المستقلون غير المستقلين
د. فايز أبو شمالة
يخرج علينا في الساحة السياسية الفلسطينية من يدعي: أنه مستقل، وأنه لا يتبع هذا التنظيم السياسي أو ذاك، وهذه حقيقة لا يلتقي عليها جماعة من الناس، تدعي الاستقلالية، وإنما يحتكم إليها الفرد، لأنه يتفرد برأيه، ويستقل بمواقفه عن الأطر التنظيمية، ولا يلتزم بمرجعيات سياسية محددة، وهذا لا يعني عدم انسجام رأي الفرد مع هذا التنظيم حيناً، وعدم تعارض موقفه السياسي مع ذاك التنظيم حيناً آخر.
نعم؛ قد يكون الإنسان فرداً مستقلاً، ولا ينتمي إلى تنظيم فلسطيني بعينه، ويجهر برأيه الذي يوافق هوى هذا التنظيم أو يتعارض معه، ولكن كيف نصدق استقلالية تجمع سياسي فلسطيني، له مسئول قيادي، وأطر تنظيمية، وله مقر، وله مكاتب، وله تمويل مالي يضمن عقد اجتماعاته، ثم يدعي أنه مستقل، وأي استقلالية هذه التي تضم تجمع شخصيات لها ولاؤها، وانتماؤها، ومعروفه بميولها، وأهوائها، وارتباطاتها، ولها أهدافها؟
لا استقلالية في الساحة السياسية الفلسطينية إلا للأفراد، فإذا تجمع هؤلاء الأفراد المستقلون في إطار واحد، وانتظموا في عمل مشترك حتى ولو كان اجتماعياً، صاروا جماعة منظمة، وتعمل ضمن برنامج، ولها ارتباطاتها، ومواثيقها، وتطلعاتها السياسية والحزبية. لذلك؛ فإن كل تجمع بشرى يدعي استقلاليته عن هذا التنظيم، هو مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر مع ذاك التنظيم، وكل تجمع بشرى فلسطيني يهتم بالسياسية هو في الحقيقة حزب سياسي له أفكاره، وله برنامجه السياسي المستقل، والمختلف عن باقي التنظيمات، وله رؤيته في المصالحة الفلسطينية، وله تصوره للحل السياسي مع إسرائيل، إن هذا التجمع الذي يدعي الاستقلالية لهو تنظيم سياسي، لا يحق له إدعاء الاستقلالية؟
إن الاستقلالية في العمل السياسي تعني عدم الالتزام بموقف الإجماع الحزبي، وعدم الانصياع للقوالب الحزبية الجامدة، وعدم الارتباط بنظام داخلي، وقوانين تنظم سير العمل، فهل الذين يدعون الاستقلالية في الساحة الفلسطينية لا يلتزمون في أطر جماعية تفرض عليهم اتخاذ مواقف واضحة ومحددة من مجمل القضايا المطروحة؟ وهل بإمكان المستقلين في الساحة الفلسطينية أن يجتازوا الأطر القيادية المسئولة فيما بينهم، ويلقي كل واحد منهم حبله على غارب فرسه في القول، ويطارد في براري الرأي كما يريد، أشك في ذلك!.
فأين هي الاستقلالية؟ وما هي مدلولاتها التطبيقية؟
نعم؛ قد يكون الإنسان فرداً مستقلاً، ولا ينتمي إلى تنظيم فلسطيني بعينه، ويجهر برأيه الذي يوافق هوى هذا التنظيم أو يتعارض معه، ولكن كيف نصدق استقلالية تجمع سياسي فلسطيني، له مسئول قيادي، وأطر تنظيمية، وله مقر، وله مكاتب، وله تمويل مالي يضمن عقد اجتماعاته، ثم يدعي أنه مستقل، وأي استقلالية هذه التي تضم تجمع شخصيات لها ولاؤها، وانتماؤها، ومعروفه بميولها، وأهوائها، وارتباطاتها، ولها أهدافها؟
لا استقلالية في الساحة السياسية الفلسطينية إلا للأفراد، فإذا تجمع هؤلاء الأفراد المستقلون في إطار واحد، وانتظموا في عمل مشترك حتى ولو كان اجتماعياً، صاروا جماعة منظمة، وتعمل ضمن برنامج، ولها ارتباطاتها، ومواثيقها، وتطلعاتها السياسية والحزبية. لذلك؛ فإن كل تجمع بشرى يدعي استقلاليته عن هذا التنظيم، هو مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر مع ذاك التنظيم، وكل تجمع بشرى فلسطيني يهتم بالسياسية هو في الحقيقة حزب سياسي له أفكاره، وله برنامجه السياسي المستقل، والمختلف عن باقي التنظيمات، وله رؤيته في المصالحة الفلسطينية، وله تصوره للحل السياسي مع إسرائيل، إن هذا التجمع الذي يدعي الاستقلالية لهو تنظيم سياسي، لا يحق له إدعاء الاستقلالية؟
إن الاستقلالية في العمل السياسي تعني عدم الالتزام بموقف الإجماع الحزبي، وعدم الانصياع للقوالب الحزبية الجامدة، وعدم الارتباط بنظام داخلي، وقوانين تنظم سير العمل، فهل الذين يدعون الاستقلالية في الساحة الفلسطينية لا يلتزمون في أطر جماعية تفرض عليهم اتخاذ مواقف واضحة ومحددة من مجمل القضايا المطروحة؟ وهل بإمكان المستقلين في الساحة الفلسطينية أن يجتازوا الأطر القيادية المسئولة فيما بينهم، ويلقي كل واحد منهم حبله على غارب فرسه في القول، ويطارد في براري الرأي كما يريد، أشك في ذلك!.
فأين هي الاستقلالية؟ وما هي مدلولاتها التطبيقية؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية