المحرر ذياب: هناك إضراب سيتم قريبا لتفعيل قضية الأسرى دولياً

الإثنين 27 أغسطس 2012

الأسير المحرر بلال ذياب: هناك إضراب سيتم قريبا لتفعيل قضية الأسرى دولياً

كشف الأسير المحرر بعد 78 يوماً من اضرابه عن الطعام بلال ذياب أن الأسرى سيقومون بإضراب للنخبة من أصحاب الأحكام العالية، ومن اعتقلوا قبل (أوسلو)، بالتزامن مع توجه السيد محمود عباس للأمم المتحدة، وذلك من أجل تفعيل قضية الأسرى دولياً وبالذات قضية الأسرى المرضى.

وقال ذياب في حديث خاص لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن تفاصيل إضرابه عن الطعام، وكيف استطاع انتزاع حقه بزيارة المحامي من إدارة السجن،: " كنا في بعض لحظات إضرابنا نشعر باقترابنا من الشهادة، بسبب نقص الفيتامينات والسكر وانخفاض دقات القلب، ونقص الفيتامين الذي يمنع النزيف الداخلي".

وأضاف: "كنا نشعر بضيق نفس، وكان جهاز المناعة في ضعف واضح وكان الاحتلال يخشى من استشهادنا وتفجر الأمور بعد ذلك".

وعن الأسرى أكد أن معنوياتهم عالية جداً، ويعيشون أجواء نصر، خاصة بعد خروج المعزولين وزيارة أهل الأسرى من قطاع غزة، ولكن هناك مماطلة من قبل الاحتلال في تنفيذ بنود الاتفاق، هناك هجمة شرسة على الأسرى في السجون بسبب انتصارهم.

وإليكم تفاصيل المقابلة :

كيف بدأت فكرة الإضراب عن الطعام لايصال احتجاجاً على تمديد اعتقالك الإداري؟

في البداية كان إضرابي تضامناً مع الشيخ خضر عدنان، واستمر لمدة اسبوعين، حتى فكَّ الشيخ خضر اضرابه، على إثر الاتفاق بالإفراج عنه عقب انتهاء تمديده الاداري، وبعدها مددت إدارة السجن اعتقالي الاداري 6 أشهر، فقررت خوض الإضراب من جديد، وصبرت 12 يوماً لأجهز نفسي معنوياً وجسدياً وصحياً ونفسياً، وقررت أنا وثائر حلاحلة خوض الاضراب سوياً، واقسمنا اليمين أمام أحد الأسرى، بالمضي بهذه المعركة، حتى تحقيق إحدي الحسنيين: إما الشهادة وإما الافراج عنا، وعرضوا علينا  بداية، الإبعاد فرفضنا أي حديث معهم بهذا الخصوص، ومارسوا علينا كل أنواع الاستفزاز والأرهاق والازعاج، وبدا التحدي والمعركة، وكنا نشعر اننا ذاهبون بلا عودة فلا تراجع ولن نعود الا بتحقيق مطالبنا، فهي معركة اثبات وجود لنا ولكافة الاسرى ولا مجال للتراجع .

وفي اليوم 33 لم تسمح لنا الادارة بزيارة المحامي، فما كان منا أن امتنعا عن شرب الماء، احتجاجاً على هذه الخطوة، من أجل السماح للمحامي بزيارتنا وتم لنا ما أردنا، وشعرنا بالنصر لاستجابتهم لنا، واعطتنا دفعة كبيرة للأمام، وأصبحت زيارات المحامي لنا تتم بشكل يومي .

كيف كانت تسير أوضاعكم الصحية، وماذا عن العناية الطبية التي كنتم تتلقونها من ادارة السجن؟

مع تواصل إضرابنا عن الطعام، زادت معاناتنا الصحية، وأصبحنا نشعر باقترابنا من الموت، بسبب نقص الفيتامينات والسكر وانخفاض دقات القلب، ونقص الفيتامين الذي يمنع النزيف الداخلي، وكنت اشعر بضيق نفس، وكان جهاز المناعة في ضعف واضح وكان الاحتلال يخشى من استشهادنا وتفجر الأمور بعد ذلك، قال لي طبيب سجن مستشفى الرملة: بضرورة وجودي في مستشفى "تسافا روفيه" لتردي وضعي الصحي، وبعد 8 أيام من بقائي في المستشفى ذاته وكنت مقيداً بـ 6 أصفاد موثوقة بالسرير، بمرافقة 4 سجانين، هدفهم إزعاجي والتشويش علي، عدا عن تناولهم وجبات الطعام أمامي، طلبت اكثر من مرة من مدير المستشفى الخروج من المستشفى، لأنني أعامل كسجين لا كمريض أو كحالة إنسانية، ولم أستطع النوم لمدة 8 أيام، وفي اليوم الثامن في المستشفى، أي اليوم 71 من الإضراب، أبلغت الضابط المسؤول أنني سامتنع عن شرب الماء ورميت زجاجة الماء في النفايات، فقال لي: "إذا أردت الانتحار فهذا شأنك، ولا يهمنا"، فقلت له: "أنها شهادة وليست انتحار من أجل ديني وكرامتي وعزتي وعزة شعبي وحريتي".

وفي الساعة السابعة صباحاً من نفس اليوم، بعد ما يقارب 7 ساعات من حواري مع ضابط السجن، جاء نائب مدير المستشفى وقال لي: "يجب أن تشرب الماء وأن وضعك لا يحتمل، ويجب أن تأخذ أدوية التغذية"، فرفضت ذلك، وقلت له: " لن أتناولها الا عند إخراجي من هذا السجن، وأنتم بريئون من الانسانية، تقيدوني في سرير المستشفى وأنا أعزل قد يداهمني الموت في أية لحظة، وأنتم وكلابكم السجانين يقيدونني في السرير"، وامتنعت بعدها الحديث مع أي منهم، حتى تمت الاستجابة لمطالبي، حيث أحضروا لي في تمام الساعة 2 عصراً، طبيب أعصاب ونفسي مختص ورفضت الحديث معهم، وبعدها جاءني مدير السجن ورفضت الحديث معه، وأقسمت أمامه أنني لن أشرب الماء ما بقيت في هذا المستشفى، وقلت لهم: " أنا أريد الشهادة في داخل مستشفى سجن الرملة، فإن شهادتي ستسلط الضوء على قضية الأسرى، وستجلب أنظار العالم وكل من يدعي الانسانية، ليرى أسباب استشهادي أمام اخواني المضربين عن الطعام"، وبالفعل تم نقلي من المستشفى، وأعطاني هذا النصر دفعة ومعنوي  كبيرة، ومؤشر على قرب النصر .

حددثنا على مبشرات النصر التي رأيتها قبل إنهاء الاضراب وخضوع الاحتلال لمطالبكم؟

في اليوم 74 كنت متعباً جداً، ورأيت الشهادة تقترب مني، ورأيت في المنام مجموعة من أصدقائي الشهداء، وجلست معهم، وتناولت معهم الطعام، وكانت هذه كرامة من الله، زادتني إصرارا على إكمال الإضراب .

فكرت ملياً بكتابة وصيتي الى عائلتي وشعبي وكل من وقف جانبي واهديهم هذا النصر في كلا الحالتين اما النصر واما الشهادة .

وفي اليوم 76 أتاني عدد كبير من ضباط "الشاباك" و"مصلحة السجون"، وتحاوروا معي، عن: إلى أين سأذهب في الاضراب؟ فقلت لهم .أريد الشهادة أو الإفراج عني، ورفضت مواصلة الحديث معهم، فقام أحدهم بالصراخ، ورفع صوته عليّ في مستشفى الرملة، ورغم التعب والإرهاق استطعت أن أردَّ عليه بصوت أعلى، فقلت له: "إن الله قد يسر أن تأتي أنت إلى هنا، كي أقرأ في وجهك الهزيمة، وأن أزداد نصراً، وسيكون نصري قريباً باذن الله شئتم أم أبيتم " .

 

وفي اليوم الـ 77 أُغمي علي، وتم نقلي لمستشفى "تسافا روفيه" وعلمت لاحقاً أن خبر استشهادي في الخارج كان مطروحاً ، حيث سمحوا لي بالإتصال بأهلي، وأن آخد إبرة لوقف النزيف، فطلبت الاتصال بعائلتي قبل الإبرة، واكتشفت بعدها أنهم يريدون طمانة العائلة، بأي لا زلت على قيد الحياة .

أمضيت أنت وثائر حلاحلة سوياً فترة لا بأس بها من إضرابكما عن الطعام، كيف كانت هذه الفترة؟

أهم شيء كنت أفعله أنا وثائر، هو مصابرة بعضنا، ورفع معنوياتنا، من خلال الحديث عن الصبر والصمود والانتصار، والذكر والتسبيح، وأن نثق بالله، فكلما زادت علاقتنا بربنا أكثر، زاد التحدي والإصرار، اتفقنا أن يبقى أحدنا مستيقظاً لينام الآخر، لمراقبة بعضنا، وحينما يشتد الألم أو المرض بأحدنا، يزحف الآخر الى الباب، ليخبر السجان وهكذا .

 

ما هو دور الأهل في ثباتك ورفع معنوياتك؟

 

في اليوم 78 جاءني المحامي جواد بولص باكراً في الساعة 8 صباحاً وتفاجأت من هذا التوقيت، وسالني عن معنوياتي وصحتي، فقلت له: " والله إنني لأتنسم رائحة النصر"، فقال لي: "أتيت مبكراً، كي أخبرك بوجود جلسة بين (لجنة الأسرى) الممثلة للإضراب عن الطعام، والوسيط المصري راعي الاتفاق، وضباطا ينوبون عن (الشاباك) و(مصلحة السجون ) .

وطمأنني بإنهاء معاناتي والنصر في هذا اليوم، وأكدت له أيضاً: "أنني لن اقبل بالابعاد على أي بلد" والتي كانت مطروحة، وفي نفس اليوم، وصلت الرسالة الأولى عن طريق الصليب الاحمر من والدتي وأهلي، وعندما قرأتها، ارتفعت معنوياتي واطمأننت على والدتي التي صبرت طيلة فترة الاضراب، في ظل هذه المعاناة الطويلة .

كيف كانت نهاية الاضراب؟

 

في مساء اليوم 78، جاء أحد الضباط بمرافقة عدد من السجانين، وطلب مني أن أذهب معهم إلى (لجنة الأسرى) الممثلة للإضراب وفعلاً دخلت إلى القاعة، ووجدت فيها الأسرى الإداريين المضربين معي عن الطعام، وكنا ستة: (انا ومحمود السرسك وعمر ابو شلال وحسن الصفدي وثائر حلاحلة وجعفر عز الدين ).

وبعدها دخل علينا ممثلو (لجنة الاسرى) وهم: (الأسرى جمعة التايه وجمال الهول وبسام السعدي والمحامي جواد بولس) وكانت الساعة 6:30 تقريباً، وفي هذه اللحظات كان الموقف صعب جداً، وسط الفرحة بالانتصار والدموع والعناق، تحدثت لنا اللجنة عن تفاصيل الاتفاق الذي تم في سجن عسقلان، فطلبت من الضباط الخروج من الغرفة لكي نتحدث مع اللجنة، فرفض كبير الضباط الخروج، فقلت له: "هذا شيء يهمنا نحن وهو شأن من شؤوننا ولا علاقة لك بيننا"، وخرج جميع الضباط بالفعل، وتكلمنا عما حدث ووجهة نظرنا واستمر الحوار حتى الساعة الثانية فجراً، وكنّا نطالب بالإفراج الفوري عنا، ولمسنا وجود وقفة قوية من أبناء شعبنا والعالم، ولمسنا أن الاحتلال يخشى تصاعد الامر ويخشى من هبة أوسع تضامنا معنا لأن اليوم التالي سيكون يوم ذكرى النكبة، وتم الاتفاق على الافراج عنا، عند انتهاء آخر تمديد من الاعتقال الاداري، كانت هناك فرحة كبيرة جدا بالنصر وبالاتفاق .

كيف كان شعورك عند الانتهاء من الاضراب؟

الشعور بعد إنتهاء الإضراب كان بسعادة وفرحة كبيرة جداً، على مستوى الانجاز الذي تحقق، وانتهت المعاناة وبفضل الله تم اخضاع الحكومة الصهيونية لتلبية مطالب الأسرى، ومضربي مستشفى الرملة بشكل خاص، مقابل الإفراج مع انتهاء المدة المحددة، وهذه سابقة في تاريخ القضية الفلسطينينة، وتدلل على ضعف هذه الدولة أمام شعب أعزل، وأسرى يدافعون عن أنفسهم بالسلاح الوحيد الا وهو الامعاء الخاوية .

كم المدة التي أمضيتموها في العلاج حتى عودتكم الى وضعكم الصحي الطبيعي؟

استمر علاجنا لمدة 40 يوماً في مستشفى سجن الرملة، بعد ان رفضْت الذهاب لمستشفى "تسافا روفيه"، وطلبت أن ياتي طبيب عربي لمستشفى الرملة ليشرف على وضعي الصحي، وهذا ما تم بالفعل .

وخلالها تناولت السوائل والادوية بشكل تدريجي، ثم بعض الأطعمة ومن ضمن شروط الإتفاق، كان الالتقاء بأخي عزام في سجن شطة، وكانت لحظات عظيمة حيث لم أره منذ 6 سنوات، وكان متضامناً معي منذ 50 يوماً .

كيف ترى الإضراب الفردي كوسيلة لتحصيل حقوق الأسرى؟

الاضراب الفردي حقق انجازات كثيرة، بالذات بعد مناصرة الحركة الأسيرة له، وكان للتفاعل الاعلامي والشعبي دور كبير، ولمحرري صفقة وفاء الاحرار أيضاً دور كبير في تفعيل ومناصرة الإضراب، كما أن إضراب الأخ خضر عدنان أعطى دفعة عالية للحركة الأسيرة من أجل خوض الإضراب، والمعنويات العالية بعد صفقة وفاء الاحرار التي تعتبر نصراً للشعب الفلسطيني .

كيف تصف لنا معنويات الأسرى الذين تركتهم خلفك ؟

معنويات الأسرى عالية جداً، وهم الآن يعيشون أجواء نصر، وبالذات بعد خروج المعزولين وزيارة أهل الأسرى من قطاع غزة، ولكن هناك مماطلة من قبل الاحتلال في تنفيذ بنود الاتفاق، هناك هجمة شرسة على الأسرى في السجون بسبب انتصارهم، يوجد هناك إضراب نخبة بعد العيد لأصحاب الأحكام العالية ومن اعتقلوا قبل (اوسلو)، سيتزامن مع توجه السيد محمود عباس للأمم المتحدة، من أجل تفعيل قضية الأسرى دولياً وبالذات قضية الأسرى المرضى .

هل من كلمة توجهها للشعب الفلسطيني بعد الإفراج عنك، ولمن آزرك في إضرابك؟

من لا يشكر الناس لا يشكر الله، كلمتي للشعب الفلسطيني، لولا رحمة الله ومن ثم وقوف شعبنا الابي المعطاء بجميع فصائله الوطنية والاسلامية وكافة أطيافه ومؤسساته والنقابات، ربما لما وصلنا للإنتصار، فالوقفة الجماهيرية مهمة جداً، وكما أخصُّ بالتحية، طلبة الجامعات الذين كان لهم الدور البارز في نصرة الأسرى وتفعيل الإضراب، وأشكر الحقوقييين والإعلاميين وكل من وقف لجانبنا ووقف بجانب قضية الاسرى العادلة .

 

كلمة لإخوانك الأسرى في سجون الاحتلال؟

كلمتي للأسرى في السجون، أن عليكم بالتوحد والالتفاف حول قيادة وطنية موحدة من جميع الفصائل، والعمل على برنامج موحد من أجل تثبيت وتحصين حقوقكم فمن دون وحدة حقيقية سنكون اقرب الى الهزيمة والتفرق .

 

عن المركز الفلسطيني للإعلام

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية