القدس تنادي.. والأقصى يستصرخ أمته.. فهل من مجيب؟! ...بقلم : علي الطعيمات

الجمعة 24 فبراير 2012

القدس تنادي.. والأقصى يستصرخ أمته.. فهل من مجيب؟! ...بقلم : علي الطعيمات

تنطلق في الدوحة اليوم السبت فعاليات المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، بمشاركة أكثر من 350 شخصية من أكثر من ستين دولة، لنصرة المدينة المقدسة التي تتعرض حالياً لأخطار داهمة يتقدمها الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك الذي كثرت جرائم اقتحاماته المتصاعدة من المستوطنين الصهاينة وبدعم وحماية تامين من قوات الاحتلال، والذين أطلقوا حملة واسعة لجمع التبرعات المادية لصالح هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء «الهيكل» المزعوم مكانه. وينعقد هذا المؤتمر الذي يأتي في الوقت المناسب والمطلوب تماماً، والذي يعتبر من أهم واخطر المؤتمرات العربية والإسلامية منذ سنوات، ليس لأنه ينعقد في ظروف استثنائية تمر بها الأمة والقضية الفلسطينية فحسب بل لأنه يحمل بين يديه قضية العرب والمسلمين قاطبة، قضية القدس التي تعتبر مفتاح الحرب والسلام في آن واحد، هذا المؤتمر أمامه وعلى كاهل المشاركين فيه مسؤوليات جسام، وبخاصة أن ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من عمليات تهويد ممنهجة ومكثفة، وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من جرائم اقتحامات من المستوطنين اليهود وبدعم كامل من قوات الاحتلال الصهيوني والصلاة فيه، هو عبارة عن جس نبض، تمهيداً لتحويله لكنيس يهودي، أو تمهيداً لجريمة شبيهة بجريمة تقسيم المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، في خطوة متقدمة نحو هدم المسجد الأقصى المبارك..

وما يجري من جرائم للمسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة لا يمكن تفسيره إلا أنه إفراز واقعي وصدى حقيقي للضعف الذي تعاني منه الأمة العربية، وتجرؤ إسرائيلي على مقدساتنا الإسلامية نتيجة طبيعية وحتمية لغياب الفعل العربي الإسلامي.

والمقدسيون تحديداً وحماة المسجد الأقصى المبارك الذين يتصدون للاعتداءات الصهيونية وللمؤامرة بصدورهم العارية وإيمانهم العظيم، يتطلعون وكلهم أمل بنهوض عربي إسلامي من الدوحة للقيام بالواجب والدور في إسنادهم ومؤازرتهم لإفشال المخططات الصهيونية، إسناد عملي ملموس يعزز من صمودهم ويرفع من معنوياتهم ويوصل رسالة بليغة وقوية للاحتلال وحلفائهم بأن المدينة المقدسة لا يوازيها إلا الروح، نهوض حقيقي وحراك فاعل وسريع ومكثف في كل الاتجاهات وإنقاذ المسجد الأقصى خصوصاً والقدس عموماً من هذا الإجرام الصهيوني الذي يتجاوز كل الخطوط الحمراء في القوانين والأعراف الدولية والدينية.

وأمام ما تواجهه القدس والمقدسيون وحراس وحماة المسجد الأقصى المبارك، فلا بد من قيام الأمة العربية الإسلامية بواجبها سواء على مستوى دولنا العربية والإسلامية باستخدام صداقاتها وعلاقاتها الدولية الواسعة، أو على المستوى الداخلي العربي والإسلامي باستحداث صندوق للقدس لجمع المال لتمكين أهل هذه المدينة المقدسة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من الثبات والصمود ومواجهة التبرعات الإسرائيلية للاستيطان وهدم المسجد الأقصى، فالموقف لم يعد تأييداً أو دعماً معنوياً للمقدسيين بل لابد من الدعم المادي والمجزي والقادر على مواجهة التدفق المالي الإسرائيلي لتهويد المدينة.

لابد وإلى جانب إنشاء الصندوق والمهم لصمود المقدسيين، بل هو أساسي في هذا الصمود، يجب على الدول العربية والإسلامية تشكيل «لجنة عربية إسلامية لحماية المقدسات» مهمتها دق كل الأبواب القانونية والشرعية الدولية، بدءاً من محكمة العدل الدولية ومروراً بمنظمة اليونسكو ووصولاً إلى مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة وكل المحافل الدولية التي يمكن أن تخدم هذه القضية، لاستصدار قرارات تدين الجرائم الإسرائيلية التهويدية للمدينة المقدسة وتحافظ على مقدساتنا وعلى الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.. فلا مجال للصمت أو التهاون أو التسويف.

صحيفة الوطن القطرية

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية