اللحديون الجدد
تامر الشريف
لماذا يتوارى ضباط فتح و دايتون عن كاميرات التصوير التي رصدتهم وهم يتناولون طعاما مشتركا مع ضباط الجيش الصهيوني في أحد الفنادق الفاخرة وسط تل أبيب؟ أقصى ما قاموا به واعتبروه عملا وطنيا يستحق التقدير رفض الجلوس على طاولة واحدة مع الضباط الصهاينة _ عمل يستحق كل تقدير- !! اللقاء المشترك كان فرصة نادرة لوسائل الإعلام والجمهور الصهيوني لمشاهدة "ضباطنا" جنبا إلى جنب مع "زملائهم الصهاينة" تحت سقف واحد وفي جلسة عمل صريحة جدا _ وعالمكشوف_ وقد أصروا على تكثيف هذه الزيارات واللقاءات للاستتفادة من تجارب العدو والخروج من ضغط العمل والجو الأمني المرهق الذي يعيشونه، وبالطبع فإن مطاعم تل أبيب وشواطئها ستتيح لهم التمتع بمناظر خلابة ومشاهدة _غير مشفرة _ لم يألفوا رؤيتها ويعتادوا عليها في
مخيمات وأزقة وشوارع الضفة المحتلة، وفي السفر أربعين فائدة وفائدة!!.
يبدو أن دايتون الذي تم تجديد عمله لأكثر من 5 مرات سابقة وسيغادر الأراضي الفلسطينية قريبا قد نجح في مهمته التي كلف بها على أكمل وجه، واستطاع بمهارة فائقة وبجزرته وعصاه تشكيل الفلسطيني الجديد الذي يرى في عدوه قاتل شعبه صديقا يمكن أن يتناول معه الطعام، وفي أبناء شعبه مجرمين لا ضير من التنكيل بهم وتعذيبهم وشبحهم وانتزاع الاعترافات منهم في مسالخ جنيد وأريحا والمقاطعات السوداء.
نجح دايتون في صناعة دمى متحركة، يقولون عن انفسهم أنهم.. فلسطينيون!!.
لم يتعلم هؤلاء المجرمون من التاريخ ومن تجارب ماثلة أمامهم، ولم ينتبهوا خلال تناولهم الطعام " معظم مكوناته صنعت في المستوطنات!!" الى حديث ضابط في جيش "لحد" العميل بثه الإعلام الصهيوني قال فيه .. لقد ألقوا بنا في "سلة المهملات" .. ولم يستمعوا مع سخونة "الجلسة" لتصريحات الهارب الكبير إلى فرنسا "أنطوان لحد" عندما سئل عن آخر ما قيل له من ضباط الجيش الصهيوني عند الانسحاب.. فرد: خون.
نسي الضباط الفرحين بطعام الخمس نجوم وبطاقات الvib أن جنود وضباط لحد من قبلهم أعطوا أسيادهم كل شيء حتى ظنوا أنفسهم مواطنين "اسرائليين" من الدرجة الأولى، لم يجلس العدو معهم في فنادق تل أبيب وحسب .. لقد أوهمهم بأنهم جيش دولة عظمى وأغدق عليهم الأموال والنساء والسلاح.. وكثيرا من طعام فنادق تل أبيب و"سمك" يافا وحيفا وعندما انسحبوا ليلا من الجنوب لم يتذكروا واحدا منهم أحدا باتصال.
انتهى دورهم ووجدوا أنفسهم في مكانهم الصحيح "سلة المهملات" ..هكذا قالوا عن أنفسهم.
لم ير "نشامى دايتون" جنود لحد وهم يبكون على ما آل اليه مصيرهم بعد أن لفظهم شعبهم وتنكر لهم عدوهم ولم يألفهم مواطنو دولة الاحتلال في تجمعاتهم السكنية، واعتبروهم أجساما شاذة غريبة ، وكثيرا ما كانوا يذكرونهم " من خان بلده فلن نأمن جانبه ".
لم يشأ أصحاب الرتب الرفيعة والنياشين وهم في ضيافة ضباط الاحتلال أن يروا ذلك الجندي اللحدي وهو يبكي حسرة على بيته وضيعته ولا يستطيع العودة اليها رغم الأمتار القليلة التي تفصله عنها، يرمقها بعينيه ويتفطر قلبه على حاله...وهل تنفع ساهة الندم؟
لم يدرك أولئك ان "كبراءهم" قد اعدوا العدة مبكرا للهروب مع عائلاتهم وقد أصبحوا متجنسين لدولة أخرى، ولديهم أرقام وطنية _ وبالطبع لأبنائهم وأحفادهم_ ، تماما كما فعل انطوان لحد الذي يحمل الجنسية الفرنسية، متجاهلين أنه بمجرد انتهاء دورهم وتخلي عدوهم عنهم فإنهم سيدفعون الثمن.. وسيكون القائد الملهم مع أبنائه واحفاده هناك.
هؤلاء هم ضباط الأجهزة الأمنية "رمز دايتون"، هم من يسومون "ميرفت صبري" سوء العذاب، هم من نزعوا النقاب عن وجهها واعتقلوا زوجها و ما زالت تتجرع الألام في سجونهم، هؤلاء هم الضباط الباحثين عن المجد والشهرة من عدوهم أغلقوا باب التشريعي في وجه رئيسه وأهانوا النواب الشرعيين واختطفوا أبناءهم ولاحقوا كل مواطن يقترب من مكاتبهم، هم الذين ينتظرون المحررين من سجون الاحتلال ليقذفوا بهم في معتقلاتهم وأقبيتهم تحت سياط التعذيب والجلد، هم من يعيد المستوطنين عند دخولهم للاراضي الفلسطينية ويختبئوا عاجزين عندما تقتحم المدن، وتحرق المساجد، ويدهس الأطفال، وتنتهك حرمة النساء، هؤلاء هم ضباط "دايتون" صاحب علامة الجودة في صنع الفلسطيني الجديد.
وحتى نعرف ما الذي يسبق هذه الوجبات "السريعة" سأقتبس جزء من محضر مسرب – لم يتسن التحقق من صحته – يلخص ما يدور من نقاشات خلال الجلسات الأمنية وسأبدأ بالاجتهادات الفلسطينية والتي جاءت كما يلي:_
• توضيح فهم السلطة للمقاومة الشعبية.
• لا يمكن السماح لأي شكل من أشكال من العنف.
• التنسيق المستمر للتقليل من التوتر وهناك خطة وفق تعليمات سياسية ثابتة.
• تفهم اجتياح الاحتلال لمناطق أ وفق اتفاقية اوسلو.
أما ضباط الاحتلال فكانت مطالبهم:_
• القيام بخطوات أكثر وضوحا ضد لجان الزكاة .
• ما المقصود بالمقاومة الشعبية والعنف.
• حديث جدي لايجاد تنسيق محفز لعمل الأجهزة الأمنية في ضواحي القدس والاغوار
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية