اللجنة المركزية لبعض فتح  بقلم: د. فايز أبو شمالة

اللجنة المركزية لبعض فتح .. بقلم: د. فايز أبو شمالة

الأحد 16 أغسطس 2009

اللجنة المركزية لبعض فتح
بقلم: د. فايز أبو شمالة 

هل تآكلت فتح بعد فضائح انتخاب اللجنة المركزية في المؤتمر السادس؟ لقد انفرجت شفاه بعض القياديين، وتحدثوا عن التزوير، الذي تلمّسه كل متابع لصعود وهبوط الأسماء وفق هوى المنظم لعقد المؤتمر؟ ولكن الأخطر من ذلك هو رقم (4) أربعة! فمن منكم لم يسمع عن فوز أربعة من أعضاء الحرس القديم قبل أن يبدأ الفرز؟ وتكرر رقم أربعة فائزين منذ الصباح، وفي كل المواقع الإلكترونية، وظل هذا الرقم ملازماً للنتائج حتى أضيف في المساء الطيب عبد الرحيم ليكون خامسهم، بعد أن ارتفع عدد أعضاء اللجنة المركزية إلى تسعة عشر؟ فكيف حصل ذلك؟ ومن الذي رتب هذه النتائج بهذا الشكل الدقيق الذي أفزع المشاركين، والمطلعين، والمتابعين المهتمين من داخل المؤتمر ذاته؟
 
وهل ستتآكل فتح أكثر بعد ظهور نتائج انتخابات المجلس الثوري التي ستجز كثيراً من الرؤوس، وتكشف كثيراً من العيوب المخفية التي لا يعرفها إلا من عايشها عن قرب، وشارك أجواء الانتخابات؟ أقول تتآكل فتح، ولا أقول تنشق، أو تنقسم، أو تنشطر، فلا مجال إلا للتآكل، والسبب يعود إلى إدراك الداعي لعقد المؤتمر في مدينة بيت لحم حجم ردة فعل الغاضبين، والحانقين، وإدراكه لعدم إمكانية أي انشقاق في الداخل أو الخارج. أقول تآكلت فتح، وأنا أدقق في الأرقام التي حصل عليها الفائزون بعضوية اللجنة المركزية، في حالة التسليم بمصداقية النتيجة، فعلى سبيل المثال؛ فإن أكثر الرابحين كان السيد أبو ماهر غنيم الذي حقق ما نسبته 53% فقط من أصوات أعضاء المؤتمر، بينما حقق السيد دحلان ما نسبته 38،5%، وأقل الرابحين كان الدكتور نبيل شعث الذي حقق ما نسبته 28% فقط من أصوات أعضاء المؤتمر، وبمعنى آخر؛ فإن متوسط ما حققه كل الفائزين بعضوية اللجنة المركزية التسعة عشر لا يتعدى نسبة 40% من أصوات أعضاء مؤتمر فتح. فما معنى ذلك؟
 
لقد أشرت في مقال سابق تحت عنوان: السيد عباس بالأرقام؛ إلى أن فتح بالأرقام لا تمتلك داخل الشارع الفلسطيني أكثر من الثلث، فهل معنى ذلك أن أعضاء اللجنة المركزية الجدد لا يمثلون داخل فلسطين إلا نسبة 40% من الثلث، أي أنهم يمثلون 12% فقط من فلسطينيي الداخل، بينما لا يمثلون فلسطينيي الشتات مطلقاً؟ الذي سيجيب عن السؤال هو حجم الحقد، والغبن، والكراهية، والنفور الذي يخزنه الرجال الذين اخلصوا لحركة فتح، وأعطوها، وتمنوا لها مستقبلاً غير الذي شاهدوه، فإذا بظنهم قد خاب، ليجدوا أنفسهم خارج القيادة يقشرون بصل ما سيلقى عليهم من فتات الوظائف، وتسيل دموعهم حقداً على من خذلهم، وأوهمهم بالفوز، والتف على أعناقهم بالحراب.
 
إن من يتابع ما يكتب في مواقع فتح بحق بعض قيادة فتح الذين خسروا الانتخابات، وتجرءوا على نقد العملية الانتخابية، لا يصدق ما يقرأ، ولا يصدق أن هؤلاء الذين صاروا بين عشية وضحاها منبوذين، ستسمح لهم كرامتهم بالعودة إلى العمل التنظيمي وهو أضعف الإيمان، ولاسيما بعد أن لدغتهم أفعى التآمر، والخذلان التي ما زالت تحوم أمام أعينهم
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية