القيادي جرار: الأسرى سيواصلون إضرابهم حتى الحرية

الثلاثاء 22 يناير 2013

أكد أنهم محبطون لتهميشهم من قبل القيادة الفلسطينية

القيادي جرار: الأسرى سيواصلون إضرابهم حتى الحرية

قال الأسير المحرر القيادي في حركة حماس عبد الجبار جرار إن هناك شعورا لدى الأسرى بالإحباط وبأنهم مهمَشين، وليسوا في سلَّم أولويات القيادة الفلسطينية بالشكل المطلوب.

وأكد جرار الذي أفرج عنه قبل أيام في مقابلة خاصة معه أن الكثير من الأسرى أصيبوا بالأنفلونزا، والتعب نتيجة البرد الشديد، خلال العاصفة الأخيرة، لعدم وجود الأغطية الكافية، وعدم وجود التدفئة لغرف الأسرى".

وقال جرار إنه "عاش مع الأسرى المضربين عن الطعام ما يزيد عن شهر قبل نقلهم الى سجن الرملة، وهم يمتمعون بمعنويات وإرادة عالية جداً"، مضيفا "سألت الأخ طارق قعدان عن إضرابهم إلى متى؟ فرد عليَّ: بأننا سنواصل اضرابنا حتى الحرية أو الحصول على وعد رسمي بالإفراج عنا".

وندد جرار باستمرر تحويل الاحتلال لمواطنين فلسطينيين للإعتقال الاداري، والذين كان هو واحداً منهم، وقال: "نحن المعتقلون الاداريون، لم نرتكب أي شئ يستوجب الاعتقال، وقد قلت للقاضي في إحدى الجلسات: أعطيني التهمة الموجهة ضدي لتجنبها في المرات القادمة لأني أريد البقاء مع أسرتي وأبنائي، فلم يستطع القاضي الجواب".

وفي حديثه عن التقصير في الحراك الشعبي مع الأسرى قال: " أن المسؤول التقصير الشعبي هي الفصائل الفلسطينية، والأسرى المحررون، وأقول للأسرى المحررين أنهم يجب عليهم أن لاينسوا إخوانهم الأسرى الذين عاشوا معهم لسنوات طويلة في الأسر والعذاب والقهر والحرمان".

وفيما يتعلق باعتداءات الاحتلال على الأسرى بتفتيشهم المستمر، ونقلهم من سجن لآخر قال: "الاحتلال لا يريد الاستقرار لأي أسير، وهذه سياسة يسعى لها الاحتلال باستمرار، فكلما رأى الاحتلال الأسرى يقومون بنشاطات توعوية وثقافية، قام بقمعهم".

وفيما يلي نص المقابلة:

كيف تركتم الأسرى خلفكم، وكيف هي أوضاعهم النفسية والحياتية؟

أوضاع السجون صعبة جداً لعدة أسباب: فصفقة "وفاء الأحرار"، لم تستطع الإفراج عن كل الأسرى ذوي المحكوميات العالية، وكان كثير منهم يتأمل بالخروج بهذه الصفقة، وعاد الأمل لهم بعد وعد الرئيس ابو مازن لهم بـ"الصفقة" للإفارج عما قبل "أوسلو"، ولكن الاحباط عاد من جديد لعدم تنفيذها، فهناك شعور لدى الأسرى بالإحباط وبأنهم مهمَشين، وليسوا في سلَّم أولويات القيادة بالشكل المطلوب، وكذلك أوضاعهم المعيشية صعبة للغاية، لظروف الأمطار وفصل الشتاء، وأن الغرف التي يعيشون فيها غير مهيَئة لاستقبال فصل شتاء أو صيف، ففي فصل الصيف لا يستطيع الأسرى النوم للحرارة الكبيرة، ويقضون ساعات طويلة وهم يتقلَبون على فراشهم، نتيجة والعرق والرطوبة الموجودة داخل الغرف، وفي فصل الشتاء، كان عدم وجود الأغطية الكافية، وعدم وجود التدفئة، سبباً لإصابة الكثير من الأسرى بالأنفلونزا، والتعب نتيجة البرد الشديد.

طالما تحدثت على الأمراض والوعكات الصحية، حدثنا عن الرعاية الطبية التي يتلقاها الأسير في سجون الاحتلال من قبل إدارتها؟

العلاج ضيئل جداً ، وكثيراً ما يعطي الطبيب للمرضى، حبة الأكمول والماء، كما ويعطي المريض دواءً ليس بالدواء المطلوب له، فقد يعطي الطبيب بعض المسكنات، وكذلك إذا أصيب بعض الناس بأمراض خطيرة ومستعصية،

فأنا على سبيل المثال كان من المقرر أن يتم اجراء عملية "قسطرة" لي، وكانت حاجتي ماسة لها، وكانت توصية الطبيب بضرورة اجرائها قبل ثلاثة أشهر، ولم تأت الموافقة عليها وتوقيعي على إجرائها، إلا قبل الإفراج عني بأيام، وهذا التأخير جعلني أعيش فترات طويلة من الألم، وعدم الراحة لأن الألم يضغط على منطقة القلب، وظللت اعاني من الألم حتى الافراج عني، حيث سأجري بعد أيام في احدى مستشفيات الفلسطينية.

ما هو دور الصليب الأحمر في التخفيف عن الأسرى من واقعهم الصعب، ان كان في الجانب الحياتي أو الصحي؟

حقيقة لا نريد أن نلغي دور "مؤسسة الصليب الأحمر" بالكامل، ولكن الدور الذي يقوم به ليس بالمأمول نهائياً، ويقتصر دور "الصليب" على زياتنا في بعض الأيام ولا يعطينا أي شئ، إلا بنقل بعض التوكيلات ما بين الأسرى وأهاليهم ليس إلا، وعلى سبيل المثال: هناك الكثير من الإخوة الأسرى الممنوعين من الزيارة، ودون أي مبرر قانوني للإحتلال في ذلك، وقد ضغطنا على "الصليب الأحمر" للتدخل والسماح لأهاليهم بزياتهم، وأذكر على سبيل المثال: الأسير أبو أسيد الشريدة من طوباس، له أربع سنوات لم يسمح لزوجته بزيارته، وقد زارته بناته بعد أربع سنوات، وكان يبحث عنهن، ولم يعرفهن لطول فترة غيابهن عنه.

لماذا يسعى الاحتلال الى منع الأهالي من الزيارة؟

يتذرع الاحتلال بالمنع الأمني، وهو كلام عار عن الصحة، و"الصليب الأحمر" لم يبذل الجهد المطلوب من أجل رفع هذه القضية الى المؤسسات أو القضاء الدولي، لكي يوقف هذه التجاوزات، وبالعكس فالصليب ليس بيده حيلة، فقد راجعته أكثر من مرة للتدخل بموضوعي الشخصي، وقال لي: بأننا لا نستطيع التدخل بأي حال من الأحوال، فقلت له لماذا لا ترفعوا هذا الموضوع للمؤسسات الحقوقية في العالم، وتضعوا حد لمثل هذه المواضيع، فأنا إنسان معتقل إداري، ولا يوجد أي دليل إدانة ضدي، فلماذا أمنع من الزيارة، فلم أحصل منهم على جواب، وحتى ابنتي التي كان عمرها أقل من 16 عاماً، كانوا لا يسمحون لها بزيارتي سوى مرة واحدة كل شهر، رغم أنه يتوجب السماح لها بالزيارة مرة كل اسبوعين.

ما الذي تغير على الأسرى من واقع في ظروفهم وسطوة أجهزة القمع الصهيونية عليهم ما قبل الإضراب العام، وما بعده؟

كان إخراج المعزولين من عزلهم، أهم الانجازات التي حققها الإضراب العام للأسرى، والتخفيف نوعاً ما من كم تمديدات الاعتقال الاداري، ومع هذا فهم لم يتلزموا بعدم تمديد الأسير إلا مرة واحدة، الا بدليل ادانة ضده، بل هناك العديد من الأسرى الذين تم تمديدهم أكثر من ثلاث مرات، دون أن توجه ضدهم أية تهمة، وبالنسبة لزيارة أهل غزة والممنوعين أمنياً فقد تم الإتفاق عليها، ادارة مصلحة السجون الصهيونية يتمصلون من استخقاقات الإتفاق الموقع بين قيادة الاضراب والمخابرات الصهيونية برعاية مصرية، حيث تفاجأت إدارة مصلحة السجون بهذا الاتفاق، وهي تحاول التنصل مما أعطه المخابرات للسجناء من تحسين في ظروفهم المعيشية.

هناك عدد لا بأس به من المضربين عن الطعام، نتيجة للظلم الكبير الواقع عليهم، كيف ترى الأوضاع في السجون، هل تراها تسير نحو الإنفراج أو التأزيم؟

لقد عشت مع الأسرى المضربين عن الطعام: طارق قعدان وجعفر عزالدين ويوسف شعبان، وكانت حياتنا صعبة جداً لوجود قسم منا مضربين وقسم غير مضرب، لضرورة احترام مشاعر المضربين وعند تناول الطعام، وهؤلاء الإخوة بقوا مصممين على استمرارهم في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم العادلة، وقد تم نقلهم الى سجن الرملة، وهم لا يتعاطون أي شئ من الفيتامينات، أو المحاليل المغذية، لأنهم يردون أن يتوصلوا إلى اتفاق مع المخابرات الصهيونية بالإفراج عنهم، أو الحصول على تعهد مكتوب بالإفراج عنهم وعدم تمديدهم، خاصة وأن هؤلاء الأسرى قد خاضوا اضرابات سابقة وتم الإفراج عنهم، قبل أن يتم اعتقالهم ثانية بعد أشهر قليلة من تحررهم، وقد سألت الأخ طارق قعدان عن اضرابهم إلى متى؟ فرد عليَّ: بأننا سنواصل اضرابنا حتى الحرية أو الحصول على وعد رسمي بالإفراج عنا، أما بالنسبة للإخوة الآخرين المضربين عن الطعام، وعلي رأسهم أيمن شراونة وسامر العيساوي، فوضعهم غاية في الصعوبة، خاصة بعد أن جاوز بعضهم يومة 200 في الإضراب، ونكث المخابرات بوعدها الافراج عنهم.

هؤلاء الإخوة الذين تم اعتقالهم لم يتركبوا أية جريمة يعاقب عليها القانون، إلا أنهم فلسطينيون، ونحن المعتقلون الاداريون، لم نرتكب أي شئ يستوجب الاعتقال، وقد قلت للقاضي في إحدى الجلسات: أعطيني التهمة الموجهة ضدي لتجنبها في المرات القادمة لأني أريد البقاء مع أسرتي وأبنائي، فلم يستطع القاضي الجواب.

كأسرى يقع عليهم ظلم الاحتلال بشكل عام، والمضربين عن الطعام بشكل خاص، كيف تنظرون للتفاعل الرسمي والشعبي مع مطالبكم؟

بالنسبة للتفاعل الشعبي، قد يكون لضيق الوضع الاقتصادي السئ في بلادنا، دور في ضعف الحراك، خاصة بعد أن بات الهم الأكبر للمواطنين الحياة المعيشية التي وصلوا إليها، فأبناء شعبنا وكأنهم في سجن كبير نتيجة انقطاع الرواتب، والهموم الملقاة على كاهلهم كبيرة جداً، فهذا كان سبب في تراجع تفاعل الناس مع قضية الأسرى، ولكن في حقيقة الأمر، رأيت الكل، كل من زارني، وكل من رآني كان يسأل عن الأسرى ويدعو لهم، وهم شاعرون بهم، ولكن الإنسان قد لا يستطيع المشاركة في هذه الفعاليات ودفع ثمن المركبة للوصول إلى مكان الاعتصام، من القرية الى المدينة، أو الى اي مكان آخر.

من المسؤول عن التقصير الشعبي والرسمي؟

أقول أولا أن المسؤول التقصير الشعبي هي الفصائل الفلسطينية، والأسرى المحررون، وأقول للأسرى المحررين أنهم يجب عليهم أن لاينسوا إخوانهم الأسرى الذين عاشوا معهم لسنوات طويلة في الأسر والعذاب والقهر والحرمان، وكأسرى محررين مطالبين عند كل نداء للأسرى أن نشارك، وأن لا نتراجع، وأن نبقى إلى جانب إخواننا حتى التحرر، والأولى ان نقف الى جانبهم وهم في داخل السجون، وأن نرفع ونشد من معنوياتهم ومعنويات وأزر أهاليهم.

وبالنسبة للدور الرسمي أقول: بأنه يجب أن لا تخلو أية نشرة أخبار من الحديث عن أوضاع الأسرى وظروفهم وعن مأساتهم وعن ما يعيشونه، وكل ما يرفع من معنوياتهم، فالأسرى ينتظرون ليل نهار، يبحثون عن جميع القنوات كي يستمعوا لأي كلمة عن الأسرى، لأن شعبنا عندما يتكلم عن الأسرى، والمستويات الرسمية تتحدث عنهم، فإن الأسرى يشعرون بنوع من الراحة والاطمئنان، وهم يطالبون أن تُخصَّصَّ لهم المزيد من البرامج المختصة بالأسرى ومعاناتهم، لتبقى قضيتهم حاضرة لدى أبناء شعبنا.

يعمد الإحتلال بين الفينة والأخرى على قمع السجون، وإجراء تنقلات للأسرى من مكان لآخر، ما الهدف الذي يسعى له الاحتلال من هذه القمعات والتنقلات؟

الاحتلال لا يريد الاستقرار لأي أسير، هذه سياسة يسعى لها الاحتلال باستمرار، فكلما رأى الاحتلال الأسرى يقومون بنشاطات توعوية وثقافية، قام بقمعهم، وأذكر أننا قمنا في سجن شطة بتدريس 20 طالباً للثانوية العامة وإجراء امتحانات لهم، وحصلوا خلالها على شهادة توجيهي، كما قمنا بفتح فصل لجامعة الأقصى في غزة، وأجرينا لهم امتحانهم، فلم يرق للاحتلال هذا النشاط، فقامت الإدارة بنقل المشرفين على هذه الدورات، من سجن شطة الى سجون أخرى، كما أن الاحتلال وبحجة البحث عن أجهزة هواتف محمولة، يقوم بتفتيشنا في الليل، وإجراء التفتيش العاري، بأقسى أساليب التفتيش، من أجل أن يبقى الأسير، في حالة إرباك، ولإحداث المزيد من الإزعاج والإضطراب للسجناء.

زرت مستشفى سجن الرملة عدة مرات لإصابتك بمرض القلب، صف لنا الأوضاع في المستشفى والعناية المقدمة فيه للمرضى الأسرى؟

يعجز الإنسان أن يصف المأساة التي يعيشها الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة، ولو أن العالم ينظر الى هؤلاء الأسرى والمعاناة التي يعانونها، والظروف الصعبة والقاهرة التي يعايشونها فلن يتوانوا بالإفراج عنهم، وأنا استغرب، كيف يعمل الإحتلال على اعتقالهم، وهم عبارة عن أموات، ولا يتحرك فيهم إلا بعض أعضائهم، واستغرب لماذا لم يتم اطلاق سراحه إلى الآن، ومن يرى المرضى هناك يرى العجب العجاب، فهم طول الوقت يصرخون ويتألمون من الألم، ويأخذون كميات كبيرة من المهدءات، وهناك إخوة مبتوري الاطراف، ومصابين بالسرطانات والضغط والسكري والقلب، والكثير من الأمراض الصعبة الأخرى، فكثير منهم لا يستطيع الذهاب للحمام لوحدة أو الذهاب لقضاء حاجته لوحده،وزيادة في معاناتهم بإن الاحتلال يرفض السماح لبعض الأصحاء بمساعدة المرضى في مرضهم.

ما هي رسالة الأسرى التي يرسلونها إلى العالم؟

رسائل الأسرى أولاً إلى شعبنا، وبالذات الى حركتي حماس وفتح، بأننا في أمسِّ الحاجة إلى أن تكونوا متوحدين، وتتم المصالحة بشكل صحيح، لكي تقوموا بالضغط على الجانب الصهيوني لتحسين ظروفنا، كما يطالبوا الشعب الفلسطيني بأن يقف إلى جانبهم، و يبقى مؤازراً لهم في قضيتهم العادلة.

كما أن لهم رسالة الى دول الربيع العربي، وحقيقة يبعثون برسالة الى القيادة المصرية بالذات رغم ما تعيشه من ظروف صعبة، لكنهم يناشدون السيد الرئيس محمد مرسى، أن لاينسى هؤلاء الأسرى، وهم فرحوا كثيراً بفوزه في الانتخابات، وعلموا أن هناك دوراً سيكون للقيادة المصرية، غير الدور الذي كانت تلعبه القيادة السابقة، وهم يتأملون كثيراً بدول الربيع العربي، وهناك مناشدة أن يقفوا إلى جانب الأسرى كما وقفوا إلى جانب غزة قبل وبعد الحرب، وأن يوصلوا قضية الأسرى الى جميع انحاء العالم

وأذكر هنا أننا كنا ننتظر نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية، بعد العصر في سجن شطة، وكنا نستمع إلى تلاوة القضاة للنتائج، وما أن تم الاعلان عن نجاح الأخ محمد مرسى في الانتخابات وفوزه، فما كان مني إلى أن قمت بالتكبير في الساحة والسجود، فقام الأسرى بالتكبير والتصفيق، وقد اعتقد البعض أن عملية أسر جديدة تمت لجندي صهيوني جديد لاطلاق سراحهم.

وأقول للسيد مرسى هذه مشاعر الأسرى، وهم ينتظرون منكم اطلاق سراحهم والتخفيف عنهم، فالأسرى فرحوا بنجاحكم وهم ينتظرون منكم الخير الكثير، أما الرسالة الى دول العالم ومؤسساته، فهم يناشدونهم إلى أن ينظروا الى قضيتهم، لتخفيف معاناتهم وعودتهم إلى أهالهم وأسرهم.

عن المركز الفلسطيني للاعلام

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية