المحرر السميري: الأسرى يترقبون صفقة حرية وإنهاء معاناة المرضى
تطيل الطفلة "غزل" 5 سنوات الالتصاق بوالدها الأسير المحرر فارس السميري وتجبره على مجاذبتها أطراف الحديث مختبرة طباعه وتجاوبه، فعهدها بمخالطته جديد للغاية.
لا يتجشم فارس عناء التخلص من إلحاحها، فرغم مداعبة راحتها وجهه طالبةً مزيداً من الانتباه، إلا أنه سعيد بتطفلها عليه واختراقها حديثه، فقد غاب عنها 5 سنوات كاملة.
مطالب الأسرى كما يلخصها المحرر السميري من العالم الخارجي بعد الحرب الأخيرة هي التركيز على قضيتهم وتبييض السجون من أسرى غزة والأسرى المرضى ضمن أي صفقة مقبلة.
وأفرجت قوات الاحتلال قبل يومين عن الأسير المحرر فارس السميري (31 عاما) من سكان شرق مدينة دير البلح بعد قضائه 5 سنوات معظمها في سجن "نفحة" الصحراوي.
5 سنوات
اعتقل السميري خلال نشاط مقاوم في بلدة "قلنسوة" شمال فلسطين المحتلة وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي وخاض تجربة "العصافير" وهم "جواسيس للاحتلال يمثلون دور أسرى فلسطينيين.
وبعد شهر ونصف من التحقيق، حكم 5 سنوات أمضى منها سنة في سجن عسقلان وسنة ونصف في سجن النقب وسنتان ونصف في سجن نفحة.
يفضل السميري ترك الخيمة بشكل مؤقت نظراً لانخفاض عدد الزوار وقت الضحى والإدلاء بروايته في منزله الريفي مفتتحاً حكايته مع السجون وآخر أخباء الأسرى خلف القضبان.
ويضيف: "لدي إصابة قديمة فقدت فيها عيني وقد تعرضت للشبح والتقييد لأيام وكذلك تعذيب نفسي بالبصق والشتم حتى نقلوني عند العصافير وحاولوا اتهامي بالعمالة وطلبوا مني الاتصال بالمقاومة في الخارج حتى حكمت وبعد سنة سجن بعسقلان انتقلت لسجن النقب".
كانت حياة السجن أفضل قليلاً في سجن النقب، لكن سجن نفحة يحمل كثيراً من المعاناة وقد رأى بعضها خلال زيارته لمستشفى سجن الرملة حين التقى بالأسير المريض خالد أبو شاويش المشلول والأسير المصاب بالسرطان مراد أبو معيلق وآخرين لا يحصلون سوى على قرص "الأكامول".
الحياة الآن في السجون -حسب رواية السميري- صعبة للغاية، فالأسرى من خمسة شهور يهددون بالإضراب ومهاجمة السجانين إن لم تعد الإدارة حقوقهم وأهمها الزيارة والطعام النظيف والفورة والعلاج وقنوات التلفزيون غيرها من متطلبات الحياة اليومية.
ويتابع: "بعد عملية خطف 3 مستوطنين قرب الخليل أغلقوا الغرف وسحبوا كل قنوات التلفزيون سوى 3 محطات وفي الحرب صارت الفورة محدودة أكثرها مرة واحدة في اليوم وكثفوا مراقبة كل أسير بالكاميرات وأغلقوا الكانتين.
أجواء الحرب
الحياة داخل السجون وتحديداً سجن "نفحة" الذي يضم عدداً من كبار الأسرى مثل حسن سلامة وقريب منه إبراهيم حامد وجمال الهور تتفاعل ساعة بساعة مع الأخبار خلال الحرب في غزة.
عن ذلك يضيف: "كنا نتابع راديو الأقصى غالباً وإذاعة الأسرى ونقوم الليل ندعو للمقاومة، ولما خطف الجندي الصهيوني كانت فرحة لا توصف والكل كان يكبر على الأبواب فبرنامجنا الدعاء كل حجرة يدعو فيها أسير والكل يؤمّن".
داعبت آمال الحرية مئات الأسرى وأولهم الأسر حسن سلامة الذي أخبر زملائه أنه عائد لأهله قريباً، فوزع معظم ملابسه كما يقول المحرر السميري بينما ردت إدارة السجون بسحب كافة حقوق الأسرى وحرمتهم من متطلبات الحياة والآن الأسرى يهددون بإضراب مفتوح للمطالبة بتحسين الأوضاع ومنحهم حرية الزيارة وإخراج المعزولين.
تجربة مهمة
أكثر من ترك أثراً في تجربته الاعتقالية هو الأسير جمال الهور فهو قائد ومعلم وصاحب تجربة كبيرة في التفاوض مع إدارة السجن حيث تعلم منه السميري وازداد التزامه الديني في السنوات الماضية.
القطعة الثانية من قلب السميري كانت للطفلة "غزل" التي ولدت أيام اعتقاله الأولى وقد أثّر فيه لقاؤه الأول بها حين كانت لحظات مفاجأة وصادمة "ترى شيء منك عمره 4 سنوات وهو من فترة بعيد عنك", لا ينسى يوم احتضنها وداعبت هي رأسه قائلةً "أبوي مش أصلع !!" -كما يقول.
رحلة العودة اختلف نمطها، فقد بدأ ضباط المخابرات في الأسابيع الأخيرة يحجمون عن مقابلة الأسير قبيل نيله لحريته ويضعون معه أحد العملاء "عصفور" لينسج معه علاقة ويعطيه رقم هاتفه إن احتاج مساعدة.
عن ذلك يضيف: "سألت وعرفت أن ذلك وقع مع المحرر من قبلي سليم الحشاش فقد مثل أحدهم أنه محرر من الضفة وأعطاه رقم هاتفه أما أنا فأثناء عودتي وضعوا معي شاب آخر لكنني أمضيت كل فترة البوسطة نائم".
ذاكرة السميري طازجة بكثير من تفاصيل المعاناة داخل السجون وآخرها سجن "نفحة" الذي أمضى فيه سنتين ونصف من فترة سجنه تاركاً خلفه أسرى يعانون من الإهمال الطبي وسحب الانجازات التي تجسد متطلبات حياة يومية.
تطيل الطفلة "غزل" 5 سنوات الالتصاق بوالدها الأسير المحرر فارس السميري وتجبره على مجاذبتها أطراف الحديث مختبرة طباعه وتجاوبه، فعهدها بمخالطته جديد للغاية.
لا يتجشم فارس عناء التخلص من إلحاحها، فرغم مداعبة راحتها وجهه طالبةً مزيداً من الانتباه، إلا أنه سعيد بتطفلها عليه واختراقها حديثه، فقد غاب عنها 5 سنوات كاملة.
مطالب الأسرى كما يلخصها المحرر السميري من العالم الخارجي بعد الحرب الأخيرة هي التركيز على قضيتهم وتبييض السجون من أسرى غزة والأسرى المرضى ضمن أي صفقة مقبلة.
وأفرجت قوات الاحتلال قبل يومين عن الأسير المحرر فارس السميري (31 عاما) من سكان شرق مدينة دير البلح بعد قضائه 5 سنوات معظمها في سجن "نفحة" الصحراوي.
5 سنوات
اعتقل السميري خلال نشاط مقاوم في بلدة "قلنسوة" شمال فلسطين المحتلة وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي وخاض تجربة "العصافير" وهم "جواسيس للاحتلال يمثلون دور أسرى فلسطينيين.
وبعد شهر ونصف من التحقيق، حكم 5 سنوات أمضى منها سنة في سجن عسقلان وسنة ونصف في سجن النقب وسنتان ونصف في سجن نفحة.
يفضل السميري ترك الخيمة بشكل مؤقت نظراً لانخفاض عدد الزوار وقت الضحى والإدلاء بروايته في منزله الريفي مفتتحاً حكايته مع السجون وآخر أخباء الأسرى خلف القضبان.
ويضيف: "لدي إصابة قديمة فقدت فيها عيني وقد تعرضت للشبح والتقييد لأيام وكذلك تعذيب نفسي بالبصق والشتم حتى نقلوني عند العصافير وحاولوا اتهامي بالعمالة وطلبوا مني الاتصال بالمقاومة في الخارج حتى حكمت وبعد سنة سجن بعسقلان انتقلت لسجن النقب".
كانت حياة السجن أفضل قليلاً في سجن النقب، لكن سجن نفحة يحمل كثيراً من المعاناة وقد رأى بعضها خلال زيارته لمستشفى سجن الرملة حين التقى بالأسير المريض خالد أبو شاويش المشلول والأسير المصاب بالسرطان مراد أبو معيلق وآخرين لا يحصلون سوى على قرص "الأكامول".
الحياة الآن في السجون -حسب رواية السميري- صعبة للغاية، فالأسرى من خمسة شهور يهددون بالإضراب ومهاجمة السجانين إن لم تعد الإدارة حقوقهم وأهمها الزيارة والطعام النظيف والفورة والعلاج وقنوات التلفزيون غيرها من متطلبات الحياة اليومية.
ويتابع: "بعد عملية خطف 3 مستوطنين قرب الخليل أغلقوا الغرف وسحبوا كل قنوات التلفزيون سوى 3 محطات وفي الحرب صارت الفورة محدودة أكثرها مرة واحدة في اليوم وكثفوا مراقبة كل أسير بالكاميرات وأغلقوا الكانتين.
أجواء الحرب
الحياة داخل السجون وتحديداً سجن "نفحة" الذي يضم عدداً من كبار الأسرى مثل حسن سلامة وقريب منه إبراهيم حامد وجمال الهور تتفاعل ساعة بساعة مع الأخبار خلال الحرب في غزة.
عن ذلك يضيف: "كنا نتابع راديو الأقصى غالباً وإذاعة الأسرى ونقوم الليل ندعو للمقاومة، ولما خطف الجندي الصهيوني كانت فرحة لا توصف والكل كان يكبر على الأبواب فبرنامجنا الدعاء كل حجرة يدعو فيها أسير والكل يؤمّن".
داعبت آمال الحرية مئات الأسرى وأولهم الأسر حسن سلامة الذي أخبر زملائه أنه عائد لأهله قريباً، فوزع معظم ملابسه كما يقول المحرر السميري بينما ردت إدارة السجون بسحب كافة حقوق الأسرى وحرمتهم من متطلبات الحياة والآن الأسرى يهددون بإضراب مفتوح للمطالبة بتحسين الأوضاع ومنحهم حرية الزيارة وإخراج المعزولين.
تجربة مهمة
أكثر من ترك أثراً في تجربته الاعتقالية هو الأسير جمال الهور فهو قائد ومعلم وصاحب تجربة كبيرة في التفاوض مع إدارة السجن حيث تعلم منه السميري وازداد التزامه الديني في السنوات الماضية.
القطعة الثانية من قلب السميري كانت للطفلة "غزل" التي ولدت أيام اعتقاله الأولى وقد أثّر فيه لقاؤه الأول بها حين كانت لحظات مفاجأة وصادمة "ترى شيء منك عمره 4 سنوات وهو من فترة بعيد عنك", لا ينسى يوم احتضنها وداعبت هي رأسه قائلةً "أبوي مش أصلع !!" -كما يقول.
رحلة العودة اختلف نمطها، فقد بدأ ضباط المخابرات في الأسابيع الأخيرة يحجمون عن مقابلة الأسير قبيل نيله لحريته ويضعون معه أحد العملاء "عصفور" لينسج معه علاقة ويعطيه رقم هاتفه إن احتاج مساعدة.
عن ذلك يضيف: "سألت وعرفت أن ذلك وقع مع المحرر من قبلي سليم الحشاش فقد مثل أحدهم أنه محرر من الضفة وأعطاه رقم هاتفه أما أنا فأثناء عودتي وضعوا معي شاب آخر لكنني أمضيت كل فترة البوسطة نائم".
ذاكرة السميري طازجة بكثير من تفاصيل المعاناة داخل السجون وآخرها سجن "نفحة" الذي أمضى فيه سنتين ونصف من فترة سجنه تاركاً خلفه أسرى يعانون من الإهمال الطبي وسحب الانجازات التي تجسد متطلبات حياة يومية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية