الفلسطينيون لأوباما: تعا ولا تيجي!
عماد عفانة
مذ صرح جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، للصحفيين اول أمس الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم زيارة الضفة الغربية والأردن ضمن رحلة قادمة للشرق الأوسط، حيث وحسب كارني فإن أوباما سيجتمع مع نتنياهو وزعماء فلسطينيين – دون ان يسمي عباسا- وأردنيين خلال الجولة، فإنه وفور الاعلان عن الزيارة فان التخبط واللغط بدأ بالثوران حولها.
اولا على صعيد اهداف الزيارة:
ففي الوقت الذي اعلِن فيه المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن عملية التسوية في الشرق الأوسط ليست الغرض من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الكيان الصهيوني الشهر القادم حيث أوضح أن الزيارة لن تركز على مقترحات محددة بشأن عملية التسوية رغم التداول حولها.
خرج علينا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ليعلن إن الإدارة الأميركية ستسعى لتحقيق التسوية بين "إسرائيل" والفلسطينيين، معرباً عن أمله في إنجاز اتفاق بين الجانبيْن خلال ولاية أوباما الرئاسية الثانية .
على صعيد التحضير للزيارة:
فور التقاط "اسرائيل" لخبر اعلان الزيارة قررت إسرائيل ارسال رئيس مجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور، ومبعوث نتن ياهو الشخصي يتسحاق مولخو، إلى واشنطن الاسبوع القادم تحضيراً لزيارة أوباما وسعياً لإعادة تنشيط عملية التسوية مع الفلسطينيين.
وعزز هذا التوجه لاحتواء آثار زيارة اوباما خروج اوساطا أخرى في الكيان الصهيوني مثل عميدرور المعروف بمواقفه اليمينية خرج بموقف انتقد فيه بشدة في محادثات مغلقة أجراها مؤخراً مشاريع البناء الجارية في المستوطنات، عادًا أنها تلحق الضرر السياسي بالكيان وتجعلها تفقد دعم أعزّ صديقاتها الغربية –امريكا- حيث قالت صحيفة هآرتس إن موقف عميدرور يستند إلى تحليلات مهنية لمجلس الأمن القومي.
في هذه الأثناء تقع أخبار زيارة أوباما للشرق الأوسط وقع المفاجأة على اوروبا الغارقة في أزمتها المالية طبقا لما نقلته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية عن مسؤول دبلوماسي أوروبي قوله إن الدول الأوروبية تفاجأت بالإعلان عن قرب زيارة الرئيس الأميركي لـ "إسرائيل" رغم إقراره بالسعي الأوروبي لدعم الخطوات الأميركية المقبلة وصياغة مقترحات عملية لتسهيل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية .
ورغم اعلان الرئيس محمود عباس ترحيبه بالزيارة المرتقبة لباراك أوباما، واعرابه عن أمله في أن تبشر بحدوث تحول في الموقف الأمريكي، إلا أنه لم يصدر أي توجيهات للدبلوماسية الفلسطينية توحي باهتمامه بالتحضير للزيارة لتصب نتائجها في صالح القضية الفلسطينية وليس ضدها.
ولكن ما النتائج المتوقعة لزيارة اوباما..؟
وهي تساؤلات مشروعة في منطقة غارقة بتكهنات بل وتخوفات الدخول في حروب ترسم سيناريوهاتها "اسرائيل" مع سوريا ولبنان وايران، وهذه التساؤلات من قبيل:
- هل سينجح أوباما مثلا في الزام "اسرائيل" بوقف الاغتصاب للارض الفلسطينية نزولا عند شروط عباس لاستئناف العودة الى الدائرة المغلقة للمفاوضات التي وصفها غير مسؤول فلسطيني بأنها عبثية..!!
خاصة وكما يقول وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ربما تكون هذه الزيارة الفرصة الأخيرة من نوعها للإدارة الأمريكية فى تهيئة الفرصة للدفع فى طريق العودة للمفاوضات..!!
فيما يلمح آخرون إلى أنه ربما تكون الزيارة قد تقررت بعدما التقطت الادارة الأمريكية تصريحات الملك عبد الله الثانى التي قال فيها "إذا لم ننجز القضية في السنوات الأربع المقبلة، فلا أعتقد إمكان إنجازها بعد ذلك على الإطلاق".
والسؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة في الأروقة الخاصة: هل سيفلح اوباما بإحياء العملية المتوقفة رغم الاختلافات الجوهرية بينه وبين نتنياهو بشأن استمرار "إسرائيل" فى توسعها الاستيطاني ورغم فساد العلاقة بين أوبانا ونتنياهو، التى وصفها هارون ديفيد ميللر، الدبلوماسي الأمريكي السابق بأنها الأسوأ على مدار تاريخ العلاقات بين الدولتين، حيث متوقع أن تشكل عائقا آخر في طريق تسوية الصراع...!!
عموما فإن الفلسطينيين لا ينظرون بعيون متفائلة إلى زيارة أوباما إلى كيان العدو والتي ربما يلتقي خلالها الرئيس عباس آخذين بعين الاعتبار النتائج الأليمة التي اسفرت عنها زيارات سلفه بيل كلنتون للمنطقة والتي اسفرت عن ضغط كبير على الرئيس ياسر عرفات أدت إلى تدمير مشروع التحرر الفلسطيني وتجريم التاريخ النضالي للقضية الفلسطينية ومناضليها عبر الغاء وشطب المواد التي تنص على الكفاح المسلح في الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير وتجريم الذين يتعاطون الكفاح المسلح في استرداد الحقوق الفلسطينية السليبة.
الفلسطينيون لسان حالهم يقول:
اذا كان ابو حسين اوباما سيأتي لإجبار نتنياهو على وقف اغتصاب الارض وتهويد المقدسات ووقف التطهير العرقي من القدس ووقف تهويد المدينة المقدسة ووقف الاعتقالات والافراج عن الاسرى المشرفين على الموت على الأقل وتثبيت فلسطين كدولة حرة على أرضها فاهلا وسهلا تعال.
لكن اذا كان اوباما سيأتي في زيارة سياحة دبلماسية تسفر عن مزيد من الضغوط على الطرف الضعيف كما هو المعتاد لجهة عودة الرئيس عباس للمفاوضات بلا شروط لنعود مرة أخرى إلى دائرة المفاوضات العبثية التي شكلت غطاء لكل عمليات التهويد والاغتصاب والانتهاكات الصهيونية للحقوق الفلسطينية على مدار اكثر من 17 سنة عجفاء فلا أهلا ولا سهلا ولا تيجي.
عماد عفانة
مذ صرح جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، للصحفيين اول أمس الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم زيارة الضفة الغربية والأردن ضمن رحلة قادمة للشرق الأوسط، حيث وحسب كارني فإن أوباما سيجتمع مع نتنياهو وزعماء فلسطينيين – دون ان يسمي عباسا- وأردنيين خلال الجولة، فإنه وفور الاعلان عن الزيارة فان التخبط واللغط بدأ بالثوران حولها.
اولا على صعيد اهداف الزيارة:
ففي الوقت الذي اعلِن فيه المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن عملية التسوية في الشرق الأوسط ليست الغرض من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الكيان الصهيوني الشهر القادم حيث أوضح أن الزيارة لن تركز على مقترحات محددة بشأن عملية التسوية رغم التداول حولها.
خرج علينا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ليعلن إن الإدارة الأميركية ستسعى لتحقيق التسوية بين "إسرائيل" والفلسطينيين، معرباً عن أمله في إنجاز اتفاق بين الجانبيْن خلال ولاية أوباما الرئاسية الثانية .
على صعيد التحضير للزيارة:
فور التقاط "اسرائيل" لخبر اعلان الزيارة قررت إسرائيل ارسال رئيس مجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور، ومبعوث نتن ياهو الشخصي يتسحاق مولخو، إلى واشنطن الاسبوع القادم تحضيراً لزيارة أوباما وسعياً لإعادة تنشيط عملية التسوية مع الفلسطينيين.
وعزز هذا التوجه لاحتواء آثار زيارة اوباما خروج اوساطا أخرى في الكيان الصهيوني مثل عميدرور المعروف بمواقفه اليمينية خرج بموقف انتقد فيه بشدة في محادثات مغلقة أجراها مؤخراً مشاريع البناء الجارية في المستوطنات، عادًا أنها تلحق الضرر السياسي بالكيان وتجعلها تفقد دعم أعزّ صديقاتها الغربية –امريكا- حيث قالت صحيفة هآرتس إن موقف عميدرور يستند إلى تحليلات مهنية لمجلس الأمن القومي.
في هذه الأثناء تقع أخبار زيارة أوباما للشرق الأوسط وقع المفاجأة على اوروبا الغارقة في أزمتها المالية طبقا لما نقلته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية عن مسؤول دبلوماسي أوروبي قوله إن الدول الأوروبية تفاجأت بالإعلان عن قرب زيارة الرئيس الأميركي لـ "إسرائيل" رغم إقراره بالسعي الأوروبي لدعم الخطوات الأميركية المقبلة وصياغة مقترحات عملية لتسهيل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية .
ورغم اعلان الرئيس محمود عباس ترحيبه بالزيارة المرتقبة لباراك أوباما، واعرابه عن أمله في أن تبشر بحدوث تحول في الموقف الأمريكي، إلا أنه لم يصدر أي توجيهات للدبلوماسية الفلسطينية توحي باهتمامه بالتحضير للزيارة لتصب نتائجها في صالح القضية الفلسطينية وليس ضدها.
ولكن ما النتائج المتوقعة لزيارة اوباما..؟
وهي تساؤلات مشروعة في منطقة غارقة بتكهنات بل وتخوفات الدخول في حروب ترسم سيناريوهاتها "اسرائيل" مع سوريا ولبنان وايران، وهذه التساؤلات من قبيل:
- هل سينجح أوباما مثلا في الزام "اسرائيل" بوقف الاغتصاب للارض الفلسطينية نزولا عند شروط عباس لاستئناف العودة الى الدائرة المغلقة للمفاوضات التي وصفها غير مسؤول فلسطيني بأنها عبثية..!!
خاصة وكما يقول وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ربما تكون هذه الزيارة الفرصة الأخيرة من نوعها للإدارة الأمريكية فى تهيئة الفرصة للدفع فى طريق العودة للمفاوضات..!!
فيما يلمح آخرون إلى أنه ربما تكون الزيارة قد تقررت بعدما التقطت الادارة الأمريكية تصريحات الملك عبد الله الثانى التي قال فيها "إذا لم ننجز القضية في السنوات الأربع المقبلة، فلا أعتقد إمكان إنجازها بعد ذلك على الإطلاق".
والسؤال الذي بات يطرح نفسه بقوة في الأروقة الخاصة: هل سيفلح اوباما بإحياء العملية المتوقفة رغم الاختلافات الجوهرية بينه وبين نتنياهو بشأن استمرار "إسرائيل" فى توسعها الاستيطاني ورغم فساد العلاقة بين أوبانا ونتنياهو، التى وصفها هارون ديفيد ميللر، الدبلوماسي الأمريكي السابق بأنها الأسوأ على مدار تاريخ العلاقات بين الدولتين، حيث متوقع أن تشكل عائقا آخر في طريق تسوية الصراع...!!
عموما فإن الفلسطينيين لا ينظرون بعيون متفائلة إلى زيارة أوباما إلى كيان العدو والتي ربما يلتقي خلالها الرئيس عباس آخذين بعين الاعتبار النتائج الأليمة التي اسفرت عنها زيارات سلفه بيل كلنتون للمنطقة والتي اسفرت عن ضغط كبير على الرئيس ياسر عرفات أدت إلى تدمير مشروع التحرر الفلسطيني وتجريم التاريخ النضالي للقضية الفلسطينية ومناضليها عبر الغاء وشطب المواد التي تنص على الكفاح المسلح في الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير وتجريم الذين يتعاطون الكفاح المسلح في استرداد الحقوق الفلسطينية السليبة.
الفلسطينيون لسان حالهم يقول:
اذا كان ابو حسين اوباما سيأتي لإجبار نتنياهو على وقف اغتصاب الارض وتهويد المقدسات ووقف التطهير العرقي من القدس ووقف تهويد المدينة المقدسة ووقف الاعتقالات والافراج عن الاسرى المشرفين على الموت على الأقل وتثبيت فلسطين كدولة حرة على أرضها فاهلا وسهلا تعال.
لكن اذا كان اوباما سيأتي في زيارة سياحة دبلماسية تسفر عن مزيد من الضغوط على الطرف الضعيف كما هو المعتاد لجهة عودة الرئيس عباس للمفاوضات بلا شروط لنعود مرة أخرى إلى دائرة المفاوضات العبثية التي شكلت غطاء لكل عمليات التهويد والاغتصاب والانتهاكات الصهيونية للحقوق الفلسطينية على مدار اكثر من 17 سنة عجفاء فلا أهلا ولا سهلا ولا تيجي.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية