الوحدة الوطنية الفلسطينية بين الاستراتيجية والتكتيك
أحمد خليل
أحمد خليل
استمرار التجاوب مع الجهود الرامية للعودة للمفاوضات العبثية، يدلل على استمرار تجاهل إرادة الشعب الفلسطيني، بفصائله الوطنية والإسلامية، وعدم الاكتراث بمواقفها الرافضة للعودة للمفاوضات، من قبل قيادة متنفذة ومهيمنة على القرار السياسي الفلسطيني، وفق حسابات فئوية ضيقة، تنسف أسس المصالحة الفلسطينية المنشودة، ومخالفة لما تقتضيه المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، بضرورة العمل الجاد على إتمام المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية، وتهدر فرصة لبلورة مشروع وطني مقاوم.
السؤال الذي ينبغي حسمه دفعة واحدة وإلى الأبد هو: هل تحقيق المصالحة الفلسطينية بكل ما تعنيه من إنهاء لمظاهر الانقسام والاقتسام، على طريق تحقيق وحدة وطنية مجتمعية قادرة على بلورة مشروع وطني بروافع جديدة تسقط المشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين، مسألة استراتيجية أم تكتيكاً سياسياً؟
التجاوب مع الجهود الرامية للعودة للمفاوضات العبثية ليس فيه مصلحة لأحد سوى ل"إسرائيل" ومساعيها لضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية وتكريس الانقسام الفلسطيني، وتطبيع علاقاتها مع الدول العربية، والخروج من عزلتها الدولية، وتضليل الرأي العام الدولي حول حقيقتها كدولة عنصرية كولونيالية، ترتكب أفظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
ما يثير الشكوك والمخاوف هو أن يكون الحديث عن المصالحة تكتيكاً ساذجاً وكورقة ضغط على الجانب الأميركي والجانب الإسرائيلي، من أجل الحصول على تنازلات من الجانب الأميركي والجانب الإسرائيلي، وهناك خشية من أن يتم تجميد كل ما له علاقة بموضوع المصالحة، بعد أن قال الإسرائيليون أكثر من مرة للرئيس محمود عباس، بأن يختار إما المصالحة مع حماس وإما استمرار ما يسمى بمفاوضات السلام. لمجرد أن يقدم الجانب الإسرائيلي تنازلاً ولو شكلياً في موضوع الاستيطان.
المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، وتوحيد الصف الوطني بكل قواه وفصائله ضمن إستراتيجية نضالية موحّدة، وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس تحمي الثوابت والحقوق والمقدسات، وتحقق تطلعات شعبنا وينبغي أن يكون استراتيجية ثابتة وليس تكتيكاً سياسياً ينسف كل جهود وتضحيات الفلسطينيين من أجل التحرير والعودة.
صحيفة الوطن القطرية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية