المقاومة بين اعتراف العدو وإنكار الرفيق
د.عصام شاور
المقاومة على أتم الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، هذا ما ظهر من خلال الرد المحدود لكتائب القسام على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. صواريخ القسام أثبتت فشل نظام القبة الحديدية التي لم تعترض سوى 10% من صواريخ المقاومة وهي نسبة مبالغ بها ومشكوك في صحتها.
دولة الاحتلال " إسرائيل" ربما استطاعت تخمين مدى التطور الذي طرأ على قوة المقاومة منذ حرب رصاص مصبوب حتى يومنا هذا، وقد اعترف العدو مبكرا بأنه لا يمكن القضاء على المقاومة حتى لو لجأ الى حرب شاملة ضد القطاع، والمستوطنات الواقعة في مرمى صواريخ المقاومة التي تضم أكثر من مليون مستوطن صهيوني أصبحت جحيما لا يطاق وقد خيم عليها الرعب والفوضى، ودرجة الخوف والهوس تزداد بقدر قرب المستوطنة من قطاع غزة، وهذا ما دفع رئيس مستوطنة سديروت إلى إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام حتى تضع حكومته حدا لصواريخ المقاومة، رئيس المستوطنة ومن معه أمام خيارات، الموت جوعا أو رعبا، أو مغادرة سديروت وباقي المستوطنات الى مناطق أكثر أمنا حيث يسكن قادة دولة الاحتلال أو أن تكف إسرائيل اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، ولا خيارات أخرى متاحة لدولة فاشلة ومغتصب جبان.
فلسطينيون أطلقوا نداءات عاجلة بضرورة عدم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، حتى يعلم المجتمع الدولي بأن إسرائيل مجرمة وان شعبنا ضحية لا حول له ولا قوة، ولكن ما الذي فعله المجتمع الدولي لدولة الاحتلال حين أحرقت غزة بالفسفور الأبيض وما الذي يقدمه الآن للشعب السوري الذي يذبح بدم بارد؟ نحن ضحايا مؤامرة دولية مثلما نحن ضحايا دولة الإرهاب " إسرائيل"،والمجتمع الدولي الذي لا يفرق بين إرهاب دولة وما تمتلكه من وسائل تدميرية وبين حق مشروع لشعب اعزل في الدفاع عن نفسه بوسائل قتالية متواضعة جدا لن يفيق حتى تعلن إسرائيل عن عجزها في إخضاع المقاومة ومنع قذائفها من دك المستوطنات وتعكير حياة المستوطنين.
" الرفيق " رباح مهنا_عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية يرفض بـ" شدة" أي هدنة مع المحتل الإسرائيلي لأنه يهود ويستوطن في القدس والضفة و يحاصر قطاع غزة ويقتل أبناء شعبنا يوميا، وهذه مشاعر نقدرها ولكننا نسأل عن أي هدنة يتحدث والمقاومة في قطاع غزة ما زالت تهاجم المستوطنات والمواقع العسكرية، ولا نخجل كذلك من توجيه سؤال آخر إليه طالما ذكر الضفة والقدس وجرائم الاحتلال فيها: لماذا اسقط اليساريون ومنهم الجبهة الشعبية خيار المقاومة في الضفة وتفرغوا لقرع الطناجر احتجاجا على غلاء الأسعار؟، وهل تحولت الكتائب اليسارية من مقاومة المحتل الإسرائيلي إلى مقاومة الغلاء والجوع وقطع المخصصات المالية للقيادة؟.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية