العودة لفلسطينيي سوريا ... بقلم : د.عصام عدوان

الأربعاء 15 أبريل 2015

العودة لفلسطينيي سوريا

د.عصام عدوان

إن توجُّه فلسطينيي سوريا نحو أراضيهم المحتلة عام 1948م مروراً بالجولان المحتل أو من الأراضي اللبنانية فرصة تاريخية، يجب التحضير لها بمنتهى الحرفية والإتقان، وإنه لن يغني عن ذلك توفير العيش الكريم والحماية لهم في دول الجوار، بل يرسِّخ شتاتهم بداعي النوايا الحسنة.

يجب ألا يظل الكيان العبري في مأمن من تداعيات النزاع الدائر في سوريا، وفي مأمن من حركة اللجوء التي تشهدها المنطقة بأسرها جراء ذلك النزاع، إن أمام اللاجئين الفلسطينيين في سوريا فرصة سانحة _وقد يصعب تكرارها_ للعودة إلى ديارهم التي أُخرجوا منها من فلسطين عام 1948م، فحقوق الفلسطينيين يجب أن تُنتزَع انتزاعاً، مستفيدين قدر الإمكان من القرارات الدولية ومن عدالة القضية، ومن انزعاج أوروبا من زيادة الهجرات غير الشرعية، ومن حالة الإرباك التي تعيشها المنطقة والعالم جرّاء الأزمة السورية.

فما الإيجابيات التي يمكن تحقيقها من هذه المحاولة؟

1- بعث قضية عودة اللاجئين إلى موطنهم في فلسطين، بعد أن نسي العالم هذه القضية، أو كاد.

2- إيجاد هدف سامٍ يُجمِع عليه الفلسطينيون، ويستحق منهم التوحد خلفه والعمل في سبيله.

3- إنقاذ فلسطينيي سوريا من عواقب الأزمة السورية، ومن حالة التشرد والقتل والغرق والإذلال التي يعانون منها في كل الساحات.

4- حشر الكيان العبري في الزاوية، فمن الواجب ألا يكون في مأمن مما يحصل في سوريا، ويجب أن يتحمل نصيبه في الأزمة كما تحملت دول الجوار السوري ذلك.

5- سيصبح الكيان العبري وجهاً لوجه مع ما يخافه ويحذره، ألا وهم اللاجئون الفلسطينيون، وستنكشف سوأته أمام العالم والإعلام الكثيف الذي سيغطي هذه اللحظة التاريخية، فادعاء المدنية والتحضُّر شيء، وممارستهما شيء آخر.

6- وضع العالم والأمم المتحدة ودول الربيع العربي أمام مسئولياتهم تجاه اللاجئين الفلسطينيين؛ فالجميع يُجمِع على حقهم في العودة، وها هم يعودون، وعلى العالم دعم خطوتهم تلك والضغط على الكيان العبري.

7- إن منع الكيان العبري جموع العائدين من الوصول إلى الحدود سيوفر بيئة مناسبة لبدء حرب إعلامية ضاغطة على الكيان وحلفائه، وسيبرز قضية اللاجئين ويضعها في المقدمة.

8- سيدرك العالم المتهاون تجاه الشعب السوري المنكوب أن استمرار الأزمة السورية ستكون له عواقب تطال الكيان العبري، وقد يكون هذا الحراك الفلسطيني مدخلاً للإسراع في معالجة الأزمة السورية؛ منعاً لأي تطورات تنال من الكيان العبري.

9- هذه الخطوة التاريخية ستقنع الولايات المتحدة أنه لا يزال بمقدور الفلسطينيين أن يربكوا الكيان العبري، ويؤججوا بؤرة الصراع، ويعرِّضوا أمن المنطقة ومصالح الولايات المتحدة للخطر، الأمر الذي سيدفعها إلى صرف النظر عن فكرة تقليص مساعداتها لـ(أونروا) أو إلغائها التي درسها (الكونجرس) قبل أكثر من سنة.

10- إن أي نجاح نسبي في هذا الاتجاه سيوفر سابقة مهمة يُبنى عليها.

11- من المتوقع أن تشجع لبنان هذه الخطوة لأنها تخدمها على المدى الإستراتيجي، إذ ستنعش أملها في التخلص من الفلسطينيين.

إن على منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية أخذ الخطوات اللازمة للتحضير لهذه المهمة الجليلة، وفي ذلك التواصل مع كل الأطراف المعنية، كالنظام السوري، واللبناني، وحزب الله المسيطر على الجنوب اللبناني، و(أونروا)، فضلاً عن تشجيع وإقناع فلسطينيي سوريا بجدوى هذه المحاولة وأهميتها لهم على المدى القريب والبعيد.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية