النكبة ونزع الشرعية ... بقلم : د. يوسف رزقة

الإثنين 19 مايو 2014

النكبة ونزع الشرعية

د. يوسف رزقة

معركة ( نزع الشرعية) واحدة من المعارك الممتدة التي تخشاها قيادات دولة الاحتلال. في الخامس عشر من مايو في كل عام يتجدد الإحساس الصهيوني بوطأة هذه المعركة. في هذا التاريخ من كل عام يحيي الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة، وفي الضفة وغزة، وفي الشتات خارج الوطن ، ذكرى النكبة الفلسطينية في عام ١٩٤٨م، وهو التاريخ الذي انتهى بطرد الفلسطينيين من وطنهم، والاستيلاء على أرضهم وممتلكاتهم بقوة السلاح.

لقد ربطت ( المصادر التاريخية، وقرارات الأمم المتحدة) ، بين نكبة الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بقوة السلاح. حيث فرض الاحتلال الأمر الواقع على الأرض على مدى (٦٦) عاماً حتى الآن. ولأن هذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها، ولأن هذه الحقيقة مؤلمة لدولة الاحتلال، وتنزع عنها الشرعية (قانونياً، وإنسانياً، ووجودياً، وسياسياً) ، حيث لا يستطيع أحد في العالم من أهل الحكمة والإنصاف أن يقبل بأن يحدث هذا مع شعبه.

ومن ثم ترفض إسرائيل احتفالات النكبة، وتهاجم القائمين عليها وتتهمهم بأنهم في احتفالاتهم السنوية يمارسون عملية نزع شرعية عن وجود إسرائيل في الرأي العام الدولي، ويخلقون وجداناً عاماً رافضاً لدولة الاحتلال، بوصفها كياناً مغتصباً ، لا سند له من التاريخ، والواقع. وهي موجودة في المنطقة العربية بقوة السلاح والآلة العسكرية.

في ضوء احتفالات النكبة، وقد كانت في هذا العام نشطة بشكل مميز، وكانت معبرة عن الحق الفلسطيني التاريخي والوجودي بشكل متقدم، اطلعت على الإعلام الصهيوني، وعلى المواقف السياسية الإسرائيلية، فوجدتها تواجه احتفالات النكبة بطريقين :

الطريق الأول يتجه إلى إنكار النكبة إنكاراً تاماً، واعتبار الرواية العربية رواية مزيفة. وهم يقولون إن ما حدث لا يدخل في باب النكبة، ولا يحمل مفهومها.

والطريق الثاني لا ينكر النكبة تاريخياً، ولكن ينكر المسئولية الإسرائيلية عنها، ويجعلها مسئولية عربية بالدرجة الأولى. وأن من خرج من فلسطين في عام ١٩٤٨ خرج بإرادته، وجاء خروجه نتيجة مباشرة للمعارك التي حدثت مع الجيوش العربية.

(الشمس لا تغطى بغربال) . بهذا المثل يمكن الرد على طريقتَيْ دولة الاحتلال في مواجهة النكبة. ومن ثم فهو دفاع متهافت ، حتى عند المثقفين اليهود في العالم. دولة الاحتلال أخذت شرعية الوجود في أرض فلسطين بقرار دولي، وبقوة الاحتلال، وبالأمر الواقع الذي فرضته الهزائم العربية على أصحاب الأرض.

ولكن الأمر الواقع لا يملك سلطان البقاء والدوام، لذا فإن الاحتلال حيثما كان يشعر باستمرار بقلق الوجود، ومن ثم كانت احتفالات النكبة هذا العام هي السياط التي تلهب ظهر الشرعية المزيفة، وهو طريق يجدر بالعمل الفلسطيني المشترك مواصلته، وتطويره، من خلال تعميق الحقيقة في ثقافة الرأي العام ، ومن خلال خلق حالة وجدانية معادية لفكرة الاحتلال بقوة السلاح، مع المطالبة بحق العودة للفلسطينيين وبدون مساومة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية