العودة إلى حقيقة الصراع
د. يوسف رزقة
ماذا يعني مقتل عدد من كوادر حزب الله في القنيطرة بقصف من طائرات الاحتلال الصهيوني، كما هو متداول في وسائل الإعلام؟ أو قل ما تداعيات مقتل جهاد مغنية, ابن عماد مغنية الراحل بعملية تفجير صهيونية لسيارته في العاصمة السورية قبل أعوام؟ وما تداعيات مقتل الجنرال الإيراني والآخرين في هذه الجريمة الكبيرة؟.
هل استوعب الحزب أبعاد الجريمة الكبيرة، أم أنه مشغول عن المجرم الأكبر بالساحة السورية؟! هذا هو السؤال الذي تتناوب وسائل الإعلام على طرحه ومناقشته في البرامج الحوارية، والتحقيقات الصحفية، والجميع ينتظر قرار حزب الله في هذه المسألة الشائكة.
قرأت مقالاً, أمس, للصحفي الكبير عبد الباري عطوان، فوجدته يركز حديثه على قدرات حزب الله العسكرية، في مجال الصواريخ التي يمكنها أن تطال كل موقع من بلادنا المحتلة، وهذا حديث عاطفة، مسكون بالوصف، ولا يتحدث عن القرار، ولا عن سيناريو الأيام القادمة.
إن ما يجري في شمال بلادنا المحتلة وفي بلاد الشام والعراق، أوسع من جريمة مقتل الستة في القنيطرة غدرًا, ففي منطقة الصراع في بلاد الشام والعراق تتواجد كل مخابرات دول العالم، وبالذات الموساد الإسرائيلي، وتبدو لي من متابعة الأحداث على مدى سنوات, أن "تل أبيب" مقرر رئيس فيما يجري، وفي التخطيط لمستقبل المنطقة كما يجب أن يكون في الرؤية الإسرائيلية، وشواهد هذا الثقل في القرار عديدة، ولا داعي لتفصيلها، ويكفي شاهدًا عليها طول سنوات الأزمة السورية، التي تصب في صالح دولة الاحتلال.
إن مقاومة مخططات دولة الاحتلال أولى بكثير من مواجهة تنظيم الدولة، أو المعارك الأخرى في الشام، وهذه الأولوية تحتاج إلى مراجعة وقرار قبل أن تستفرد (إسرائيل) بالمنطقة, بالتعاون مع التحالف الدولي، وهنا أود طرح سؤال يقول: لماذا تجرأت (إسرائيل) على عملية الاغتيال الكبيرة هذه، دون اعتبار لمآلات هذه الجريمة الكبيرة؟ وهذا يفترض العودة إلى ما كان في عام ٢٠٠٦, حين تمكن الحزب من فرض أجندته في الصراع، على نحو أجبر الاحتلال على قرار منفرد بالانسحاب والتراجع.
إن جلّ ما يجري من صراعات في المنطقة العربية، بما فيها من صراعات مذهبية وطائفية، هي في الجوهر صناعة صهيونية، ومتابعة إسرائيلية حثيثة؛ لتوسيع رقعة الصراع لتفتيت المنطقة أكثر مما هي مفتتة الآن.
إن تبريد صراعات المنطقة بحلول سياسية موزونة تجمع أطراف الصراع في المناطق العربية، يمكن أن يعيد طبيعة الصراع مع المحتل إلى وضعه الطبيعي الذي كان, يوم أقام الاستعمار الغربي دولة الاحتلال, خنجرًا مسمومًا في قلب المنطقة العربية الإسلامية.
وبدون العودة إلى حلول سياسية تبرد الصراعات العربية والمذهبية والطائفية، وتستجيب لتطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية، فإن جرائم قتل كبيرة كهذه الجريمة ستقع ليس في القنيطرة فحسب، بل وفي بيروت والضاحية، وعواصم أخرى، وسيستمر نزيف من يؤمنون بتحرير فلسطين أفرادًا وجماعات حيثما كانوا.
د. يوسف رزقة
ماذا يعني مقتل عدد من كوادر حزب الله في القنيطرة بقصف من طائرات الاحتلال الصهيوني، كما هو متداول في وسائل الإعلام؟ أو قل ما تداعيات مقتل جهاد مغنية, ابن عماد مغنية الراحل بعملية تفجير صهيونية لسيارته في العاصمة السورية قبل أعوام؟ وما تداعيات مقتل الجنرال الإيراني والآخرين في هذه الجريمة الكبيرة؟.
هل استوعب الحزب أبعاد الجريمة الكبيرة، أم أنه مشغول عن المجرم الأكبر بالساحة السورية؟! هذا هو السؤال الذي تتناوب وسائل الإعلام على طرحه ومناقشته في البرامج الحوارية، والتحقيقات الصحفية، والجميع ينتظر قرار حزب الله في هذه المسألة الشائكة.
قرأت مقالاً, أمس, للصحفي الكبير عبد الباري عطوان، فوجدته يركز حديثه على قدرات حزب الله العسكرية، في مجال الصواريخ التي يمكنها أن تطال كل موقع من بلادنا المحتلة، وهذا حديث عاطفة، مسكون بالوصف، ولا يتحدث عن القرار، ولا عن سيناريو الأيام القادمة.
إن ما يجري في شمال بلادنا المحتلة وفي بلاد الشام والعراق، أوسع من جريمة مقتل الستة في القنيطرة غدرًا, ففي منطقة الصراع في بلاد الشام والعراق تتواجد كل مخابرات دول العالم، وبالذات الموساد الإسرائيلي، وتبدو لي من متابعة الأحداث على مدى سنوات, أن "تل أبيب" مقرر رئيس فيما يجري، وفي التخطيط لمستقبل المنطقة كما يجب أن يكون في الرؤية الإسرائيلية، وشواهد هذا الثقل في القرار عديدة، ولا داعي لتفصيلها، ويكفي شاهدًا عليها طول سنوات الأزمة السورية، التي تصب في صالح دولة الاحتلال.
إن مقاومة مخططات دولة الاحتلال أولى بكثير من مواجهة تنظيم الدولة، أو المعارك الأخرى في الشام، وهذه الأولوية تحتاج إلى مراجعة وقرار قبل أن تستفرد (إسرائيل) بالمنطقة, بالتعاون مع التحالف الدولي، وهنا أود طرح سؤال يقول: لماذا تجرأت (إسرائيل) على عملية الاغتيال الكبيرة هذه، دون اعتبار لمآلات هذه الجريمة الكبيرة؟ وهذا يفترض العودة إلى ما كان في عام ٢٠٠٦, حين تمكن الحزب من فرض أجندته في الصراع، على نحو أجبر الاحتلال على قرار منفرد بالانسحاب والتراجع.
إن جلّ ما يجري من صراعات في المنطقة العربية، بما فيها من صراعات مذهبية وطائفية، هي في الجوهر صناعة صهيونية، ومتابعة إسرائيلية حثيثة؛ لتوسيع رقعة الصراع لتفتيت المنطقة أكثر مما هي مفتتة الآن.
إن تبريد صراعات المنطقة بحلول سياسية موزونة تجمع أطراف الصراع في المناطق العربية، يمكن أن يعيد طبيعة الصراع مع المحتل إلى وضعه الطبيعي الذي كان, يوم أقام الاستعمار الغربي دولة الاحتلال, خنجرًا مسمومًا في قلب المنطقة العربية الإسلامية.
وبدون العودة إلى حلول سياسية تبرد الصراعات العربية والمذهبية والطائفية، وتستجيب لتطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية، فإن جرائم قتل كبيرة كهذه الجريمة ستقع ليس في القنيطرة فحسب، بل وفي بيروت والضاحية، وعواصم أخرى، وسيستمر نزيف من يؤمنون بتحرير فلسطين أفرادًا وجماعات حيثما كانوا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية