المصالحة ومنع الانتفاضة واستمرار التنسيق الأمني في آن!! .. بقلم :ياسر الزعاترة

المصالحة ومنع الانتفاضة واستمرار التنسيق الأمني في آن!! .. بقلم :ياسر الزعاترة

الخميس 17 مارس 2011

المصالحة ومنع الانتفاضة واستمرار التنسيق الأمني في آن!!


ياسر الزعاترة


يوم الاثنين تحدث الرئيس الفلسطيني إلى الإسرائيليين عبر الإذاعة العبرية مؤكداً لهم أنه سيمنع اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، ولن يسمح بالفلتان الأمني، وسيواصل التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

في ذات الوقت كان الرئيس يرحب بالمظاهرات التي كان ينبغي أن تخرج في اليوم التالي من أجل الدعوة لإنهاء الانقسام، وقد خرجت بالفعل بعد سماح السلطة بها (خرجت في غزة أيضاً)، في ذات الوقت الذي كانت فيه أجهزة الأمن تقمع بقسوة مظاهرة في الخليل لأهالي المعتقلين في سجون السلطة، رغم أن الحضور الأكبر في المسيرة كان من النساء والأطفال.

خذوا إذن هذه الخلطة العجيبة بين إنهاء الانقسام، وبين استمرار القمع في الضفة الغربية، وبين منع الانتفاضة، وبين فشل المفاوضات واستمرار البناء في المستعمرات الإسرائيلية وتهويد القدس، وبين استمرار التنسيق الأمني مع أجهزة الاحتلال.

هذه خلطة لا تستوي إلا مع قوم وضعوا أنفسهم تحت رحمة الاحتلال، ولا يتحركون إلا بإذنه وببطاقات الفي آي بي التي يمنحها لهم، ولا يستوي إلا مع حركة تحرر (هل لا زالت كذلك؟،) عقدت مؤتمرها السادس في ظل الاحتلال وبتسهيلات منه، وسوى ذلك فهي خلطة لا يمكن أن تمر على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، حتى لو مرت على أبواق حزبية تردد ما حفظته مثل الببغاوات، وتمارس بث الأحقاد دون كلل أو ملل، في ذات الوقت الذي تدعي فيه حب فلسطين والانتماء إليها.

ليس لدى هؤلاء لتبرير منظومة البؤس التي يدافعون عنها سوى الحديث عن أخطاء حماس، كأن هذه الأخيرة تعفيهم من المسؤولية. وقد قلنا ألف مرة إن اجتهاد حماس بدخول الانتخابات في ظل أوسلو كان خاطئاً، ولكننا اليوم حين نتخيل المشهد لو لم تدخلها بالفعل، نحسّ بالكثير من الحسرة. فلو قاطعت الحركة الانتخابات وتركت أولئك القوم يتنافسون على كعكتها ويزدادون بؤساً وانقساماً، وجرى ما جرى الآن في العالم العربي، بينما تعلن المفاوضات فشلها الذريع، إذاً لقادت حماس بدعم شعبي هائل انتفاضة جديدة لا تشعل النار تحت أقدام الاحتلال فحسب، بل تشعل المنطقة برمتها أيضاً، وتجعل نهاية المشروع الصهيوني على مرمى سنوات قليلة.

حدث ما حدث، واليوم يأتي هؤلاء ليحدثونا عن إنهاء الانقسام في شعار حق يراد به باطل، لأن التوحد لا يمكن أن يتم مع قوم يصرون على منع الانتفاضة واستمرار التنسيق الأمني. وحتى لو كانت حماس لا تقاوم في القطاع في حين تواصل التسلح استعداداً لمعركة قادمة، فإن وضع الضفة الغربية مختلف بوجود المحتلين وحواجزهم، خلافاً للقطاع الذي خرج منه جيش الاحتلال.

كلفة المقاومة (لا مجال لغير الصواريخ) في القطاع عالية (لا تسأل عن رفضها من قبل أكثر دول العالم)، بينما الوضع في الضفة مختلف إلى حد كبير، إذ أن الانتفاضة الجماهيرية مع الاشتباك مع جنود الاحتلال داخل المدن وعلى الحواجز، سيكون أقل كلفة وأكثر تأثيراً، فضلاً عما سيحظى به من دعم من قبل الرأي العام العربي والإسلامي، بل والرأي العام العالمي أيضاً.

إن المصالحة بحسب قاموس هؤلاء لا تعني كما قلنا مراراً غير اختصار الشعب الفلسطيني في أهالي الضفة والقطاع (حوالي 40 في المئة منهم لاجئون)، ولا تعني غير انتخابات ترتب لفوز جماعة التنسيق الأمني ورافضي الانتفاضة، وبالطبع لأنها تتم والمسدس على رأس الشعب كي ينتخبهم لكي لا يتكرر مشهد الحصار بعد فوز حماس. ما يعني أن أمراً كهذا ينبغي أن يكون مرفوضاً من قبل شرفاء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

الذين يرفعون شعار إنهاء الانقسام دون تغيير المسار العام للشعب الفلسطيني هم إما من جماعة السلطة هدفهم الضغط على حماس، وإما طيبون لا يدركون مرامي اللعبة، أما الحل الحقيقي فهو انتخاب قيادة لكل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج تقرر مساره، ومن ضمن ذلك مسار السلطة، وإلى أن يحدث ذلك يمكن لحماس أن تعرض إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة شبه محررة وقاعدة للمقاومة وإطلاق مقاومة شاملة في كل الأرض الفلسطينية تتصدرها الانتفاضة الجماهيرية التي تشتبك مع جنود الاحتلال على الحواجز.

ستجد الأبواق إياها الكثير من السفسطة للرد والحديث على كلام مختصر كهذا، لكن المخلصين يعرفون البوصلة المؤدية إلى النصر والتحرير، وليس البوصلة التي تؤدي إلى ترسيخ سلطة هي في جوهرها منتج عبقري صممه المحتلون لخدمة رؤيتهم وبرنامجهم، وإن خدم بدوره أقواماً يبحثون عن العيش الهادئ، و"البزنس" الناجح للأبناء الأعزاء. لكن الزبد سيذهب جفاء، ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية