الهندي: كارثة "الأونروا" نار ستحرق الجميع

الأحد 02 أغسطس 2015


الهندي: كارثة "الأونروا" نار ستحرق الجميع


حذّر رئيس اتحاد الموظفين في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) سهيل الهندي، من مغبة اتخاذ الأخيرة قرارها بتأجيل أو وقف العام الدراسي الجديد، مؤكداً أن هذا القرار سيكون بمثابة "نار ستحرق الجميع".

وأشار الهندي في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أن المبلغ المذكور من قبل الأونروا (101) مليون دولار، ليس مبلغاً كبيراً بالنسبة للدول الكبيرة المانحة، التي دعمت الأونروا على مدار 67 عاما، محذراً من خطورة أن يكون هناك قرار دولي سياسي بإنهاء قضية اللاجئين عبر وقف عمليات الأونروا في المناطق التي تعمل فيها.

ووصف رئيس اتحاد الموظفين قرار الأونروا بـ"الكارثة"، حيث سيطال أكثر من نصف مليون طالب، ومنع أكثر من 22 ألف مدرس من الاستمرار في وظائفهم وتلقي رواتبهم، وإغلاق أكثر من 700 مدرسة.

وأكدّ أنه حتى اللحظة لا يوجد لدى "الأونروا" قرار بتأجيل العام الدراسي الجديد أو وقفه، وهو ما سيتحدد مصيره منتصف الشهر الجاري، مضيفاً: "لكن ليس لديها قرار أيضاً باستمرار الخدمات التعليمية للعام الجديد" كما قال.

 وفيما يلي نص المقابلة:

 - ما هي نتائج مؤتمر الموظفين العام، وعلى ماذا ارتكزت؟

 نتائج المؤتمر ارتكزت أن هناك عجز مالي قيمته ١٠١ مليون دولار، وخلال الشهرين الأخيرين بحثت الأونروا عن مانحين وممولين فلم تجد أي زيادة في دعم بأي مبالغ إضافية، فكانت الحجة بالنسبة لها عدم وجود أموال لتسيير أعمالها وخدماتها في القطاعات المختلفة التعليمة والصحية؛ لكننا بالنسبة لنا كاتحاد عام للموظفين ومؤتمر عام للموظفين نعتبر أن هناك أسباب أخرى وربما تكون أسباب سياسية وراء عدم إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها المالية.

للأسف الشديد أن الخطوة الأولى التي اتخذتها الأونروا، قرار تأجيل العام الدراسي؛ فهذا موضوع خطير جدا أن تبدأ الأونروا بالخدمات التعليمية التي تمثل عنوان الشعب الفلسطيني ونقطة ارتكازه وروح الحياة بالنسبة له في ظل الاحتلال والحصار؛ ومعروف أن التعليم رأس مال الشعب؛ وان تبدأ الأونروا بتقليص خدماتها التعليمية فهذا مرفوض جملة وتفصيلا.

 نحن من جانبنا طالبنا إدارة الوكالة بالوفاء بالتزاماتها والبحث عن ممولين ومانحين جدد؛ لكن حتى هذه اللحظة كل المؤشرات تتجه في إدارة الوكالة إلى إيقاف أو تأجيل العام الدراسي.

 - هل لديكم معلومات باتت مؤكدة أن الأونروا قد تقدم على تأجيل العام الدراسي؟

 حتى الآن كان اجتماع المفوض العام للأونروا ونائبه؛ وقد قالوا إنهم سيتخذون القرار في منتصف شهر أغسطس/آب؛ لكن حتى الآن لا يوجد أي أموال إضافية من المانحين بحيث تقوم إدارة الوكالة بتسيير أعمالها في مناطق عملها الخمس (غزة - الضفة - الأردن - لبنان - سوريا)؛ بالتالي عدم وجود أموال يحتم على الوكالة اتخاذ قرار بإيقاف العام الدراسي، وهذا سيؤثر على نصف مليون طالب وأكثر من ٢٢ ألف معلم فلسطيني، سيتوقفون من التوجه إلى أماكن عملهم في حين أن أكثر من ٧٠٠ مدرسة ستتعرض للإغلاق في المناطق الخمس.

وللأسف أن ذلك يتزامن مع الأوضاع المأساوية التي يحياها الشعب الفلسطيني من حصار وإغلاق واحتلال على غزة والضفة، والحرب الأهلية في سوريا، والأوضاع المعيشية الصعبة في لبنان والأردن.

 - ما الجديد على "الوكالة"، كون أن المساعدات والتمويل توقف تجاه برامجها؟

يمكن إعادة النظر في إدارة الأونروا للأموال، فهناك عجز مالي يُرحل سنوياً وتراكمات لأول مرة تصل إلى 101 مليون دولار، وهي ليست تراكمات 2015 بل هي تراكمات سنوية، كان الأجدر بإدارة الوكالة عدم إضافة إضافات مالية للسنوات، حتى تتراكم بهذا الشكل وتبقى عجزاً غير قادرة على التخلص منه.

 المبلغ 101 ليس مبلغا خياليا، بل هو مبلغ بسيط بالنسبة لدول العالم المانحة، والأصل بهم أن يدفعوا هذه الأموال، لكن للأسف الشديد حتى اللحظة لا مجيب بالنسبة لهذه الأموال.

 - ما هي المخاوف أو السلبيات المترتبة على قرار الأونروا إذا ما تم؟

 هي كارثة بالنسبة للشعب الفلسطيني، فلأول مرة منذ 67 عاما، فمنذ نكبة الشعب الفلسطيني عام 48 تتخذ الأونروا وإدارة الوكالة إجراء بإيقاف العام الدراسي وتقليص الخدمات في كافة مؤسسات الوكالة، وهذه نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، فيكفي للشعب ما يعانيه من آلام ومعاناة.

 أنا أتصور إذا ما أقدمت إدارة الوكالة على تنفيذ هذه التهديدات بوقف العام الدراسي أو تأجيله وتقليص الخدمات؛ سيكون لها تأثيرات سلبية في كل النواحي، سواء التعليمية أو الصحية، فمعظم اللاجئين أو جلهم يتوجهون لعيادات الوكالة، وفي حال إغلاقها وعدم إيفائها بهذه الخدمات، سيتوقف الناس عن الاستفادة منها، وكذلك الشؤون الاجتماعية بشكل كبير جداً، والحياة ستصبح أكثر تعقيداً بالنسبة للاجئ الفلسطيني.

 - ما هو حجم الجهود المبذولة لردع "الأونروا" عن اتخاذ هذا القرار؟

 للأسف الشديد نتحدث بمرارة، فالجهود الفلسطينية المختلفة سواء كانت السلطة الرسمية، أو لمنظمة التحرير أو اللجان الشعبية والفصائل، غير فعالة.. وهنا نتساءل عن سر هذا التقاعس لأن هذه النار ستأكل الجميع وأول من ستأكل هي السلطة ومنظمة التحرير والفصائل.

هناك تراخٍ وعدم جدية كبيرة جداً رغم بعض الخطوات من البعض، نحن من طرفنا كاتحاد موظفين نحاول أن نجمع الشتات الفلسطيني كله على قلب رجل واحد، ستكون خطواتنا موحدة من أجل وقف هذا التدهور الخطير على اللاجئين الفلسطينيين.

 - هل تعتقد أن جهود الأونروا جادة لتلافي اتخاذ مثل هذا القرار الخطير، أم أنه قرار سياسي وليس مالي كما يشاع؟

 كما قلت المبلغ المالي 101 مليون دولار ليس مبلغا كبيرا بالنسبة للدول المانحة، لذلك هناك ما وراء الكواليس، فلا شك أن هناك أمورا كثيرة وخطيرة جداً على رأسها الأمور السياسية، ونخشى أن يكون هناك توجه عالمي لإنهاء قضية اللاجئين على أساس إنهاء شيء اسمه "وكالة الغوث" كعنوان كبير للشعب الفلسطيني وهذه خطورة الأمر.

 ونحن تحدثنا إلى إدارة الوكالة إذا كان الأمر ماليا فهذه مسؤولياتها للبحث عن الأموال وتوفرها، وإذا كان الأمر سياسيا وهو ما نعتقده فنحن على استعداد إلى الوقوف بجانب الوكالة والمفوض العام لمواجهة هذه الخطوة وهذا الأمر المؤلم على الشعب الفلسطيني.

 - هل هذا القرار تمهيداً لتوقف عمل وكالة الغوث كما يتنبأ بعض المراقبين السياسيين؟

 حتى الآن إدارة الوكالة تقول إنه ليس لديها قرار بوقف العمليات في المناطق الخمس، ولكن في ذات الوقت ليس لديها أي قرار باستمرار العمليات في بداية الفصل الدراسي الجديد، وهي تقول إذا لم أتمكن خلال الأسبوعين القادمين من توفير الأموال سيعلن المفوض العام في منتصف شهر آب/ أغسطس الجاري عن خطوات بما فيها تعليق العام الدراسي.

 - ما هي خطواتكم التالية فور علمكم بقرار الأونروا تأجيلها للعام الدراسي؟

  إذا ما أعلنت إدارة الوكالة والمفوض العام تأجيل العام الدراسي؛ سنتخذ خطوات قوية جداً بما فيها وقف كافة عمليات الوكالة في كل المناطق الخمس رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الإنسان الفلسطيني، ستتوقف كافة الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية وهو أمر صعب، ولكن حتى تصل الرسالة للعالم هناك توجه لدينا وليس قرارا، حتى اللحظة في المؤتمر العام لاتحاد الموظفين باتخاذ هذا القرار حتى يقف العالم أمام مشكلة أكبر ويتحمل المسؤولية عن هذه الكارثة.

 - هل تتوقعون أن يكون هناك تمديد لهذا التأجيل إذا ما تم؟

 حتى التأجيل قرار ليس بسيطا وليس بهين، بعد حوالي 67 عاما لا يتوجه الطلبة إلى مدارسهم، والفاجعة الأكبر والسؤال الأخطر.. أين سيذهب الطلبة؟ إما للانحراف الفكري أو الانحراف الأخلاقي، وأما البحث عن بدائل لن تكون في مصلحة الشعب الفلسطيني ولا مصلحة العالم، وبالتالي تأجيل العام الدراسي خطورته كبيرة جداً على المجتمع الفلسطيني والعالم بأكمله.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية