الطالب الأسير أيمن أبو عرام... عيون مضيئة وروح محلقة
فؤاد الخفش
كنت أرى في حماسته وحيويته روح الشباب الفتي الذي عشق فلسطين وتقدم يدافع عن ثرى بلاده المغتصبة لا يهمه سجن أو اعتقال أو قيود وزنازين.
كما كنت ألمح في عينيه بريق الشباب الذي يسعى لخدمة بلده وقضيته يخرج من السجن ليعاد اعتقاله مرة أخرى لا تفتر له هامة ولا تلين له قامة، يتحرك من كلية إلى أخرى ومن مبنى لآخر كل همه خدمة جموع الطلبة كيف لا وهو رئيس مجلس اتحاد الطلبة.
إنه الطالب أيمن أبو عرام من بلدة بيرزيت والطالب في جامعة بيرزيت والذي أمضى حتى الآن ست سنوات ولم يتمكن من التخرج حتى اللحظة لأنه يخرج من سجن لآخر ومن اعتقال لاعتقال.
الطالب أيمن أبو عرام شاب من شباب هذا الوطن طيب متواضع خدوم ناشط نقابي حيث كان رئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت وكان أحد أبرز الطلبة الناشطين، انتسب إلى جامعة بيرزيت عام 2005 وحتى الآن لم يتمكن من التخرج.
أعطى الجامعة وطلبة الجامعة الكثير الكثير فكان يمضى يومه بالكامل يساعد إخوانه الطلبة يحل مشاكلهم ويساعدهم في تخطي مشاكل الجامعة اليومية ويسعى بذوق وأدب جمّ في الحديث مع إدارة الجامعة مطالباً إياها في مساعدة الطلبة والمساهمة في تسهيل الأمور.
النقابيون والطلبة النشطاء من أبناء الجامعات في فلسطين أضحى مكانهم السجن والاعتقال في زمن تحكم فيه بنو صهيون في مقاليد الأمور فهم أعداء العلم وجيش يسعى لقتل الإنسان.
أن يمضى إنسان ست سنوات متواصلة في جامعة وأن يتخرج كل زملاء الدراسة ويبقى هو من بين الجموع من دون تخرج أمر صعب، ولكن أيمن الشاب الذي حمل بين جنباته فكراً نيراً وروحاً فتية استسهل الأمر وعلم أن فلسطين والوطن بحاجة إلى تضحيات جسام تهون معها السجون ويسهل معها الألم.
التقيته قبل أيام قليلة وكان في قمة السعادة مازحته وسألته عن سبب سعادته فقال لي لقد وفقني الله وخطبت إحدى الطالبات وهي طالبة في ذات الجامعة والدراسة، وقد احمرت وجناته فهو الطالب الخجول، أسعدني هذا الخبر وباركت له ولعروسه وتمنيت لهما الحياة السعيدة.
أيمن الذي لم يتمكن حتى الآن من إنهاء دراسته قرر أن يدخل الفرح والسرور لأسرته وأن يرتبط بإحدى الطالبات الجامعيات وأن يكمل نصف دينه كما يقولون وقد أحسن الاختيار في مقابل ذلك كانت تعلم من اقترن بها أن أيمن شاب معرض للاعتقال في أي وقت وبالرغم من كل هذا وافقت الاقتران به وكانت سعيدة فمن يحب الوطن ويضحي من أجل فكرة ومشروع ومبدأ يصبح الاقتران به مفخرة وشرفا.
أيمن أبو عرام نموذج حي للشباب الفلسطيني في جامعات فلسطين الذي يسعى الاحتلال لتأخير تخرجه وحرمانه من إكمال دراسته ولكنه بالرغم من هذه الاعتقالات يخرج من السجن أكثر مضاء وإصراراً على مواصلة مشواره العلمي متحدياً الصعاب.
لك أخي الحبيب أيمن في سجنك التحيات واصبر فإن بعد العسر يسراً ستمضى الأيام وستخرج بإذن الله وستزول الغمة وستعود لزوجك وستتخرج من جامعتك وستصبح هذه الأيام ذكرى بإذن الله وسيثبت الأجر إن شاء الله فلليل ساعات ويرحل.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية