العزل .. والإداري ... بقلم : د. يوسف رزقة

الجمعة 04 مايو 2012

العزل .. والإداري

د. يوسف رزقة


الاعتقال الإداري أكذوبة كبيرة لاعتقال شخصيات فلسطينية بلا مبرر حقيقي، حتى بموجب قوانين دولة الاحتلال ، الاعتقال الإداري يتم بملف مخابرات سري لا يطلع عليه غير قاضي الاحتلال.

محامي المتهم لا يمكنه الاطلاع على بيانات الملف السري . البيانات السرية حال توفرها تكون من صناعة عميل . العميل ربما يكون فاشلا ، ونسج تقريره بخياله وبحسب مزاجيته. رجل المخابرات لا يهتم بذلك ، والمهم عنده أنه يمتلك ما يسميه أمام القاضي أسرارًا تهدد أمن دولة الاحتلال . القاضي لا يسأل رجل المخابرات من أين لك هذه المعلومات ؟ وكيف حصلت عليها؟ وما مدى مصداقيتها ؟ وهو بالتأكيد لا يطلب مثول العميل بين يديه للمساءلة ؟.

ما يقوله الملف السري هو صادق، مصدوق ، مصدق . وبناء على ما تقدم يصدر القاضي الكذاب حكما إداريا بالسجن لمدة ستة شهور ، وتجدد المدة مرات ومرات تحت اسم الملف السري، وأمن دولة الاحتلال.

الاعتقال الإداري حكم يخضع له الفلسطيني فقط. ولا أحسب أن بشرا في العالم المتحضر، أو العالم المتخلف يخضع لمثل هذا الحكم؟.

الاعتقال الإداري هو ميراث سيئ من عهد الانتداب البريطاني. آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقادته تضرروا من تطبيقات الاعتقال الإداري عليهم، وحرموا من حقهم الطبيعي بمحاكمة عادلة، وبحق الدفاع، وبحق إطلاع محامي الدفاع على البيانات، وبسبب إحساس المعتقلين أن الاعتقال الإداري ممتد وغير قابل للتوقف وهو يتوالد يومًا بعد يوم كان الإضراب المفتوح عن الطعام، ومن أهدافه إغلاق ملف الاعتقال الإداري، وتوفير محاكمة عادلة للمتهم، أو إطلاق سراحه، لاسيما وأن الذين يعانون من الاعتقال الإداري هم فئة القيادات والمثقفين من أبناء الشعب الفلسطيني.

العزل الانفرادي حكم قضائي مسكون بجريمة الاغتيال البطيء والتسبب بأمراض نفسية وجسدية تقوم على الانتقام خلافًا للقانون الدولي، الذي يمنح المحكوم حقوقًا مدنية كاملة، ومنها العيش بين مجموعة من المعتقلين، وتلقي الزيارة المقررة من المحامي، ومن الأهل. المعتقل بعد المحاكمة له حق الرعاية الصحية، وحق الرعاية النفسية، وحق الرعاية في الحماية من الضرر المتعمد.

العزل الانفرادي يكون في غرفة بمساحة 220 × 200 سم، وبها فتحة للتنفس بقطر 10 سم وبها شبك حديد، ويستخدمها السجان للاطلاع على أحوال السجين فإذا رآه نائمًا أيقظه، وإذا رآه في صلاة قطع عليه صلاته، ولا يسمح له بالاطلاع على الصحف، أو الفضائيات، ولا ممارسة الرياضة، وبعض من في العزل الانفرادي من أبنائنا من أمضوا اثنتي عشرة سنة كالبطل حسن سلامة، وبعضهم أمضى عشر سنوات.

العزل الانفرادي قبر، أو قل برزخ إلى الآخرة، غير أن من في البرزخ هذا يتنفس، ويسكنه الربو، ويتراجع نظره، ويشتاق إلى مسافة أطول، وإضاءة شمس، لو وضع فيها لأغمض عينيه على غير إرادة منه لأنه تعود على عتمة القبر أو البرزخ، فهو في حاجة لإعادة تأهيل.

لذا كان الإضراب الأخير يستهدف إنهاء العزل الانفرادي، والخروج من الزنزانة إلى الحياة مع الآخرين، أو إلى القبر الحقيقي وملاقاة الخالق سبحانه.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية