الطريق إلى "زيكيم"
صلاح حميدة
شاهدنا في أيام الصبا أفلام "عمر المختار" و "الرسالة" التي تتحدث عن بطولات الأوائل و مقاومي الاستعمار، و أتحفتنا السينما المصرية بسيل من الأفلام و المسلسلات ك "رأفت الهجان" و " الحفار" و "الطريق إلى إيلات" و "أدهم الشرقاوي" كما أنتجت الدراما الأردنية المسلسل الرائع "هبوب الريح" و لأننا نشأنا بعد عصر الهزائم العربية، كانت تلك الأفلام و المسلسلات تلعب دوراً تبريرياً و تعويضياً لنفسياتنا، و نحاول من خلالها الهرب من واقع سيء إلى ماض نعتبره جميلاً، و عززت للبعض منا نوعاً من الدافعية الوطنية نحو العمل و الانجاز، مع أنه تبين أنّ بعضها ليس له حظ من الحقيقة.
كان أكثر الأفلام قرباً من قلوب الكثير من الفلسطينيين هو **** "الطريق إلى إيلات" فهو يظهر في النهاية صورة لمن قاموا بتلك المهمة، التي تميزت بصفتي البطولة و المشاعر الانسانية الراقية، و لذلك كان الكثير من العرب و الفلسطينيين الذين ذهبوا إلى أم الرشراش "إيلات" يستذكرون هذا ال**** المميز.
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، و مع اشتعال انتفاضة الحجارة، قامت مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لحركة "فتح" بتنفيذ عملية في إيلات عبر العقبة الأردنية، و بالكثير من التفاصيل المشتركة مع قصة ال****، فالفكرة راسخة في ذاكرة رجال المقاومة الفلسطينية، ووجدت طريقها إلى التنفيذ و النجاح في حينه.
و كان للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قصة أخرى مع العمل العسكري و الأمني المتميز، فبنت مشروعاً مقاوماً في القطاع، اعتمد المؤسساتية و التشكيلات و البنى المتخصصة، و ابتعد عن الاستزلام و الاستعراض في الشوارع، فأسس بنى صناعية للكثير من احتياجاته خلال معاركه مع الاحتلال، و بنى هياكل أمنية مختصة في العمل الأمني و الحرب النفسية و جمع المعلومات و الاستطلاع و مكافحة التجسس، وشكّل هياكل و خلايا صواريخ و مدفعية و قناصة و قوات خاصة برية و بحرية، و صنع طائرات بدون طيارلأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، و حفرت الأنفاق بأشكالها المختلفة، و ربما هناك أشياء لم يتم الكشف عنها، و بالتالي ليست متاحة للإعلاميين و المتابعين.
بالتوازي مع هذا الإعداد المادي قامت المقاومة الفلسطينية بإعداد مقاتلين أذهلوا العالم بأدائهم خلال المعركة الأخيرة على وجه التحديد، أجبروا جيش الاحتلال على الهرب من أطراف قطاع غزة، و لا زالت الكثير من فصول المعركة خفيّة، و تزهد المقاومة و الاحتلال في الكشف عنها، بينما يتم الكشف عن بعضها أحياناً بإيجاز و باختصار، و خاصةً حجم الإصابات و المعاقين، بينما لا يزال الكتمان سيد الموقف عند الحديث عن بعض الصفحات الغير معلومة خلال الحرب.
فوجىء الكثيرون بنشر موقع إخباري للقطات مسحوبة – على ما يبدو- من حاسوب عسكري إسرائيلي مخترق، و تظهر تلك المشاهد بعضاً مما جرى عندما اقتحمت وحدة من الضفادع البشرية التابعة لكتائب القسام لموقع "زيكيم" العسكري، لقطات حرص الاحتلال على عدم نشرها للملأ، لأنّها أظهرت شباباً و مقاتلين أشداء، سبحوا في نهار رمضان كيلومترات عديدة، و اقتحموا قاعدة بحرية للاحتلال، و كانوا يتحركون و يقاتلون و يناورون و كأنّهم بكامل لياقتهم البدنية، و المذهل في الموضوع هو نوعية البنية الفكرية و النفسية لهؤلاء المقاتلين، الذين كانوا يقاتلون دبابات الميركافا باحترافية، و بعتاد بسيط، ووجهاً لوجه، و من مسافة صفر، يفجّرونها و يشتبكون معها، تحيط بهم الطائرات و الزوارق و الدبابات، مطلقةً النار عليهم، و لم يرتجفوا و لم يستسلموا، و قاتلوا حتى الطلقة الأخيرة و حتى الرمق الأخير، بينما كان صراخ جنود الاحتلال المرعوبين داخل الدبابات يسمع بوضوح من خلال أجهزة الاتصال.
قبل أيام أبدى رئيس أركان جيش الاحتلال انبهاره و إعجابه بهؤلاء المقاتلين، و تمنّى عدد من قادة جيشه لو يكون تحت إمرتهم جنود كهؤلاء، بينما عززت تلك المشاهد ثقة الفلسطينيين و العرب بقدرات و بصدقية خطاب و معلومات المقاومة الفلسطينية، و أنّها عندما قالت أنها تعلم ما يجري داخل القاعدة العسكرية "زيكيم" لم تكن تكذب و لا تستعرض، و ثبت أنّها تمتلك إمكانيات استخبارية مكنتها من ذلك، و هذا ما أربك جيش الاحتلال – حسب صحيفة معاريف – و بينما يجلس قادة جيش الاحتلال مرتبكين، و يتابع محبو المقاومة الفلسطينية تلك المشاهد بفخر مرةً بعد أخرى، يقف صانع الأفلام العربي مستصغراً ما قام به أمام *** الواقع و البطولة "الطريق إلى زيكيم".
صلاح حميدة
شاهدنا في أيام الصبا أفلام "عمر المختار" و "الرسالة" التي تتحدث عن بطولات الأوائل و مقاومي الاستعمار، و أتحفتنا السينما المصرية بسيل من الأفلام و المسلسلات ك "رأفت الهجان" و " الحفار" و "الطريق إلى إيلات" و "أدهم الشرقاوي" كما أنتجت الدراما الأردنية المسلسل الرائع "هبوب الريح" و لأننا نشأنا بعد عصر الهزائم العربية، كانت تلك الأفلام و المسلسلات تلعب دوراً تبريرياً و تعويضياً لنفسياتنا، و نحاول من خلالها الهرب من واقع سيء إلى ماض نعتبره جميلاً، و عززت للبعض منا نوعاً من الدافعية الوطنية نحو العمل و الانجاز، مع أنه تبين أنّ بعضها ليس له حظ من الحقيقة.
كان أكثر الأفلام قرباً من قلوب الكثير من الفلسطينيين هو **** "الطريق إلى إيلات" فهو يظهر في النهاية صورة لمن قاموا بتلك المهمة، التي تميزت بصفتي البطولة و المشاعر الانسانية الراقية، و لذلك كان الكثير من العرب و الفلسطينيين الذين ذهبوا إلى أم الرشراش "إيلات" يستذكرون هذا ال**** المميز.
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، و مع اشتعال انتفاضة الحجارة، قامت مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لحركة "فتح" بتنفيذ عملية في إيلات عبر العقبة الأردنية، و بالكثير من التفاصيل المشتركة مع قصة ال****، فالفكرة راسخة في ذاكرة رجال المقاومة الفلسطينية، ووجدت طريقها إلى التنفيذ و النجاح في حينه.
و كان للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قصة أخرى مع العمل العسكري و الأمني المتميز، فبنت مشروعاً مقاوماً في القطاع، اعتمد المؤسساتية و التشكيلات و البنى المتخصصة، و ابتعد عن الاستزلام و الاستعراض في الشوارع، فأسس بنى صناعية للكثير من احتياجاته خلال معاركه مع الاحتلال، و بنى هياكل أمنية مختصة في العمل الأمني و الحرب النفسية و جمع المعلومات و الاستطلاع و مكافحة التجسس، وشكّل هياكل و خلايا صواريخ و مدفعية و قناصة و قوات خاصة برية و بحرية، و صنع طائرات بدون طيارلأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، و حفرت الأنفاق بأشكالها المختلفة، و ربما هناك أشياء لم يتم الكشف عنها، و بالتالي ليست متاحة للإعلاميين و المتابعين.
بالتوازي مع هذا الإعداد المادي قامت المقاومة الفلسطينية بإعداد مقاتلين أذهلوا العالم بأدائهم خلال المعركة الأخيرة على وجه التحديد، أجبروا جيش الاحتلال على الهرب من أطراف قطاع غزة، و لا زالت الكثير من فصول المعركة خفيّة، و تزهد المقاومة و الاحتلال في الكشف عنها، بينما يتم الكشف عن بعضها أحياناً بإيجاز و باختصار، و خاصةً حجم الإصابات و المعاقين، بينما لا يزال الكتمان سيد الموقف عند الحديث عن بعض الصفحات الغير معلومة خلال الحرب.
فوجىء الكثيرون بنشر موقع إخباري للقطات مسحوبة – على ما يبدو- من حاسوب عسكري إسرائيلي مخترق، و تظهر تلك المشاهد بعضاً مما جرى عندما اقتحمت وحدة من الضفادع البشرية التابعة لكتائب القسام لموقع "زيكيم" العسكري، لقطات حرص الاحتلال على عدم نشرها للملأ، لأنّها أظهرت شباباً و مقاتلين أشداء، سبحوا في نهار رمضان كيلومترات عديدة، و اقتحموا قاعدة بحرية للاحتلال، و كانوا يتحركون و يقاتلون و يناورون و كأنّهم بكامل لياقتهم البدنية، و المذهل في الموضوع هو نوعية البنية الفكرية و النفسية لهؤلاء المقاتلين، الذين كانوا يقاتلون دبابات الميركافا باحترافية، و بعتاد بسيط، ووجهاً لوجه، و من مسافة صفر، يفجّرونها و يشتبكون معها، تحيط بهم الطائرات و الزوارق و الدبابات، مطلقةً النار عليهم، و لم يرتجفوا و لم يستسلموا، و قاتلوا حتى الطلقة الأخيرة و حتى الرمق الأخير، بينما كان صراخ جنود الاحتلال المرعوبين داخل الدبابات يسمع بوضوح من خلال أجهزة الاتصال.
قبل أيام أبدى رئيس أركان جيش الاحتلال انبهاره و إعجابه بهؤلاء المقاتلين، و تمنّى عدد من قادة جيشه لو يكون تحت إمرتهم جنود كهؤلاء، بينما عززت تلك المشاهد ثقة الفلسطينيين و العرب بقدرات و بصدقية خطاب و معلومات المقاومة الفلسطينية، و أنّها عندما قالت أنها تعلم ما يجري داخل القاعدة العسكرية "زيكيم" لم تكن تكذب و لا تستعرض، و ثبت أنّها تمتلك إمكانيات استخبارية مكنتها من ذلك، و هذا ما أربك جيش الاحتلال – حسب صحيفة معاريف – و بينما يجلس قادة جيش الاحتلال مرتبكين، و يتابع محبو المقاومة الفلسطينية تلك المشاهد بفخر مرةً بعد أخرى، يقف صانع الأفلام العربي مستصغراً ما قام به أمام *** الواقع و البطولة "الطريق إلى زيكيم".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية