المؤجل عربيا كالمؤبد حكماً
"ليست المرة الأولى". هذا ما قلته في جلسة حوار حول القضايا المؤجلة في العالم العربي. (فلسطين مؤجلة، والتنمية مؤجلة، والجيش العربي القوي مؤجل ، والديمقراطية مؤجلة، والصدق مؤجل وهكذا؟! ) . كان الحديث يدور حول تفرغ أنظمة الحكم في العالم العربي لقضاياها الداخلية، وتأجيل قضية فلسطين، وقضية غزة وحصارها على وجه التحديد.
زعم قادة النظام العربي أن ثورات الربيع العربي التي ضربت المنطقة، وزلزلت الاستقرار فيها، جعلتها تؤجل النظر في القضية القومية قضية العرب والمسلمين ، أعني قضية فلسطين؟! ولكن مسألة التأجيل تجري في شرايين قادة النظام العربي منذ الخمسينيات من القرن الماضي وحتى تاريخه، وقبل أن يعرف العالم العربي القاعدة، و داعش ، وثورات الربيع العربي.
أذكر أننا قرأنا في المنهج المصري المقرر في المدارس الثانوية في الستينيات، أن تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني يأتي بعد بناء جيش مصري قوي، وبعد تحقيق الوحدة العربية. والحقيقة أننا صدقنا هذه المقولة ونحن في سن الشباب لأن القول منطقي ويستقيم مع العقل. إن تحرير فلسطين بحاجة لجيش عربي قوي، وبحاجة إلى الوحدة العربية أيضا، غير أنه تبين لنا لاحقا أن ما كان منطقيا في المستوى الإعلامي العربي، لم يكن له ما يصدق في الواقع وعلى مستوى التطبيق.
بل كان التطبيق يسير باتجاه معاكس، حيث تمزقت الأقطار العربية تمزقا عميقا، وهزمت الجيوش العربية في عام ١٩٦٧م أشد هزيمة، بل وأنكر هزيمة ، عرفها تاريخ العرب بعد وفاة النبي محمد .
فكرة التأجيل الكاذب ظلت جزءا من استراتيجية أنظمة الحكم العربي كلها بلا استثناء حتى يومنا هذا، وهي تتنقل مع الملوك والرؤساء والأمراء حتى الآن، كما تتنقل معهم حقائبهم عند السفر، فلا تحدث أحدا عن خطر دولة الاحتلال الصهيوني، وعن المصالح العربية بتحرير فلسطين، إلا قال هذا صحيح مائة في المائة، ولكن هذا ليس وقته، ونحن بحاجة إلى الجيش، والسلاح النوعي ، والتنمية والمال، وتأييد دول العالم، وجل هذه الأمور غير متوفرة ؟. !
وحين تحدثهم الآن عن القدس والضفة والمستوطنات وغزة والحصار ، وهي أمور دون التحرير ، يحدثونك عن القاعدة، و داعش، والشيعة، واليمن، والعراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، ومأساة العالم العربي الذي يقتل بعضه بعضا، ويتحالف بعضه مع إسرائيل وأميركا، ليؤكدوا لك أن التأجيل مبرر؟! والحقيقة المكتسبة من تاريخ ( التأجيل) أنه من المؤكد أن من يقولون بهذا القول لا يفكرون بتحرير فلسطين، ولا يخطر على قلبهم خاطر القدس، وغزة، والضفة، والمستوطنات والحصار.
كل شيء من أجل فلسطين وشعبها كان مؤجلا منذ خمسينيات القرن، وما زال مؤجلا إن أحسنا الظن في ظل أحداث العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وسيبقى المؤجل مؤجلا حتى يأذن الله، غير أن المؤلم في هذه القضية، وذاك المشهد، هو أننا ما عرفنا أن للعرب طيرانا حربيا مقاتلا ، إلا حين أغار على قوات تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وعلى ليبيا مؤخراً، وما علمنا أنه أغار يوما على (إسرائيل) وعلى تل أبيب البتة؟!. لهذا نحن نشك في مصداقية المؤجلين، لأنهم لا يؤجلون عمل طيرانهم في الصراعات العربية، وفيما بينهم ، وبأسهم شديد ؟!.
د. يوسف رزقة
"ليست المرة الأولى". هذا ما قلته في جلسة حوار حول القضايا المؤجلة في العالم العربي. (فلسطين مؤجلة، والتنمية مؤجلة، والجيش العربي القوي مؤجل ، والديمقراطية مؤجلة، والصدق مؤجل وهكذا؟! ) . كان الحديث يدور حول تفرغ أنظمة الحكم في العالم العربي لقضاياها الداخلية، وتأجيل قضية فلسطين، وقضية غزة وحصارها على وجه التحديد.
زعم قادة النظام العربي أن ثورات الربيع العربي التي ضربت المنطقة، وزلزلت الاستقرار فيها، جعلتها تؤجل النظر في القضية القومية قضية العرب والمسلمين ، أعني قضية فلسطين؟! ولكن مسألة التأجيل تجري في شرايين قادة النظام العربي منذ الخمسينيات من القرن الماضي وحتى تاريخه، وقبل أن يعرف العالم العربي القاعدة، و داعش ، وثورات الربيع العربي.
أذكر أننا قرأنا في المنهج المصري المقرر في المدارس الثانوية في الستينيات، أن تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني يأتي بعد بناء جيش مصري قوي، وبعد تحقيق الوحدة العربية. والحقيقة أننا صدقنا هذه المقولة ونحن في سن الشباب لأن القول منطقي ويستقيم مع العقل. إن تحرير فلسطين بحاجة لجيش عربي قوي، وبحاجة إلى الوحدة العربية أيضا، غير أنه تبين لنا لاحقا أن ما كان منطقيا في المستوى الإعلامي العربي، لم يكن له ما يصدق في الواقع وعلى مستوى التطبيق.
بل كان التطبيق يسير باتجاه معاكس، حيث تمزقت الأقطار العربية تمزقا عميقا، وهزمت الجيوش العربية في عام ١٩٦٧م أشد هزيمة، بل وأنكر هزيمة ، عرفها تاريخ العرب بعد وفاة النبي محمد .
فكرة التأجيل الكاذب ظلت جزءا من استراتيجية أنظمة الحكم العربي كلها بلا استثناء حتى يومنا هذا، وهي تتنقل مع الملوك والرؤساء والأمراء حتى الآن، كما تتنقل معهم حقائبهم عند السفر، فلا تحدث أحدا عن خطر دولة الاحتلال الصهيوني، وعن المصالح العربية بتحرير فلسطين، إلا قال هذا صحيح مائة في المائة، ولكن هذا ليس وقته، ونحن بحاجة إلى الجيش، والسلاح النوعي ، والتنمية والمال، وتأييد دول العالم، وجل هذه الأمور غير متوفرة ؟. !
وحين تحدثهم الآن عن القدس والضفة والمستوطنات وغزة والحصار ، وهي أمور دون التحرير ، يحدثونك عن القاعدة، و داعش، والشيعة، واليمن، والعراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، ومأساة العالم العربي الذي يقتل بعضه بعضا، ويتحالف بعضه مع إسرائيل وأميركا، ليؤكدوا لك أن التأجيل مبرر؟! والحقيقة المكتسبة من تاريخ ( التأجيل) أنه من المؤكد أن من يقولون بهذا القول لا يفكرون بتحرير فلسطين، ولا يخطر على قلبهم خاطر القدس، وغزة، والضفة، والمستوطنات والحصار.
كل شيء من أجل فلسطين وشعبها كان مؤجلا منذ خمسينيات القرن، وما زال مؤجلا إن أحسنا الظن في ظل أحداث العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وسيبقى المؤجل مؤجلا حتى يأذن الله، غير أن المؤلم في هذه القضية، وذاك المشهد، هو أننا ما عرفنا أن للعرب طيرانا حربيا مقاتلا ، إلا حين أغار على قوات تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وعلى ليبيا مؤخراً، وما علمنا أنه أغار يوما على (إسرائيل) وعلى تل أبيب البتة؟!. لهذا نحن نشك في مصداقية المؤجلين، لأنهم لا يؤجلون عمل طيرانهم في الصراعات العربية، وفيما بينهم ، وبأسهم شديد ؟!.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية