المصالحة في ضوء عرض فيّاض واستعراضه
عريب الرنتاوي
حسناً فعل الدكتور سلام فيّاض حين دعا الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على "شخصية" رئيس الوزراء العتيد، الذي سيقود حكومة الوحدة الوطنية في المرحلة المقبلة.
وسواء فعل فيّاض ذلك مخلصاً أم مناوراً، وسواء أكان الرجل يقدم عرضاً أم استعراضاً، فإن هوية رئيس الوزراء لا ينبغي أن تكون سبباً أو ذريعة لتعطيل مسار المصالحة.
فالشعب الفلسطيني، شعب الجبّارين والمتعلمين، لديه مخزون هائل من "مشاريع رؤساء الحكومات" وما على الفصائل سوى أن تنتقي وتختار.
من جهتنا، نفضل أن يدشّن الفلسطينيون أنفسهم مرحلة جديدة بالكامل، متحررة من مخلفات مرحلة الانقسام برموزها ومؤسساتها وهياكلها، كأن تخلع حماس حكومتها، ويخلع عباس حكومته، ويؤتى بحكومة جديدة، ورئيس وزراء جديد، ولنبدأ صفحة جديدة، ولا أحسب أن "الفزاعات" حول انقطاع التمويل المشروط ببقاء فيّاض في موقعه، يمكن أن تؤخذ على محمل الجد... المهم ألا نجعل من هوية الرئيس مشكلة وعقبة، فإن قبلت حماس برفع الفيتو عن فيّاض، فليبق فيّاض، ولكن من ضمن مسارٍ جديد، ولخدمة استراتيجية جديدة، تضعها منظمة التحرير في أعقاب بناء توافق وطني عام حول خطوطها وملامحها الرئيسة.
إذن، وبصرف النظر عن النوايا التي يجتهد الناس في تقديرها، فقد جعل فيّاض مهمة الفصائل المتحاورة، وبالذات فتح وحماس، سهلة للغاية... دعم مني ومن حكومتي، ما عليكم إلا أن تتفقوا على هوية رئيس الوزراء الجديد، وأنا سأعود إلى المنزل... وعلى الفصائل أن تتصرف الآن، بعيداً عن لغة "الإملاءات" وسياسة "ليّ الذراع"... المطلوب حكومة يشعر الجميع، بأن له فيها "حصة كاملة"، وأنه حكومته غير المفروضة بقوة الأمر الواقع وسيف الابتزاز... حكومة يمكن أن يقال عنها إنها "حكومة عموم فلسطين"، مع الاعتذار من التاريخ.
على أية حال، يثير الجدل المبكر حول "شخص رئيس الوزراء" السؤال حول طبيعة الحوار الذي يجري بين فتح وحماس، خلف الكواليس الآن، وأمامها بعد لقاء عباس – مشعل... وهو حوار نستطيع أن نخمن من الآن، بأنه يدور حول "تقاسم كعكة السلطة"، ولم يرق بعد، إلى "حوار الاستراتيجيات"... ولو كان الأمر كذلك، لكنّا قرأنا تسريبات متعددة، عن خلاف أو توافق حول مستقبل السلطة، والحاجة إليها وتعريف دورها ووظائفها، إلى غير ما هنالك من عناوين كبرى... لا أن تقتصر التسريبات حول "هوية" الرجل واسمه.
نريد للحوار بين فتح وحماس، وللقاء القمة بين عباس ومشعل، أن يؤسس إلى وحدة أعمق للشعب وحركته الوطنية... وبرفض أنه سيبدأ ببحث "تقاسم السلطة" بين الفصيلين الرئيسين، إلا أنه لا ينبغي أن يتوقف عند هذا الحد... إن الحوار المطلوب صبيحة اليوم التالي، يجب أن ينطلق نحو الأفق السياسي والاستراتيجي للقضية الفلسطينية في مختلف أبعادها، للوصول إلى بناء برنامج وطني إجماعي، تلتف من حوله مختلف الفصائل والقوى والشخصيات والمنظمات في الوطن المحتل والشتات والمنافي.
إن تنفيذ اتفاق المصالحة، يمكن أن يخدم فقط، في بناء الثقة واستعادتها بين "الإخوة الأعداء"، وتفتيح قنوات الاتصال والتفاعل بينهما... لكن شروط إنجاز المصالحة والحفاظ على استمرارها وتعميقها، تكمن أساساً في محاولة بناء توافقات وطنية أعمق وأشمل، تطال مختلف أوجه النضال الفلسطيني وأشكاله وأساليبه، وما لم يحصل أمرٌ كهذا، فإن هذه المصالحة ستنهار عند أول اختبار.
لن نطالب "بكل شيء أو لا شيء"، فالتجربة أثبتت أن مثل هذه المقاربة "عدمية" للغاية...سندعم المصالحة "الخالية من السياسة" لخلوها من "الدسم"... على أمل أن نطور هذا المسار ونعمقه، في أجواء مناسبة ومواتية، وبما يضمن الانتقال إلى "الوحدة في الميدان"، وصولاً لوحدة الموقف والرؤية حيال المشروع الوطني الفلسطيني.
صحيفة الدستور الأردنية
وسواء فعل فيّاض ذلك مخلصاً أم مناوراً، وسواء أكان الرجل يقدم عرضاً أم استعراضاً، فإن هوية رئيس الوزراء لا ينبغي أن تكون سبباً أو ذريعة لتعطيل مسار المصالحة.
فالشعب الفلسطيني، شعب الجبّارين والمتعلمين، لديه مخزون هائل من "مشاريع رؤساء الحكومات" وما على الفصائل سوى أن تنتقي وتختار.
من جهتنا، نفضل أن يدشّن الفلسطينيون أنفسهم مرحلة جديدة بالكامل، متحررة من مخلفات مرحلة الانقسام برموزها ومؤسساتها وهياكلها، كأن تخلع حماس حكومتها، ويخلع عباس حكومته، ويؤتى بحكومة جديدة، ورئيس وزراء جديد، ولنبدأ صفحة جديدة، ولا أحسب أن "الفزاعات" حول انقطاع التمويل المشروط ببقاء فيّاض في موقعه، يمكن أن تؤخذ على محمل الجد... المهم ألا نجعل من هوية الرئيس مشكلة وعقبة، فإن قبلت حماس برفع الفيتو عن فيّاض، فليبق فيّاض، ولكن من ضمن مسارٍ جديد، ولخدمة استراتيجية جديدة، تضعها منظمة التحرير في أعقاب بناء توافق وطني عام حول خطوطها وملامحها الرئيسة.
إذن، وبصرف النظر عن النوايا التي يجتهد الناس في تقديرها، فقد جعل فيّاض مهمة الفصائل المتحاورة، وبالذات فتح وحماس، سهلة للغاية... دعم مني ومن حكومتي، ما عليكم إلا أن تتفقوا على هوية رئيس الوزراء الجديد، وأنا سأعود إلى المنزل... وعلى الفصائل أن تتصرف الآن، بعيداً عن لغة "الإملاءات" وسياسة "ليّ الذراع"... المطلوب حكومة يشعر الجميع، بأن له فيها "حصة كاملة"، وأنه حكومته غير المفروضة بقوة الأمر الواقع وسيف الابتزاز... حكومة يمكن أن يقال عنها إنها "حكومة عموم فلسطين"، مع الاعتذار من التاريخ.
على أية حال، يثير الجدل المبكر حول "شخص رئيس الوزراء" السؤال حول طبيعة الحوار الذي يجري بين فتح وحماس، خلف الكواليس الآن، وأمامها بعد لقاء عباس – مشعل... وهو حوار نستطيع أن نخمن من الآن، بأنه يدور حول "تقاسم كعكة السلطة"، ولم يرق بعد، إلى "حوار الاستراتيجيات"... ولو كان الأمر كذلك، لكنّا قرأنا تسريبات متعددة، عن خلاف أو توافق حول مستقبل السلطة، والحاجة إليها وتعريف دورها ووظائفها، إلى غير ما هنالك من عناوين كبرى... لا أن تقتصر التسريبات حول "هوية" الرجل واسمه.
نريد للحوار بين فتح وحماس، وللقاء القمة بين عباس ومشعل، أن يؤسس إلى وحدة أعمق للشعب وحركته الوطنية... وبرفض أنه سيبدأ ببحث "تقاسم السلطة" بين الفصيلين الرئيسين، إلا أنه لا ينبغي أن يتوقف عند هذا الحد... إن الحوار المطلوب صبيحة اليوم التالي، يجب أن ينطلق نحو الأفق السياسي والاستراتيجي للقضية الفلسطينية في مختلف أبعادها، للوصول إلى بناء برنامج وطني إجماعي، تلتف من حوله مختلف الفصائل والقوى والشخصيات والمنظمات في الوطن المحتل والشتات والمنافي.
إن تنفيذ اتفاق المصالحة، يمكن أن يخدم فقط، في بناء الثقة واستعادتها بين "الإخوة الأعداء"، وتفتيح قنوات الاتصال والتفاعل بينهما... لكن شروط إنجاز المصالحة والحفاظ على استمرارها وتعميقها، تكمن أساساً في محاولة بناء توافقات وطنية أعمق وأشمل، تطال مختلف أوجه النضال الفلسطيني وأشكاله وأساليبه، وما لم يحصل أمرٌ كهذا، فإن هذه المصالحة ستنهار عند أول اختبار.
لن نطالب "بكل شيء أو لا شيء"، فالتجربة أثبتت أن مثل هذه المقاربة "عدمية" للغاية...سندعم المصالحة "الخالية من السياسة" لخلوها من "الدسم"... على أمل أن نطور هذا المسار ونعمقه، في أجواء مناسبة ومواتية، وبما يضمن الانتقال إلى "الوحدة في الميدان"، وصولاً لوحدة الموقف والرؤية حيال المشروع الوطني الفلسطيني.
صحيفة الدستور الأردنية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية