"الضيف" و(إسرائيل).. إلى أن يزول الاحتلال
حازم قاسم
غص الإعلام الإسرائيلي قبل أيام بخبر مركزي، جاء فيه أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، كشف رسمياً عن فشله في اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بل وأن الضيف عاد لقيادة كتائب القسام عبر متابعته المستمرة للخطط العسكرية، وتطوير القدرات الصاروخية للقسام. وادعت جهات اسرائيلية أن التأخر في الإعلان رسمياً عن الفشل في قتل الضيف؛ كان خوفاً من أن يؤثر مثل هذا الخبر سلباً في حظوظ نتنياهو في الفوز بانتخابات الكنيست الأخيرة.
يرجع جزء من اهتمام الإعلام الإسرائيلي الأخير بالخبر الرسمي لنجاة الضيف، إلى التركيز الإعلامي السابق - الرسمي وغير الرسمي- على شخصية محمد الضيف منذ سنوات، لكنها بلغت ذروة الاهتمام في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فقد كان اسم الضيف الحاضر الدائم في الأخبار والتحليلات والمقالات الإسرائيلية التي كانت تغطي العدوان على غزة.
صحيح أن جزءا من التركيز هو بسبب إدراك (إسرائيل) لمحورية دور الضيف في إدارة العمل المقاوم المسلح ضدها في السنوات الأخيرة، ولكن هناك سبب غير معلن، وهو تضخيم الانجاز فيما لو تمكنت (إسرائيل) من قتل الضيف خلال مجريات الحرب، لذا شكل فشل عملية الاغتيال، حالة إحباط كبيرة في المؤسسة الأمنية والسياسية والعسكرية في (إسرائيل).
يكشف الحديث الإسرائيلي عن الضيف مجموعة من الاعتبارات التي جعلت منه العدو الألد للاحتلال الإسرائيلي، وهذه الأسباب تفسر السعي الإسرائيلي المتواصل لتغييب الرجل عن ميدان الفعل المقاوم. ومن هذه الأسباب من المنظور الإسرائيلي:
- أن الضيف اكتسب خبرات متراكمة في العمل العسكري، فهو يقود كتائب القسام منذ سنوات طويلة، ومر بخبرات قيادية وعملياتية مختلفة، وتقلبت عليه، وهو يقود القسام، عهود سياسية متعاقبة من الاحتلال إلى السلطة، وصولاً لحكم حماس.
- قدرة الضيف على القيادة والسيطرة على الجهاز العسكري لحماس بالرغم من توسع الجهاز وتعدد تقسيماته وتخصصاته، وتضاعف إعداد الملتحقين به، وتزايد القدرات التسليحية له، فمثلاً لم تحدث أي من حالات التمرد أو الانشقاق، بل ظلت كل الأذرع تخضع للقيادة المركزية التي يقف على رأسها الضيف.
- يتمتع الرجل بشعبية جماهيرية، عابرة للأحزاب والفصائل والتوجهات؛ فالضيف يحظى باحترام عند الغالبية من قيادات الفصائل الوطنية، حتى عند أولئك الذين يختلفون مع الخط السياسي لحركة حماس. وآخر ما تريده (إسرائيل)، أن يتحول رجل في مكان الضيف لرمز وطني فلسطيني مجمع عليه.
- تقدر (إسرائيل) أن الضيف يتمتع بالتزام كبير تجاه الجهاز الذي يقف على رأسه، وأنه لا يكل عن متابعة تفاصيل الأنشطة المختلفة التي يقوم بها، وانه يقف على رأس التطويرات التسليحية والتدريبية والعملياتية للقسام.
- من تتبع (إسرائيل) لطبيعة العمليات التي قامت بها القسام، وخاصة في الحرب الأخيرة، تكشف لها أن من يقف على رأس قيادة القسام يدمجون بين عملهم كمنظمة مقاومة، وبين سعيهم للتحول إلى جيش حقيقي، وأن هذه القيادة تطور من عقيدتها القتالية مستفيدة من الجديد في العلم العسكري والابتكارات التكنولوجية.
- ترصد (إسرائيل) أن هناك التزاما كبيراً عند الضيف بمحاربة (إسرائيل) حتى النهاية، وأن لديه التزاماً وطنياً و أيديولوجياً لقتال (إسرائيل) حتى إزالة الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، ولم تلتقط (إسرائيل) أن لدى الرجل أي استعداد للمساومة على الثوابت الوطنية، وهو ما يعني لديهم عدم إمكانية الوصول لاتفاق مع قيادة حماس- التي تتفق مع الضيف في هذا التوجه_ على غرار اتفاق أوسلو.
هي ثنائية الصراع بين ما يمثله الضيف من الإصرار على مقاومة الاحتلال، وبين غطرسة الاحتلال، والنصر سيكتبه من يصر على طريقه حتى النهاية، ولا أظن أن أحداً غير المقاومة ستكون له الغلبة على أرض فلسطين.
حازم قاسم
غص الإعلام الإسرائيلي قبل أيام بخبر مركزي، جاء فيه أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، كشف رسمياً عن فشله في اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بل وأن الضيف عاد لقيادة كتائب القسام عبر متابعته المستمرة للخطط العسكرية، وتطوير القدرات الصاروخية للقسام. وادعت جهات اسرائيلية أن التأخر في الإعلان رسمياً عن الفشل في قتل الضيف؛ كان خوفاً من أن يؤثر مثل هذا الخبر سلباً في حظوظ نتنياهو في الفوز بانتخابات الكنيست الأخيرة.
يرجع جزء من اهتمام الإعلام الإسرائيلي الأخير بالخبر الرسمي لنجاة الضيف، إلى التركيز الإعلامي السابق - الرسمي وغير الرسمي- على شخصية محمد الضيف منذ سنوات، لكنها بلغت ذروة الاهتمام في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فقد كان اسم الضيف الحاضر الدائم في الأخبار والتحليلات والمقالات الإسرائيلية التي كانت تغطي العدوان على غزة.
صحيح أن جزءا من التركيز هو بسبب إدراك (إسرائيل) لمحورية دور الضيف في إدارة العمل المقاوم المسلح ضدها في السنوات الأخيرة، ولكن هناك سبب غير معلن، وهو تضخيم الانجاز فيما لو تمكنت (إسرائيل) من قتل الضيف خلال مجريات الحرب، لذا شكل فشل عملية الاغتيال، حالة إحباط كبيرة في المؤسسة الأمنية والسياسية والعسكرية في (إسرائيل).
يكشف الحديث الإسرائيلي عن الضيف مجموعة من الاعتبارات التي جعلت منه العدو الألد للاحتلال الإسرائيلي، وهذه الأسباب تفسر السعي الإسرائيلي المتواصل لتغييب الرجل عن ميدان الفعل المقاوم. ومن هذه الأسباب من المنظور الإسرائيلي:
- أن الضيف اكتسب خبرات متراكمة في العمل العسكري، فهو يقود كتائب القسام منذ سنوات طويلة، ومر بخبرات قيادية وعملياتية مختلفة، وتقلبت عليه، وهو يقود القسام، عهود سياسية متعاقبة من الاحتلال إلى السلطة، وصولاً لحكم حماس.
- قدرة الضيف على القيادة والسيطرة على الجهاز العسكري لحماس بالرغم من توسع الجهاز وتعدد تقسيماته وتخصصاته، وتضاعف إعداد الملتحقين به، وتزايد القدرات التسليحية له، فمثلاً لم تحدث أي من حالات التمرد أو الانشقاق، بل ظلت كل الأذرع تخضع للقيادة المركزية التي يقف على رأسها الضيف.
- يتمتع الرجل بشعبية جماهيرية، عابرة للأحزاب والفصائل والتوجهات؛ فالضيف يحظى باحترام عند الغالبية من قيادات الفصائل الوطنية، حتى عند أولئك الذين يختلفون مع الخط السياسي لحركة حماس. وآخر ما تريده (إسرائيل)، أن يتحول رجل في مكان الضيف لرمز وطني فلسطيني مجمع عليه.
- تقدر (إسرائيل) أن الضيف يتمتع بالتزام كبير تجاه الجهاز الذي يقف على رأسه، وأنه لا يكل عن متابعة تفاصيل الأنشطة المختلفة التي يقوم بها، وانه يقف على رأس التطويرات التسليحية والتدريبية والعملياتية للقسام.
- من تتبع (إسرائيل) لطبيعة العمليات التي قامت بها القسام، وخاصة في الحرب الأخيرة، تكشف لها أن من يقف على رأس قيادة القسام يدمجون بين عملهم كمنظمة مقاومة، وبين سعيهم للتحول إلى جيش حقيقي، وأن هذه القيادة تطور من عقيدتها القتالية مستفيدة من الجديد في العلم العسكري والابتكارات التكنولوجية.
- ترصد (إسرائيل) أن هناك التزاما كبيراً عند الضيف بمحاربة (إسرائيل) حتى النهاية، وأن لديه التزاماً وطنياً و أيديولوجياً لقتال (إسرائيل) حتى إزالة الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، ولم تلتقط (إسرائيل) أن لدى الرجل أي استعداد للمساومة على الثوابت الوطنية، وهو ما يعني لديهم عدم إمكانية الوصول لاتفاق مع قيادة حماس- التي تتفق مع الضيف في هذا التوجه_ على غرار اتفاق أوسلو.
هي ثنائية الصراع بين ما يمثله الضيف من الإصرار على مقاومة الاحتلال، وبين غطرسة الاحتلال، والنصر سيكتبه من يصر على طريقه حتى النهاية، ولا أظن أن أحداً غير المقاومة ستكون له الغلبة على أرض فلسطين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية