المصالحة والطرف الثالث المعطِّل
إياد القرا
تعلن أطراف المصالحة جهاراً نهاراً أنها تتجه للمصالحة وأنها على بُعد خطوات من تحقيقها، كل ذلك يتهاوى سريعا في أقرب جلسة حوار بين تلك الأطراف وتبدأ التبريرات والتصريحات المتضاربة كثيرا والمتقاربة أحيانا لكن جميعها لا تغني ولا تسمن من جوع.
للأسف أصبح الأمر محبطاً للجمهور الفلسطيني ويثور النقاش المعلن والسؤال المشروع، مَن يعطل المصالحة؟! ويصبح الأمر جهوداً من بعض الأطراف لإنجاز المصالحة.
ووفق ما هو متوفر من معلومات، فإن حركة حماس تدفع بكل ثقلها داخلياً وخارجياً لإنجاز المصالحة وتعبئ عناصرها بقوة للتعاطي مع متغيرات المصالحة وهو أمر يحسب لها، بل إنها تهيئ قواعدها الحكومية لهذا التغيير والتعاطي معه وقدمت الكثير من المبادرات خلال الأشهر الأخيرة في هذا السياق ولا سيما بعد الحرب الأخيرة على غزة، والتي خرجت منها أكثر تأثيراً وقوةً محليا وإقليمياً.
قد يكون لحماس دوافعها الداخلية المرتبطة بتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل في المرحلة المقبلة وكذلك حشد التأييد الشعبي والجماهيري والرسمي الخارجي لمشروعها المقاوم، وقد نجحت حتى الآن في جزء مهم منه، والذي ينعكس على حضورها كحركة مقاومة عربية وإسلامية وحركة تحرر عالمي، وهو مرتبط أيضا بنظرة حماس نحو قيادة الشعب الفلسطيني وليس كحركة شعبية فقط وهو حق مشروع لها بعد ما قدمت من حكمة في قيادة مشروع المقاومة والحكم في نفس الوقت مع بعض التحفظات والانتقادات في سياسة الحكم.
فيما الطرف الثاني و هنا المقصود حركة فتح والسلطة في الضفة الغربية لا شك أنها قدمت بعض المواقف في هذا الاتجاه إلا أنها لا ترتقي لنفس المستوى الذي تحرص عليه حركة حماس، حيث قدمت السلطة موقفا أكثر شجاعة وتقدما خلال العدوان الأخير على غزة وإدانته بشكل واضح وموقف عناصرها في غزة والضفة الغربية وهو مخالف لموقفها الشامت خلال الحرب على غزة عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ وخاصة موقف القيادي الفتحاوي محمد دحلان ضد حركة حماس ودعم العدوان الصهيوني والتصريح بذلك علناً.
كل ذلك تطور إيجابي في موقف السلطة والسماح بتحركات حماس الجماهيرية في الضفة الغربية، إلا أن السلطة لا زالت بحاجة لاتخاذ قرار واضح بوقف الاعتقالات السياسية ضد عناصر ومؤيدي حماس وإعادتهم لوظائفهم وقبولها في الوظائف العامة، ووقف الملاحقة الأمنية للمقاومين.
إذن نحن أمام مواقف غريبة، حيث يعمل طرفا المصالحة و إن كان بدرجة متفاوتة لإنجاحها لكن من الواضح أن هناك طرفاً ثالثاً يعيق هذا الأمر ويترك تأثيراً قوياً ويتدخل بشكل سلبي ومعيق، وللأسف يؤثر على حركة فتح، وهو مرتبط بظروف تتعلق بحركة فتح في ملفي الدعم المالي وعملية التسوية مع الاحتلال، وهنا ينكشف أن الطرف الثالث هو الولايات المتحدة التي تعلن بوضوح أنها ضد المصالحة وأعلن السيد محمود عباس أن الولايات المتحدة ضد المصالحة قولاً واحداً وهو يقاوم الضغوط ، لكن بتقديري أن مقاومته ضعيفة إن لم تكن معدومة، وهو ما ظهر في المباحثات الأخيرة التي جرت في القاهرة حيث تدخلت السفارة الأمريكية وإعاقات تشكيل الحكومة الفلسطينية الموحدة، وهو الأمر الذي تتحرر منه حركة حماس إن لم تكن في أريحية تامة وبينها الجانب المالي والسياسي خلال الفترة الماضية خاصة بعد موقفها الصريح من الثورة السورية وإن قرارها من رأسها كما قالت دوماً.
الفصائل الفلسطينية وتحديداً حماس وفتح والجهاد الاسلامي بحاجة لصياغة موقف وطني واضح واستراتيجية عمل تتعلق بالمصالحة وإنجاحها بعيداً عن الطرف الثالث، أو ما يمكن قوله ما تستطيع أن تقوم به دون التعرض للابتزاز أو الإعاقة كما تفعل الولايات المتحدة وتحرير القرار الفلسطيني الوطني من التبعية للطرف الثالث.
إياد القرا
تعلن أطراف المصالحة جهاراً نهاراً أنها تتجه للمصالحة وأنها على بُعد خطوات من تحقيقها، كل ذلك يتهاوى سريعا في أقرب جلسة حوار بين تلك الأطراف وتبدأ التبريرات والتصريحات المتضاربة كثيرا والمتقاربة أحيانا لكن جميعها لا تغني ولا تسمن من جوع.
للأسف أصبح الأمر محبطاً للجمهور الفلسطيني ويثور النقاش المعلن والسؤال المشروع، مَن يعطل المصالحة؟! ويصبح الأمر جهوداً من بعض الأطراف لإنجاز المصالحة.
ووفق ما هو متوفر من معلومات، فإن حركة حماس تدفع بكل ثقلها داخلياً وخارجياً لإنجاز المصالحة وتعبئ عناصرها بقوة للتعاطي مع متغيرات المصالحة وهو أمر يحسب لها، بل إنها تهيئ قواعدها الحكومية لهذا التغيير والتعاطي معه وقدمت الكثير من المبادرات خلال الأشهر الأخيرة في هذا السياق ولا سيما بعد الحرب الأخيرة على غزة، والتي خرجت منها أكثر تأثيراً وقوةً محليا وإقليمياً.
قد يكون لحماس دوافعها الداخلية المرتبطة بتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل في المرحلة المقبلة وكذلك حشد التأييد الشعبي والجماهيري والرسمي الخارجي لمشروعها المقاوم، وقد نجحت حتى الآن في جزء مهم منه، والذي ينعكس على حضورها كحركة مقاومة عربية وإسلامية وحركة تحرر عالمي، وهو مرتبط أيضا بنظرة حماس نحو قيادة الشعب الفلسطيني وليس كحركة شعبية فقط وهو حق مشروع لها بعد ما قدمت من حكمة في قيادة مشروع المقاومة والحكم في نفس الوقت مع بعض التحفظات والانتقادات في سياسة الحكم.
فيما الطرف الثاني و هنا المقصود حركة فتح والسلطة في الضفة الغربية لا شك أنها قدمت بعض المواقف في هذا الاتجاه إلا أنها لا ترتقي لنفس المستوى الذي تحرص عليه حركة حماس، حيث قدمت السلطة موقفا أكثر شجاعة وتقدما خلال العدوان الأخير على غزة وإدانته بشكل واضح وموقف عناصرها في غزة والضفة الغربية وهو مخالف لموقفها الشامت خلال الحرب على غزة عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ وخاصة موقف القيادي الفتحاوي محمد دحلان ضد حركة حماس ودعم العدوان الصهيوني والتصريح بذلك علناً.
كل ذلك تطور إيجابي في موقف السلطة والسماح بتحركات حماس الجماهيرية في الضفة الغربية، إلا أن السلطة لا زالت بحاجة لاتخاذ قرار واضح بوقف الاعتقالات السياسية ضد عناصر ومؤيدي حماس وإعادتهم لوظائفهم وقبولها في الوظائف العامة، ووقف الملاحقة الأمنية للمقاومين.
إذن نحن أمام مواقف غريبة، حيث يعمل طرفا المصالحة و إن كان بدرجة متفاوتة لإنجاحها لكن من الواضح أن هناك طرفاً ثالثاً يعيق هذا الأمر ويترك تأثيراً قوياً ويتدخل بشكل سلبي ومعيق، وللأسف يؤثر على حركة فتح، وهو مرتبط بظروف تتعلق بحركة فتح في ملفي الدعم المالي وعملية التسوية مع الاحتلال، وهنا ينكشف أن الطرف الثالث هو الولايات المتحدة التي تعلن بوضوح أنها ضد المصالحة وأعلن السيد محمود عباس أن الولايات المتحدة ضد المصالحة قولاً واحداً وهو يقاوم الضغوط ، لكن بتقديري أن مقاومته ضعيفة إن لم تكن معدومة، وهو ما ظهر في المباحثات الأخيرة التي جرت في القاهرة حيث تدخلت السفارة الأمريكية وإعاقات تشكيل الحكومة الفلسطينية الموحدة، وهو الأمر الذي تتحرر منه حركة حماس إن لم تكن في أريحية تامة وبينها الجانب المالي والسياسي خلال الفترة الماضية خاصة بعد موقفها الصريح من الثورة السورية وإن قرارها من رأسها كما قالت دوماً.
الفصائل الفلسطينية وتحديداً حماس وفتح والجهاد الاسلامي بحاجة لصياغة موقف وطني واضح واستراتيجية عمل تتعلق بالمصالحة وإنجاحها بعيداً عن الطرف الثالث، أو ما يمكن قوله ما تستطيع أن تقوم به دون التعرض للابتزاز أو الإعاقة كما تفعل الولايات المتحدة وتحرير القرار الفلسطيني الوطني من التبعية للطرف الثالث.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية