر من ستين عاما من الاحتلال الاسرائيلي لأرض فلسطين بات واضحا للجميع ان الضفة الغربية هي ارض الصراع الحقيقي والمباشر مع الاحتلال، خاصة بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة، وفي ظل حصار وتشديد قوي على فلسطينيي الـ 48، لذا اضحت الضفه الغربية هي المكان الحقيقي للصراع، فمن مدينة القدس وسياسة التهويد وسرقة التاريخ والحقوق الى المستوطنات وسرقة الارض الفلسطينية وتمليكها للغاصب المستوطن، ومرورا بالاعتقالات اليوميه للشباب الفلسطيني.

الصدام اليومي بين اهل الضفة الغربية وجيش الاحتلال والمستوطنين بالاضافة الى ما يخبئه المستقبل خاصة في ظل الحديث عن اعلان الدولة في شهر ايلول والاستعدادات الاسرائيلية لمواجهة محتملة في الضفة كل هذا يضع السؤال امام قيادة حركة حماس : اين حماس من الضفة الغربية؟

لا نريد الحديث هنا عن ما مرت به حماس طيلة السنوات الاربع العجاف السابقة ولامقدار التضييق والظلم الذي حل على شبابها وقادتها ولن نتحدث عم سرقة واغلاق مؤسسات الحركة في الضفة..انما سيكون حديثنا عن مستقبل حماس بالضفة.

في ظل القيمة الواضحة للضفة في الصراع مع الاحتلال وكون حماس حركة مقاومة كان لزاما على الحركة ان تعيد بناء صفوفها في الضفة وتعيد ترتيب اوراقها من اجل العودة الحقيقية لقيادة الشارع الضفاوي سواء قيادة سياسية او قيادة مقاومة، فقد تعود الشارع الضفاوي على تضحيات ابناء الحماس وشجاعتهم وعطائهم الجهادي طيلة الانتفاضتين الاولى والثانية، بالاضافة الى الدور الحقيقي والفعال لمؤسسات حماس الخيرية والثقافية في خدمة ابناء الضفة الغربية، فلو تحدثنا مثلا عن العمل الخيري لتجد ان هنالك تراجعا كبيرا جدا في الخدمات التي تقدمها المؤسسات الخيرية في الضفة هذه الايام مقارنة بالخدمات التي قدمتها مؤسسات حماس سابقا سواء كان على مستوى كفالات الايتام او مساعدة العائلات المستورة او انشطة رمضان او توزيع المواد التموينية، ويذكر ذلك المواطن العادي البسيط في الضفة، بالاضافه الى الدور الديني فقد نشطت المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم وانتشر الوعي الديني لدى شباب وشابات الضفة زمن وجود حماس لكن الحال الان يرثى له فتراجع ديني واضح وفساد في الاخلاق واغلاق لمراكز تحفيظ القرآن وتضييق على المساجد.

الضفة الغربية ببعدها السياسيي المهم وتأثيرها على المحيط يدفع حماس بقيادتها لاعادة الاولوية لبناء مؤسسات الحركة بالضفة.. قد يتحدث البعض ان البناء قائم وان كان بطيئا !! نقول له ان الملاحظ للجميع هو عدم وجود أي جسم تنظيمي لحماس في الضفة الغربية.

ليس المطلوب هنا هو فقط جلد الذات دون البحث عن حلول – كما يدعي البعض ان هدفنا هو فقط التجريح بحماس وقيادتها – لا الهدف هنا هو فعلا وضع اليد على الجرح والبدء بايجاد العلاج المناسب.

بعد التحجج العباسي بفياض لتعطيل المصالحة او ابطائها اعتقد ان هنالك ملفات اخرى مهمة جدا وحساسة لحماس:

المعتقلون السياسيون : يجب ان لايكونوا ورقه لعب بيد عباس للضغط على حماس ويجب ان يكون هنالك قرار واضح لدى حماس وابلاغه للمصريين المشرفين على الاتفاق، لابد من الافراج الفوري عن المعتقلين دون أي شروط، فهذا الملف الحساس له اولوية كبرى لدى الاهالي في الضفة·

الاستدعاءات والملاحقات: كيف تستوي المصالحة مع الاستدعاءات اليومية وملاحقة شباب وشابات حماس بالضفة، بل ان منهم من تم استدعاؤه واعتقاله والتحقيق معه لانه شارك بمسيرات المصالحة!! هذا الموضوع يؤرق شباب الضفة ويدفعهم لعدم تصديق قصة المصالحة ويجعلهم يتساءلون عن السر وراء صمت الحركة عن هذا الموضوع..واعتقد هنا ايضا ان على الاخوة المصريين متابعه هذا الموضوع.

مؤسسات الحركة بالضفة: لماذا يستمر اغلاق ومصادرة بل سرقة هذه المؤسسات علما ان لها الدور الكبير في خدمة اهل الضفة واعادة بناء الحركة هناك... اقترح البدء الفعلي بفتح هذه المؤسسات والعمل بها لوضع سلطة عباس امام اختبار حقيقي بخصوص المصالحة والنية الحقيقية للتوقيع عليها.

المجلس التشريعي: اعتقد انه اهم من كل ما سبق لأنه في حال تفعيله سينتهي كل ما سبق مباشرة، فكون المجلس التشريعي المؤسسة القانونية والمرجعية الحقيقية للشعب الفلسطيني لماذا للآن معطل!! ممن ينتظر القرار لتفعيله؟؟

اذا كانت حجه عباس الآن هي الحكومة ورئيسها لم لايتم القفز عن الموضوع وفتح باقي الملفات لحلها والبدء الحقيقي باعادة بناء الحركة في الضفة الغربية.

وأذكر هنا في النهاية قصة حقيقية جرت في احدى مقرات الاعتقال في الضفة الغربية اذ قال المعتقل السياسي والذي هو احد قادة حماس بالضفه للمحقق: اتعهد لكم انه خلال 24 ساعة فقط سنكون قادرين على اعادة بناء حماس كالسابق واقوى.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية