المصالحة الفلسطينية حتى إشعار آخر ... بقلم : نواف أبو الهيجاء

الأربعاء 20 يوليو 2011

المصالحة الفلسطينية حتى إشعار آخر

نواف أبو الهيجاء


ما كنا قد حذرنا من وقوعه وقع حين قلنا إن المصالحة الفلسطينية تواجه الكثير من الزوابع والأعاصير والمطبات، وأن الشيطان كامن في التفاصيل. وهذا بالضبط ما حدث. كنا قد أكدنا أن المصالحة يجب أن تكون عملية استراتيجية تنبع من إيمان راسخ بها وبكونها الوسيلة المثلى لقوة الموقفين الفلسطيني والعربي كون أحدهما هو رافعة للثاني.

وعليه عاد الطرفان الرئيسيان كل إلى مواقعه وتمسك بمواقفه وتمترس وراءها دون أن يتنازل قيد أنملة عن ثوابته وعلاقاته بالعدو المحتل. قلنا إن الصراع ليس بين وجهتي نظر بل بين مشروعين متناقضين. الأول المشروع الصهيوني المعادي للعرب كلهم والمتمسك بثوابت وأيديولوجية العنصرية الصهيونية في العدوان والهيمنة والتمدد والتوسع. والمشروع الثاني هو مشروع العرب الذي يبدأ فعله بالتخلص من سايكس بيكو ووعد بلفور للترابط العضوي بينهما تاريخياً وواقعياً.

والواقع الفلسطيني أفرز اتجاهين متباعدين. الأول يسير نحو هدف لا معلوم وملامحه غير محددة اسمه (الدولة الفلسطينية) وهي غائمة حتى اليوم رغم مضي نحو عشرين عاماً على المفاوضات. والثاني يؤمن بالمقاومة المسلحة والتحرير الشامل للوطن المحتل على أرضية أن القضية الفلسطينية مصيرية للأمة العربية. وأن المحتلين خطر على الأمة كلها.

وحين وقع ما وقع بين الطرفين الفلسطينيين وحدث الانقسام قلنا إنه طبيعي وإن على أحدهما، إن كان وطنياً فعلاً، أن يعلن فشل السبيل الذي هو سائر عليه. وتطلب الأمر أربع سنوات وعدواناً على القطاع مع الاستمرار في محاصرته، واستمرار تهويد الضفة الغربية عموماً والقدس خصوصاً، حتى ظننا أن هناك من بدأ يؤمن بخطأ منهجه وأنه يجب أن يعود إلى ورقة القوة الفلسطينية كضرورة ومصلحة وحتمية لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وعدم التنازل عن أي من الثوابت الوطنية بعد اليوم.

لكن ما حدث بعد إبرام اتفاق المصالحة أن (رام الله) تمسكت بموقفها في استمرار التعاون الأمني مع الاحتلال وفي استمرار حملات الاعتقالات في صفوف نشطاء المقاومة.. والتمسك بخيار سقط من زمن هو خيار المفاوضات ولا خيار إلا المفاوضات.
وفي حين تعلن حماس عن تمسكها بثوابتها وتتمسك بما تم الاتفاق عليه، بدءاً من رئاسة وزراء الفترة الانتقالية، أي التوافق على الرئاسة والاتفاق على الوزراء الفلسطينيين ويجب أن يكونوا من الشخصيات الوطنية والمستقلة. فإن رام الله أصرت على سلام فياض كونه يحظى بثقة واشنطن والاتحاد الأوروبي. كما أن الرئيس الفلسطيني عاد وأعلن أنه هو المسئول عن تشكيل الوزارة وليس سواه. أي أنه أخل بالاتفاق المبرم في القاهرة علانية.

الصحيح أن المصالحة الفلسطينية خط أحمر صهيونياً وأميركياً. وأن هناك من يتمسك بإرضاء التحالف الصهيو - أميركي وإن على حساب الثوابت الوطنية الفلسطينية.

إذن لم تبحر سفينة المصالحة.. وشواطئ الوحدة الوطنية ليست على مرمى النظر لا اليوم ولا غداً. حتى إن هناك من يريد التراجع عن الذهاب لمجلس الأمن والأمم المتحدة في سبتمبر للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية حتى لا تحرج الإدارة الأميركية باستخدامها حق النقض - الفيتو.

المصالحة مجمدة وثمة من يستفيد من هذا الواقع المريض سوى المحتل مع الأسف. ولسنا ندري متى يكف هذا الطرف أو ذاك عن اعتبار مصالحة الذاتية أهم من مصلحة الشعب والوطن والأمة.

صحيفة الوطن العمانية
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية