العدوان الصهيوني.. الرسالة لمن؟!
محمد السروجي
مازال العدوان الصهيوني الآثم مستمراً وبصورة وحشية على شعب غزة المحاصر براً وبحراً وجواً ، قرابة 40 غارة جوية من الطرف الصهيوني وفي المقابل قرابة 100 صاروخ من الطرف الفلسطيني والنتائج المعتادة ، العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى فضلاً عن المزيد من هدم المنازل والمدارس والمساجد والمؤسسات ، قراءة الحدث مختلفة هذه المرة ، الحدث أشبه ما يكون بفخ متعدد الأغراض والأوجه
الوجه الأول ... اختبار القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية وقياس مدى قدرة القبة الحديدية الصهيونية على امتصاص وابل القذائف والصواريخ محلية الصنع ، العمليات السابقة أكدت فشل هذه القبة وبطاريات الصواريخ الدفاعية لذا فالعدوان هذه المرة مقصود ومخطط له أملاً في إحداث نجاح عسكري صهيوني ولو كان الثمن العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى
الوجه الثاني ... ردع المقاومة الفلسطينية وكسر ولو جزء من شوكتها التي تنمو بصورة كبيرة وإرباك حساباتها بتصفية بعض القيادات وإحداث بعض الخسائر التي تنال من ثقة شعب غزة فيها خاصة في ظل الحصار الحياتي الخانق
الوجه الثالث ... إعادة ترتيب أولويات المواجهة والتحول من المربع الإيراني البعيد الأقل خطراً ، والاختلاف معه يدخل في باب المناورات الإعلامية والسياسية والدعاية الانتخابية أكثر من المخاطر الأمنية ، إلى عمق المربع العربي خاصة قطاع غزة بعد التحول القائم في مصر بعد نجاح ثورتها الشعبية
الوجه الرابع ... إحراج الحركة الإسلامية في دول الربيع العربي خاصة إخوان مصر الذين طالما ساندوا القضية بالعديد من المناشط والفعاليات التي أحرجت نظام المخلوع مبارك ، لذا كان جس النبض لرد فعل حركة الإخوان وهي تنتقل من مقاعد المعارضة إلى مقاعد الحكم
الوجه الخامس ... ترسيخ إستراتيجية المشروع الصهيوأمريكي متعددة الأبعاد ، بقياس استمرار حالة الصمت بل الخرس الدولي ، والاستنكار الإعلامي العربي الرسمي
خلاصة الطرح ... قد ينجح الكيان الصهيوني في توصيل وتحقيق بعض الرسائل هنا أو هناك ، لكن يبقى الرهان كل الرهان على شعوب دول الربيع العربي اللاعب الرئيسي والجديد الأكثر فاعلية في رسم خريطة المنطقة وعلاقاتها الخارجية غير المسبوقة في حسابات دول الانحياز الصهيوني
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية