المطلوب كيف نواجه عدوانا محتملا ... بقلم : مصطفى الصواف

المطلوب كيف نواجه عدوانا محتملا ... بقلم : مصطفى الصواف

الأحد 07 فبراير 2010

المطلوب كيف نواجه عدوانا محتملا

مصطفى الصواف


انشغلت الكثير من وسائل الإعلام والمحللين السياسيين في الفترة الأخيرة ولازالت بالتهديدات الإسرائيلية الصادرة عن قيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية مختلفة وإمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى قطاع غزة بهدف الإجهاز على المقاومة وحركة حماس التي تسيطر على القطاع.


هذه التهديدات وهذه المواقف العدوانية الإسرائيلية لم تكن جديدة لا قبل العدوان الإرهابي على القطاع قبل عام أو بعده فهي مستمرة طالما أن هناك أطرافا فلسطينية ترفض الاعتراف بإسرائيل، وحركة المقاومة الإسلامية حماس وغيرها من قوى الشعب الفلسطيني ترفض هذا الاعتراف وترفض الإقرار بسياسة الأمر الواقع التي تفرضها القوى الغاشمة في دولة الاحتلال، رغم اعتراف حركة فتح ومحمود عباس وحكومة فتح بقيادة سلام فياض؛ بدليل مشاركة فياض في مؤتمر الأمن القومي الإسرائيلي في هرتسيليا التي اعتبرها بعض المنهزمين أنها انتصارا وأنها أوصلت الموقف الفلسطيني إلى قادة الاحتلال، وكأن الاحتلال لا يعرف أكثر مما يعرفه فياض، ولو كان الأمر كذلك لما كان هذا التهديد والوعيد للشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية، وقادة الاحتلال لا يعيروا اهتماما لمواقف فياض أو محمود عباس، وهم ترون أنهما لا يمثلان الشعب الفلسطيني، ويدرك قادة الاحتلال أن استمر المقاومة أو وجودها على أجندة أو في عقل بعض الفلسطينيين هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الكيان الغاصب، لذلك يعملون ليل نهار على القضاء على المقاومة، ومن يرفع شعارها، ومن يساندها، وهذا ما حدث لقطاع غزة في العدوان الإرهابي الأخير، وما سيقع في المستقبل من اعتداءات مماثلة على قطاع غزة، أو على أي مكان فيه حديث عن المقاومة.


القرار بالعدوان على غزة قائم والتحضيرات له جاهزة، فهو مستمر منذ سنوات طوال ولا زال، وبدلا من الانشغال بالحديث والتحليل عن إمكانية القيام بعدوان جديد، يجب أن ينصب حديث المهتمين في هذا الشأن على كيفية التصدي لأي عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة، ما المطلوب من الحكومة الفلسطينية؟، وما المطلوب من قوى المقاومة وعلى رأسها حماس؟، ما المطلوب من قوى الممانعة؟، ما المطلوب من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والشتات حال قيام دولة الاحتلال بعدوان جديد؟، ما المطلوب من الشعوب العربية والإسلامية؟، كيف يمكن أن نخلق رأي عام دولي مساند للشعب الفلسطيني ومضاد لأي عدوان إسرائيلي قبل وقوعه؟، كيف يمكن أن نساعد المقاومة على الإعداد والتجهيز؟ ، كيف نحمي الجبهة الداخلية؟، ما المطلوب من الحكومة من استعدادات لتدعيم عوامل الصمود لدى المواطنين؟، أسئلة كثيرة وقضايا بحاجة إلى المساعدة في وضع حلول ومقترحات تساعد على دعم المقاومة وتحالفاتها الداخلية والخارجية، ما المطلوب من حزب الله مثلا حال القيام بعدوان على غزة؟، هل الوقوف صامتا أو الأفضل إشعال الجبهة الشمالية، ما المطلوب من الحكومة السورية السكوت والصمت والاكتفاء بالتنديد والعمل الدبلوماسي والسياسي؟، ما المطلوب من إيران على سبيل المثال، التهديد الكلامي أو الأفعال العسكرية الرادعة للعدو؟، ما المطلوب من النظم العربية المساندة للحق الفلسطيني أن تفعل في مثل هذه الحالة؟.


الحديث طويل والقضايا التي يجب الحديث فيها أطول، ومساعدة المقاومة هو المطلوب، أما الاستغراق في التحليل والتوصيف والحديث عن عدوان واحتمالية ذلك وهل الموقف الدولي يتقبل، أو الموقف العربي، أو الظروف مهيأة للعدوان، الحديث في كل ذلك مفيد؛ ولكن يأتي متأخرا، ولا يجدي نفعا لان القرار الإسرائيلي ناجز.


المطلوب العمل على تحديد الأهداف والوسائل المختلفة لمواجهة العدوان المقبل على القطاع؛ لان المطلوب إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا ومن بعض النظم العربية هو القضاء على المقاومة وهم يعتبرون أن المقاومة في فلسطيني متمثلة في قطاع غزة، فالمطلوب القضاء على غزة مهما كان الثمن ، لذلك يجب أن تواجه هذه الخطوة بخطوة مضادة لها لا تمكن المخططين للقضاء على غزة والمقاومة، وفي نفس الوقت تجبرهم على دفع الثمن المادي والسياسي، وإفشال مهمة القضاء على المقاومة.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية