اللواء ماجد فرج ....أشكوك إلى الله
بقلم : النائب سميرة الحلايقة
سيادة اللواء ..... ماجد فرج .... بداية أقول لكم أن هذه المقالة كتبتها بعد قام عناصركم باختطاف أبنائي واقتحام محيط منزلي وبعد أن ضجت الأرض بما فعلتم بأبناء عائلتي فجر السبت 24/07/2010
كتبتها وأنا أراقب الطريق كي أشاهد أبنائي عائدين إلى بيتهم كما عاد أبناؤك بالأمس إلى بيتك؟؟؟؟
كتبتها لان عيوني لم تغمض طوال الليل فهل سهرت الليل مثلي يا سيادة اللواء ؟؟؟إن كان الجواب نعم فانا لا أخاف على أبنائي حينما تكنسون بيتي ولا تبقون فيه آمالا ولا أحلاما رويتها بالمعاناة منذ 25 سنه
أدرك يا سيادة اللواء أنكم من أبناء المخيمات عشتم حياة المظلومين والمقهورين وعشتم مرارة الاعتقال.
لم اكتب مقالتي إلا بعد أن وضعت مؤشر البحث على (غوغل) وقرأت عن حياتك ونضالاتك والمراكز التي تبؤاتها وعرفت انك عانيت من الاحتلال واعتقلت وعذبت ولكن لم أكن اعلم أن حدود عائلتي وأبنائي هم جزء من المساحة التي تفرغ فيها أوجاعك .
أنا يا سيادة اللواء سيدة ريفية والدي يعرفه أهل قريتي التي ضمختم شوارعها بالاعتقالات بين الحين والآخر .كان والدي على( باب الله) يعيش حياة البسطاء ويدعوا ربه دوما (اللهم اجعلني عبد الله المظلوم ولا تجعلني عبد الله الظالم )
أنا بالمختصر المفيد لا أتحدث عن حياتي كثيرا لكن أريد منك أن تعلم أنني (فلاحه )اعشق نور الشمس ولا احبسها عن الآخرين اخبز في طابون الحارة واقتسم مع نسائها الدمعة والفرحة كما اقتسم فنجان القهوة واعتبر ذلك جزء من ثقافتي التي افتخر بها .
لا يعيبني قط أنني انتمي إلى قريتي الصغيرة وأهلها الكرام فخري يا سيادة اللواء أنني (ابنة بلد )يعز علي( العيش والملح) الذي اقتسمه مع الناس (الغلابا)يقيني وما أؤمن به أنني وان لم انفع الناس فانا لا أضرهم
أبنائي يا سيادة اللواء وأبناء قريتي الذين أصبحوا همَ عناصركم وشغلهم الشاغل ليسوا لصوصا ولا قاطعي طريق
فلو رجعتم إلى مسلسل الاختطافات التي مارسها عناصركم تزيد عن 300 حالة مسجلة لديكم بين الاختطاف والتحقيق والاستدعاء والمسائلة المتكررة
انتم اعلم مني لماذا( يختطفون) لكن ما اعلمه جيدا أنكم اختطفتم المعلم، وإمام المسجد، وطالب ألجامعه،و كبير البلد وشيخ العائلة، وصاحب المصنع وأصحاب رؤوس الأموال، واستدعيتم النساء أمهات الأطفال وحتى الحوامل على أبواب الولادة جميعهم تعرضوا للإهانه والتحقيق ومن بين أسباب الاختطاف وما سئلوا عنه هو (النائب سميرة الحلايقة)
كتبت هذه المقالة على أبواب الشهر الفضيل وقد تذكرت عندما اقتحمت مخابراتكم مكتبي في الخليل وكسروا الباب قبل عامين وصادروا محتويات المكتب ،وكرروا ذات العمل حينما قام العشرات من عناصركم بمحاصرة مكتبي واقتلاع كراسي سيارتي الخاصة واختطفوا ابني انس وسائقي
وتذكرت أيضا عندما قامت أجهزتكم باختطاف( زوجي) ليمكث في سجونكم 17 يوما نقص وزنه خلالها بمعدل نصف كيلو يوميا
تذكرت مغامرات عناصركم مع ابني( انس) الطالب المجتهد المتفوق أثناء دراسته في جامعة النجاح وتعطيل دراسته بعد خروجه من سجون الاحتلال لثلاثة فصول متتالية بسب ملاحقة عناصركم له وكذلك استدعاءه مرات ومرات؟؟؟
وأتذكر ولا أنسى حينما لاحقوه بعد انتقاله من جامعه النجاح إلى جامعه الخليل واحتجزوه شهرا كاملا لا لسبب سوى لتضييع الفصل الدراسي عليه
كما لا أنسى يا سيادة اللواء استدعاء الكثيرين من أبناء أسرتي بينهم سائقي مرات كثيرة
أنا كتبت هذه المقالة لأنني رأيت الظلم بأم عيني وعاينت أوجاع الناس الذين تمت ملاحقتهم واعتقالهم بسبب قرابتهم لي أو تقديم شكواهم لدى مكتبي
قصص كثيرة مرت علي منذ أربع سنوات ونصف لكن أكثر قصة آلمتني أن احد عناصركم ناداني يا( أمي )في ذات الوقت الذي كان زملاؤه يضعون أبنائي في سياراتكم العسكرية التي ملأت الحي، ويشبعونهم ضربا حتى أغمي على ولدي( أسامة) لأنه تساءل ماذا تريدون .
هل حصل هذا الموقف مع أمك أو أختك أو ابنك أو ابنتك ؟؟
أنا لا أخشى على نفسي من السؤال ،فإذا كتب رب العباد على الإنسان ميتة واحد فانتم تميتون الناس في كل لحظة .
أهكذا تريدون منا أن نكون؟؟؟ لم يتصور عقلي أن عناصركم يعتقلون( أبناء أمهاتهم) هذه هي مهمة الأمن والأمان التي تتباهون بها في الضفة الغربية .
أبنائي الذين لم تسجل عليهم حالة واحدة من اختراق القانون هل سيصبحون مجرمين الآن أم ماذا ؟؟
هل تصدق يا سيادة اللواء أن أبنائي حينما كانوا صغارا كنت أقيس أطوالهم بالشبر وأتساءل متى تتعدى رؤوسهم كتفي؟؟؟
أنا أم فلسطينية يا سيادة اللواء هل أدركت ما هو شعور الأم حينما تعود لمنزلها ولا ترى أبنائها في فراشهم .
أسالك سؤالا لماذا تفعلون ذلك معي ،مع أقاربي ،مع أسرتي ،مع أبناء قريتي .....؟؟؟؟؟؟؟
أذكرك يا سيادة اللواء أنني وخلال قراءتي لسيرتك الذاتية كانت هناك معلومة تقول انك سجنت في سجن الخليل
هو ذات السجن الذي يضم أبنائي وأبناء عائلتي الآن ،لكن بفارق أن السجان هو الذي ناداني فجرا يا أمي ...
وأخيرا وليس آخرا يا سيادة اللواء توقفت عن النظر من النافذة حتى يعود أبنائي واتجهت إلى نافذة لا تغلق أبدا.
أنني أشكوك إلى الله .
أنني أشكوك إلى الله .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية