المرابطون.. رأس حربة حماس في المواجهة القادمة ... بقلم : د. عدنان أبو عامر

الأحد 17 نوفمبر 2013

المرابطون.. رأس حربة حماس في المواجهة القادمة

د. عدنان أبو عامر

منذ أواخر شهر أكتوبر الماضي تمر الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، بتوتر غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الأخيرة في نوفمبر 2012، ولاسيما بعد كشف النفق الأخير شرق مدينة خانيونس، وما تلاه من سقوط عدد من الشهداء الفلسطينيين والجرحى الإسرائيليين. وتتوجه الأنظار في هذه الأجواء الساخنة بين غزة والاحتلال الاسرائيلي لما يعرف بين الفلسطينيين بـ"وحدات المرابطين"، التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، والمنتشرين على الحدود، من رفح إلى بيت حانون.

وتتركز مهام وحدات المرابطين في حراسة المناطق الفلسطينية المعرضة للاجتياح الإسرائيلي، والرصد والاستطلاع، وتؤدي معظم أعمالها في ساعات الليل، وتكون عادة في أماكن متقدمة مع خطوط التماس مع قوات جيش الاحلال الإسرائيلي. كما أنهم يراقبون ويحرسون ثغور قطاع غزة بشكل متواصل، وعلى مدار الساعة، وطوال أيام العام، وهناك تعليمات واضحة لهم بعدم مغادرة مواقع الرباط والثغور، وهو أمر اعتيادي منذ تشكيلها، ويلاحظ أن تسليح مجموعات المرابطين وتجهيزهم متشابه، فكل مجموعة لديها عبوات جانبية وأخرى أرضية، بعضها يتم زرعه بشكل ثابت، وآخر يتم استخدامه ونقله حسب الحاجة، ويحمل أفراد كل مجموعة قذائف مختلفة ومتنوعة. فيما يحرص المرابطون على تغطية برنامجهم القتالي بشكل يومي كل ساعات الليل، وهناك أيام مناوبة معدة سلفاً لكل مجموعة، وهو عمل منظم وصعب، لكن المهمة الأساسية المناطة بهم هي الإنذار المبكر والتصدي للاجتياحات الإسرائيلية.

ولتقريب الصورة الميدانية عن عمل "المرابطين"، يمكن رسم سيناريو عملي لطبيعة عمل الوحدات لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلو كان لديهم 10 مجموعات مرابطة تقوم بمهامها، وموزعة على مواقعها، وفجأة وصل بلاغ عن حشودات عسكرية إسرائيلية تمهيداً لعملية اجتياح، يتم تعميم البلاغ على كافة المجموعات العشرة، ثم يتم استنفار باقي المجموعات خارج المناوبة. وإذا زادت الحشودات بشكل يوحي باحتمال وقوع اجتياح إسرائيلي وشيك، يتم نشر مجموعات أخرى في الخطوط الوسطى والخلفية، ولا يقتصر الأمر على الوحدات المناوبة المتقدمة والقريبة من خط التماس، كما يتم مراعاة النطاق الجغرافي، وتوقع محاور الاجتياح وهدفه، وعلى ضوئه يتم توزيع المجموعات، حيث لديهم خرائط جغرافية خاصة معدة سلفاً، وكل مجموعة تعرف موقعها ومهمتها.

وحول خطوات مواجهة أي تقدم عسكري إسرائيلي داخل حدود غزة، فإن أهم سلاح لوحدات المرابطين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي هي العبوات الموجهة، بحيث يتم وضعها وتحريكها حسب الحاجة، والقذائف المضادة للدروع "الآر بي جي"، وعند بدء الاجتياح تتوزع المسئولية على القادة الميدانيين لكل منطقة ومجموعة، للتعامل والتصرف مع المعطيات في الميدان، وهنا لا يمكن الرجوع في كل مهمة للقائد الميداني العام، لأن المواجهة تكون قاسية.

وتمتلك كتائب القسام عدة صفوف وألوية من المرابطين، يتصدون في عدة محاور من قطاع غزة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بتكتيك جديد وغير معروف له، ولم يسبق أن تقدم في منطقة لم نرغب بالتقدم فيها، بل كان كل تمركزه في المناطق المفتوحة والمكشوفة، أملاً منه أن يأتي له المقاتلون لصيدهم، إلا أن ذلك لم يحدث".

ورغم عدم توافر إحصائيات دقيقة عن أعداد المرابطين، لكن التقديرات السائدة أن مقاتلي كتائب القسام عموماً يقتربون من 20 ألفاً، المرابطون جزء أساسي منهم، دون معرفة نسبتهم بالتحديد، موزعين على 5 ألوية عسكرية، في مناطق: رفح، خان يونس، دير البلح، غزة، جباليا.

هذه التقسيمات جغرافية حسب محافظات غزة الخمس، وينقسم كل لواء لكتائب، وكل كتيبة لعدد من السرايا، وكل سرية لعدة فصائل، وكلُّ فصيل لعدة مجموعات؛ تضم كل منها 11 مقاتلاً، وتنقسم إلى زمرتَيْن، تضم كل منهما 5 مقاتلين، إضافة لقائد المجموعة، وتوزع المهام بينهم لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، القناصة، وحدة هندسة لنصب العبوات وتشغيلها.

وتعتبر أهم مجموعات وحدات المرابطين الخاصة بـ"الرصد والمتابعة"، ومهمتها مراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي حول القطاع، ومتابعة تحرُّكات المستوطنين في المعسكرات المحيطة لرصد الثغرات الأمنية، واستغلالها، بجانب وحدات "الاستشهاديين"، لتنفيذ عمليات استشهادية ضد القوات الإسرائيلية، وقد جرى تطوير أسلوبها فيما عرف بـ"الاستشهاديين الأشباح".

المفاجأة المدهشة أن مقاتلي القسام يتسابقون بينهم على الانخراط في وحدات المرابطين، وتنفيذ الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، مما يُظهِر ارتفاعاً للروح المعنوية، باعتبار أن الكثير منهم في الخطوط الأمامية من حفظة القرآن الكريم، كما اعتادوا على اتباع تكتيك محترف في مواجهة عمليات التوغل، يتمثل بنصب الكمائن، وفتح ثغرات في البيوت وعبرها، ينتقلون من خلالها، يكمنون للجنود داخلها، وقد تمكنّوا من السيطرة على المناطق التي يتوغلون فيها.

أخيراً..يتضح أن المواجهات السابقة التي خاضها المرابطون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، منحتهم فائدة كبيرة لمعرفة الطرق التي تسلكها آلياته العسكرية، عبر وضع خطة التصدي لها، من خلال تفخيخ المداخل، وزرعها بالعبوات الناسفة الجانبية، ونشر من يحملون قذائف "آر بي جي" لإعاقة تقدمها، وحصرها داخل "مصيدة" العبوات الناسفة، مما يفسح المجال للتنبؤ بأن المرابطين سيكونون رأس الحربة لحماس في المواجهة القادمة مع (إسرائيل).
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية