الفيس بوك ونظرية عش النمل ... بقلم : حسام الدجني

الجمعة 11 يناير 2013

الفيس بوك ونظرية عش النمل

حسام الدجني

تحاكي نظرية عش النمل فرضية وجود نمل في جميع أنحاء المنزل، فهل نستطيع القضاء على هذا الكم الهائل من النمل...؟ بالتأكيد لا، والعمل هو البحث عن عش النمل كي نقضي على معقله الرئيس، ولكن في حال لم نتمكن من العثور على عش النمل، فإن الخيار الأمثل هو صناعة عش افتراضي للنمل، وبعد أن يتجمع النمل في هذا العش يتم القضاء عليه..

ضمن استراتيجية (مكافحة الإرهاب الدولي) ومحاربة تنظيم (القاعدة) عملت الولايات المتحدة الأمريكية بنظرية عش النمل، فبدل من أن ينتشر تنظيم (القاعدة) بين الدول، صنعت له عشاً، فوقع الاختيار على أفغانستان لتكون عش النمل الأمريكي، وأرسلت قوات التحالف الدولي جيوشها لأفغانستان، وبدأت المعارك بين تنظيم القاعدة وطالبان من جهة وقوات التحالف من جهة أخرى، وبقيت محصورة ضمن حدود أفغانستان وبعض المناطق المجاورة لها، وتكبدت الولايات المتحدة خسائر فادحة في هذه المعارك، ففشلت نظرية عش النمل في القضاء على تنظيم القاعدة، وبدأت أفكار التنظيم تنتشر بين البلدان بشكل متسارع.

الإنترنت أطلق عام 1969م، وهو مشروع يتبع وزارة الدفاع الأمريكية، ثم توسع وانتشر بين البلدان، حتى وصل إلى كل بيت، وعملت أجهزة الاستخبارات الدولية في استخدام الانترنت لأغراض التجسس والمراقبة، ومع تطور التكنولوجيا، وظهور ما بات يعرف باسم الإعلام الجديد، وهو عبارة عن شبكات للتواصل الاجتماعي عرفت بأسماء متعددة أشهرها تويتر والفيس بوك، فعملت أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية على استغلالها، ومتابعة روادها، والحصول على معلومات المشتركين فيها، وأنماط تفكيرهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية والاقتصادية، فأصبح الفيس بوك عش النمل الذي يقضي به الشباب العربي أوقاتا طويلة وهم يعبرون عن ما يجول في خواطرهم، فبدأت بعض أجهزة الاستخبارات العالمية استغلال الشبكة والعمل على اصطياد عملاء جدد، ومن أحدث الطرق التي تستخدمها أجهزة الاستخبارات الدولية لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي هي عملية اصطياد النخبة، ويتم ذلك من خلال عملية ذكية جداً، حيث يقدم رجل المخابرات نفسه بأنه مدير مركز أبحاث ودراسات أو رئيس تحرير صحيفة، وأنه يتابع كتابات الشخص المستهدف، ويبارك له بشرى اختيار المركز للباحث كي يعمل ضمن صفوف الباحثين التابعين للمركز مقابل راتب محترم، ويطلب منه أن يكتب بحثاً بعنوان: (سياسي أو أمني أو عسكري أو اقتصادي) حسب اهتمامات الجهة الممولة وتخصص الضحية، وما يدلل على أنهم لا علاقة لهم بمراكز الأبحاث المحترمة قولهم بأن ما تكتبه لا ينشر، وأن المركز هو للاستشارات فقط، وعندما تكثر الأسئلة عن هوية المركز ومن يعمل به وعنوانه الحقيقي، تعرف أنك أمام جهاز استخبارات، لأنه سرعان ما يقطع حديثه ويعمل بلوك على اسمك.

ولكن نظرية عش النمل فيما يتعلق بشبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي أمام الوعي الأمني لشبابنا العربي والفلسطيني قد فشلت، وانقلب السحر على الساحر، ونجح الإعلام الجديد في إسقاط دكتاتوريات لم يتوقع أحد سقوطها، وفضح جرائم (إسرائيل) وعنصريتها أمام الرأي العام الغربي، وهذا ما حصل بالفعل في العدوان على قطاع غزة، حيث لعب الإعلام الجديد دوراً بارزاً في كشف اللثام عن وجوه الصهاينة اللئام

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية