المحرر غانم سوالمة: الأسرى ليسوا ورقة للمقايضة والابتزاز السياسي
قال الأسير المحرر غانم سوالمة إن الإفراج عن الأسرى واجب على السلطة وهم ليسوا ورقة ضغط للابتزاز السياسي، أو المقايضة بهم بثوابت شعبنا، كالقدس واللاجئين.
وأضاف غانم سوالمة، القيادي في حركة حماس في حوار خاص مع "المركز الفلسطيني ": إن القيادة السياسية تتحمل بقاء الأسرى في سجون الاحتلال، فيفترض بها عندما وقعت اتفاقاً مع الاحتلال، أن تبيض السجون وتنهي كل مظاهر الاعتقال، معتبراً أن الأسرى القدامى الموجودين ما قبل اتفاق أوسلو ما كان لهم أن يبقوا داخل السجن بعد توقيع الاتفاق؛ لولا إهمال السلطة لهم عند التوقيع.
وأشار سوالمة المحرر بعد عامين من الاعتقال الإداري: "إن الاعتقال الإداري، يعتبر أسوأ أشكال الاعتقال على الحالة النفسية للأسير"، مؤكداً: "أن هناك نية للبدء بإضراب شبة جماعي من الأسرى الإداريين بعد عيد الفطر القادم، في سجني مجدو وعوفر، لإنهاء المعاناة الحالية والمستقبلية للأسرى".
وفيما يلي نص الحوار:
• كمحرر حديثاً من سجون الاحتلال، حدثنا عن أبرز ما يعانيه الأسرى في هذه الفترة، من سجانيهم الصهاينة؟
- أبرز المعاناة هي الإهمال الطبي المقصود، فعشرات الأسرى يراجعون العيادات دون جدوى طبية، خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة.. الأدوية لا تأتي بالمواعيد اللازمة، وإن جاءت فليست هي المطلوبة، كما أن الاحتلال لا يكتفي بهذه التصرفات، بل يعمل على إعطاء المريض لبعض الأدوية التي قد تؤثر سلبا على صحته، كأدوية تؤثر على القدرات الذهنية للمريض، ودون أن يترك الاحتلال لجريمته أي دليل على ممارساته، من قبيل عدم تسجيل الدواء في السجل المرضي للأسير، كما أن الأسرى الذي هم بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية لهم، فينتظرون أشهرًا وسنواتٍ، حتى يتم نقلهم لإجراء العمليات، والأسير الذي يئن داخل الغرفة، ينشر حالة من الأنين لدى كل أفراد غرفته، بل لكل القسم، ما يؤثر على نفسية كل الأسرى.
• لماذا يسعى الاحتلال لمعاقبة الأسرى المرضى؟
- ينظر الاحتلال للأسير الأمني بأن العقوبة التي يتلقاها بالسجن غير كافية لشهوة انتقامه، فيبدأ العمل ضد الأسرى، والتفنن بإيذائهم بصورة انتقامية وغير ظاهرة من خلال إهمال علاجهم، ووصلت الأمور إلى عدم اتخاذ أدنى وسائل السلامة لمنع انتقال العدوى للأسرى الأصحاء، كما حصل مع الأسير عثمان أبو خرج من منطقة الزبابدة في جنين، حيث أصيب بالتهاب الكبد الوبائي، نتيجة حقنه بإبرة مخدر ملوثة بهذا الفيروس بعد استعمالها من قبل أسير مدني يحمل هذا الفيروس، في عيادة الأسنان، وآخرون قدمت لهم أدوية مؤثرة على عضلة القلب بشكل سلبي، وعند مراجعة الأسير الإدارة بما اقترفت، أنكرت مسؤوليتها عن الحادث، وهو ما حصل مع الأسير خالد أبو هنود، وهو مصاب انتفاضة، وقد اكتشف أن أحد الأدوية التي تلقاها من طبيب السجن، وتناوله لثلاث مرات، يؤثر على عضلة القلب، لكن الإدارة أنكرت إعطاءه الدواء؟!!، ولا يوجد مصدر للدواء غير الإدارة!!.
• تقوم مؤسسة الصليب الأحمر الدولية بزيارات دورية للسجون، ما الدور الذي تقوم به للتخفيف عنكم من وطأة اعتداءات الاحتلال واستهتاره بحياة الأسرى ومرضهم؟
- هناك غياب أو عدم إتاحة المجال للاقتراب من الأسير طبياً لأية مؤسسة طبية محايدة، أما الصليب الأحمر فعمله لا يعدو عن كونه مجرد وسيط بين الأهالي والأسير، لإيصال توكيل مالي هنا، أو ورقة رسمية بحاجة إلى توقيع الأسير، فهي وسيط لا يملك الاعتراض على تصرفات الإدارة، حيث يقوم بزيارة الأسرى للاطلاع على أحوالهم، ولا نرى له أثر تحسيني في ظروفهم، وباتت زيارته، مجرد زيارة روتينية يتلقاها الأسرى بفتور.
• برأيك ما المطلوب من المؤسسات الحقوقية المحلية؟
- المنظمات الأهلية غير الحكومية، مطلوب منها أن تكون أكثر فعالية، وتقوم بتفعيل المؤسسات الدولية للحصول على حق الأسير، وهي قادرة على أن تلزم الاحتلال بضغطها على دولها للتدخل، خاصة في موضوع المتطلبات الحياتية والطبية الإنسانية للأسير، فالأسير لا يثق بإشراف الاحتلال الطبي، ونحن طالبنا في إضراب عام 2012، بإشراف طبي من مؤسسات طبية دولية، لكن الاحتلال رفض.
• أمضيت عامين كاملين في اعتقالك الأخير، ما الذي يختلف فيه وضع الأسير الإداري، عن زملائه المعتقلين المحكومين؟
- الاعتقال الإداري، أسوأ الاعتقالات على الحالة النفسية للأسير، المحكوم يعتبر نفسه، مارس عملاً ودفع ثمنه، وهناك موعدٌ محددٌ للإفراج عنه، فيتأقلم مع هذا الحال، أما الأسير الإداري فيدفع ثمن شيء لم يرتكبه، كما لا يوجد هناك مواد إدانة ضده، وعند نهاية كل تمديد، يكون الأسير على مفترق طرق، إما التحرر، وهذا يكون نصيبه خلال الأشهر الأولى قليلاً، وإما التمديد، والتمديد الأول شبة محتوم على الأسير.
• كيف ترى الإضراب الفردي كوسيلة في كسر الاعتقال الإداري؟
- هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الأسرى، فالإضراب الفردي عن الطعام يضع الاحتلال أمام جريمته التي يمارسها بحقه، ويسلط الضوء عل معاناة الأسرى، ما يزيد الضغط الإعلامي والحقوقي على الاحتلال لإطلاق سراح المعتقل، وهناك نية للبدء بإضراب شبة جماعي من الأسرى الإداريين بعد عيد الفطر القادم، في سجني مجدو وعوفر، لإنهاء المعاناة الحالية والمستقبلية للأسرى.
* كيف ترى موقف قيادة السلطة بالدفاع عن الأسرى؟
القيادة السياسية تتحمل بقاء الأسرى في سجون الاحتلال، فيفترض بها عندما وقعت اتفاقاً مع الاحتلال، أن تبيض السجون وتنهي كل مظاهر الاعتقال، ولا تترك أسراها يقاسون عشرات السنوات، فالأسير لا يكفيه فقط الوقوف مع عائلته وتوفير راتب شهري جيد له فحسب، فهو يطمح أن يتم فك أسره، وهذه هي حاجته الأساسية من كل الجهات الرسمية.
• وضعت السلطة الإفراج عن 104 أسير معتقل ما قبل اتفاق أوسلو شرطا لعودتها للمفاوضات، كيف ترى هذه الدعوة؟
- الأسرى القدامى الموجودون ما قبل اتفاق أوسلو ما كان لهم أن يبقوا داخل السجن، بعد توقيع الاتفاق لولا إهمال السلطة لهم عند التوقيع، وهم يرون أن السنوات التي تلت اتفاق أوسلو وتركوا داخل السجن، هي سنوات كانت إمعاناً في التجاهل لقضية الأسرى، وبالتالي، هم حقهم على القيادة السياسية أن تهتم بإطلاق سراحهم، دون أن يتخلف أحدٌ منهم، فضلاً عن ذلك الأسرى المرضى، الذين يرون أن لا يتركوا يترقبون الموت صباح مساء، بلا مسعى حقيقي يفضى لحريتهم.
• كيف ترى عودة السلطة الآن للمفاوضات، في ظل كل ما يعانيه الوطن من اعتداءات الاحتلال، على الإنسان والمقدسات، والأرض الفلسطينية؟
- لا معنى لحل سياسي دون إنهاء مظاهر الاحتلال على أرضنا، وتبييض السجون، ولا معنى لاستئناف المفاوضات وما يزيد عن (4500) أسير في السجون, والاستيطان جاثم على أرضنا، كما لا يجب اعتبار الأسرى ورقة للابتزاز السياسي والمقايضة بثوابت شعبنا، كالقدس واللاجئين، وموضوع إطلاق سراحهم تحصيل حاصل لأي حل سياسي يؤدي لإقامة دولة بكامل السيادة على أرض فلسطين.
قال الأسير المحرر غانم سوالمة إن الإفراج عن الأسرى واجب على السلطة وهم ليسوا ورقة ضغط للابتزاز السياسي، أو المقايضة بهم بثوابت شعبنا، كالقدس واللاجئين.
وأضاف غانم سوالمة، القيادي في حركة حماس في حوار خاص مع "المركز الفلسطيني ": إن القيادة السياسية تتحمل بقاء الأسرى في سجون الاحتلال، فيفترض بها عندما وقعت اتفاقاً مع الاحتلال، أن تبيض السجون وتنهي كل مظاهر الاعتقال، معتبراً أن الأسرى القدامى الموجودين ما قبل اتفاق أوسلو ما كان لهم أن يبقوا داخل السجن بعد توقيع الاتفاق؛ لولا إهمال السلطة لهم عند التوقيع.
وأشار سوالمة المحرر بعد عامين من الاعتقال الإداري: "إن الاعتقال الإداري، يعتبر أسوأ أشكال الاعتقال على الحالة النفسية للأسير"، مؤكداً: "أن هناك نية للبدء بإضراب شبة جماعي من الأسرى الإداريين بعد عيد الفطر القادم، في سجني مجدو وعوفر، لإنهاء المعاناة الحالية والمستقبلية للأسرى".
وفيما يلي نص الحوار:
• كمحرر حديثاً من سجون الاحتلال، حدثنا عن أبرز ما يعانيه الأسرى في هذه الفترة، من سجانيهم الصهاينة؟
- أبرز المعاناة هي الإهمال الطبي المقصود، فعشرات الأسرى يراجعون العيادات دون جدوى طبية، خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة.. الأدوية لا تأتي بالمواعيد اللازمة، وإن جاءت فليست هي المطلوبة، كما أن الاحتلال لا يكتفي بهذه التصرفات، بل يعمل على إعطاء المريض لبعض الأدوية التي قد تؤثر سلبا على صحته، كأدوية تؤثر على القدرات الذهنية للمريض، ودون أن يترك الاحتلال لجريمته أي دليل على ممارساته، من قبيل عدم تسجيل الدواء في السجل المرضي للأسير، كما أن الأسرى الذي هم بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية لهم، فينتظرون أشهرًا وسنواتٍ، حتى يتم نقلهم لإجراء العمليات، والأسير الذي يئن داخل الغرفة، ينشر حالة من الأنين لدى كل أفراد غرفته، بل لكل القسم، ما يؤثر على نفسية كل الأسرى.
• لماذا يسعى الاحتلال لمعاقبة الأسرى المرضى؟
- ينظر الاحتلال للأسير الأمني بأن العقوبة التي يتلقاها بالسجن غير كافية لشهوة انتقامه، فيبدأ العمل ضد الأسرى، والتفنن بإيذائهم بصورة انتقامية وغير ظاهرة من خلال إهمال علاجهم، ووصلت الأمور إلى عدم اتخاذ أدنى وسائل السلامة لمنع انتقال العدوى للأسرى الأصحاء، كما حصل مع الأسير عثمان أبو خرج من منطقة الزبابدة في جنين، حيث أصيب بالتهاب الكبد الوبائي، نتيجة حقنه بإبرة مخدر ملوثة بهذا الفيروس بعد استعمالها من قبل أسير مدني يحمل هذا الفيروس، في عيادة الأسنان، وآخرون قدمت لهم أدوية مؤثرة على عضلة القلب بشكل سلبي، وعند مراجعة الأسير الإدارة بما اقترفت، أنكرت مسؤوليتها عن الحادث، وهو ما حصل مع الأسير خالد أبو هنود، وهو مصاب انتفاضة، وقد اكتشف أن أحد الأدوية التي تلقاها من طبيب السجن، وتناوله لثلاث مرات، يؤثر على عضلة القلب، لكن الإدارة أنكرت إعطاءه الدواء؟!!، ولا يوجد مصدر للدواء غير الإدارة!!.
• تقوم مؤسسة الصليب الأحمر الدولية بزيارات دورية للسجون، ما الدور الذي تقوم به للتخفيف عنكم من وطأة اعتداءات الاحتلال واستهتاره بحياة الأسرى ومرضهم؟
- هناك غياب أو عدم إتاحة المجال للاقتراب من الأسير طبياً لأية مؤسسة طبية محايدة، أما الصليب الأحمر فعمله لا يعدو عن كونه مجرد وسيط بين الأهالي والأسير، لإيصال توكيل مالي هنا، أو ورقة رسمية بحاجة إلى توقيع الأسير، فهي وسيط لا يملك الاعتراض على تصرفات الإدارة، حيث يقوم بزيارة الأسرى للاطلاع على أحوالهم، ولا نرى له أثر تحسيني في ظروفهم، وباتت زيارته، مجرد زيارة روتينية يتلقاها الأسرى بفتور.
• برأيك ما المطلوب من المؤسسات الحقوقية المحلية؟
- المنظمات الأهلية غير الحكومية، مطلوب منها أن تكون أكثر فعالية، وتقوم بتفعيل المؤسسات الدولية للحصول على حق الأسير، وهي قادرة على أن تلزم الاحتلال بضغطها على دولها للتدخل، خاصة في موضوع المتطلبات الحياتية والطبية الإنسانية للأسير، فالأسير لا يثق بإشراف الاحتلال الطبي، ونحن طالبنا في إضراب عام 2012، بإشراف طبي من مؤسسات طبية دولية، لكن الاحتلال رفض.
• أمضيت عامين كاملين في اعتقالك الأخير، ما الذي يختلف فيه وضع الأسير الإداري، عن زملائه المعتقلين المحكومين؟
- الاعتقال الإداري، أسوأ الاعتقالات على الحالة النفسية للأسير، المحكوم يعتبر نفسه، مارس عملاً ودفع ثمنه، وهناك موعدٌ محددٌ للإفراج عنه، فيتأقلم مع هذا الحال، أما الأسير الإداري فيدفع ثمن شيء لم يرتكبه، كما لا يوجد هناك مواد إدانة ضده، وعند نهاية كل تمديد، يكون الأسير على مفترق طرق، إما التحرر، وهذا يكون نصيبه خلال الأشهر الأولى قليلاً، وإما التمديد، والتمديد الأول شبة محتوم على الأسير.
• كيف ترى الإضراب الفردي كوسيلة في كسر الاعتقال الإداري؟
- هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الأسرى، فالإضراب الفردي عن الطعام يضع الاحتلال أمام جريمته التي يمارسها بحقه، ويسلط الضوء عل معاناة الأسرى، ما يزيد الضغط الإعلامي والحقوقي على الاحتلال لإطلاق سراح المعتقل، وهناك نية للبدء بإضراب شبة جماعي من الأسرى الإداريين بعد عيد الفطر القادم، في سجني مجدو وعوفر، لإنهاء المعاناة الحالية والمستقبلية للأسرى.
* كيف ترى موقف قيادة السلطة بالدفاع عن الأسرى؟
القيادة السياسية تتحمل بقاء الأسرى في سجون الاحتلال، فيفترض بها عندما وقعت اتفاقاً مع الاحتلال، أن تبيض السجون وتنهي كل مظاهر الاعتقال، ولا تترك أسراها يقاسون عشرات السنوات، فالأسير لا يكفيه فقط الوقوف مع عائلته وتوفير راتب شهري جيد له فحسب، فهو يطمح أن يتم فك أسره، وهذه هي حاجته الأساسية من كل الجهات الرسمية.
• وضعت السلطة الإفراج عن 104 أسير معتقل ما قبل اتفاق أوسلو شرطا لعودتها للمفاوضات، كيف ترى هذه الدعوة؟
- الأسرى القدامى الموجودون ما قبل اتفاق أوسلو ما كان لهم أن يبقوا داخل السجن، بعد توقيع الاتفاق لولا إهمال السلطة لهم عند التوقيع، وهم يرون أن السنوات التي تلت اتفاق أوسلو وتركوا داخل السجن، هي سنوات كانت إمعاناً في التجاهل لقضية الأسرى، وبالتالي، هم حقهم على القيادة السياسية أن تهتم بإطلاق سراحهم، دون أن يتخلف أحدٌ منهم، فضلاً عن ذلك الأسرى المرضى، الذين يرون أن لا يتركوا يترقبون الموت صباح مساء، بلا مسعى حقيقي يفضى لحريتهم.
• كيف ترى عودة السلطة الآن للمفاوضات، في ظل كل ما يعانيه الوطن من اعتداءات الاحتلال، على الإنسان والمقدسات، والأرض الفلسطينية؟
- لا معنى لحل سياسي دون إنهاء مظاهر الاحتلال على أرضنا، وتبييض السجون، ولا معنى لاستئناف المفاوضات وما يزيد عن (4500) أسير في السجون, والاستيطان جاثم على أرضنا، كما لا يجب اعتبار الأسرى ورقة للابتزاز السياسي والمقايضة بثوابت شعبنا، كالقدس واللاجئين، وموضوع إطلاق سراحهم تحصيل حاصل لأي حل سياسي يؤدي لإقامة دولة بكامل السيادة على أرض فلسطين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية