دعا السلطة لكف يدها عن أبناء حماس وأنصارها بالضفة
المحرر حسين أبو حديد: استمرار الاعتقال السياسي يعمق الانقسام
طالب الأسير المحرر والقيادي في حركة "حماس" بالخليل جنوب الضفة المحتلة، الحاج حسين أبو حديد (60 عامًا)، السلطة الفلسطينية و"حكومة" رام الله بالكف عن ملاحقة حماس وأنصارها، ووقف الاعتقال السياسي، لأن الاستمرار في هذه السياسات سيعمق الانقسام والخلاف بين أبناء شعبنا.
ودعا الأسير المحرر أبو حديد حركة "حماس" أن تتعالى على الجراحات وتعمل جاهدة على إتـمام المصالحة الفلسطينية مع عدم التفريط بالثوابت الوطنية مهما كانت الظروف، كما حثها على العمل المتواصل للإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال.
وأوضح القيادي أبو حديد أن الاحتلال اعتقله إداريا رغم مرضه ونقله عبر حمالة للمرضى مكبل اليدين والقدمين بسيارة إسعاف، وذلك بتهمة المشاركة بالاعتصامات الاحتجاجية التي تقام أسبوعيا على دوار ابن رشد ضد سياسات السلطة وأجهزتها الأمنية التي تواصل الاعتقال السياسي وقمع الحريات في الضفة، واستنكارا لاستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وأشار المحرر أبو حديد إلى أنه لم يتفاجأ من اعتقال قوات الاحتلال لنجله محمد بعد يومين من الإفراج عنه من سجون السلطة التي أمضى فيها عامين رهن الاعتقال السياسي، وقال إن أغلب من يفرج عنهم من سجون السلطة يتم اعتقالهم عند الاحتلال، والعكس صحيح.
جاءت أقوال القيادي المحرر حسين أبو حديد في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" وفيما يلي نصها كاملة:
بداية حمدا لله على سلامتك، ونود أن نسألك عن كيفية اعتقالك وأنت في وضع صحي حرج؟
الحمد لله على كل حال، وأشكركم على هذا اللقاء الطيب. وحول كيفية اعتقالي فقد حاصر الاحتلال بيتي بتاريخ (27/3/2012) وتم اعتقالي من البيت، ونقلت إلى مركز توقيف كفار عتصيون ومن ثم إلى سجن عوفر غرب رام الله، حيث رفضت إدارة السجن استقبالي بسبب وضعي الصحي الصعب، وتم إرجاعي إلى توقيف عتصيون، حيث قضيت ليلتي هناك، وبعد ذلك طرأ تغيير على صحتي وأغمي علي حيث أعاني من عدة أمراض في التنفس والقلب، فنقلتني إدارة مركز التوقيف إلى مستشفى "شعار هسيدك" في القدس المحتلة، وبعد مضي يومين نقلوني إلى عتصيون مرة أخرى، ثم إلى سجن الرملة، وبعدها فقدت الوعي فوجدت نفسي في أحد مشافي الرملة، وبعد مضي خمسين يوما في مستشفى سجن الرملة تم نقلي إلى سجن عوفر، حيث أمضيت باقي حكم الاعتقال الإداري البالغة خمسة شهور.
ما هي رسالة الاسرى، وكيف تركتهم خلفك؟
ترك الأسرى شعور مؤلم جدا، ولحظة الفراق لا توصف لمن جرب الاعتقال، والأسرى يحملون كل أسير رسالة وصرخة يطلقونها من عتمة الزنازين لأحرار العالم وتحديدا في فلسطين أن يسعوا جاهدين من أجل تحريرهم من سجون المحتل الصهيوني الذي لا يراعي إنسانية ولا مرض ولا كبير ولا صغير.
لقد فارقت رجال عظماء لم تستطع قضبان السجن أن تنال من صمودهم،كان قلبي يعتصر ألما على فراق الأحبة، وخاصة أني تركت خلفي فلذات كبدي ولداي: محمد ووجيه. وابني محمد لم أره وهو يقبع في زنازين تحقيق عسقلان بعد أن قضى في سجون السلطة عامين، أما وجيه فقد ودعته قبل الإفراج بأسبوع بعد أن بلغ بالإفراج ولم يفرج عنه، فازددت ألما لأنني تركته بعد أيام عشناها في السجن معا.
صف لنا حالة الأسرى المرضى في سجن الرملة ؟
حالة الأسرى في سجن الرملة حالة صعبة وقاسية، والمكان الذي يحتجز فيه الاحتلال الأسرى يشبه كل شيء إلا المستشفى، فهو مكان للألم والعذاب، وقد التقيت مع عدد كبير من الأسرى المرضى في سجن الرملة، وكانت حالتهم الصحية متردية للغاية، فيهم المعاق، ومقطوع اليد ومبتور القدمين، ومنهم من هو مصاب بمرض السرطان، وفيهم مرضى الأزمات القلبية، وفيهم من يعاني من شلل نصفي، وأمراض أخرى لا حصر لها ولكل واحد منهم له حكاية، والذي يندى له الجبين ما رأيته من حالة أسير من قضاء نابلس أبدلت أمعاؤه بأمعاء بلاستيكية موضوعة في كيس بلاستيك وفي نفس الوقت على كرسي المعاقين، ومدة حكمه مؤبد على ما أظل، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ما هي خلفية اعتقالك، وهل لاعتقالك علاقة بنشاطك مع لجنة أهالي المعتقلين السياسيين على دوار بن رشد؟
عندما جاءت مخابرات الاحتلال لاعتقالي قال لي: "قم يا شيخ الشيوخ أنت تتظاهر انك مريض مع انك تتواجد في الاعتصام على دوار ابن رشد".
هل تتهم السلطة باعتقالك بسجون الاحتلال؟
في محكمتي قالوا لي: لماذا تتظاهر باستمرار على دوار ابن رشد وتطالب السلطة بالإفراج عن ابنك محمد وتدعي انك مريض؟ .. فأجبتهم: وهل ذنبي أني أطالب بالإفراج عن ولدي محمد، مع العلم أن محمد كان حاصل على ثلاثة قرارات بالإفراج من محكمة العدل العليا في رام الله إلا أن أجهزة أمن السلطة لم تحترمها فهي تعتبر نفسها فوق القانون.
كيف هو الوضع داخل السجن وتحديدا بعد الإضراب؟
حقق الإضراب – بفضل الله - انتصارا بإخراج الأسرى من العزل الانفرادي،كما وأشعر بأنه أصبح يوجد نوع من التغير الملموس في فترة التمديد للاعتقال الإداري، وسمعنا بأنه سيكون بالاتفاق الذي ابرم بين لجنة المعتقلين وإدارة السجون انجازات في بداية شهر أيلول القادم 2012 إذا تم الوفاء بما اتفق عليه، مثل إدخال فضائيات على التلفاز، وتسهيلات أخرى معيشية يحتاجها الأسرى.
كيف تلقيت خبر اعتقال نجلك محمد، وهل التقيت به؟
لم أتفاجأ بخبر اعتقال والدي محمد، لأن أغلب من يفرج عنهم من سجون السلطة يتم اعتقالهم عند الاحتلال، والعكس صحيح. ولكن لم ألتق بمحمد، والتقيت بولدي الآخر وجيه، بعد ما يقارب شهر من اعتقالي، والقصة أني كنت ذاهبا إلى المحكمة في سجن عوفر، ولما صعدت إلى باص البوسطة ( الذي ينقل المعتقلين بين السجون والمحاكم) فسمعت صوت في داخل الباص وأنا في خلف الباص فقلت: والله إن هذا الصوت لصوت ابني وجيه، وقلت في نفسي والله إني لأشم رائحة وجيه وتذكرت قصة سيدنا يعقوب عليه السلام مع ابنه يوسف.
وحينما وصلت مكان الانتظار للمحكمة في عوفر ودخلت في إحدى الزنازين فوجدت عددا من الشباب وقد تعرفوا علي وقالوا لي: أنت والد وجيه أبو حديد؟ قلت لهم نعم، فقالوا: كان وجيه هنا قبل قليل وذهب إلى المحكمة وبعد مضي نصف ساعة رجع إلى نفس الزنزانة فالتقيت به وتعانقنا عناق الأب لابنه المشتاق بعد فراق دام عشرين شهرا لابني وجيه في سجن النقب.
لم يعد لديك أبناء مختطفين في سجون السلطة فهل ستعاود نشاطك في الحراك مع أهالي المختطفين السياسيين؟
كل المختطفين من أبناء الشعب الفلسطيني هم أبنائي.
ما هي رسالتك للسلطة، ولحركة حماس، ولشباب حماس؟
رسالتي للسلطة بأن يكفوا عن الاعتقال السياسي، لأن مواصلة ذلك سيعمق الانقسام الفلسطيني ويوقع الفتنة بين أبناء شعبنا، ورسالتي لحركة حماس بأن تعمل جاهدة على إتمام المصالحة وعدم التفريط بالثوابت مهما كانت الظروف، والعمل الدؤوب للإفراج عن جميع الأسرى، في جميع السجون.
أمـا رسالتي لشباب حماس بان يتحلوا بالصبر، وما بعد الصبر إلا النصر والفرج والتمكين، كما أدعوهم للعمل بكل قوة على ترسيخ معاني الوحدة والحرص كل الحرص على وحدة الصف الفلسطيني.
ماذا تقول بعد مداهمة الاحتلال لمنزلك بعد أقل من 12 ساعة من الإفراج عنك ؟
أقول أن هذه السياسة ليست بالشيء الجديد على المحتلين، لأن من صفاتهم الغطرسة والغدر والإرهاب، وهم يحاولون نزع الفرحة من قلوب أهالي الأسرى والمعتقلين وأسر الشهداء، ونحن نعلم ذلك جيدا، ولن نأبه بذلك لأننا نعرف دربنا جيداً.
وبعدما عاث جنود الاحتلال بالبيت فسادا وتخريبا ظنا أنهم سيكسروا إرادتنا الصلبة، توجه ضابط المخابرات الصهيوني نحوي ومد يده لمصافحتي – بعد كل الذي حصل – فرفضت ذلك وقلت له: "يد الحق لن تصافح يد الباطل أبداً".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية