اللغة الدبلوماسية خطوة للمصالحة الوطنية ...بقلم :هيثم الصادق

السبت 13 أغسطس 2011

اللغة الدبلوماسية خطوة للمصالحة الوطنية

هيثم الصادق


الفلسطينيون متفائلون بلهجة التخاطب الجديدة في المكالمة الهاتفية التي بادر بها عباس لتهنئة هنية بالشهر الفضيل وبما تضمنته تلك المكالمة من كلمات المجاملة والدعوة لعدم العودة للوراء والحفاظ على أجواء المصالحة الفلسطينية، لكن تساؤلات مشروعة تبرز في أفق هذه المكالمة وما إذا كانت حقاً بداية للخروج والتحرر من سياسة الإقصاء والتهميش التي تمارسها القيادة التقليدية للسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية ضد حركة أثبتت شعبيتها ديمقراطيا، وهل هي خطوة نحو الاعتراف بالآخر وحقه في المشاركة السياسية الفعلية أم هي مجرد خطوة تكتيكية لأهداف سياسية في أجندة القيادة الفتحاوية لعل أهمها التقدم بطلب إعلان دولة فلسطينية من قبل الأمم المتحدة دون أن تتحقق على الأرض وضرورة إشراك حماس في المسؤولية التاريخية عن ذلك القرار ونتائجه؟

إن ترسيخ المصالحة الوطنية لا تكون بكلمات المجاملة بين الطرفين ولا بتبادل المشاعر الرقيقة ولا بإغلاق ملفات الخلاف دون معالجة وأهمها ملفات الاعتقال السياسي وإغلاق الجمعيات الخيرية والفصل التعسفي وقطع الرواتب والأرزاق، والانطلاق بعد ذلك أو بالتزامن معه في تحقيق الإصلاح الوطني الشامل لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، وترسيخ ثقافة الحوار الوطني بديلاً لثقافة التنازع التي سادت خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وما دون ذلك تبقى وشائج المصالحة الوطنية واهية وعرضة للتمزق عند كل أزمة يعيشها الشعب الفلسطيني.

اجتماع القاهرة الأخير وضع النقاط على الحروف وأوضح معالم الطريق نحو التصالح الوطني الفلسطيني، ولكن قبل أن تبرد الكراسي التي جلس عليها الوفدان المتحاوران، بدأت أجهزة أمن السلطة حملة جديدة من الاعتقالات والاستدعاءات في الضفة الغربية، الأمر الذي أثار شكوكاً كبيرة حول مصداقية سلطة رام الله وأجهزتها في الالتزام باستحقاقات المصالحة الوطنية، وأدى لاهتزاز الثقة الشعبية بإمكانية صمود أجواء المصالحة التي أعقبت أجواء اتفاق القاهرة الأخير الأحد الماضي.

لقد بات التدخل الاستفزازي من قبل أجهزة السلطة وهيمنتها حتى على توزيع المساعدات الرمضانية على المحتاجين من قبل المنظمات الإنسانية الناشطة في الضفة بهدف الاستئثار بها وتوزيعها وفق أهوائهم، وأسلوبها في التعامل مع أهالي المعتقلين السياسيين في سجونها بل واستفزازهم، واستدعاءاتها للمواطنين بشكل يومي مستمر والاعتداء على المعتقلين السياسيين في سجون تلك الأجهزة عوامل تقتضي عدم التلكؤ في كف يد تلك الأجهزة التي بنيت على أساس التنسيق الأمني مع الاحتلال والمتضررة من احتمالات قطع أو خفض المساعدات الأميركية عنها إذا ترسخت المصالحة الوطنية وبقيت منظمة التحرير مستنكفة عن المفاوضات العبثية التي لم تحقق للشعب الفلسطيني على مدى عقدين من الزمن أية مكاسب حقيقية ملموسة، وسقوط الأوهام بالتسوية عبر التفاوض، وتأكد صحة خيار المقاومة بكافة أشكالها السلمية والمسلحة.

لن يستطيع أحد إسقاط خيار المصالحة الوطنية للشعب الفلسطيني الذي تمرس لسنوات طويلة في دروب الجهاد والكفاح الوطني، لكن من يسقط حقا تلك القوى الدائبة على تعميق الانشقاق في الصف الوطني الفلسطيني، فلتبادر كل القوى لنزع أسباب التمزق والخلاف.

صحيفة الوطن القطرية

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية