اللاجئون عامل تحريك للمنطقة (1)
د.عصام عدوان
تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين أصعب قضية لاجئين في العالم، وأكثرها حيوية وخطورة. إنها قضية ثلثي الشعب الفلسطيني، بل قضية كل الشعب الفلسطيني وأصدقائه في العالم. إنها قضية حوالي ثمانية ملايين إنسان. وعندما نتحدث عن الإنسان؛ فإننا نتحدث عن قوة التأثير الأهم في هذه الدنيا، ذلك أن الإنسان هو محور الحياة، ولأجله سخر الله الكائنات. إن الحراك البشري كان ولازال وسيبقى هو الحراك المؤثِّر في الأحداث وفي الطبيعة من حولنا. ومن ينظر إلى الإنسان على أنه عبء فإنما يكون هو العبء الذي يُثقل كواهلنا، ويثبطنا عن المضي نحو المعالي وتحقيق الأمنيات.
إن أحد أهم أسباب إطالة أمد قضية اللاجئين، إنما هو ضعف إيمان أصحاب القضية بقدرتهم على الفعل والتأثير، وهو أمر بحاجة إلى معالجة موضوعية، أحاول في هذه المقالات أن أضع أساساتها، فإن أصبت فبتوفيق الله، وإن أخطأت فمن نفسي. وأول هذه المعالجة هو التعرف على عناصر القوة الكامنة في الوجود الفلسطيني في الدول المختلفة.
ففي الأردن يوجد أكبر تجمع للفلسطينيين في العالم. يُقدَّر تعداد الفلسطينيين في الأردن بحوالي 4.2 مليون نسمة، يشكلون عصب الاقتصاد الأردني، والعمود الفقري لجهازه البيروقراطي، ودافعي الضرائب الرئيسيين، ومعظم الفئات العاملة هم من الفلسطينيين. ويمتلك الفلسطينيون قدرات علمية وتكنولوجية، وفنية مهنية، عالية وكثيفة. كما يمتلكون مؤسسات إعلامية وشركات وسيطة وتجارية كبيرة ومؤثِّرة.
وينتشر الفلسطينيون في أرجاء الأردن، وغير مركزين في مناطق محددة. كل هذه الظروف تجعل للإنسان الفلسطيني قدرة غير عادية على التأثير في صناعة القرار في الأردن، ومن ثمَّ التأثير في المنطقة برمتها.
وإلى جانب ذلك، فإن الأردن يحاذي فلسطين بأطول حدود معها، تبلغ 361 كم، بعض مناطقها يطل على مناطق فلسطينية مأهولة بالسكان كما في الشمال، وبعضها يطل على مناطق صحراوية غير مأهولة كالنقب ووادي عربا. الأمر إلي يرفع درجة تأثير الوضع الأردني على فلسطين وعلى الوجود اليهودي الاستعماري فيها إلى أقصى درجة، ويجعل من الوجود القوي للفلسطينيين في الأردن قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في وجه الاحتلال في أي لحظة. فكيف لو أحسنا توظيف هذا الوجود البشري، وأصبح وجوداً فاعلاً مؤثِّراً لا مجرد أعداد لا يشعر احد بأهميتها؟!
وفي الأردن عاطفة وطنية وقومية وإسلامية تجاه فلسطين، تمتاز على أي بلد عربي أو إسلامي آخر، حيث يحتفظ الفلسطينيون بذكرياتهم عن وطنهم السليب، ويحملون دوافع الثأر والانتقام من العدو الذي طردهم من أرضهم، ويمتلك الفلسطينيون أعداد هائلة من وثائق وملكيات الأراضي (الطابو) في فلسطين، الأمر الذي يمكِّنهم من استغلالها بشكل مثر ضد الاحتلال، ويشكِّل دافعاً لا يتمتع به غيرهم من بين دول العالم الإسلامي. وفي الأردن أكبر عدد من مخيمات اللاجئين، حيث يضم عشرين مخيماً لا يوجد عديدها في أي بلد آخر، يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في الحراك الوطني الفلسطيني إذا ما أُحسن توظيفها. وفوق ذلك كله، يمتلك الفلسطينيون دوافع دينية لا تقل، بل ربما تزيد عن الدوافع الدينية التي يمتلكها أي مسلم في العالم تجاه فلسطين؛ الأرض المقدسة.
كل هذه العوامل والظروف تجعل الوجود الفلسطيني في الأردن عامل تحريك مهم للمنطقة إلى جانب مناطق أخرى سنستعرضها فيما هو قادم بمشيئة الله.
د.عصام عدوان
تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين أصعب قضية لاجئين في العالم، وأكثرها حيوية وخطورة. إنها قضية ثلثي الشعب الفلسطيني، بل قضية كل الشعب الفلسطيني وأصدقائه في العالم. إنها قضية حوالي ثمانية ملايين إنسان. وعندما نتحدث عن الإنسان؛ فإننا نتحدث عن قوة التأثير الأهم في هذه الدنيا، ذلك أن الإنسان هو محور الحياة، ولأجله سخر الله الكائنات. إن الحراك البشري كان ولازال وسيبقى هو الحراك المؤثِّر في الأحداث وفي الطبيعة من حولنا. ومن ينظر إلى الإنسان على أنه عبء فإنما يكون هو العبء الذي يُثقل كواهلنا، ويثبطنا عن المضي نحو المعالي وتحقيق الأمنيات.
إن أحد أهم أسباب إطالة أمد قضية اللاجئين، إنما هو ضعف إيمان أصحاب القضية بقدرتهم على الفعل والتأثير، وهو أمر بحاجة إلى معالجة موضوعية، أحاول في هذه المقالات أن أضع أساساتها، فإن أصبت فبتوفيق الله، وإن أخطأت فمن نفسي. وأول هذه المعالجة هو التعرف على عناصر القوة الكامنة في الوجود الفلسطيني في الدول المختلفة.
ففي الأردن يوجد أكبر تجمع للفلسطينيين في العالم. يُقدَّر تعداد الفلسطينيين في الأردن بحوالي 4.2 مليون نسمة، يشكلون عصب الاقتصاد الأردني، والعمود الفقري لجهازه البيروقراطي، ودافعي الضرائب الرئيسيين، ومعظم الفئات العاملة هم من الفلسطينيين. ويمتلك الفلسطينيون قدرات علمية وتكنولوجية، وفنية مهنية، عالية وكثيفة. كما يمتلكون مؤسسات إعلامية وشركات وسيطة وتجارية كبيرة ومؤثِّرة.
وينتشر الفلسطينيون في أرجاء الأردن، وغير مركزين في مناطق محددة. كل هذه الظروف تجعل للإنسان الفلسطيني قدرة غير عادية على التأثير في صناعة القرار في الأردن، ومن ثمَّ التأثير في المنطقة برمتها.
وإلى جانب ذلك، فإن الأردن يحاذي فلسطين بأطول حدود معها، تبلغ 361 كم، بعض مناطقها يطل على مناطق فلسطينية مأهولة بالسكان كما في الشمال، وبعضها يطل على مناطق صحراوية غير مأهولة كالنقب ووادي عربا. الأمر إلي يرفع درجة تأثير الوضع الأردني على فلسطين وعلى الوجود اليهودي الاستعماري فيها إلى أقصى درجة، ويجعل من الوجود القوي للفلسطينيين في الأردن قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في وجه الاحتلال في أي لحظة. فكيف لو أحسنا توظيف هذا الوجود البشري، وأصبح وجوداً فاعلاً مؤثِّراً لا مجرد أعداد لا يشعر احد بأهميتها؟!
وفي الأردن عاطفة وطنية وقومية وإسلامية تجاه فلسطين، تمتاز على أي بلد عربي أو إسلامي آخر، حيث يحتفظ الفلسطينيون بذكرياتهم عن وطنهم السليب، ويحملون دوافع الثأر والانتقام من العدو الذي طردهم من أرضهم، ويمتلك الفلسطينيون أعداد هائلة من وثائق وملكيات الأراضي (الطابو) في فلسطين، الأمر الذي يمكِّنهم من استغلالها بشكل مثر ضد الاحتلال، ويشكِّل دافعاً لا يتمتع به غيرهم من بين دول العالم الإسلامي. وفي الأردن أكبر عدد من مخيمات اللاجئين، حيث يضم عشرين مخيماً لا يوجد عديدها في أي بلد آخر، يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في الحراك الوطني الفلسطيني إذا ما أُحسن توظيفها. وفوق ذلك كله، يمتلك الفلسطينيون دوافع دينية لا تقل، بل ربما تزيد عن الدوافع الدينية التي يمتلكها أي مسلم في العالم تجاه فلسطين؛ الأرض المقدسة.
كل هذه العوامل والظروف تجعل الوجود الفلسطيني في الأردن عامل تحريك مهم للمنطقة إلى جانب مناطق أخرى سنستعرضها فيما هو قادم بمشيئة الله.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية