النائب النتشة: الأسرى سيخوضون معركة جديدة من الإضراب
دعا النائب محمد جمال النتشة من محافظة الخليل إلى تفعيل الحراك الشعبي مع الأسرى، مؤكدًا أن الأسرى يتنفسون بنبض الشارع الفلسطيني، وأن حراك الجماهير له أثر كبير على معنوياتهم في معركتهم المستمرة مع السجان المحتل.
وأوضح النتشة في تصريح خاص أن الحراك الشعبي والتضامني في معركة الأمعاء الخاوية دفع بالأسرى إلى الصمود والثبات على مطالبهم ، بل زادهم تحديا في وجه المحتل وإدارة السجون، لانهم أيقنوا أن الشعب لا زال يقف إلى جانبهم ولم ينسهم.
وطالب النتشة الجانب المصري بالضغط على الاحتلال للالتزام بالاتفاق الذي وقع بين الأسرى وإدارة السجون لوقف الاضراب برعاية مصرية ، مشيرًا إلى أن الاتفاق نص على إخراج كافة المعتقلين من العزل الانفرادي، ويجب عليهم أن يلتزموا بهذا الاتفاق وإخراج الأسير المجاهد ضرار السيسي من العزل الانفرادي، لأن هذا خرق للاتفاق.
وحذر النائب الذي خرج من سجون الاحتلال قبل فترة وجيزة ، من تمادي إدارة السجون بحق الأسرى والاعتداء عليهم، مؤكدًا أن الأسرى سيخوضون معركة جديدة من الإضراب في حال استمرار إدارة السجون من الاعتداء على الأسرى وعدم الالتزام ببنود الاتفاق السابق، وإخراج الأسير ضرار السيسي من العزل.
وفيما يلي نص المقابلة :
س: ما هي المشاكل والعقبات التي تواجه الاسرى ؟
ج: لعل أهم عقبة طرأت على الأسرى بعد انتفاضة الأقصى الثانية، أن إدارة السجون بدأت تتعامل مع الأسرى بطريقة همجية بعيدة كل البعد عن واقع العلاقة المتعارف عليها بين السجين والسجان، وإنما تتعامل معهم تعامل العدو وتحاسبهم على ملفاتهم وقضايهم وخاصة أصحاب القضايا الكبيرة بحقد وانتقام، وهذا لم يكن قبل العام 2000، حيث يتعرض الآن مجموعة من الأسرى أصحاب القضايا والعمليات الجهادية الكبيرة الى مضايقات يومية من مصلحة السجون أو ما يسمى فرق (النحشون)، الذين تعرضوا بالإساءة إلى عدد من الأسرى، كان في مقدمتهم ضرب المجاهد الكبير عباس السيد والقائد جمال أبو الهيجاء، لذاك أصبحت العلاقات متوترة على مدار الساعة بين الأسرى وإدارة مصلحة السجون الاحتلالية، مما حول السجون والمعتقلات الى ساحة مواجهة وحرب.
س: كيف واجه الأسرى الحملة الشرسة من إدارة السجون؟
ج: لقد كان لاعتداءات إدارة السجون الاحتلالية على الأسرى آثار بالغة، دفعت إلى توترات ميدانية وردات فعل كان لا بد أن تكون، حيث هاجم الأسرى سجانيهم بالأدوات الحادة، انتقامًا لاخوانهم من قيادات الحركة الذين تم الاعتداء عليهم، حيث قام الأسير عوض الصعيدي بهذا الدور من خلال مواجهة أحد ضباط مصلحة السجون الصهاينة، وقال له جهارًا نهارًا: هذه ضربة من أجل جمال أبو الهيجا وهذه ضربة من أجل عباس السيد، وهكذا بدأت حالة من الفعل ورد الفعل، انتصارًا للأسرى، ولم تتوقف حالة التوتر داخل السجون، فالأخبار تشير إلى تردي الأوضاع في سجن نفحة الصحراوي حيث قامت سلطات السجون بالاعتداء على الأسرى وخاصة القائد المجاهد جمال الهور، فحالة السجناء غير مستقرة، وهي على وشك الانفجار.
س: هل التزمت إدارة السجون الاحتلالية بما تم الاتفاق عليه بعد وقف الاضراب الأخير من قبل الأسرى؟
ج: كان هناك ما يقارب 120 بندًا في هذا الاتفاق الذي وقع بوساطة مصرية بين الأسرى وإدارة السجون، التزمت "إسرئيل" بجزء منها، مثل خروج المعزولين وزيارة أهالي أسرى غزة ، وكان هناك إخلال في الالتزام في البند الخاص بالأسير ضرار أبو سيسي، كما كان هناك مطالب أخرى لتحسين حالة السجناء اليومية ، وهذه المطالب لم يحقق منها إلا شي بسيط، وهذا جعل التوتر يعود من جديد إلى أقبية السجون، وهذا قد يقود المعتقلين الى جولة إضراب جديد لتحقيق حقوقهم.
س: كيف ساعد الحراك الشعبي والتضامني مع الأسرى في تحقيق انتصارهم في معركة الأمعاء الخاوية؟
ج: أهم ما يحتاج له الأسير المضرب هو المؤازرة المعنوية، فكانت المؤازرة المعنوية من جماهير شعبنا هي مؤازرة قوية ومواكبة يومية، وكان الشارع يتحرك بنشاطاته وفعالياته على مدار الساعة، هذا كان يعطي دفعه للأسرى بمواصلة إضرابهم فكان الإضراب شاقًا، وكانت هناك حالات مرضية يومية يطرأ عليها مضاعفات كادت أن تودي بحياة العديد من الأسرى المضربين، إلا أن وقوف شعبنا الفلسطيني المميز في نصرة الأسرى، بالإضافة إلى تفاعل وسائل الإعلام كافة، أدى إلى إعطاء دفعة كبرى للأسرى نحو المزيد من الصبر والإصرار والتحدي لتحقيق أهدافهم، وقد حققوا أهدافًا مهمة جدًا كان من بينها إخراج المعزولين باستثناء المجاهد الكبير ضرار أبو سيسي الذي نكثت إدارة السجون في قضيته.
وأنا من هنا ومن هذه المقابلة؛ أطالب الجانب المصري الذي كان راعيًا لاتفاق الأسرى بكل تفاصيله، أن يتابع كافة بنود الاتفاق، ويضغط على حكومة الاحتلال للالتزام ببنود الاتفاق، وأن يواصل مساعيه وجهوده لوقف هذه الخروق لاتفاق الأسرى وأطالبه أن يضغط بقوة لخروج الأسير ضرار السيسي من العزل الانفرادي.
س: كيف تابع الأسرى الحرب على غزة وكيف كان أثر هذا الانتصار للمقاومة على نفوسهم؟
ج: في الحقيقة شكل انتصار المجاهدين والأهل في غزة نقلة نوعية في واقع الأسرى، وكان له أثر معنوي كبير ليس فقط على الأسرى وإنما على الشعب كله، فقد أعاد هذا الانتصار الثقة للأمة، وأكد بأنها تستطيع أن تصنع شيئًا. أنا كنت في ذلك الوقت في سجن عسقلان وكنا نشعر بالشيء عن قرب وخاصة أننا قريبون من النقاط الساخنة، وهذا كان يخلق جوًا جديد ومفرحًا للأسرى.
س: "حماس" اليوم حركة إقليمية كبيرة، هل يعني ذلك أنها تتأثر بمحيطها، وهل ينعكس ذلك على سياستها؟
ج: "حماس" حركة كبيرة تنتقل إلى الأمام بخطوات واثقة وكبيرة، هذه الحالة المتقدمة واكبها حالة متقدمة للحركة الإسلامية العالمية في أكثر من مكان، وخاصة الشقيقة مصر، وهذا التحول الإقليمي الواضح زاد حماس قوة، وجعلها تخط سارها بخطى واثقة وثابته لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، حماس لها امتدادات عربية وإسلامية وهي تسعى لتعزيز ذلك، ولكن ليس على حساب ثوابت القضية، وعلى الأمة العربية والإسلامية واجب كبير في نصرة قضيتنا وشعبنا في فلسطين، وهذه النصرة وتقديم الدعم والعون ليس بحاجة إلى ثمن، لذلك فإن حماس تتعايش مع الأمة في إطار مسؤولياتها وواجباتها.
س: ألا تشعر أن سياسات "حماس" أحيانًا تتأثر بالدعم العربي لها، وخاصة قطر؟
ج: دائمًا أقول: إنه واجب على الأمة حكومات وشعوب، عربًا ومسلمين وأحرار، أن يدعموا حماس وأن يدعموا قوى المقاومة في الشعب الفلسطيني، دعمًا ماديًا ومعنويًا على كل صعيد، فهذا واجب الأمة، وليس له ثمن لأن حماس تمثلهم في هذا الواجب، وتمثلهم في الخط المتقدم وخط الرباط، فهي الأمام في مقاومة عدو الأمة ومدنس مقدساتها، فلذلك ينبغي أن يكونوا خلف حماس وخلف كل المقاومين وكل الحريصين على القدس وعلى تحرير الاقصى وفلسطين.
حماس تقبل الدعم من جميع الدول العربية والإسلامية، ولكنها لا تقبل الدعم المشروط، ولعل موقفها من سوريا دليل واضح على أنها ليست تبعًا لمن يدعمها، فعندما كان هنالك من النظام السوري الظلم الكبير الواقع على الشعب لم تجامل النظام السوري مع أنها الخاسر الأكبر من هذا الموقف، أعلنت موقفها بكل جرأة وأنها ليست تبعًا لأحد ومن يريد أن يدعهمها لا ينبغي أن يطلب منها التأييد لسياسته التي فيها جور وظلم للشعب.
س: كيف ترى "حماس" بعد فوز مرسي؟
ج: يبدو واضحًا أن مصر في عهد الرئيس محمد مرسي فيها تحول، وهذا لا يعني أن حماس ستتحول عن أهدافها لتكون تبعًا لأحد، مصر كدولة تحولت مواقفها إلى مواقف وطنية أكبر من الماضي، وقومية أكثر، وهذا هو واجبها ودورها الذي تنتظره الأمة. والعلاقة بين حماس ومصر اختلفت باختلاف النظام، فقد أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه سابقًا، مع انتفاء التبعيات، فبكل بساطة ليس مرسي تبعًا لحماس وسيكون هو مع سياسية الشعب المصري وقضايا الشعب المصري، ونحن لا نطالب إلا أن نكون مع أولوياته، وكذلك أيضًا ستكون حماس مع أولوياتها وإذا كان هناك تعارض بين مصلحتها ومصلحة النظام المصري ستكون مع مصلحة الشعب الفلسطيني، ولن تتعارض لأن مصالح الأمة بعضها من بعض.
س: ملف المصالحة قبل الثورة كان بيد المخابرات واليوم بيد الخارجية هل سيؤثر ذلك على فحوى المصالحة؟
ج: يؤثر إيجابا على ملف المصالحة، وجميل جدًا أن خطت القيادة المصرية الجديدة خطوات نحو التعامل مع ملف غزة من خلال وزارة الخارجية، لأننا نحن حريصون على أن فلسطين هي فلسطين ومصر هي مصر، فعندما يتعامل النظام المصري الواعي الجديد مع غزة عن طريق وزارة الخارجية فهذا تعزيز على أن غزة ليست ضمن مصر، وعندما كان يعاملونها على أنها ملف من المخابرات الداخلية فكأنما يتعاملون معها كأنها جزء من مصر، ولذلك فإن الوضع الآن أفضل بكثير وله دلالاته التي تؤكد أن الحوار يجري من خلال وزارة الخارجية ضمن سياسة التفاهم المشترك وليس تحت مظلة الهيمنة الأمنية وهذا سيكون له آثاره الإيجابية على المصالحة.
عن المركز الفلسطيني للاعلام
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية