العملاق التركي
جمال أبو ريدة
فاجأ رئيس الوزراء (الإسرائيلي) "نتنياهو" العالم أجمع باعتذاره العلني لتركيا، وذلك عن مقتل تسعة متضامنين أتراك، كانوا على متن سفينة التضامن التركية "ما في مرمرة"، التي كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار (الإسرائيلي) المفروض عليها، وذلك في مايو/ 2010م، وهي الجريمة التي هزت مشاعر العالم أجمع، وكانت امتحاناً صعباً لتركيا القوة الناشئة في المنطقة، ولم يكتف "نتنياهو" بالاعتذار فقط بل قبل ببقية الشروط التركية، والتي بالإضافة إلى الاعتذار، القبول بتعويض القتلى الأتراك، ورفع الحصار المفروض على غزة، وهو في -حدود علمي- هدف جديد تحققه الدبلوماسية التركية في المرمى (الإسرائيلي) في السنوات الأخيرة، إضافة إلى انتصاراتها الأخرى على المستوى الدولي، الأمر الذي يكشف أن العملاق التركي قد بدأ في استعادة أمجاد الماضي، حينما كانت تركيا قبل مائة عام مضت عاصمة الخلافة الإسلامية.
ويمكن القول إن هناك أسباباً كثيرة ومتعددة، هي التي أرغمت "نتنياهو" على الاعتذار العلني لتركيا، بعدما حاول المستحيل تجنب ذلك، وأعتقد أن السبب الرئيس وراء ذلك هو صلابة القيادة التركية في وجه (إسرائيل) طوال السنوات الثلاث الماضية، هي عمر الأزمة بين البلدين، الأمر الذي أجبر " نتنياهو"، وعلى مسمع من الرئيس الأمريكي "أوباما" الذي جلس إلى جواره لرفع سماعة الهاتف والاعتذار علانية لرئيس الوزراء التركي"أردوغان"، بالإضافة إلى حالة العزلة السياسة التي تعيشها (إسرائيل) في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، والتي تمثلت في الحصار الظالم على غزة منذ عام 2007م، والعدوان الأول على غزة في عام 2008م، والعدوان الثاني على غزة أيضاً في عام 2011م، والتي تسببت في مقتل ما يقارب من ألفي فلسطيني أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولقد كشفت هذه الجرائم الوجه القبيح لـ ( إسرائيل) أمام العالم أجمع، وتحديداً أمام الحليف الأمريكي والأوروبي معًا.
وبالتأكيد فإن الأزمة السورية والتي دخلت عامها الثالث، قد كانت حاضرة بقوة في الاعتذار ( الإسرائيلي) لتركيا، ووجه الحضور هو اقتراب موعد سقوط نظام بشار الأسد، الأمر الذي يعني بروز تهديد جديد وخطير لـ(إسرائيل) على الحدود الشمالية، يضاف إلي التهديدات الكثيرة التي بدأت تطوق وتحيط بـها في السنوات القليلة الماضية على الحدود الجنوبية، والتي بدأت بفوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في عام 2006م، وسيطرتها على غزة في عام 2007م، وبناء قوة عسكرية مقاومة تجلت بشكل واضح في معركة "حجارة السجيل"، حينما أمطرت العمق (الإسرائيلي)، بمئات الصواريخ التي وصلت الكثير من المدن الإسرائيلية، وتحديدًا مدينة تل أبيب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، ومروراً بسقوط نظام مبارك الحليف الرئيس لها في المنطقة، ووصول الإخوان للحكم في مصر، الأمر الذي استدعى منها تقديم التنازل لتركيا للخروج من حالة العزلة التي بدأت تطوقها بل تخنقها يوماً بعد يوم.
إن الشيء الذي يجب على الكل الفلسطيني والعربي استخلاصه من الاعتذار (الإسرائيلي) لتركيا، هو أن زمن "العربدة" (الإسرائيلية) قد انتهى إلى غير رجعة، وأن الزمن الذي تقتل فيه (إسرائيل) الفلسطيني والعربي، وتغسل يديها دونما دفع الثمن، قد ولى إلى غير رجعة، فـالقوة وحدها الكفيلة بلجم (إسرائيل) عن الاستقواء على الفلسطيني والعربي، ولعل العدوان ( الإسرائيلي) الأخير على غزة في عام 2012م، والذي بدأ بعملية اغتيال الشهيد أحمد الجعبري وانتهى بعد ثمانية أيام فقط، بتوقيع (إسرائيل) على اتفاق التهدئة في القاهرة، بعد القبول بكل شروط حركة " حماس" بدون قيد أو شرط، يكفي للتأكيد بأن هزيمة (إسرائيل) ممكنة، بل يمكن القول بكل ثقة إن دولة (إسرائيل) ماضية في طريقها إلى الزوال.
جمال أبو ريدة
فاجأ رئيس الوزراء (الإسرائيلي) "نتنياهو" العالم أجمع باعتذاره العلني لتركيا، وذلك عن مقتل تسعة متضامنين أتراك، كانوا على متن سفينة التضامن التركية "ما في مرمرة"، التي كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار (الإسرائيلي) المفروض عليها، وذلك في مايو/ 2010م، وهي الجريمة التي هزت مشاعر العالم أجمع، وكانت امتحاناً صعباً لتركيا القوة الناشئة في المنطقة، ولم يكتف "نتنياهو" بالاعتذار فقط بل قبل ببقية الشروط التركية، والتي بالإضافة إلى الاعتذار، القبول بتعويض القتلى الأتراك، ورفع الحصار المفروض على غزة، وهو في -حدود علمي- هدف جديد تحققه الدبلوماسية التركية في المرمى (الإسرائيلي) في السنوات الأخيرة، إضافة إلى انتصاراتها الأخرى على المستوى الدولي، الأمر الذي يكشف أن العملاق التركي قد بدأ في استعادة أمجاد الماضي، حينما كانت تركيا قبل مائة عام مضت عاصمة الخلافة الإسلامية.
ويمكن القول إن هناك أسباباً كثيرة ومتعددة، هي التي أرغمت "نتنياهو" على الاعتذار العلني لتركيا، بعدما حاول المستحيل تجنب ذلك، وأعتقد أن السبب الرئيس وراء ذلك هو صلابة القيادة التركية في وجه (إسرائيل) طوال السنوات الثلاث الماضية، هي عمر الأزمة بين البلدين، الأمر الذي أجبر " نتنياهو"، وعلى مسمع من الرئيس الأمريكي "أوباما" الذي جلس إلى جواره لرفع سماعة الهاتف والاعتذار علانية لرئيس الوزراء التركي"أردوغان"، بالإضافة إلى حالة العزلة السياسة التي تعيشها (إسرائيل) في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، والتي تمثلت في الحصار الظالم على غزة منذ عام 2007م، والعدوان الأول على غزة في عام 2008م، والعدوان الثاني على غزة أيضاً في عام 2011م، والتي تسببت في مقتل ما يقارب من ألفي فلسطيني أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولقد كشفت هذه الجرائم الوجه القبيح لـ ( إسرائيل) أمام العالم أجمع، وتحديداً أمام الحليف الأمريكي والأوروبي معًا.
وبالتأكيد فإن الأزمة السورية والتي دخلت عامها الثالث، قد كانت حاضرة بقوة في الاعتذار ( الإسرائيلي) لتركيا، ووجه الحضور هو اقتراب موعد سقوط نظام بشار الأسد، الأمر الذي يعني بروز تهديد جديد وخطير لـ(إسرائيل) على الحدود الشمالية، يضاف إلي التهديدات الكثيرة التي بدأت تطوق وتحيط بـها في السنوات القليلة الماضية على الحدود الجنوبية، والتي بدأت بفوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في عام 2006م، وسيطرتها على غزة في عام 2007م، وبناء قوة عسكرية مقاومة تجلت بشكل واضح في معركة "حجارة السجيل"، حينما أمطرت العمق (الإسرائيلي)، بمئات الصواريخ التي وصلت الكثير من المدن الإسرائيلية، وتحديدًا مدينة تل أبيب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، ومروراً بسقوط نظام مبارك الحليف الرئيس لها في المنطقة، ووصول الإخوان للحكم في مصر، الأمر الذي استدعى منها تقديم التنازل لتركيا للخروج من حالة العزلة التي بدأت تطوقها بل تخنقها يوماً بعد يوم.
إن الشيء الذي يجب على الكل الفلسطيني والعربي استخلاصه من الاعتذار (الإسرائيلي) لتركيا، هو أن زمن "العربدة" (الإسرائيلية) قد انتهى إلى غير رجعة، وأن الزمن الذي تقتل فيه (إسرائيل) الفلسطيني والعربي، وتغسل يديها دونما دفع الثمن، قد ولى إلى غير رجعة، فـالقوة وحدها الكفيلة بلجم (إسرائيل) عن الاستقواء على الفلسطيني والعربي، ولعل العدوان ( الإسرائيلي) الأخير على غزة في عام 2012م، والذي بدأ بعملية اغتيال الشهيد أحمد الجعبري وانتهى بعد ثمانية أيام فقط، بتوقيع (إسرائيل) على اتفاق التهدئة في القاهرة، بعد القبول بكل شروط حركة " حماس" بدون قيد أو شرط، يكفي للتأكيد بأن هزيمة (إسرائيل) ممكنة، بل يمكن القول بكل ثقة إن دولة (إسرائيل) ماضية في طريقها إلى الزوال.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية