العار على هيئة تصريحات!
لمى خاطر
لم تكن هذه المرة تصريحات غيرة أو نكاية أو مناكفة، بل عملية تزييف ممنهجة للعقول، لإجبارها على تبني الرواية الأكثر خيبة وتهتّكاً حول مشروع المقاومة عموما، وحراك حماس في الضفة خصوصا.. تلك هي تصريحات ومواقف حركة فتح حيال ما يجري في الضفة منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة، ثم ما أعقب العملية من حملة صهيونية واسعة استهدفت المساس بحماس وبمختلف مفاصل وجودها.
وبعيداً عن تصريحات محمود عباس المخزية حول تقديس التنسيق الأمني والإصرار عليه، كون هذه المواقف تنسجم مع نهج الرجل المعلن، فإنه حتى الآن لم يصدر عن قيادة حركة فتح أو ناطقيها المعتمدين موقف يعبّر عن المسؤولية الوطنية، ولم تؤثر الحملة الأخيرة على سعار الأكاذيب والمغالطات التي تصدر عنهم يوميا، مثلما أنها لم تفلح في تخفيف وتيرة الحقد المزمن تجاه حماس، والذي يراكمه ناطقوها وقادتها مع مرور الوقت، ليظلّ الموجّه لمواقفهم وتصريحاتهم التي تزخر بها المنابر الإعلامية الفلسطينية.
لم يكتفِ القوم بتبرير السقطات السياسية لعباس، ولا بالبحث عن مخارج (تكتيكية) للسلوك العدائي الذي ما زالت تعتمده الأجهزة الأمنية في التعامل مع حماس أو مع الناشطين الميدانيين المحسوبين عليها.. بل إنهم كثفوا من جرعات إفساد العقول وتغيير اتجاهات الوعي، حين ركّزوا على تلك الأكذوبة المفضوحة التي تقول إن ما جرى في الضفة مؤامرة ترمي إسرائيل من ورائها للقضاء على السلطة وإضعافها، وإن حماس في المقابل معنية بنشر الفوضى في الضفة تمهيداً للترتيب (لانقلاب) يمكّنها من السيطرة عليها!
مثل هذه الوجبات الفاسدة من المواقف لا يستسيغها إلا عديمو الضمير الوطني، أو المنتفعون اللاهثون خلف مصالحهم المرتبطة بالسلطة، والمستعدون لاعتناق أي رأي يصبّ في خدمة مشاريعهم ومصالحهم الضيقة.. غير أن المشكلة الحقيقية في وجبات الزيف هذه ليست فقط في كونها تتغافل عن الحقيقة المرئية لجميع الناس وهي أن الحملة تستهدف حماس وليس السلطة، بدليل أنها تستهدف كوادرها ومؤسساتها وحتى المصالح المادية الشخصية لأفرادها، بل المشكلة كذلك في محاولة جعل السلطة؛ أي استمرار وجودها، مصلحة وطنية عليا، والأولوية الوحيدة للشعب الفلسطيني، حيث منحتها صفة القداسة، وحيّدت كل ما يتعارض معها أو قد يؤثر عليها حتى لو كان مقاومة تواجه الاحتلال، وتحاول أن تحصّل بذراعها ما لم تحصّله سنوات من التفاوض العقيم!
مثل هذا (التقديس) للسلطة ولكل متعلقاتها كالتنسيق الأمني والخضوع لإملاءات الاحتلال، وإخلاء المدن له حينما يريد اقتحامها، إنما أسس وما زال يؤسس لأنماط من الفلسطيني الجديد قادرة على مقارفة الخيانات وإلباسها لبوس الوطنية والمصلحة، مع جرأة على رمي المقاوم الحقيقي بالعمالة أو التآمر مع المحتل، حتى وهذا المحتل منهمك باستعداء العالم كلّه ضد هذا المقاوم، لأنه يفسد عليه أجواء الأمان والاطمئنان التي وفّرتها سلطة التنسيق الأمني، وما زالت ملتزمة بتأمينها حتى لو وقفت وحيدة في مواجهة غالبية الجمهور الفلسطيني.
لا ينطبق على هذه السلطة فقط القول (إن لم تستحِ فاصنع ما شئت) بل إن انتفاء الحياء من قاموسها غدا أمراً مفروغاً منه، وكما أن (الصراخ على قدر الألم)، فإن صراخها الحالي مع كل ما يتضمنه من فجور في الكذب والتدليس منسجم مع صراخ شركائها في (السلام)، وعدائهم لخصمهم المشترك الذي يخشون اشتداد قوّته للأسباب ذاتها أيضا!
لمى خاطر
لم تكن هذه المرة تصريحات غيرة أو نكاية أو مناكفة، بل عملية تزييف ممنهجة للعقول، لإجبارها على تبني الرواية الأكثر خيبة وتهتّكاً حول مشروع المقاومة عموما، وحراك حماس في الضفة خصوصا.. تلك هي تصريحات ومواقف حركة فتح حيال ما يجري في الضفة منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة، ثم ما أعقب العملية من حملة صهيونية واسعة استهدفت المساس بحماس وبمختلف مفاصل وجودها.
وبعيداً عن تصريحات محمود عباس المخزية حول تقديس التنسيق الأمني والإصرار عليه، كون هذه المواقف تنسجم مع نهج الرجل المعلن، فإنه حتى الآن لم يصدر عن قيادة حركة فتح أو ناطقيها المعتمدين موقف يعبّر عن المسؤولية الوطنية، ولم تؤثر الحملة الأخيرة على سعار الأكاذيب والمغالطات التي تصدر عنهم يوميا، مثلما أنها لم تفلح في تخفيف وتيرة الحقد المزمن تجاه حماس، والذي يراكمه ناطقوها وقادتها مع مرور الوقت، ليظلّ الموجّه لمواقفهم وتصريحاتهم التي تزخر بها المنابر الإعلامية الفلسطينية.
لم يكتفِ القوم بتبرير السقطات السياسية لعباس، ولا بالبحث عن مخارج (تكتيكية) للسلوك العدائي الذي ما زالت تعتمده الأجهزة الأمنية في التعامل مع حماس أو مع الناشطين الميدانيين المحسوبين عليها.. بل إنهم كثفوا من جرعات إفساد العقول وتغيير اتجاهات الوعي، حين ركّزوا على تلك الأكذوبة المفضوحة التي تقول إن ما جرى في الضفة مؤامرة ترمي إسرائيل من ورائها للقضاء على السلطة وإضعافها، وإن حماس في المقابل معنية بنشر الفوضى في الضفة تمهيداً للترتيب (لانقلاب) يمكّنها من السيطرة عليها!
مثل هذه الوجبات الفاسدة من المواقف لا يستسيغها إلا عديمو الضمير الوطني، أو المنتفعون اللاهثون خلف مصالحهم المرتبطة بالسلطة، والمستعدون لاعتناق أي رأي يصبّ في خدمة مشاريعهم ومصالحهم الضيقة.. غير أن المشكلة الحقيقية في وجبات الزيف هذه ليست فقط في كونها تتغافل عن الحقيقة المرئية لجميع الناس وهي أن الحملة تستهدف حماس وليس السلطة، بدليل أنها تستهدف كوادرها ومؤسساتها وحتى المصالح المادية الشخصية لأفرادها، بل المشكلة كذلك في محاولة جعل السلطة؛ أي استمرار وجودها، مصلحة وطنية عليا، والأولوية الوحيدة للشعب الفلسطيني، حيث منحتها صفة القداسة، وحيّدت كل ما يتعارض معها أو قد يؤثر عليها حتى لو كان مقاومة تواجه الاحتلال، وتحاول أن تحصّل بذراعها ما لم تحصّله سنوات من التفاوض العقيم!
مثل هذا (التقديس) للسلطة ولكل متعلقاتها كالتنسيق الأمني والخضوع لإملاءات الاحتلال، وإخلاء المدن له حينما يريد اقتحامها، إنما أسس وما زال يؤسس لأنماط من الفلسطيني الجديد قادرة على مقارفة الخيانات وإلباسها لبوس الوطنية والمصلحة، مع جرأة على رمي المقاوم الحقيقي بالعمالة أو التآمر مع المحتل، حتى وهذا المحتل منهمك باستعداء العالم كلّه ضد هذا المقاوم، لأنه يفسد عليه أجواء الأمان والاطمئنان التي وفّرتها سلطة التنسيق الأمني، وما زالت ملتزمة بتأمينها حتى لو وقفت وحيدة في مواجهة غالبية الجمهور الفلسطيني.
لا ينطبق على هذه السلطة فقط القول (إن لم تستحِ فاصنع ما شئت) بل إن انتفاء الحياء من قاموسها غدا أمراً مفروغاً منه، وكما أن (الصراخ على قدر الألم)، فإن صراخها الحالي مع كل ما يتضمنه من فجور في الكذب والتدليس منسجم مع صراخ شركائها في (السلام)، وعدائهم لخصمهم المشترك الذي يخشون اشتداد قوّته للأسباب ذاتها أيضا!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية